عندما نقول ان أميركا بسياستها الخرقاء تساعد على نشوء الارهاب وترسيخه في نفوس الشباب المسلم العربي المحبط من كل ما حوله، نقول ذلك من واقع نعيشه ومشاهدات امامنا، في مقابلة مع التلفزيون التونسي سأل المذيع ضيفه الشيخ راشد الغنوشي، الذي فاز حزبه تواً بانتخابات تأسيسية في تونس: ما تعليقك على تصريح وزيرة الخارجية الأميركية من انها ستراقب الحزب في ادارته للبلاد، لتتأكد من دعمه للحريات والديموقراطية قبل ان تتخذ واشنطن أي قرار بمساندته ودعمه؟! فكان جوابه مفحما لكل باحث عن الحقيقة: لقد كانت أميركا داعماً رئيسياً لنظام زين العابدين بن علي طوال الأربعين سنة الماضية، وكان أكثر الأنظمة القمعية للحريات، ولم نكن نعرف معنى الديموقراطية، وكان أكثر من مارس الدكتاتورية بأبشع أشكالها!
أليس هذا هو الكيل بمكيالين؟ أين المبادئ والثوابت التي تسير عليها السياسة الأميركية راعية الحريات وحامية الديموقراطيات؟!
***
عندما كان البعض يعيب علينا في الكويت كثرة القواعد الأميركية، كنا نقول لهم انها قواعد بعيدة عن المناطق السكنية، وليس للتواجد الأميركي أي أثر في الحياة الاجتماعية واليومية للكويتيين، واننا بالكاد نراهم في الأسواق والشوارع!
ليلة العيد، وأمام سوق الكوت في الفحيحيل، وحوالي الساعة الخامسة مساءً ومع اذان المغرب، وقف أميركي ضخم الجثة ــــ مارينز ما فيها روح وتعال ــــ وقد لف ذراعيه حول خصر فتاة أميركية مثله، وأخذ يقبلها أمام المارة وصوت الاذان يصدح «حي على الصلاة حي على الفلاح»، من دون أي اعتبار لمشاعر الناس أو المكان الذي مارس فيه فضيحته.
لذلك نرجو من المسؤولين عن هذا التواجد الوقح ان يلزموه بالبقاء في حظيرته، حيث فيها ما لذَّ له وطاب، وليفعل خلف الأسوار ما يشاء، ولكن يحق لنا ان نطالبه باحترام عاداتنا وثوابتنا إذا أراد هو احترام وجوده وانسانيته التي فقدها بفعله المشين.
***
عودة الخال عباس مناور بعد غياب طويل اثلجت صدورنا، حيث انه كان وما زال صوت العقل لكثير من السياسيين في زمن غاب فيه العقل وسيطر فيه حب الذات! فالحمد لله على سلامتك يا بومطلق.
***
بالمناسبة أيضاً ومع صدور هذا العدد يبدأ توافد حجاج بيت الله الحرام الى الكويت، فحجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكوراً.