مع انتهاء الجولة الثالثة من انتخابات مجلس الشعب المصري يكون عقد الربيع العربي قد اكتمل في شمال افريقيا مع امكانية تأجيل ربيع الجزائر لاحقا، وتكون سيطرة التيار الاسلامي المحافظ ثابتة في تلك الدول، ومن المتوقع والمأمول ان تقود العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الكثيرة التي تواجه شعوب الامة العربية، وأن تعمل نقلة نوعية في الاداء تعيد من خلاله شيئاً من الكرامة والعزة للأمة العربية، وأن تعيد رسم علاقتها بأميركا والغرب كي تكون مبنية على الاحترام المتبادل لا على التبعية المطلقة، وأن تجبر هذا الغرب على احترام الحقوق العربية وطموحات شعوبها. صحيح أننا لا نريد حروبا ومعارك وأزمات سياسية وحرباً باردة، فنحن ندرك واقعنا وامكاناتنا، بل نريد بناء وتنمية، وتحسينا للأوضاع المعيشية ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، ومحاربة الفساد والعبث بمقدرات الامة، بعد ذلك نكون قادرين على فرض ارادتنا على الاخرين.
أعلم جيدا ان العلمانيين عندنا في الخليج العربي منزعجون من حكم الاسلاميين لهذه الدول، ويدعون بالويل والثبور وعظائم الامور على مستقبل الامة، واقول لهم لقد جربنا الحكم العلماني قرنا من الزمن، حاول فيه فصل الدين عن مظاهر الحياة فكانت النتيجة هذا التخلف الذي تعاني منه الأمة!! خلونا نجرب حكم هؤلاء، فلن يكونوا بأسوأ مما كان.
الشيخ فؤاد الرفاعي وزع منشوراً يدعو فيه الى الفرح والسرور في يوم عاشوراء، وانا لا أعلم شيخاً أو عالما دعا الى الفرح في هذا اليوم. صحيح انه يوم أنقذ الله فيه موسى من فرعون، لكنه يوم قتل فيه ابن بنت رسول الله وسبطه الحسين بن علي رضي الله عنه وعليه، فإن كنا لا نحزن لموت أحد وأقصد تكرار الحزن كل عام، لكن الدعوة الى الفرح فيها استفزاز لا مبرر له، ودعوة الى اثارة الاخرين، لذلك اتمنى ألا يصر الشيخ فؤاد على موقفه وأن يدرك ان الفتنة أشد من القتل.
في مقالتي الاخيرة «تحديات أمام الرئيس المكلف» ظن البعض أنني أتملق لرئيس الحكومة بحثا عن موقع في التشكيل الجديد، ونسي أو تناسى أننا أصدرنا بيانا منذ اليوم الأول لحل الحكومة نعلن فيه رفضنا المشاركة في الحكومة المقبلة، وهي حكومة تصريف العاجل من الأمور.