حاربنا ودافعنا عن بلدنا الكويت وقضاياها العدالة طوال عقود ولم نرفع أصواتنا قط على كويتي بل خصصنا بها الصداميين من الأعداء، بينما اختص بعض الكويتيين بلدهم الكويت والكويتيين من منافسيهم بغضبهم وعلو صوتهم ولم نرهم قط يدافعون عن شعبنا وقضايانا وأسرانا وشهدائنا أمام فيالق الإعلام من رجال صدام.
***
وقد حان الوقت لدينا لأن ندافع عن الكويت أمام أعدائها الداخليين كما دافعنا عنها أمام أعدائها الخارجيين، فعداء الداخل المتآمر والمستتر أخطر بكثير من عداء الخارج السافر، فعداء الصداميين وحدنا وأزال الفروقات بيننا بينما بات عداء الأعداء الداخليين يشتتنا ويفتتنا ويصرفنا عن بناء الأوطان أو سماع دبيب الأعداء (وقد كثروا ولم يقلوا) وهم يقتربون تكرارا لما حدث عام 1990.
***
ودعوة أرسلها بأعلى صوت لأبناء وطني من صغار وكبار، أبدؤها بأسفي الشديد بأن أصبح الفرز والتقسيم والعداء أمرا مثبتا وتخندقا آخذا بالترسخ بين الكويتيين والتحول به من ظاهرة مؤقتة كنا نأمل في اختفائها الى حالة «دائمة» كنتيجة طبيعية لمشروع الدوائر الخمس الذي حذرنا من مخرجاته في حينه والذي تم التسويق له تحت الشعارات الوطنية المخادعة المعتادة وحجج محاربة الفساد ..إلخ والذي سيزداد ترسخا حال التحول لمشروع الدائرة الواحدة وقيام الأحزاب وبدء الحكومة الشعبية المدمرة والمستبيحة لموارد الدولة وجميعها مطالبات يعلم بعض من يرفع راياتها بأن فيها تدميرا شديدا لحاضر ومستقبل الكويت بعد ان نجحوا بجدارة في تدمير ماضيها وجعلونا نتحول من دولة القدوة الحسنة الى دولة القدوة السيئة في العمل السياسي كما هو حالنا الآن.
***
لذا ندعو كل الخيرين من الكويتيين والمحبين للكويت ومستقبلها للأخذ بالخيار والطريق الثالث وان يحجبوا أصواتهم عن المؤزمين الذين يدّعون محاربة الفساد وهم الغارقون فيه حتى الرؤوس، فمحاربة الفساد الذي نتمنى زواله والمحاسبة العلنية لمن يقوم به لا يتم قط في الديموقراطيات الأخرى بالتأزيم الدائم والأزمات المتتالية والفوضى وتحريض الشباب بل بالحرص على تطبيق القوانين واحترام استقلالية القضاء والامتثال لأحكامه وإنشاء لجان قيم وتشريعات الذمم المالية.
***
وفي المقابل.. فإن محاربة التأزيم والمؤزمين ممن لا يقل ضررهم على البلد من عمليات الفساد لا يتم عبر اختيار الفاسدين لمواجهتهم فذلك خيار خاطئ جدا، حيث ان ذلك يعني استمرار وانحدار عمل مجلس الأمة وكراسيه الخضراء من اعمال التشريع والرقابة الجادة والبناء والتعمير الى وسائل للتلهي والصراخ والصراخ المضاد، كما حولت سابقا أداة الاستجواب الجادة الى كرنفال شعبي أقرب لأعمال السيرك للمؤيدين والمصفقين وتحولنا بالتبعية من مشروع «دولة» القدوة الحسنة في العمل السياسي الى «ساحة» القدوة السيئة التي تنثر وتجبى بها أموال الداخل وأموال الخارج، ومعروف ان مغريات الكراسي الخضراء قد أفسدت حتى الطاهرين من أئمة المساجد بعد جلوسهم عليها فكيف نوصل هذه المرة من تظهر سيرتهم الفساد الشديد قبل الدخول ولنا ان نتصور ما سيفعلونه خلال السنوات الأربع القادمة والتي ستنتهي قطعا بالعودة السريعة الى اشكالات «القبيضة الجدد» والنزول للشوارع ولربما اختفاء الكويت ونحن مشغولون في الصراع البيزنطي بين المتسلم والمؤزم.
***
آخر محطة:
(1) اختاروا الخيرين من النزهاء والأمناء والعقلاء ففيهم بقاء الكويت ودوام الرفاهية وهم، ولله الحمد، كثر وابعدوا عن غيرهم ولا تدمروا بلدكم بخياراتكم الخاطئة.
(2) اسألوا من يشتكي من مضاعفة أموال دعم الديزل في الميزانية ومن ثم تهريبه، لماذا كنتم تمررون مخصصات ذلك الدعم عندما كنتم جلوسا على كراسيكم الخضراء التي أعطيت سلطة الرقابة على الميزانية ثم تشتكون منه هذه الأيام عندما فقدتم سلطة الرقابة؟! يخبرني البعض بأن الإجابة هي ان هناك شراكة واستفادة خفية وما تلك الشكوى الا ذر للرماد في العيون. وكان الله في عون الكويت وشعبها ومستقبلها مما يفعله ويخطط له بعض أبنائها!