من أشعل النيران الحمراء في لبنان الأخضر تلبية لأوامر وأموال الخارج ليسوا مخلوقات قرمزية قادمة من الكواكب الأخرى، بل من قام بذلك الجرم الشنيع هم قيادات وزعامات لبنانية وطنية ودينية كانت تدعي أن فيما تقوم به من قتل وفتن وتخريب وتدمير هو لمصلحة لبنان وشعبه؟ وكان الاتباع المغرر بهم يصدقون وبحق تلك الأكاذيب السافرة ولم يسأل أحد منهم قط تلك الزعامات الخالدة بأنه إذا كان كل ذلك الذبح والهدم دلالة حب فكيف تكون دلالة الكره إذن؟
*****
وبعد كل تلك السنين الطوال على بدء وانتهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 17 عاما لم يعترف أحد قط من تلك الزعامات الوطنية والدينية «المخلصة» بأنه كان يقوم بتلك الجرائم الكبرى حصدا للمال الحرام وطمعا في السلطة والقوة، والأمر كذلك في العراق والصومال وفلسطين وغيرها من البلدان فهل نختلف نحن عنهم أي هل عفت أو ستعف شخصيات وقيادات سياسية وإعلامية كويتية عما لم تعف عنه القيادات المثيلة في الدول الأخرى؟ الإجابة في نظرنا واضحة ومشروع تخريب وحرق الكويت قائم ومستمر والرايات التي سيتم حرقها تحتها هي نفس الرايات المدغدغة الجميلة من الحفاظ على الوطنية ومحاربة الفساد والتمسك بالدين..إلخ.
*****
أما الواقع فهو على العكس من ذلك تماما ففي الأفق مخططات وفتن قادمة تتلوها فتن هي كالزوابع والأعاصير المزمجرة يحتاج مشروع إيقافها وإفشالها التوقف عن رفع من ينوي دمارنا على أكتافنا وفوق أعناقنا، وتصديق ما نسمع من أكاذيب مدغدغة لا ما نرى من حقائق مؤلمة كي لا يصدق علينا قول أمير الشعراء أحمد شوقي: بأننا شعب كالببغاء.. عقله في أذنيه!
*****
القراءة المتأنية لنتائج الانتخابات الأخيرة تظهر سهولة انقياده الشباب الكويتي المغررين لمصلحة من يخدعهم ثم يتركهم يواجهون المصاعب وحدهم ليخرجوا بعد ذلك أكثر طواعية وحبا وخنوعا لمن خدعهم، وكراهية ومقتا وحقدا لمن يحرص على مصلحتهم ومستقبلهم عبر حفاظه على وطنهم آمنا لهم و… عفارم شباب… وقود لا يقود!
*****
آخر محطة:
1 ـ من قضايا التحريض السافرة ضد الوزراء الجدد لخلق حالة عدم استقرار سياسي ما عرض على اليوتيوب من طلب سمو رئيس مجلس الوزراء من أحد الوزراء التصويت بنهج معين، والحقيقة الجلية تظهر أن تصويت الوزراء بعكس النواب يتم بشكل تضامني موحد، ومن الأمور المعتادة والتي تحدث في كل جلسة أن ينشغل أحد الوزراء بالحديث مع زميل له أومع أحد النواب ويأتي طلب تصويت مفاجئ فيلتفت الوزير لرئيس مجلس الوزراء أو لوزير آخر لمعرفة كيفية تصويت الحكومة ليتضامن معها حيث لا يصح له التصويت ضدها.
2 ـ ومن قضايا التحريض غير المسؤولة البحث في مقالات أحد الوزراء قبل توليه الوزارة ومحاسبته عليها في وقت يفرض الدستور المتباكى عليه أن تكون المحاسبة منذ بدء التعيين في الوزارة لا قبلها.
3 ـ حزنت على خروج الوزير الرائع محمد النومس أكثر الله من أمثاله وإن شاء الله أن يكون الوزير شعيب المويزري خير خلف لخير سلف.