سعدت بحضور التجمع الذي عُقد في ساحة الإرادة يوم الجمعة، والمطالب بطرد سفير النظام السوري في الكويت، وسبب سعادتي أنني وجدت الشعب الكويتي بمعظم أطيافه – باستثناء طيف وكيل المراجع – يشارك في هذا المهرجان الخطابي، الذي عبّر بكل وضوح عن مشاعر أهل الكويت تجاه ما يجري من مذابح ضد أبناء الشعب السوري على يد جلاد حزب البعث بشار أسد!
كان من الضروري أن يرتفع صوت أهل الكويت بعد أن خفت صوت الكويت الدولة والحكومة مراعاة لخواطر الجيران في طهران وقم وبغداد!
كان من الضروري ان يعرف العالم أن شعب الكويت شعب عربيّ أبيّ لا يرضى بالظلم ولا بالقهر ولا بالكبت حتى وان اضطر الى أن يحرج حكومته في هذا الموقف الوطني القومي الإسلامي الإنساني!
كان من الضروري ان تعلم الحكومة أن مراعاتها لنظام متهالك ساقط إنسانيا ليس لها ما يبررها بعد اليوم، وأول ما على الحكومة ان تعمله هو استدعاء سفيرها في دمشق كنوع من التعبير عن الاستياء وكشكل من أشكال الضغط السياس على النظام الدموي، أما طرد السفير البعثي من الكويت فيكفي أن يعرف النظام أن الشعب لا يرحب به، وأنه قد حان الوقت لمغادرته الكويت. البلد الذي يرفض الظلم بكل أشكاله!
لقد ثار بعضنا على الظلم الذي وقع على فئة من «البدون»، الذين حرموا من حق المواطنة، فكيف لا نثور ونحن نشاهد اخواننا العرب والمسلمين يذبّحون ذبح النعاج كل يوم وكل ليلة؟! ومع الأسف، ما زال بعضنا يشعر بأن ما يجري هناك في بلاد الشام لا يعنينا هنا في الكويت! وأذكره بأننا عندما كنا تحت الاحتلال العراقي البعثي كنا نطالب كل دول العالم بالاهتمام بقضيتنا والمشاركة في رفع الظلم عنا!
أعتقد أن استدعاء سفيرنا في دمشق هو أمر مستحق اليوم، ناهيك عن طرد سفيرهم هنا.
* * *
يعذرني أخي النائب محمد هايف ان اقول له إن سؤالك عن شرعية إباحة دم السفير السوري لم يكن موقفا موفّقا، فمهما اختلفنا مع النظام السوري ومهما كان السفير ممثلا للنظام، فان سفك دمه أمر لا محل له في هذا السياق، وسيتم استغلاله للفت النظر عن مذابح النظام وهذا ما حصل مع سماحته وتابعيه.