مبارك الدويلة

هذه المرة.. غير

نعم.. هذه الحكومة يجب ان تكون غير في تشكيلها، لانها تمر في ظروف غير..!
لا أحد ينكر حساسية الظرف السياسي الذي تمر به المنطقة وتتأثر به دول الخليج، لذلك يجب ان تأتي حكومة تستوعب هذا الظرف، وتدرك تداعياته على الداخل وتأثيره على أمن البلد واستقراره، حكومة تبني وتعرف كيف تهندس البناء وتحافظ عليه، حكومة تنشغل بتنفيذ برنامجها وتتعاون مؤسساتها لتحقيق ذلك، حكومة تعمل كفريق واحد برأس واحد وقلب واحد، فهل سمو الشيخ ناصر المحمد قادر على ان يأتي بمثل هذه الحكومة؟ ستواجه سموه مشاكل كثيرة قد تعرقل طموحاته في تشكيل حكومة قوية ومتجانسة، ولعل من أهمها:
ــــ انها الحكومة السابعة..! في أقل من ست سنوات، وهذه كافية لزعزعة الثقة في النوخذة الذي سيدير الفريق!
ــــ الظرف السياسي للمنطقة يجعل مسؤولية النواب كبيرة في تقدير هذا الظرف ومراعاة تداعياته، وبما ان النواب بادروا منذ اليوم الأول للتكليف الى اطلاق قذائفهم الصاروخية تجاه شخص الرئيس المكلف، لذلك نحن على اعتاب بوادر أزمة في نسختها السابعة قد تعجل في عمر هذه الحكومة ان لم يكن المجلس كذلك، لذلك لن تجد متحمسا للمشاركة هذه المرة.
ــــ لا يبدو في الافق اي حل للمشاكل الداخلية لأسرة الحكم، وبالتالي قد يستمر انعكاس آثارها على اداء هذه الحكومة، وبالنظر الى هذه الآثار على الحكومات السابقة نجد انها عوامل قاتلة وكافية لجعل الحكومة مهترئة من الداخل وتنشغل بنفسها عن البناء والتنمية.
ــــ النظرة للديموقراطية على انها مكسب للشعب والدولة يجب ان تسود بدلاً من التعامل مع هذه الممارسة الديموقراطية على انها نقمة ورطهم بها الشيخ عبدالله السالم، هذه النظرة جعلت مبدأ التعاون بين السلطتين مفقوداً وحبراً على ورق، لذلك شاهدنا كيف كانت الحكومة تتمنى فشل المجلس في تحقيق اهدافه وتسعى لافشال كل مشاريعه.
لهذه الأسباب سنجد الاعتذارات عن المشاركة كثيرة، وستكون حال الحكومة مثل راية الشر التي رفعت فانبرى لها اشرارها وابتعد عنها اخيارها، مع اني لا أتمنى ان نصل الى هذه الدرجة، بل أتمنى ان تنزل السكينة على سمو الرئيس ويهديه الله الى تحجيم تدخلات الآخرين من ابناء عمومته، وفي المقابل يتوقف هو عن التدخل في شؤون الوزراء في وزاراتهم، وأتمنى ان يختار الوزير النظيف في سمعته والمشرق في تاريخه والكفوء في تفكيره وادائه، عندها سنقول نحن لنوابنا: كفى.. كفى.. اعطوا هذه الحكومة فرصتها التي نتمنى ألا تكون كسابقتها.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *