السؤال الاهم الذي يطرحه كل خليجي هذه الايام هو: هل دول الخليج مستهدفة ومستقصدة فيما يجري من متغيرات بمنطقة الشرق الاوسط خاصة بعد احداث دوار اللؤلؤة في البحرين الشقيقة وهل وصلت كرة النار لملاعبنا الخليجية؟! الاجابة صعبة ومختلفة باختلاف مواقع تلك الملاعب سياسيا وجغرافيا ولكن يمكن الحديث عن بعض الرؤى الخليجية «القلقة» مما يجري، ومنها:
هناك من يرى ان المستهدف مما يحدث في منطقة الشرق الاوسط ليس الانظمة الاكثر قمعا وقهرا لشعوبها والاقل تنمية لبلدانها حيث لا تتعرض مثل تلك الانظمة للقلاقل وان تعرضت فهي تنتهي كزوبعة في فنجان، ولكن المستهدف الحقيقي هو الانظمة الاكثر «استقرارا وانجازا» في المنطقة، ويعتقد هؤلاء ان الثورات والاحتجاجات هي نوعان الاول فاعل ويحظى بتغطية اعلامية عالمية واسعة ويستهدف الانظمة المستقرة مما يتسبب في سقوطها او اضعافها، والثاني محدود التأثير ويغطى عادة بأقل كم من الاضواء ويوجه للانظمة الثورية مما يجعله لا يؤثر بها.
ويضيف اصحاب تلك الرؤية ان دلالات استهدافهم هي ما حدث في الاشهر القليلة من متغيرات ضخمة تسببت في ابعاد علاوي في العراق والحريري في لبنان واسقاط نظامي بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر وقيام قلاقل شديدة في البحرين واليمن والاردن المحيطة بإحدى دولنا الخليجية الرئيسية، وان الاحداث المتتالية في تلك الانظمة والدول الحليفة او القريبة يصعب تفسيرها او تبريرها بنظرية «الصدفة» الجغرافية او السياسية وان الثورات الحالية في الدول الثورية زادتها قوة بعدما استغلت الظرف وزجت بمعارضيها وخصومها في السجون امام العالم اجمع دون ان يحرك احد ساكنا.
ويسترسلون للقول بأن الدلالات الاولى لما حدث في مصر غير مشجعة على الاطلاق، فالاعلام المصري الذي يشكل الرأي العام في اكبر بلد عربي قد استدار بمقدار 180 درجة واصبح اكثر من يستضاف ويقول بترويج افكاره الثورية هذه الايام هم ساسة واعلاميون امثال هيكل وحمدين صباحي ومصطفى بكري وثلاثي قنديل «حمدي وعبدالحليم ووائل» وان لهؤلاء رؤى مشتركة معادية للانظمة المحافظة وقريبة من رؤى احد القيادات الثورية القريبة جغرافيا من مصر والذي قتل امس وبدم بارد 90 ضحية.
ويستغرب هؤلاء من ادوار الاعلام العالمي ذي الرؤى المزدوجة حيث ينقل ذلك الاعلام قصصا كالخيال تزيد النار اشتعالا كحكاية ثروة الرئيس المصري السابق التي جاوزت حسب زعمهم 70 مليار دولار، ثم اكتشف ان مصدر الخبر هو جريدة «الخبر» الجزائرية وقد نشرته تلك الصحيفة غير المعروفة ابان حرب الفجور الاعلامي بين مصر والجزائر على تداعيات المباراة الكروية بين فريقيهما والتي يعتقد البعض انها حرب كانت منسقة ومتفقا عليها بين الاجهزة الامنية في البلدين، ويتساءل هؤلاء عن سبب عدم تطرق الاعلام العالمي لثروات رجال الثورات والفساد ومنع المظاهرات في بلدانهم بالرصاص وهي امور لم يقم بمثلها النظامان السابقان في مصر وتونس.
آخر محطة:
1 ـ يخبرنا مسؤول خليجي رفيع المستوى ابان جولتنا الخليجية بأن اسقاط نظام صدام تم عبر استمالة وزير نفطه ممن كان يعطيه اخبارا كاذبة عن سرقة الكويت لنفط العراق مما ورطه في غزو الكويت واسقاطه في النهاية.
2 ـ هل تم اسقاط مبارك عبر استمالة وزير داخليته حبيب العادلي الذي افتعل حادثة كنيسة الاسكندرية لاثارة الاقباط ثم سمح بالمظاهرات وسحب رجال الأمن واطلق «البلطجية» وحث على التعدي على ممثلي الصحافة الاجنبية؟! وهل تورط العادلي في اسقاط النظام أمر يدعو للطمأنة؟! حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه.