قبل التوجه لصناديق الاقتراع في الثاني من فبراير علينا ان نتوقف للحظة لنسأل انفسنا اسئلة مشروعة ثم نبني على اجوبتها قرارنا المحايد والجاد في انتخاب من يحل مشاكلنا ويقلل من ازماتنا ويحقق احلامنا، لا من يتكرر منه اشعال النيران.. ثم يزيدها باقواله وافعاله اشتعالا.
***
اول الاسئلة الجادة هو: هل نحن راضون عن مسارنا السياسي خلال العشرين عاما الماضية وما امتلأ به من ازمات وكوارث توجت بالغزو الغاشم الذي قام على معطى قراءة صدام الخاطئة لخلافاتنا الشديدة وافتراقنا وظهورنا بمظهر العاجز وصاحب الغفلة وقلة الحكمة ممن لا يستطيع حل مشاكله دون مساعدة الغريب على القريب؟
***
وهل نحن راضون حقا عن مسلسل الازمات والاستجوابات القائمة على «الهوية» لا «القضية» والتي استهدفت في الاغلب الشرفاء والاكفاء وغضت النظر عن العاجزين والمتجاوزين؟! وهل نحن راضون كذلك عن محاربة انشاء لجان القيم ومحاسبة النواب مما ادى الى تفشى الفساد التشريعي الحالي وازدياد ظاهرة النواب القبيضة التي ما خلقها الا من أضاف «العصمة» الى «الحصانة» البرلمانية وجعل النائب من لا يسأل قط عما يفعل طمعا في حصد صوت النائب في الانتخابات التي تجرى تحت قبة البرلمان؟
***
وهل نحن راضون عن سبق الاشقاء من دول الخليج لنا بسنوات وعقود عدة بسبب الانظمة والتشريعات المعرقلة التي اوقفت عجلة التنمية في الكويت فهجّرت الافكار والاموال للخارج وتسببت في بطالة الشباب الكويتي؟ وهل نحن راضون كذلك عن المال السياسي الداخلي والخارجي والخروج للشوارع واستبدال الولاء للكويت بالولاء للمال ايا كان مصدره وجعل ارضنا الطاهرة ملعبا لحروب الوكالة بين القوى الاقليمية والدولية حتى كدنا نحترق اكثر من مرة؟
***
لنحسن الاختيار هذه المرة بعد ان اسأنا الاختيار اكثر من مرة، فالنائب العاقل والحكيم والمعمر بيّن، والنائب المغرض والمخرّب والمدمر بيّن كذلك مهما ادعى من طهارة ووطنية، واذا لم نحسن الاختيار في فبراير المقبل، فقد لا تتاح لنا فرصة اخرى للاختيار فبلدنا والمنطقة على كف عفريت والاوضاع قد تتدهور سريعا بين لحظة وأخرى وحينها سنندم على اختيارنا الخاطئ وما صنعته ايدينا.. حين لا ينفع الندم.
***
آخر محطة:
1 – مع قيام الجارة ايران بمناورات عسكرية ضخمة هذه الايام وهو حق مطلق لها، نسأل انفسنا لماذا لا نرى مناورات جوية وبرية وبحرية خليجية كل عام؟ وهل سننتظر حتى وقوع الفاس بالراس كما حدث عام 90 لنتحرك؟ وهل تسلم الجرة في كل مرة؟!
2 – من يعتمد في آماله واحلامه على القوى العسكرية الحليفة وحدها، هل لنا أن نذكره بسقوط واحتلال دولة كبرى كفرنسا في مايو 1940 رغم وجود مئات آلاف من القوى الحليفة التي خرجت من ميناء «دنكرك»، وسقوط فيتنام الجنوبية في ابريل 75 رغم وجود نصف مليون جندي اميركي على ارضها؟ وهل من مذكر بأن بقاءنا ومستقبل ابنائنا يعتمد بشكل مطلق ودون مبالغة على كيفية تصويتنا في الانتخابات المقبلة.. فلنحسن الاختيار..
فلنحسن الاختيار ولنحسن الاختيار فعلا لا قولا..!