موقف الكويت القوي والصلب من تدخل ايران في شؤوننا الداخلية موقف جيد ومطلوب في هذه المرحلة.. لكن الذي يعرف امكانات ايران في ازعاج الكويت وقدراتها على زعزعة امنها بواسطة طابورها العاشر له الحق ان يتساءل: بماذا تفكر الكويت وهي تتخذ هذا الموقف الصلب تجاه الدولة الفارسية؟!
موقف حكومة البحرين من المعارضين للنظام هناك موقف اكثر من قوي، وتجاوز احيانا حدود المعقول عندما يتم طرد اللاعبين من الاندية لمشاركتهم آلافا في ساحة اللؤلؤة وفصل المئات من وظائفهم للسبب نفسه!! ولانني احب البحرين.. واحب النظام الحاكم فيها، ولانني كنت ضد التظاهرات اللاسلمية في ساحة اللؤلؤة، لكن يدي على قلبي مما يجري الآن، لانني اعرف قدرات النظام هناك وامكاناته، كما اعرف ما يمكن ان يفعله تنظيم مدعوم من حكومة تضمر الشر لجيرانها وتعتمد تصدير ثورتها لها!!
ما يجري في الكويت والبحرين وما يثار من تساؤلات مشروعة مثل: بم تفكرون؟ على ماذا تستندون؟ في من «شادّين ظهركم»؟ كل هذه الاسئلة ممكن توجيهها الى بقية دول الخليج التي سعدنا ونحن نشاهد لها مواقف ايجابية وواضحة وشفافة وقوية تجاه قضايا الساعة، مثل تجاوبها مع احداث اليمن ومبادرتها لحلها، وقبلها موقفها القوي من دعم الثوار في ليبيا.
الهاجس الذي ينتابنا هو ان هذه الدول الصغيرة معتمدة على علاقتها باميركا!! فإن كان الامر كذلك فعلينا السلام، لان اميركا لم تفزع لانظمة كانت حليفة لها واكثر اهمية لديها بعدما رأت واقع الامر، وتعاملت مع الوضع من واقعه الذي فرضه عليها.
إذاً ما الحل؟
الحل ذكرناه في هذه الزاوية منذ اكثر من اشهر عديدة، وهو بوجود كونفدرالية بين دول الخليج تعطي كل دولة استقلالية في ادارتها لشأنها الداخلي بالطريقة التي تناسبها، وتلتزم بالسياسة الخارجية والدفاعية والنفطية لدول مجلس التعاون.
هذه الخطوة اصبحت اليوم استحقاقا سياسيا يفرضه الواقع والمصلحة!! فالواقع اننا دول صغيرة وسط دول جارة وجائرة!! دول لا امان لانظمتها ولا رادع، وليس للجيرة عندها اي اعتبار!! والمصلحة تستلزم ان نتحد في كيان واحد قوي، ولا مانع وقتها من عقد اتفاقات امنية مع من نشاء!!
التطورات تتسارع.. والوقت ما يرحم.. والمصالح تتشابك.. وصديق الامس عدو اليوم فماذا ننتظر!!