ردة الفعل الشعبية من أهل الخليج العربي كانت كافية لإجهاض اقتراح ضم المغرب والأردن الى مجلس التعاون الخليجي، حيث لا منطقية ولا جدية ولا وجاهة في هذا الاقتراح الغريب والمفاجئ، حيث لم يكن مدرجا على جدول الأعمال. ويبدو انها رسالة أريد لها أن تصل الى جهة معينة ولكن تم اخراجها بشكل سيئ أدى الى اجهاضها.
المطلوب اليوم من دول مجلس التعاون المزيد من التكامل في ما بينها، فشعار «خليجنا واحد وشعبنا واحد ومصيرنا واحد» يجب ان يتعدى كونه حبرا على ورق وأناشيد في الأعياد والمناسبات، الى واقع ملموس نشعر به يوميا في حياتنا العملية.
اتفاقية مجلس التعاون تسمح بأن نعلن عن تشكيل جيش خليجي واحد تحت قيادة مشتركة، ولا بأس من اشتراط الإجماع لتحريك هذا الجيش. كما أن دول الخليج اليوم ـــ باستثناء قطر ـــ تنتهج سياسة خارجية واحدة من دون الزام لبقية الدول، فلماذا لا نعلن قيادة واحدة للسياسة الخارجية تحددها مصالح دوله من دون اخلال بالالتزامات القومية والإسلامية؟ وأنا شخصياً اعتقد ان قطر، هذه الدولة الصغيرة، انتهجت سياسة مميزة، وتمكنت من ان تفرض وجودها على أجندة الكبار، فلا بأس اذاً من ان نستفيد من سيرة هذه الدولة في هذا المجال.
وبما ان المصالح النفطية واحدة، ولا مجال للفلسفة في السياسة النفطية، فلذلك أجد ان التكامل الخليجي في هذا المجال سهل المنال، ان لم يكن واقعا اليوم.
فإذا أضفنا المرور بالبطاقة والربط الكهربائي والقطار الخليجي ثم أخيرا وليس آخرا العملة الخليجية الموحدة، كل ذلك يجعل من ايجاد الكونفدرالية أمرا ميسورا وواقعا محسوسا.
القضية التي يجب التأكيد عليها قبل الختام هي ان الخصوصية في إدارة الشأن المحلي سمة النظام الكونفدرالي، فالكويت مثلا تستطيع ان تحافظ على طبيعة النظام البرلماني والرقابي من دون الاخلال بالالتزام بالكونفدرالية. كما ان المملكة العربية السعودية تستطيع ان تحافظ على ظاهرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دون تناقض مع التزامها الكونفدرالي. فإذا أضفنا إلى ذلك ان كل اسرة حكم تستمر في مكانتها وموقعها وحكمها للبلاد من دون تعارض مع هذا النظام فسنجد ان تطبيق الكونفدرالية امر ضروري لحفظ الأمن لهذه الدول، بدلا من ضم دول أخرى تجعل من التكامل الخليجي امرا مستحيلا.
ملاحظة داخلية: نائب رئيس مجلس الأمة عبدالله الرومي يتميز بضيق الصدر، لذلك أسهل شيء عنده لإدارة الجلسات هو الإعلان عن رفع الجلسة، لذلك من لا يرد لهذا المجلس أن ينجز شيئا فكل ما عليه ان «يطفر» بومحمد عندما يبدأ في ادارة الجلسة وسيتحقق له ما يريد.