مبارك الدويلة

ما أشبه اليوم بالبارحة

عندما أعلن الأطباء الأميركان أن أيام الملك الحسين بن طلال أصبحت معدودة لانتشار مرض السرطان في جسده، سارعت الحكومة الأميركية باعادته إلى بلاده وبعد شهر تقريباً رجع إلى الولايات المتحدة وفاضت روحه إلى بارئها. المهم أن الملك الراحل اصدر خلال عودته الشهرية إلى الأردن قراراً واحداً وهو إعفاء أخيه ولي العهد من منصبه، الذي تولاه لأكثر من أربعين عاماً، وتعيين ابنه عبدالله وليا للعرش.
وما أشبه اليوم بالبارحة!! عندما شعرت أميركا أن أيام الرئيس مبارك محدودة، سارعت وطلبت منه تعيين رجل المخابرات القوي نائباً له، وذلك تحسباً لأي طارئ قد يطرأ على الساحة المصرية. الغريب أيضاً أنه بعد ان انصاع الرئيس مبارك بتعيين نائب له سارع الغرب بمختلف رموزه وعلى رأسهم أميركا بمطالبة مبارك بالتنحي وتسليم السلطة لنائبه!!
وحتى نفهم «القمنده» في هذا التصرف لا بد من تسليط الضوء على مصلحة إسرائيل!! فالغرب يعتقد انه في حال تمسك مبارك بالسلطة فقد تنتشر الفوضى الأمنية والسياسية في مصر، مما يجعل أرض الكنانة مسرحاً ملائما لعمليات «القاعدة» ضد المصالح الأميركية والغربية، وملفى أو ملجأ أكثر أمناً واماناً لرموز ما يسمى بالتطرف الإسلامي، مما يهدد أمن إسرائيل ووجودها، ويقوي شوكة حزب الله وحماس، وبالتالي إيران في منطقة الشرق الأوسط. لهذه الأسباب تصر أميركا وحلفاؤها على نقل السلطة إلى عمر سليمان بأسرع وقت وقبل تسلم الثوار للسلطة، مما قد ينتج عنه تشكيل حكومة انقاذ وطني، وبالتالي انتخابات تشريعية نزيهة، مما يعني وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، وهنا الكارثة التي ستنهي آمال الغرب في ايجاد شرق أوسط جديد وفقا لرؤاهم ومخططاتهم!!
ابني الصغير فهد يسألني وهو يشاهد قناة العربية: لماذا أوباما شايل هم وصول الاخوان المسلمين للسلطة؟! فقلت في نفسي: إذا عُرف السبب بطل العجب!!
***
«لفتة كريمة»
اتقدم بالشكر والتقدير للاخ رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد المكاتب الهندسية الكويتية وكذلك للاخ م. عادل الخرافي والاخ طلال القحطاني والاخوة في جمعية المهندسين الكويتية على ترشيحي لمنصب رئيس هيئة المكاتب الهندسية العربية، والذي حصلت عليه بفضل الله ثم بفضل جهود الاخوة الكرام المذكورين عندما انعقدت الانتخابات قبل أسبوعين في القاهرة تحت اشراف اتحاد المهندسين العرب، والشكر موصول للاخ أمين عام الاتحاد م. عادل الحديثي الذي اجرى الانتخابات في ظل ظروف صعبة وحظر تجول وتظاهرات وبالكاد استطعنا انهاءها والعودة إلى أرض الوطن، وأتمنى ان أكون عند حسن ظنهم وان أقدم شيئا لخدمة المهنة الهندسية ورقيها.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *