بعد أحداث ديوان الحربش.. صار عند الناس في الداخل والمراقبين في الخارج، انطباع ان المواطن في الكويت مهان، وأنه لا كرامة له خاصة بعد ان شاهدوا رجال القوات الخاصة يضربون نواب الامة، ويسحلون أساتذة الجامعة، ويداهمون البيوت الآمنة، مما اضطر عددا كبيرا من هؤلاء النواب إلى أن يتقدموا باستجواب لرئيس الحكومة لوضع حدّ لتجاوزات رجال الأمن على المواطنين، وقد وصلت رسالة النواب الى أولي الأمر من خلال نتيجة التصويت على طلب عدم التعاون، ولكن يبدو أن الله أراد أن يعجّل بالانتصار لكرامة البشر، فقدر سبحانه ما كان من ضرب مواطن كويتي ضربا افضى الى الموت، مما يعدّ انتهاكا صارخا لحقوق المواطنين وتعدياً على كراماتهم، فما كان من الأخ وزير الداخلية إلا أن يحترم تعهدا تعهد به أمام مجلس الأمة، ويقدم استقالته.
استقالة معالي وزير الداخلية لها عدة مدلولات:
ــ الأول أن الوزير يحترم تعهداته، عندما قال «لا أتشرف بإدارة وزارة تعذب المواطنين».
ــ الثاني أن الاستقالة رسالة قوية إلى كل رجال الأمن ان مثل هذه التصرفات غير مقبولة ومرفوضة في بلد ديموقراطي، المواطن فيه يمارس حقوقه وواجباته وفقا للدستور.
ــ الثالث أن هذه الاستقالة ستعطي انطباعا عند كل المراقبين في الخارج ان الكويت بلد يحترم شعبه، وان المواطن فيه له قيمة وكرامة، وأي مساس بهما يعتبر خطا احمر، وان ادى الى استقالة وزير الداخلية ابن الاسرة الحاكمة!
انا اعرف ان الشيخ جابر الخالد ذو خلق ودين، لكن هذا لا يكفي!
انا اعرف ان الشيخ جابر الخالد لديه النية الصادقة لحفظ الامن واستتبابه، لكن هذا وحده لا يكفي، انا اعرف انه جاد في تطوير اجهزة الوزارة وتحسين ادائها، لكن هذا ايضا لا يكفي! فالنية الطيبة والقلب الطيب.. كل هذا مطلوب، لكنه وحده لا يحقق المراد، بل لا بد من ارادة وعزيمة وحزم وسيطرة شاملة على كل اجهزة الوزارة حتى يتحقق الهدف المطلوب.
شيخ طيب نعم.. وزير محترم نعم.. لكن من الواضح ان بعض القيادات لا تخضع له! لذلك اعتقد أن قبول استقالته اصبح امرا حتميا، اذا اردنا ان نحفظ الأمن.
***
لفتة كريمة
رحم الله شهيد خفر السواحل، وألهم ذويه الصبر والسلوان، وغفر الله لضحية مخفر الشرطة.. وعظم أجر ذويه.
قال تعالى: «وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا» صدق الله العظيم.