فقدت الكويت بالامس فارسا من فرسانها الكبار، وابنا باراً من ابنائها، ورجلا وطنيا له مواقف تاريخية لا تنسى في دعم قضايا بلده، فرحم الله العم خالد يوسف المرزوق واسكنه فسيح جناته وألهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد عُرف عن العم ابو وليد كرمه الاسطوري وشجاعته وشهامته وتبنيه الدائم لاعمال الخير ومساعداته السخية للفقراء والمساكين والمحتاجين وكان – رحمه الله – ممن يقال فيهم «لا تعرف شماله ما أنفقت يمينه»، وكانت له بوصلة سياسية تدور حيث تدور مصلحة الكويت في حين شرّق آخرون وغربوا في مواقفهم السياسية بعيدا عن تلك المصلحة.
وللراحل الكبير فكر ابداعي ثاقب استخدمه لدعم اقتصاد بلده ومشاريعه التنموية حيث تبنى قضايا الاسكان العمودي وانشاء مجمعات الأسواق ومواقف السيارات، كما تقدم في الثمانينيات بمشروع اللآلئ الذي كان يستهدف زيادة مساحة الكويت عبر استرداد الارض من البحر وتوفير آلاف القسائم للشباب بأسعار معقولة دون كلفة على الدولة، وقد توقف ذلك المشروع الرائد والواعد آنذاك بسبب عوامل الحقد والحسد والمناكفة السياسية، وقد رفض بوليد اقامة ذلك المشروع في الدول الاخرى رغم العروض المغرية التي وصلت إليه، ايمانا منه بأن فكره وعلمه وجهده مسخر لخدمة بلده قبل أي بلد آخر.
كمـــا ساهـــم الراحل الكبير بتأسيس العديد من المؤسسات والشركات الاقتصادية الضخمة التي توظف مئات الكويتيين كالبنك العقاري، وعقارات الكويت، واللؤلؤة العقارية، وشركة دار الكويت للصحافة التي تصدر جريدة «الأنباء»، كما تبرع بتأسيس مركز علمي مختص بالطب الاسلامي سمي بمركز المرحومين يوسف المرزوق ولولوة النصار.
وقد عرفت شخصيا الراحل الكبير منذ اوائل الثمانينيات عندما دعانا وبعض الاصدقاء إلى بيته العامر في اسبانيا، وقد وجدناه، رحمه الله، قمة في التواضع يخجلك بمواقفه وكلماته التي تدخل القلب من أقصر الطرق، وتجعلك تستحضر ارواح فرسان العرب التاريخيين ممن اشتهروا بالفروسية والحزم والكرم.
آخر محطة:
(1) ستفتقد الكويت كثيرا رجلا بعطاء وحكمة وذكاء ابو الوليد. وعزاء الكويت وعزاؤنا هو بالذرية الصالحة من ابنائه الكرام ممن غرس فيهم منذ الصغر الوطنية الحقة وحب الخير ونصرة المظلوم.
(2) وكم هو مؤلم لاسرة المرحوم يوسف المرزوق فقدان العم خالد وابنه وحفيده خلال فترة وجيزة، فلله ما أعطى ولله ما أخذ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.