سامي النصف

ليبيا غيت

منذ الأيام الأولى لتسلم معمر منيار القذافي للسلطة في ليبيا المنكوبة به بدأ أعماله التخريبية في الوطن العربي، حيث مول بالمال والسلاح بعض المنظمات الفلسطينية التي عاثت بالأردن فسادا وتجاوزا حتى انتهى الأمر بحرب أيلول عام 1970 المسماة بـ«أيلول الأسود» التي تسببت في وفاة عبدالناصر وادعاء القذافي وراثته، ثم استدار إلى لبنان فساهم في بقاء الحرب الأهلية مشتعلة هناك لمدة 17 عاما خطف خلالها إمام المحرومين السيد موسى الصدر كي يشعل الفتنة الطائفية بين الشيعة اللبنانيين والسنة الفلسطينيين حيث بدأ ما سمي بحرب المخيمات بين حركة أمل ومنظمة التحرير.

 

ورغم ادعاء القذافي إيمانه بالقومية العربية إلا أنه وقف مع إيران في حربها ضد العراق العربي المحكوم بحزب يرفع شعار القومية العربية (!) ولم يكن ذلك الوقوف حبا في إيران بل لإبقاء الحرب مشتعلة بين الطرفين لاستنزاف ثرواتهما وتدميرهما معا، ولولا ذلك الدعم الليبي و«أمثاله» لتوقفت الحرب بعد الانتصار الإيراني عام 82 وطرد القوات الصدامية من المحمرة وأسر مائة ألف جندي عراقي بدلا من استمرارها بفضل ذلك الدعم غير المفهوم، وانتهائها بهزيمة عام 88 وتجرع السم، ومن ثم تجرأ المنتصر صدام على غزو الكويت.

 

وعمل القذافي دون كلل أو ملل على تشويه سمعة العرب والمسلمين بعملياته الإرهابية التي تثير حنق الشعوب المستهدفة، فقام بتفجير الطائرات المدنية الأميركية والفرنسية ومثل ذلك تفجيرات برلين ولندن وروما (هذه الأيام يقوم بمثلها تنظيم القاعدة)، ودعم الحركات الانفصالية في السودان واليمن والمغرب، وتخريب أعمال الجامعة العربية والاتحاد الافريقي بالمشاكل التي يثيرها بحجة عداء الدول الاستعمارية والغربية.

 

وقد كشف ثوار ليبيا عن وثائق خطيرة ترتقي لمسمى «ليبيا غيت» كحال وثائق «إيران غيت» و«عراق غيت» التي أظهرت تعاون النظامين الثوريين في طهران وبغداد مع الغرب رغم دعاوى العداء الظاهر، فقد أثبتت الوثائق الليبية تعاون نظام القذافي الوثيق مع من يدعي عداءهم، كما أظهرت تعاونه ـ رغم ادعائه الإسلام ـ مع الطاغية الصربي سلوبدان ميلوسيفتش في حربه الإبادية ضد مسلمي البوسنة وكوسوفو وتضخم ثروته الشخصية لما يزيد على 100 مليار دولار رغم ادعائه الكاذب للتقشف وسكن الخيمة وقيادة السيارات الصغيرة.

 

آخر محطة: 1 ـ ادعى القذافي عام 86 وكوسيلة لإثبات ثوريته وتضحيته وفاة طفلته بالتبني في الغارة الجوية على باب العزيزية، وقد كشف الثوار هذه الأيام وعبر الشهود انها حية ترزق، والسؤال المحق هو: كم من ثوري آخر أظهر للسذج من الاتباع ثوريته وصدقه عبر ادعاء استشهاد أقاربه ممن هم في حقيقة الأمر أحياء عند أقاربهم يرزقون؟!

2 ـ لماذا لم يكشف أعداؤه كذب ادعائه موت طفلته خاصة انها كانت تعمل وتتجول في الأماكن العامة بطرابلس؟!

3 ـ لماذا، أخرى، رغم ادعاء الثورة المسلحة في بلاد الشام إلا أن الصور والأفلام لم تظهر قتيلا واحدا يحمل السلاح؟!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *