كل يوم تثبت الاحداث المتسارعة في المنطقة اهمية الاتحاد الكونفدرالي للكويت. فلم يعد هناك مجال للعيش في هذا العالم من دون استناد الى ظهر يحميك ويحفظ أمنك، وإلا فالكويت تقع في مثلث الموت: ضلعان من هذا المثلث يتربصان بنا الدوائر، والثالث اثبت الزمان انه الملاذ الآمن.
فايران الثورة لها طموحات لم تعد تخفيها، ويساعدها على ذلك ان جزءاً مهماً من تركيبة هذا المجتمع ما زال ينظر إليها على انها الأم والاصل والمرجع! كما ان تركيبة الساحل الغربي للخليج تهيئ الاجواء لاي امتداد للمخطط الفارسي في المنطقة.
أما العراق، فمهما قدمنا إليه من تضحيات ومساعدات، فالغل والحسد والحقد والذكريات التي تسيطر على النفوس تحول دون بناء جسور الثقة من جديد. ولعل السيطرة المذهبية على مقاليد الحكم في بغداد ساهمت في تناغم الطموح والطمع في الكويت مع الجارة الاخرى ايران، فها هي تصريحات المسؤولين وولولة الناعقين من نوابهم تذكرنا بتلك التي كنا نسمعها من ابواق النظام البعثي البائد.
قد يقول قائل ان القواعد الاميركية والاتفاقيات الامنية صمام الامان لنا. فنقول ان عين الاميركان اليوم على ايران والعراق، حيث الثروات والمواقع الاستراتيجية ومقومات القوة والاستقرار، اما الكويت فستكون عالة على من يرعاها ويتكفل بحمايتها، ذلك ان الوضع الداخلي للكويت اليوم ينبئ بخطر نحن عنه غافلون، فلأول مرة اشعر اليوم ان الدولة تنهار من الداخل، ومما زاد من مؤشر الخطر عندي ان المعنيين لا يشعرون بهذا الانهيار! لذلك ارجع واقول ان الامن هو الاساس في تفكيرنا اليوم، ولا أمن لهذه الدولة الصغيرة الا بالوحدة الخليجية. لهذا نحن كنا وما زلنا نطالب بهذه الوحدة منذ فترة طويلة، لكن على مراحل:
الاولى كونفدرالية.. والثانية فدرالية.. والثالثة دول الاتحاد الخليجي. ومع كل هذه المراحل تحافظ كل دولة على خصوصيتها في الحكم الذاتي. وقد يقول قائل اننا سنكون عالة على السعودية، حيث سننقل إليها كل مشاكلنا مع جيراننا، فنقول نعم، ولكن هذه المشاكل لم تعد قائمة في وجود سياسة خارجية واحدة مع دول الخليج، وسياسة نفطية واحدة وجيش واحد.
إذا ارادت دول الخليج الاستقرار الامني الداخلي والخارجي، فليس لها الا الاتفاق على الوحدة والا… الانهيار والتلاشي وخبر كان.!