رغم مقولته الزائفة المدرة للعطف والدموع بالاستئذان له بالانصراف والاعتزال التي اعلنها قبل اعوام، الا ان هيكل لم ينقطع بعدها يوما عن التصريح وترويج الآراء الكاذبة على الفضائيات الخليجية التي يشتم دولها وانظمتها ولا يمانع في تسلّم الاموال الطائلة منها، بالامس كان له لقاء مطول جدا مع جريدة «الاهرام» العريقة، حذر في حلقته الاخيرة من تقسيم اراضي دول الثورات بعد ان انكر في السابق على الرئيس السابق مبارك قيامه بمثل ذلك التحذير، اي يقبل من النظام في سورية ما يرفضه من النظام المصري، وصيف وشتاء هيكلي معتاد على سطح واحد.
***
ومن تخاريف هيكل الجديدة حول ليبيا تكراره لاقواله القديمة التي رددها ابان تحرير الكويت وتحرير العراق من ان الغرب اتى ليبقى لا ليخرج، وهو بتلك التصريحات الجوفاء يشجع ويدعم بقاء الديكتاتوريات القمعية المتوحشة امثال صدام ومعمر، ومعروف في هذا السياق مدى استفادة ابنائه واستفادته شخصيا من انظمة مبارك وصدام ومعمر، كما ان عدائه للغرب لفظي وغير حقيقي، حيث ان جميع زياراته وصداقاته هي للدول الغربية لا العربية، ولم نسمع انه زار، قط، الضفة او غزة او العراق او لبنان او ليبيا وغيرها من مناطق ملتهبة يدعي المعرفة التخصصية بها ويعطي لنفسه حق التدخل في شؤونها.
***
توفي د.خالد الابن الاكبر لخالد الذكر عبدالناصر، وذكرت مجلة «الاهرام العربي» في عددها الاخير انه اصيب بالمرض الذي توفي منه بسبب تسليط نظام صدام الاشعة القاتلة عليه اثناء زيارته له في بغداد، وهو تكرار لما قام به القاتل صدام مع الرئيس هواري بومدين، ومازال هيكل المدافع الاكبر عمن يقتل ابناء من يدعي صداقته، وقد عقبنا في مقال سابق على دعوى هيكل ان السادات قد وضع السم في قهوة عبدالناصر بعدم معقولية او منطقية ان يعد السادات القهوة لعبدالناصر في وجود هيكل الاقل مكانة وشأنا، ومن ثم فهو على الارجح من عمل تلك القهوة المسمومة، ان صدقت الرواية، وقديما قيل يصيبك من الكاذب صدق قليل.
***
وقد ذكر د.ممدوح حمزة والكاتب الناصري عبدالله السناوي ان د.خالد عبدالناصر كان يبحث خلال سنواته الاخيرة رغم مرضه عن عمل يكفل له العيش الكريم، ومعروف ان ابناء هيكل يملكون مئات الشركات العقارية والاستثمارية، فلماذا لم يوفروا للدكتور خالد الوظيفة التي تصون كرامته؟! وقد يكون ذلك هو سبب عدم ذكر الصحف الناصرية لاسم هيكل ضمن من قام بتقديم واجب العزاء هذه الايام رغم حضوره لسرادق العائلة.
***
لقد دمر هيكل ثورة 1952 عندما سوق لزعيمها قمع الداخل ضد التيارات الدينية (الاخوان) واليسارية (الشيوعيين) والليبرالية (الوفد)، وخط الخطب التي اساءت لعلاقة مصر والثورة آنذاك مع جميع الدول العربية والاسلامية والمجاورة، والقوى الدولية الغربية والشرقية على حد سواء، وكيف لثورة او دولة ان تنجز شيئا وهي بهذا الكم من العداء في الداخل والخارج؟ وقد عاد المغرض هيكل يقدم نصائحه المدمرة للشباب الغر من قياديي ثورة 25 يناير، والله يستر من نصائح من جربت نصائحه في السابق فأدت الى الخراب والدمار.
* * *
آخر محطة: ظاهرة الغوبلزية ـ الهيكلية اي استخدام الكذب وتزييف الاحداث التاريخية لترويج الآراء المدمرة وقول الشيء وعمل عكسه والاثراء من الفساد رغم ادعاء الطهارة، هي ظاهرة متفشية في بلداننا العربية ومنها الكويت، وطريقة كشف تلك الظاهرة المخادعة تكمن في متابعة الافعال لا.. تصديق الاقوال!