لم يعد مقبولاً هذا الصمت المطبق تجاه الأحداث في سوريا من قبل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي. فما يحدث هناك مجزرة وحشية بكل ما تحمله هذه الكلمات من معنى. ولئن كان البعض يرى في نظام الأسد رمزا للصمود، فقد حان الوقت كي يترك هذه النظرة، التي ليس لها رصيد من الواقع، جانبا، وينظر إلى الأمر من منظور انساني بحت. فهذه الجموع البشرية التي انتفضت في مختلف المدن والمحافظات السورية لا يمكن ان يوجهها حزب واحد أو تنظيم بعينه أو جماعة محرضة، بل هذه الآلاف المؤلفة من البشر حركتها مشاعر الظلم والقهر، واشتركت في ما بينها بالشعور بالمهانة وقسوة الحياة عليها، لذلك نقول لمن يرى في نظام الأسد نفعا ان الوقوف مع الشعب أنفع لك اليوم فقد يأتي نظام مخلص للأمة العربية ومنحاز للأمم الإسلامية والقضايا القومية لها أولوية عنده، نقول لحزب الله في لبنان، ادعم مطالب الشعب السوري فهو الذي سيدعم غدا كل غيور على أمته وكل محب لتحرير أرضه. كما نقول للجارة إيران، حان الوقت لتظهري للعالم كله وللعرب بشكل خاص انحيازك للشعوب المقهورة وليس للأنظمة الظالمة المتجبرة! ونقول لبعض اخواننا هنا في الكويت الذين لم يراعوا مشاعر اخوانهم السوريين الذين سقط اقرباؤهم بالمجازر البشعة لجلاوزة النظام البعثي العلوي، نقول لهم اتقوا الله في اهل السنة والجماعة، فالوقوف مع الظالم بهذا الشكل السافر وغير المبرر له عواقب وخيمة، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.
بقي ان نتوجه الى حكام وملوك ورؤساء العرب، ونقول لهم ان النظام السوري كان، وما زال، عنصر أمن وأمان لاسرائيل، فها هي جبهة الجولان ساكنة سكون اهل المقابر منذ قرابة نصف قرن لم تطلق فيها رصاصة واحدة، وها هو نظام حسني مبارك ونظام بن علي سقطا سقوطا مدويا يجب ان يكون درسا لكل الطغاة، وكلنا نذكر موقفكم الطيب والمشرف من ثورة الشعب الليبي، فلماذا هذا الصمت المريب عن النظام السوري الوحشي؟ أليس عيبا ان «تفزع» اوروبا للشعب السوري ونحن ندرك جيدا مدى مصالحها مع بقاء نظام الأسد؟ لكنها القراءة الجيدة للساحة السياسية! بينما نحن ما زلنا نعيش في الوهم.
• • •
• كلمة أخيرة: كلمة شكر وتقدير للسفير الكويتي عادل حيات والدبلوماسي عريفان العريفان على حسن تعاملهما مع الكويتيين في وارسو (بولندا)، حيث انهما يقدمان صورة مشرفة للدبلوماسية الكويتية، وذلك بتعاملهما الراقي مع مصالح الكويتيين هناك وبعلاقاتهما الواسعة مع المسؤولين في تلك الديار، فكل الشكر والتقدير لهما.