العزاء الحار للكويت قاطبة ولأسرة آل الصباح الكرام لوفاة أحد ابطال التحرير المغفور له الشيخ سعود الناصر الصباح، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
****
وكان الشيخ سعود الناصر رحمه الله قد قرر قبل فترة قصيرة العودة للكويت رغبة منه في الموت على ارضها وهو من خدمها بعمله وجهده وكفاءته سفيرا ووزيرا، وقد استطاع بوفواز في سنواته الاخيرة ان ينفتح على ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الكويتي كافة ويتصافى ويتسامح مع من كانوا خصومه لذا ذهب لملاقاة خالقه والناس كافة راضون عنه وعن أدائه التاريخي في خدمة الكويت.
****
وسيرة بوفواز بها دروس وعبر حيث تم استقصاده باستجواب ظالم في 17/2/1998 كونه آمن بالدستور ـ نصا وروحا ـ الداعي لتعزيز الحريات رافضا ان يكون مساهما في قتل معرض الكويت للكتاب وتقليص مساحة الحرية في البلد عبر منع ومصادرة المئات من الكتب، وكان واضحا ان الاستقصاد الذي حرم الكويت من قدرات بوفواز وكفاءته وعلاقاته الدولية وكان الخطر الصدامي لا يزال قائما وداهما آنذاك، لم يكن بسبب عدم كفاءته او نقص في امانته، بل كان استقصادا خالصا على «الهوية» تكرر فيما بعد عشرات المرات تجاه وزراء شديدي المهنية والاحتراف دون ان يرف رمش او جفن لمن يحرم بلدنا من افضل قدراته، ومازالت دوافع تلك الاستجوابات الكيدية المتتالية وما دفع فيها من اموال خافية عن العيان انتظارا لعملية بحث تاريخية تكشف المستور وتعري المواقف خدمة للحقيقة والتاريخ.
****
نذكر هذا ونحن على ابواب انتخابات جديدة لحقبة جديدة مستذكرين حقيقة التغيير في النهج والشخوص الذي اصاب أحد اطراف اللعبة السياسية ونعني الحكومة، حيث تغيرت قياداتها مرات عدة دون ان تتوقف سلسلة الأزمات التي اعاقت مسار الكويت التنموي وقد حان الوقت ربما لتغيير جذري في شخوص ومنهاج المعارضة أي الطرف الآخر في اللعبة السياسية (للأفضل بالطبع) كي تنعم الكويت بفترة هدوء طويلة ومستحقة نتفرغ خلالها للتنمية ونبتعد عن الأزمات السياسية المتلاحقة والمصطنعة التي تتسبب في إبعاد أفضل العناصر عن الحكومة ونبعد بالتبعية عن الأجندات الشريرة التي لا تروم الخير للكويت وشعبها.
****
آخر محطة:
(1) ردا على مقال الزميل العزيز حسن علي كرم المنشور في صحيفة «الوطن» بتاريخ 21/1، والذي أحرص في العادة على متابعة ما يكتب لما فيه من نهج عاقل ووطنية خالصة، اقول ان اعتراضي هو على خارطة الطريق الخاطئة تماما لمسيرة «خصخصة الكويتية» والذي مر بعكس «جميع» تجارب الخصخصة في العالم بإلغاء مشروع تحديث اساطيلها ومن ثم توقف التوسع في خطوطها وتسبب المسار الخاطئ الذي ننتقده بمضاعفة خسائرها من 9 ملايين دينار عام 2007 الى 90 مليون دينار عام 2011، فهل هذا هو الطريق الصائب للخصخصة؟ ان ما ندعو إليه هو التحديث السريع لأساطيل المؤسسة والتوسع في خطوطها لاستيعاب المزيد من العمالة الكويتية المنتجة وعدم التدخل في أعمالها او التوظيف الصوري فيها، وتحويلها للربحية، ثم للدولة بعد ذلك ان تحتفظ بها لخدمة مشروع كويت المركز المالي او بيعها وخصخصتها وهي في اجمل صورها، فحتى من يريد بيع سيارته القديمة لا يعرضها وهي في أسوأ حالاتها كما عرضت «الكويتية».
(2) لا نختلف مع الزميل العزيز حسن علي كرم على ضرورة ان تحتفظ كل دولة خليجية بخصوصيتها حال قيام الاتحاد الكونفيدرالي وتركيزنا شخصيا هو على خلق حلف عسكري خليجي كحال «الناتو» يحمي دولنا وافرة الثروات قليلة السكان، فغزو واحد يكفي اما اوجه الوحدة الأخرى فيمكن لها ان تنتظر التطور السياسي والاقتصادي كما حدث في اوروبا، كما نتفق مع الزميل حسن على وجود اجندات مريبة للإضرار بالكويت معمول بها منذ مدة.. ومع المودة.