نظرة سريعة لأحداث المنطقة العربية اليوم نجد أمرا غريبا!! الجميع متوتر وحذر ويترقب ويضطرب ويثور ويقلبها رأسا على عقب، الا في الكويت وما ندر من دول الخليج، حيث نحن هنا نفرح ونبارك ويهنئ الشعب القيادة السياسية وتكافئ القيادة شعبها وتبادله الحب والاحترام. الجميع هنا في الكويت فر.حٌ ومنبسط، بينما الغالب هناك وما حولنا حزين وكئيب ولا يعلم ما تخبئ له الليالي والأيام.
وكما ذكرت في مقالتي السابقة «الكويت غير» فإن هذه الأجواء من السعادة والفرح لا تعني اننا في دولة نموذجية، بل نعترف بوجود الكثير من النقص والكثير من الفساد، لكن ما هو متوافر من منابر للإصلاح كاف لمعالجة هذا القصور.
اليوم سأتحدث عن بعض أسباب هذا التدهور المتسارع في العلاقة بين الأنظمة وشعوبها في بعض دول المنطقة، حيث لوحظ ان اساس هذا التدهور في العلاقات شعور الشعوب بالظلم وغياب العدل!! صحيح قد يصمت الشعب دهرا من الزمن، وقد يصبر على القهر والظلم، لكن ذلك مثل النار التي تحت الرماد، فما ان تحين فرصة مناسبة تحرك الساكن الا وتثور ثورته، وينتفض المارد الجبار الذي لا يمكن للدبابات ولا الطائرات ان توقفه عند حده الا بعد بلوغ مأربه!!
لاحظوا كذلك ان الشعب يبدأ ثورته بمطالب محددة وبسيطة ومعقولة، لكن عناد الأنظمة وكبرياءها وتعاملها بقسوة مع المدنيين العزل وعدم الاخذ في الاعتبار أي من هذه المطالب، تجعل الشعب يكرر بصوت واحد «الشعب يريد اسقاط النظام» في تصعيد لافت للنظر، خصوصا اذا نجمت عن تعامل النظام مع بدايات الثورة أحداث قتل وقمع!!
ملاحظة أخرى وهي ان اكثر ما يثير الشعب ويغضبه هو شعوره بأن افراد الحاكم وأسرته أو قبيلته أو حزبه ينفردون بخيرات البلاد وثرواتها بينما الآلاف من أرباب الأسر لا يجدون قوت يومهم، ولعل هذا الأمر يدركه حكام الخليج، حيث لوحظ ان ابناء الشيوخ وابناء الأمراء والسلاطين ينفردون في حيازة أملاك ليس لهم الحق بها ولم يتملكوها الا لكونهم من ابناء الأسرة الحاكمة، وهذه قشة قد تقصم ظهور بعارين كثيرة.
***
لفتة كريمة
نتقدم بالتهنئة للكويت، حكومة ونظاما وشعبا، على أعيادها المجيدة، ونسأل الله ان يجعل أيامنا كلها أعيادا.
كما نتقدم بالتهنئة الى الشعب السعودي وحكومته الرشيدة بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشافى معافى، سائلين المولى عز وجل ان يديم عليه الصحة والعافية.