انتقل ناصر الخرافي الى الرفيق الاعلى، وبقي موقفه من حزب الله اللبناني مثاراً للجدل بين الناس! والمطلع على كتابات الفقيد يتبادر الى ذهنه للوهلة الاولى ان للكاتب مصالح تجارية في جنوب لبنان، وان هذا الاطراء لزعيم النصر الالهي لا يخلو من مجاملة تقتضيها المصلحة، أما أنا فلم أكن اعرف الفقيد عن قرب، ولم أجالسه كما جالست شقيقه، ولم أتعامل معه، لكنني عندما كنت أقرأ ما يقوله عن المقاومة اللبنانية كنت أشعر أن هذا الكاتب صادق في مشاعره، وانه صادق مع نفسه، وان ما يشعر به في داخل خلجات قلبه هو ما يسطره قلمه، لذلك بادرت أقرب الناس اليه بالسؤال عن استثمارات الفقيد في لبنان، وبالاخص في الجنوب، حيث السطوة لحزب الله، فكان الجواب الصاعقة الذي يجهله الكثير من الناس: لا توجد للفقيد اي استثمارات في الجنوب، كما لا يوجد للفقيد شيء يذكر في لبنان!! هذا الجواب ينسجم مع ما شعرت به من صدق مشاعر الرجل في كتاباته، فهو يكتب ليس حباً في شخص نصر الله، وليس دعماً للمذهب الشيعي، وليس قناعة بايديولوجيات حزب الله، بل ـــ كما يقول احد المقربين اليه ـــ شعور بأن هذا القائد قادر على ان يضر اسرائيل ويزعجها ويقلقها وهو ما عجزت عنه الدول العربية مجتمعة.
أنا لا اكتب هذا المقال دفاعاً عن رجل غادرنا الى الملأ الاعلى، فعنده من الذرية من هو اقدر مني على ذلك، كما انني لا أدافع عنه توخياً لمصلحة من أهله وذويه، فأنا لم أتعامل معه حياً كي استفيد منه ميتاً، كما انني لا أرتبط اليوم بأي عمل تجاري مع مؤسساته، لكنني أكتب بعد ان علمت بان مصالحه في مصر وليس في لبنان، وكان اولى ان يدافع عن حسني مبارك ونظامه، حيث جل استثماراته هناك وليس في لبنان، حيث لا يملك الا منزلا وعقاراً.
إن غياب المقاومة الحقيقية للاحتلال الاسرائيلي، وتخاذل دول المواجهة عن القضية، ورواج الروح الاستسلامية عند شباب الامة، جعلت ناصر الخرافي وغيره من الغيورين على قضية الاسلام الاولى أن يتشبثوا باي واجهة تعلق جرس الجهاد والمقاومة.
غفر الله لناصر الخرافي.. وأسكنه فسيح جناته.. وألهم أهله الصبر والسلوان.
***
الروح البطولية والرجولية التي نزلت فجأة على مؤسسات مجلس التعاون الخليجي تجعلنا نتساءل: ما الذي حصل؟ وفي مَن شادين الظهر؟ وماذا خلف الكواليس؟ نحن كشعوب خليجية مرتاحون لهذه الانتفاضة التي ترجع لنا شيئا من الكرامة، لكن نريد ان نطمئن الى انها انتفاضة طبيعية، وانكم درستم كل الاحتمالات والمخاطر، وانكم مستعدون لكل شيء!! بس يا خوفي من التخطيط الخليجي، خاصة اذا كنتم معتمدين على اللي كان معتمدا عليه حسني مبارك؟!!