نهاية القذافي يجب ان يستفاد منها.. والمستفيد ليس فقط حاكم سوريا أو حاكم اليمن.. بل يجب ان يستفيد منها كل الحكام العرب بشكل خاص وكل حاكم آخر لا يحكم بالعدل والاحسان. ما يجري في العالم العربي ربيعان: ربيع للشعوب كي تزيل الجاثوم من على صدرها وتتنفس الحرية.. وربيع لبعض الحكام كي يثبتوا للعالم رضا شعوبهم عليهم لأنهم يحكمون بالعدل.
القذافي لم يكن بالسوء الذي به اليوم بعض حكام العرب، على الأقل في ظاهره، لذلك على من هو أسوأ منه ان يبادر ليس باصلاحات.. فزمن الاصلاحات منهم قد ولى، ولكن بالتنازل عن الحكم ونقل السلطة سلمياً الى من يراه الشعب قبل خراب البصرة. وأعتقد ان حكام المغرب والجزائر والعراق وإيران لن يكونوا بعيدين عن انتفاضة شعوبهم على الأوضاع المزرية في تلك الدول.
***
أعجبتني مقالة الزميل غسان العتيبي اليوم (أمس السبت) في القبس عن «غباء السياسة الأميركية»، وفعلاً بدأت أميركا تتخبط في سياستها بالمنطقة، بعد ان اثبتت أحداث الربيع العربي انها سياسة خاطئة أدت الى مزيد من الكره لأميركا التي ظهرت لشعوب العالم الثالث بانها في الحقيقة راعية للأنظمة الدكتاتورية، وان على الشعوب ان ارادت حريتها ان تعتمد على نفسها، وأكبر دليل على غباء هذه السياسة ما نراه عندنا في الخليج من طريقة تعامل الأميركان مع أحداث المنطقة، ولعل أحداث البحرين تؤكد ما ذهبت اليه.
***
قرار ايقاف خطيبين عن الخطابة يوم الجمعة حتى ينتهي التحقيق في ما اثير حولهما، قد يكون قراراً مقبولاً على مضض، لكن ان يكون القرار نتيجة تهديد نائب طائفي أو رمز لطائفة فهذا غير مقبول تماماً لانها ستكون سابقة لكل من هب ودب لاصدار تهديداته، ونحن نعرف جيداً ان الطرف الآخر غير عاجز عن التهديد، وليذهب الوطن إلى الجحيم! وكم كنت أتمنى ان يكون الايقاف بعد انتهاء التحقيق لا قبله.
وبالمناسبة.. اعتقد انه قد حان الوقت لوضع تصور واضح للجميع يحدد المقبول وغير المقبول في الحديث والخطابة والنشر عن الأمور الدينية حتى لا نأتي كل يوم وندخل في مشكلة بين السنة والشيعة، هذا التحديد لا يحدده صالح عاشور ومحمد هايف ولا يحدده صلاح الخميس والمهري، بل تحدده وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية شريطة ألا يكون القرار خاضعا لهواجس نائب أو شيخ معمم.