من المتوقع ان يقوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بزيارة للكويت اليوم الاربعاء. ومع حرصنا في الكويت على ايجاد علاقة مميزة مع كل جيراننا، مبنية على حسن الجوار والثقة المتبادلة، فإن تصرفات رئيس الحكومة العراقية لا تساعد على ايجاد مثل هذه العلاقة المنشودة، فهو لم يتمكن من التعايش السلمي مع شركائه السياسيين حتى نتوقع ان يفعل ذلك مع جيرانه، فها هو يطلب من رئيس الجمهورية ان يعطي نائبه طارق الهاشمي اجازة ويغادر، ولما رفض ذلك كلف محمود المشهداني ابلاغ الهاشمي بعدم رغبة رئيس الحكومة في وجوده في العراق!
المالكي رفض فكرة دفع التعويضات المستحقة للكويت على شكل مشاريع في العراق! وعندما أصدرت جماعة «عصائب الحق» بياناً اعترفت فيه بقصفها لميناء مبارك الكبير، رفض ادانة البيان ومَن اصدره، بل ضغط على القضاء عنده ليصدر صك براءة لهذه الجماعة!
قبل ثورة الشعب السوري كان يتهم سوريا بأنها مصدر الارهاب في العراق، وجمع ملفات في ذلك وسلمها الى وزير الخارجية التركي، فلما ذهب الاخير بهذه الملفات الى بشار الاسد، شكك بالمالكي، وبين عشية وضحاها يصرح بأن دعم النظام السوري واجب على العراق، لأن الاوامر جاءت إليه من وراء النهرين! وتأتينا الاخبار لتقول ان منفذ القائم ومنفذ الوليد على الحدود العراقية ــــ السورية يشهدان كل يوم ميليشيات عراقية تعبر لدعم النظام المتهالك في سوريا!
إن هذه الملفات وغيرها لا تشجعنا على التفاؤل بهذه الزيارة.. وخوفنا ان يستمر غيرنا في ابتزازنا.. ونستمر نحن في ممارسة دور البقرة الحلوب.
****
* «الإخوان» والإمارات
بعد صدور توضيح من «الاخوان المسلمين» في مصر بشأن بيان الناطق الرسمي لهم حول تصريحات مدير الشرطة في دبي، هذا التوضيح الذي اكد عمق العلاقة بين الطرفين، وحرص «الاخوان» على استقرار الامارات وخصوصيتها، اقول بعد هذا التوضيح نتمنى من جميع الاطراف التفرغ لما هو اهم ولما يزيد من لحمة الشعوب العربية والاسلامية، ونتمنى عدم النفخ في نار الفتنة، وكأن البعض «ما كذّب خبر» ووجد ضالته في تصريح غزلان! واقول لبعض نواب الدائرة الاولى الذين هرولوا لاستغلال هذه الفتنة الطارئة ان موقفهم هذا أزال التهمة التي أُلصقت بـ «الاخوان المسلمين» عن علاقتهم المتميزة بطهران.
***
* الرايات السود
هل تستحق حادثة دخول النواب وآخرين لمجلس الامة كل هذه الضجة الاعلامية؟! من الذي ضاعت اولوياته؟ هل هم من قدم عشر قضايا تتعلق بالفساد وكشفه، وقوانين الذمة المالية واستغلال السلطة القضائية والحريات العامة، ام هذا الذي اشغل الناس برفع الرايات السوداء احتجاجا على «اقتحام» المجلس؟!
نائب أعلن عن نيته تقديم قانون للحشمة! فليقل هذا النائب ما يشاء، وهو يتحمل ما يقول.. لكن ان يتم التعمد بتشويه اداء كل النواب والدعاء بالويل والثبور على مستقبل البلاد والاجيال، وإشغال الناس بتخويفهم من هذا النائب.. فهذا هو المسلك السيئ والتصرف الخطأ، وعدم احترام عقول الناس.
***
* نصيحة للاغلبية النيابية:
لا تشغلكم الاقلية التي افلست شعبياً وبرلمانيا عن قضاياكم واولوياتكم.. اتركوهم لنا وللتاريخ نتصرف معهم.