كنا ضمن الوفد الشعبي الذي قاده «السفراء» عبدالعزيز البابطين قبل يومين لزيارة الاشقاء في المملكة العربية السعودية لتهنئة سمو الامير نايف بن عبدالعزيز بولاية العهد وسمو الامير سلمان بمنصب وزير الدفاع، وقد سمعنا خلال جلساتنا المطولة معهم ما يثلج الصدر وحبا لا يوصف للشعب الكويتي وقيادته، لذا نكرر طلبنا بأن نبعد المملكة تصريحا او تلميحا عن خلافاتنا، فالقيادة السعودية هي اول من يحرص على الاستقرار السياسي والامني في بلدنا، وكل ما يقال عدا ذلك هو ارهاصات وأكاذيب.
***
«الغاية تبرر الوسيلة» و«ليس مهما الاسلوب مادام يوصلنا للهدف الذي نبتغيه»، هما منهاجان شيطانيان يجب رفضهما من قبل الجميع، فالتعامل مع الحكومة ـ اي حكومة ـ يجب ان يتم عبر البرلمان وضمن قواعد اللعبة السياسية المشروعة التي نظمها الدستور، أما الأخذ بمنهاجية الفوضى والشتم والتعدي على رجال الامن فأمر يمجه الشعب الكويتي قاطبة من اقصى شماله حتى أقصى جنوبه، ومن أقام الدنيا بحجة التعدي على بيته وديوانه عليه الا يقبل التعدي على بيت وديوان الامة.
***
كنا وعبر عقود نتحدث عن استفادة المعارضة من اخطاء الحكومة، هذه الايام انقلب الوضع فأصبحت الحكومة تستفيد من الاخطاء الفادحة وغير المبررة لسياسات وتحركات المعارضة، فمن استجواب غير دستوري الى مقاطعة اللجان البرلمانية وانتهاء بالتجمهر والمسيرات غير المرخصة والتعدي امام الكاميرات على ابناء الكويت المخلصين من رجال الامن والانتهاء باقتحام بيت الشعب الذي استنكره الجميع وسيؤدي لاحقا الى عواقب قانونية وخيمة على من قام وشارك به.
***
وفي حساب الربح والخسارة لم أجد فائدة واحدة للمعارضة مما قامت به، فإسقاط الاستجواب من جدول اعمال المجلس قامت عليه الحجة بسوابق برلمانية كان طرفها من قدم الاستجواب (!)، واقتحام المجلس رفضه الشعب قاطبة كما رفضه من بيده حل المجلس وإقالة الحكومة، وتسبب في إعلان صاحب السمو الامير للصحافة ان مجلس الامة باق ـ بعد ان كان قاب قوسين من الحل كما أشيع ـ وان سمو رئيس الوزراء لن تُقبل استقالته حتى لو تقدم بها، فما فائدة ما جرى؟!
***
لقد قامت مملكة البحرين بإزالة دوار اللؤلؤة، «فالباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح»، والواجب بعد تجربة اقتحام مجلس الامة الذي قد يلحقه بعد يوم او عام او عشرة اعوام اقتحام وعبث بقصر السيف او مجلس الوزراء او البنك المركزي او وزارة الخارجية.. الخ، ان تُنقل ساحة الارادة الى مكان جديد يبعد عن تلك الاماكن الحساسة وتتوافر فيه مواقف سيارات وماء ومايكروفونات واسعافات واماكن للكاميرات والاعلاميين، ولا يسبب التجمهر به سد الطرق ومضايقة الجمهور، ويكفي التجارب السيئة السابقة لاحتلال قلب العواصم في لبنان والبحرين ومصر.
***
ومع ايماننا المطلق بأن تواجد غير الكويتيين في ساحة الارادة وابان الاقتحام لا يعني التآمر بل اننا اصبحنا «فرجة» و«طماشة» للخلق، الا اننا نرى ضرورة التأكد من هويات المشاركين لاثبات انهم كويتيون كوننا بلدا يمثل مواطنوه ربع سكانه فقط، ولا نريد ان تقام تجمعات ومسيرات ومظاهرات مستقبلية نكتشف لاحقا ان من قام بها آسيويون وعرب وخليجيون يتم إلباسهم الدشاديش البيضاء والعبايات السوداء لتزييف ارادتنا في ساحة الارادة، وما اسهل تلك الخديعة!
***
آخر محطة:
1 ـ ضمن السياسات الخاطئة للمعارضة حقيقة ان مجلس الامة لو حل كما يطلبون وجرت الانتخابات هذه الايام لسقط فيها وبجدارة بعض ابرز قيادييهم، فالناخبون وخاصة في دائرتنا الثالثة في اشد الضيق مما يجرى.
2 ـ الشيخ احمد الحمود هو احد ابناء الدائرة الثالثة المخلصين، ولديه شعبية قوية فيها بسبب دماثة خلقه واعمال الخير التي اشتهر بها، وعلى من يهدده بالاستجواب من نواب دائرته الثالثة ان يعرف انه ـ اي النائب ـ عرضة لاستجواب دواوين الدائرة وناخبيها والتي ستعكسها صناديق الانتخاب وغلطة اخرى قد تكون الاخيرة.
3 ـ للعلم.. النائب لا يمثل نفسه ورغباته ونزعاته الشخصية، بل يمثل الكويت عبر عكسه لرغبات ابناء منطقته لا مناكفتهم فيما يرونه والتخصص مرارا وتكرارا في استجواب من يُوزر من ابناء الدائرة بعكس ما يحدث في الدوائر الاخرى التي يدعم نوابها وزراءها لمصلحة مناطقهم وابنائها ومن لا خير فيه لمنطقته ومصلحتها.. فلا خير فيه للكويت!