القلم الصحفي يدل على شخصية صاحبه وليس فقط على فكره وخطه السياسي، ومن خلال هذا القلم ندرك ان كان هذا الكاتب يعاني ظروفا اجتماعية قاهرة أو مشاكل نفسية متوترة أو غيرها.
لكن بعض الأقلام تدرك أن وراءها أشخاصا أعمى الله بصيرتهم وطمس على قلوبهم من شدة حقدهم الدفين على الإسلام وكل ما يتعلق به من عبادات وعادات ومنتمين. ان أعمى القلب هذا فتك الحقد في شرايينه، وتشربه قلبه، وأصبح خصما لكل شيء ينتمي إلى هذا الدين!! فإن وجد مسلماً ملتزماً شكلاً كره رؤيته، وان سمع طرحاً أو رأياً من منطلق ديني عارضه وسخر منه، بل انه يحمّل الدين كل مشاكله ويلقي بمآسيه وتخلفه على وجود متدينين بالقرب منه.
آخر هذه الشطحات من عميان البصيرة عندما طرح أحدهم طرحاً غريباً في إحدى المقالات تعليقاً على الأزمة الاقتصادية ومحاولة سمو الأمير معالجتها بدعم تشكيل لجنة خاصة بتداعياتها وآثارها، حيث قال ان المشكلة ليست في الاقتصاد والبذخ في الصرف، بل المشكلة اجتماعية وتتمثل في وجود جماعات التخلف الديني!! اذاً هو يريد ان يمسح من أسماهم بجماعات التخلف الديني من الوجود، مع أنه يعيش بعيداً عنهم بآلاف الأميال، الا ان عمى البصيرة جعله يتخيل انهم يجثمون على صدره.
يذكرني هذا المتطرف في الطرح بآخر لا يقل عنه في تطرفه من ممارسة الحقد والكراهية للدين والمنتمين إليه، حيث انه يكتب دائماً لتذكير الناس ان سبب تعطيل التنمية في الكويت وجود إسلاميين في معظم مرافق الدولة وأنماط الحياة، وبسبب وجود عادات وتقاليد ومواريث دينية!!
ولن أتجنى عندما أقول ان أحد هؤلاء قال في إحدى زواياه ان كثرة الغبار في الكويت هذه الأيام نتيجة كثرة وجود ملتحين في شوارع الكويت!! هكذا.
أنا أعلم جيداً ان العاقبة لهذا الدين وأتباعه«وإن جندنا لهم الغالبون»، وأعلم كذلك ان كثرة أهل الباطل في هذا الزمان ليست دليلاً على صحة باطلهم «وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله»، وأدرك جيداً ان الهداية من الله وانه سبحانه غير عاجز عن جعل كل من على هذه الأرض مسلمين ملتزمين «ولو شاء الله لهدى الناس جميعا»، ولكنه الابتلاء في الدنيا «فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين»، ومؤمن بأن من يضحك علينا اليوم ويسخر من عاداتنا وتقاليدنا سيأتي اليوم الذي نضحك عليه «فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون»، وأعلم انه سيأتي اليوم الذي يدركون فيه ان من كانوا يظنون انهم من الأشرار هم في الحقيقة من الأخيار «وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى ر.جَالا كُنَّا نَعُدُّهُم مّ.نَ الأشْرَار. * أَتَّخَذْنَاهُمْ س.خْر.يًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ * إ.نَّ ذَل.كَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْل. النَّار.» صدق الله العظيم.
نعلم كل ذلك، لكننا نعطف عليهم لان منهم الكثير ممن تربطنا بهم قرابة وصحبة وجيرة!
ونتمنى لهم ان يهديهم الله قبل فوات الأوان، وها هي العشر الأواخر تطل علينا عل وعسى ان فيها عبرة وفرصة قد تكون لبعضنا ولبعضهم أخيرة!!