ينشر هذا المقال مع اول ايام عيد الاضحى المبارك، الذي بمناسبته نهنئ الاخوة القراء ونبارك لهم عيدهم، ونسأل الله ان يعيده على الأمتين العربية والاسلامية باليمن والقبول ومزيد من التقدم والازدهار، في اجواء من الامن والسلام تساعد المواطن العربي والمسلم ان يشعر بآدميته وإنسانيته، أقول هذا وانا اشاهد العيد تلو العيد يمر على اخواننا واشقائنا في الكثير من البلاد العربية والاسلامية، وهم يعيشون اجواء الخوف والرعب وانتظار زبانية الانظمة تطرق ابوابهم، لتأخذ ابناءهم وتزجهم في السجون من دون محاكمات عادلة، ثم تعيدهم بعد ذلك جثثا مشوهة!
وما دام اننا نلوم الانظمة المسبتدة، فهناك ايضا انظمة تمارس هذا الاستبداد، ولكن تحت مظلة الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الانسان! فهذه اميركا بالامس صوتت ضد عضوية فلسطين في مجلس اليونيسكو، وهي منظمة اممية تهتم بشؤون التعليم والثقافة في الدول النامية، وتساعد على تقليل نسبة الامية، وتحارب الجهل في الدول المتخلفة، هكذا يفترض نشاطها، لكن الاميركان حُماة الحريات صوتوا ضد عضوية فلسطين، وليت دعاة العلمانية في بلادنا يعترضون على زج السياسة بالثقافة لدى الاميركان، وليت الاميركان اكتفوا بهذه الجريمة الانسانية التي ليس فيها من احترام الانسان شيء، بل اعلنوا وقف مساعدتهم للمنظمة (%22 من ميزانيتها السنوية) بسبب هذا القرار! انا أتفهم قسراً مراعاة اسرائيل في الخطوة الاولى، لكن ما لا يمكن ان افهمه هو محاربة دول العالم الفقيرة وتعطيل التنمية فيها بسبب فلسطين!
ان كان من تفسير لهذه الظاهرة فهو ان اسرائيل اصبحت تسيطر ليس فقط على السياسة الاميركية، بل حتى على مشاعر الساسة والمثقفين فيها وهواجسهم وهمومهم!.
الغريب ان اميركا هذه تهدد لبنان بالامس ان لم يدفع حصته في ميزانية المحكمة الدولية! أليس هذا استخفافاً بعقول البشر وعدم اكتراث لردات فعلهم؟! ألا تنشئ هذه السياسة الخرقاء تياراً متطرفاً في الدول النامية يصعب ايقافه؟! الا يوجد رجل رشيد في واشنطن يقول: كفى؟!.