الضرب في الميت حرام..
وبدلاً من الضرب فالأولى إكرام الميت بحسن التعامل مع جثته، وأقصد هنا بالميت الحكومة وليس بن لادن كما قد يتبادر إلى الذهن.
أقول بدلا من نعت الحكومة بالألفاظ والألقاب السيئة الذكر، فالأولى اليوم أن نناقش كيف السبيل لإكرامها بدفنها!! بمعنى أن مرسوم التكليف صدر وأدت اليمين الدستورية أمام سمو الأمير وأمام مجلس الأمة، ومارس النواب دورهم في الاعتراض، ولم يبق إلا أن نطوي هذه الصفحة الى الصفحة التالية وهي كيف نتعامل مع الحكومة في ما تبقى من عمر دور الانعقاد؟!
أعتقد الأولوية اليوم بالاتفاق على عدد من المواضيع التي تأخرت على المواطن والوطن، وأصبح إقرارها واعتمادها فريضتين لازمتين قبل أي شيء آخر.
ان الخطأ الذي يهيمن على عقول النواب اليوم هو انه لا يجتمع تشريع مع رقابة، وهذا يعني ان الاستجواب اذا قدّم فعلى جميع أجهزة الدولة أن تصاب بالشلل التام حتى يتم انجاز هذا الدور الرقابي!!
على مجلس الأمة والحكومة أن يعوضا ما فاتهما من وقت لتشريع ما يمكن من القوانين المتأخرة، وعلى نواب المعارضة ان يعلموا ان هذه الحكومة هي الحكومة التي يجب أن يتعاملوا معها مهما قالوا فيها ما قالوا (خشمك خشمك لو كان أعوج). لذلك يجب ان يتمنى كل عضو أن تنجح الحكومة في تنفيذ برنامجها، وأن ينجح كل وزير مهما اختلفت معه في عمله. هنا نكون وطنيين وهنا فقط نحقق شعار «الكويت أولا».
***
البعض يجهل تاريخ العظماء.. لأنه دائما يعيش مع الأقزام.
الإمام الشهيد حسن البنا.. رجل أحيا أمة.. ورجل جدد الدين بعد أن انتشرت البدع والضلالات ومات الوازع الديني في نفوس الكثير من الناس.. وكاد الاستعمار الغربي بعد العثماني أن يجعل من أمة العرب نسيا منسيا.
الإمام البنا أوجد منهج حياة يحبه كل محب لله ورسوله.. ويكرهه كل مبغض لله ورسوله.. حاربه الخديوي، وحاربه اليهود، وحاربه الغرب كله، حتى ان سيد قطب، يرحمه الله، عندما زار أميركا استغرب شدة كره الأميركان له، وهو لم يقابله، فأحبه وأعجب به.
حسن البنا ترك ارثا من الفكر والمنهج ما زال أتباعه يتبنونه حتى اليوم. وعندما يقول قائل انه غير معروف حتى في مصر، نقول له ان اتباعه ما دخلوا انتخابات نزيهة الا وكانت لهم الجولة، فيكفي أنهم أرعبوا نظام حسني مبارك طوال ثلاثين عاما.
العظيم يبقى عظيما عند العظماء.. والقزم يراوح مكانه.