لم يحصل أن «حطيت إيدي على قلبي» خوفا على البلد من الضياع مثل هذه الأيام، وليس لذلك علاقة بتقرير السفيرة الأميركية عن زوال الكويت في عام 2020، بل لتسارع الأحداث في الفترة الأخيرة نحو الانزلاق بشكل سريع الى المجهول!
اليوم فعلا ضاعت الطاسة!
اليوم فعلا ما ندري.. ولا نفهم.. ولا نعي.. ما الذي يحدث؟!
أحيانا أشعر بأنني فهمت لماذا الناس «يتحلطمون» ويتذمرون! لكنني أجهل لماذا نترك الناس يستمرون في تحلطمهم وتذمرهم!
الشيخ موراضي عن الأوضاع.. والوزير يتحسر على اللي يصير.. والموظف مقهور من شعوره بالظلم.. والمواطن العادي (اللي ماله شغل) مسبل ومشتت الذهن.. وما هو عارف شاللي قاعد يصير!
أنا اعتقد ان العلة في الطريقة التي يدار فيها البلد فترك الحبل على الغارب لسمو رئيس مجلس الوزراء جعله يتخذ قراراته بشكل انفرادي من دون رؤية شاملة للأمور بل بشعور أنه مسنود ومدعوم. كذلك قرارات الحكومة تسبب الأزمات في كثير من الأحيان، خذ مثلا كادر المعلمين. عندما أصرت الحكومة على رفضه بحجة كلفته المالية، ثم جاءت بعد ذلك وأيدت كادر القطاع النفطي مع كلفته العالية! السبب الظاهر للناس ان العاملين في القطاع النفطي هددوا بالاضراب، بينما المعلمون لم يهددوا بالاضراب، والنتيجة سيقوم المعلمون باضرابهم وستتعطل المسيرة التربوية وستعاند الحكومة ويطغى عليها كبرياؤها، وستظهر هنا دعوات المحافظة على المال العام، والمحافظة على هيبة الحكم، وكلها دعوات صحيحة، لكن من المتسبب في هذا الوضع المزري؟ انه قرارات الحكومة نفسها!
مثال آخر يبرر لنا الخوف من القادم، بيان {ثوابت الشيعة} ودعوتهم لكل ابناء الطائفة الذين يشعرون بالظلم للكتابة لهم بمظلوميتهم على عنوانهم البريدي! ووصل بنا الأمر الى ان كل واحد يعيش في النظام الاداري الذي يناسبه وليس تحت مظلة حكومة دولة الكويت! من أوصلنا الى هذا الوضع؟! لو راجعنا سياسة سمو رئيس الوزراء مع نواب الدائرة الأولى لعرفنا انها سبب كل هذا التأزيم الطائفي، الذي جعل البعض يشعر بقوته أكثر من الواقع ويطالب بحقوق لها سقف عال، حتى وصل بهم الأمر الى احراجنا مع جيراننا من دون اعتبار للوضع الأمني الذي يعيشه البلد.
أليس لي الحق في ان «احط ايدي على قلبي وانا اشوف هذا الانحدار؟!}.. الساتر الله.