سُنّة الحياة أن الله يعطيك شيئا ويأخذ منك شيئا آخر. وهذا واضح عندنا في الكويت.. أعطانا النفط.. وأخذ منا الجو الجميل الممتع الهادئ!! والقاعدة الالهية «لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد». وقد أصّل الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قاعدة نفهم من خلالها كيف يدبر الله أمر هذا الكون عندما قال «ان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب لكنه لا يعطي الآخرة الا لمن يحب» صدق رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم.
ومن خلال هذه القواعد نفهم شدة المصائب على المسلمين في هذا العالم، كما نلاحظ أن كثيرا من أهل الكفر تصيبهم مصائب مشابهة لا تقل قسوة عما يحدث للمسلمين في ديارهم. كما أن هذه الدوائر الكونية تدور مع الأيام، قال تعالي: «ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس». ودليل ذلك في الأربعينات من القرن الماضي كانت اوروبا تحترق وكذلك شرق آسيا واليابان وكان الأمن يعم معظم بلاد المسلمين! وحتى اليوم نشاهد الكوارث تصيب أميركا (اعصار لويزيانا والمسيسبي وحرائق الغابات في كاليفورنيا) كما تصيب بلاد المسلمين وأفريقيا لكن تظل القاعدة أن الله يعطي نعيم الدنيا للمسلم والكافر للابتلاء ليعلم الله الصادق من الكاذب، لكنه لا يعطي الآخرة الا لمن يحب، ولن يحب الا من يعبده ويوحده ويؤمن به ويحسن طاعته ويجتنب معصيته.
أقول هذا بعد أن قرأت محاولات من غلمان بني علمان لتشويه هذه الحقيقة وللايحاء أن الكافر البعيد عن الله هو المتنعم بالدنيا وهو المحظوظ فيها وأن المسلم هو الشقي التعيس سيئ الحظ! يقول الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر». وهي كذلك بلا شك، فالدنيا للمؤمن سجن اذا قورنت بما أعده الله له بالآخرة من نعيم وهي للكافر جنة مقارنة بما ينتظره من عذاب، لكن الله عز وجل أمرنا أن نعمل في هذه الدنيا ونجتهد كي تكون سببا لنا لدخول الجنة. هكذا يفهم المسلم وجوده في الحياة. أما البعيد عن الله تعالى والمفتون بالغرب وأسلوب الحياة الغربية، فهو يرى أنه تعيس فقط لأنه مسلم! ويتمنى لو أنه ولد كافرا والعياذ بالله.
***
• انتقل الى رحمة الله تعالى ـــ باذن الله ـــ سبهان الديحاني، وقد عرفناه «حمامة مسجد» لا يترك الفرض الا ويصليه جماعة في المسجد حتى عندما عجز عن المشي وناهز التسعين عاما كان يصلي على دراجته في الصف الأول! مما جعلنا ـــ نحن الأصغر منه بأربعين عاما ـــ نغار ونخجل من أنفسنا لتكاسلنا أحيانا عن الصلاة في المسجد. هكذا يتمنى المسلم أن يكون في خاتمته. رحمه الله وغفر لجميع موتى المسلمين.