طوال الأسابيع الماضية والتي كان النظام السوري يمارس خلالها البطش والتنكيل في شعبه الأعزل.. لم نسمع صوتاً لنواب الدائرة الأولى يندد بهذه الجرائم اللا انسانية، بل العكس سمعنا من بعضهم، وبالأخص النائب حسين القلاف، مدحا وثناء للنظام وتحذيرا لوزارة الخارجية من سحب سفيرها من دمشق! بل ان وكيل المراجع ذهب بنفسه للاطمئنان على وضع النظام الطائفي هناك ليعلن من دمشق من دون حياء ولا استحياء أن الأمن مستتب وأن الأوضاع مستقرة!
وعندما زل لسان النائب محمد هايف وطالب بتوجيه سؤال للاستفتاء عن اهدار دم السفير السوري، انتقده الأصدقاء قبل الأعداء.. وتبرأ من تصريحه الصديق قبل العدو.. أقول عندما خرج علينا النائب هايف بهذا التصريح خرج علينا نواب الدائرة الأولى من القمقم وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها انتقادا لتصريح نائب مقهور مما يجري في بلد عربي شقيق!
هؤلاء النواب ثاروا لتصريح طالب بمعرفة فتوى اهدار دم سفير، ولم يحرك مشاعرهم مناظر القتل والبطش اللذين يمارسهما نظام هذا السفير يوميا ضد أبناء شعبه!
انزعج نواب الدائرة الأولى عندما طالب نائب زميل لهم بمعاقبة سوري يمثل النظام، ولم يزعجهم ما يعمله هذا النظام بآلاف السوريين من مجازر يندى له الجبين.
عندي معلومات حصرية ـــ على قول كاتب المعابيج والطرشي ـــ مفادها أن سياسة وزير الخارجية والمنسجمة مع توجهات مجلس التعاون وشعوب الخليج العربي، غير مقبولة عند نواب الدائرة الأولى لأنها تتعارض مع مواقف وسياسات بعض الجيران من الدول الصديقة! لذلك هدد بعض هؤلاء بتقديم استجواب لوزير الخارجية! ويتضح البعد الطائفي في هذه الخطوة، لذلك أدعو نواب كتلة العمل الشعبي أن ينتبهوا الى ظروف الحالة السياسية اذا ما قرروا مساءلة وزير الخارجية من منطلقات تختلف بكل تأكيد عن منطلقات الآخرين.
وقد لاحظت في الآونة الأخيرة تصريحات لبعض هؤلاء النواب يستنكرون حماسنا للشعب السوري ويقارنون ما يحدث له بما حدث للمحتجين في البحرين! وشتان بين هذا وذاك! في البحرين قام المتظاهرون بدهس الشرطة وقتلهم والاستيلاء على المستشفى وعملوا فيه الهوايل، بينما في سوريا الشعب أعزل وتحركاته سلمية والنظام هو الذي يبطش ويقتل ويدهس ويعمل كل الجرائم!
الخلاصة.. مما يجري على الساحة يتضح لنا في الكويت أهمية تلاحمنا أكثر وأكثر في منظومة مجلس التعاون والقفز الى المرحلة التالية.. الكونفدرالية الخليجية.. اذا أردنا أن نحفظ أمننا من العدوان الخارجي ومن الطابور الخامس الداخلي! حفظ الله شعبها من كل مكروه.