لا يمكن لمثلي أن يتجاوز غياب العم خالد المرزوق من دون أن يكتب عنه بعضا مما يعرف.
ولقد قيل عنه الكثير في اليومين الماضيين، لكني سأركز على حادثتين عاصرتهما شخصيا، الاولى عندما صعدت إلى الطائرة المتجهة إلى الرياض قبل الغزو العراقي وأثناء الحرب العراقية ــ الايرانية، فوجدته في مقصورة الدرجة الاولى لابسا دشداشة بيضاء وقد رمى الغترة والعقال على الكرسي الذي بجانبه، وقد أخبرني ــ عليه رحمة الله ــ انه رجع أخيراً من الجبهة العراقية، وقد زار القوات الشقيقة هناك، وطاف عليها من راس البيشه إلى خانقين دعما ماديا ومعنويا لها، وعندما سألته عن سبب ذلك وجدت دوافعه قومية صرفة، ووجدت أمامي شخصا عاشقا للعراق ومحبا لشعب العراق. هذا العاشق الولهان شاهدت بيته في الشويخ يوم 1990/8/5 ينهب منه حتى سيراميك الحمامات! وممن؟ من الجيش الذي كان يدعمه ومن الشعب الذي كان يعشقه!
القضية الثانية حدثت بعد التحرير.. عندما أجريت أول انتخابات لغرفة التجارة والصناعة بين القائمة الاقتصادية وقائمة العم خالد المرزوق، حيث بلغ التنافس مداه في تلك الانتخابات، فقمت بعمل مناظرة في ديواني بالعمرية بين القائمتين، ومع انني كنت متعاطفا مع القائمة الاقتصادية وداعما لها إلا أن ذلك لم يمنع العم أبا الوليد من قبول التحدي، وجاء بكل شجاعة إلى الديوان ومعه الأخ الكبير فايز البغيلي ممثلين للقائمة، وجاء من الطرف الآخر العم علي ثنيان الغانم ومعه المغفور له وائل جاسم الصقر، وجرت المناظرة أمام وسائل إعلام محلية وعربية وعالمية، واذكر منها ان العم ابا الوليد طرح ان قائمته تمثل ابناء البادية وابناء الشيعة وصغار التجار، وقد استأذنته أن أدير المناظرة مع علمه بأنني متعاطف مع الطرف المنافس فكان جوابه: «يا أخ مبارك أنت ولد الديرة والقائمة الأخرى كلهم عيال الديرة ومهما حصل الليلة سيكون لمصلحة الديرة فنحن منها وإليها»!
عليك رحمة الله يا أبا الوليد.. فكم نحن بحاجة الى ان نتعلم منك الكثير في هذه الحياة.
لفتة كريمة
ستكون هذه آخر لفتاتي عن المدعو «لفتة»، وأعلن فيها عجزي عن مجاراته في اسلوبه وعدم تمكني من استعمال شيء من عباراته، فقد أثبت أنه ينهل من قواميس غير موجودة في المكتبات، ولديه خبرات لم يسبقه إليها أحد، خصوصا خبراته مع أصحاب البقالات، حيث ان تربيتي الاسرية حالت دون الاقتراب من هذه الخبرات. لذلك، ونزولا عند رغبات كثير من المحبين، ومنهم الاخوة في القبس، وبعد أن عرف أهل الديرة حقيقة هذا المدعو، فإنني سأتوقف عن ذكره، مستغلا هذه المساحة في ما ينفع القراء، فالبلد في حاجة الى من يبنيه، وسأترك هذا وأمثاله يتكفل بهم الزمن والتاريخ.