مبارك الدويلة

ابليس دخل المجلس

كانت الجلسة هادئة.. والنقاش فيها موضوعياً ومنطقياً.. والاسلوب في الطرح كان راقياً.. وتسابق النواب في اثبات حق ابنائنا في الدفاع عن انفسهم.. وحقهم في محاكمة عادلة في بلدانهم.. وكادت الجلسة تنتهي من هذا الموضوع باجماع غير مسبوق، حيث شارك في النقاش الشيعة والسنة والبدو والحضر والاسلامي والعلماني، وكلهم يطالبون الحكومة الكويتية بالسعي عند الحكومة الاميركية للافراج عن ابناء الكويت، وعددهم اثنان، ومحاكمتهما في بلادهما.
لكن ابليس ما يهون عليه يشوف الناس مجتمعين على خير، فدخل عليهم في اخر لحظة على هيئة احدهم، وطالب الرئيس بالحديث، وهنا بدأ في اثارة الفتن والنعرات بهدف تخريب هذا الانجاز الرائع، وعندما لم يحقق مراده وجاءه بعض زملائه يطالبونه بأن يتقي الله في ابناء الكويت، وجدها فرصة للوصول الى مبتغاه فرفع العصا في وجه احدهم وشتم الاخر بألفاظ سوقية مما افقد الاخرين اعصابهم وحصل ما حصل.
انا ضد كل ما حصل مهما كانت اسبابه، ونحمّل المسؤولية لكل من كان في القاعة من الرئيس الى المتفرج، لكن لا بد من وضع دوائر حمراء وعلامات استفهام على تصريحات هذا النائب الذي «ما فتئ» يثير النعرات بين الحين والاخر.
المجتمع الكويتي عانى الكثير من بلاويه التي يثيرها هو ووكيل مراجعه بين الحين والاخر، وكما ذكرت في مقال سابق إن كان عندكم مجانين فعندنا اكثر، لكن اربطوا مجانينكم حتى نتمكن من ربط اللي عندنا، وبما انه ذو منزلة عالية لديهم فلم يتمكن احد من ان يقول له قف عند حدك الكويت اولى! لذلك كان سببا في اثارة بعضنا والرد عليه بمثل ما يقول.
اتمنى من سمو الامير، حفظه الله، والذي لا اشك لحظة في انه سيختم هذه الفتنة بالشمع الاحمر، ان يطلب من القائم مقام (….) ان يوقف تصريحاته الاستفزازية ويراعي مصلحة الكويت بدلا من ان يراعي مصلحة معزبه عندها صدقوني سيخرج ابليس من القاعة.

***
ميناء مبارك الكبير.. اثار مشكلة غير متوقعة مع العراق.. قد تكون مصطنعة.. وقد تكون عفوية.. المهم لا نتجاهل الموضوع.. ولا نهمش مطالب الجيران لو كانت غير منطقية.. يجب اعطاء الموضوع حقه من النقاش والحوار الهادئ وتغليب مصالحنا القومية والوطنية.. والتي لا شك من اهمها ان نعيش بسلام مع جيراننا.
بصراحة لا نريد ان نكرر مأساة اكاذيب صدام بسرقة النفط من حقل الرميلة، اليوم عندنا فرصة نمنع الاسوأ من ان يتكرر.. فقط قليل من الاهتمام والانتباه.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *