مبارك الدويلة

الخوف.. سيد الموقف

أصبح واضحا أن الخوف المسيطر على الادارة الحكومية هو السبب في المشاكل التي عشناها في الايام الماضية بسبب قرارات وإجراءات حكومية مستغربة! أما وقد اكتشفنا العلة، وهي هاجس الخوف من المجهول، فلن نستغرب كل ما حصل.
خذ مثلا غياب الحكومة المتعمد عن جلسات التصويت على رفع الحصانة!! سببه الخوف من ألا ترفع الحصانة عن النائب ان تم التصويت!! وهذا جعل الاجواء متوترة داخل القاعة عندما رفعت الجلسة.
وكذلك ضغط الحكومة على نوابها لتغييبهم كي يفقد النصاب! ادى الى احراج نوابها، ونعتهم بالحكوميين، ودخولهم في مشاكل مبكرة مع قواعدهم الانتخابية. الامر نفسه عندما تداعى النواب لعقد لقاءات مع جماهيرهم في الدواوين، خافت الحكومة من تأثير ذلك على الشارع، وبالتالي على نوابها، فاستخدمت القمع في ازالة هذا الهاجس لديها، واطمأنت بعد تفريق النواب والناس!!
الخوف، وليس غيره، سيطر على اجواء مجلس الوزراء عندما قرر طلب جلسة سرية كي يتحاشى تأثير ذلك على قرارات نوابها!! والخوف ولا غيره جعل الحكومة تطلب من وزير الداخلية تجاوز المادة 118، وتطويق الطرق والمداخل المؤدية الى مبنى البرلمان، حتى لا يتأثر نوابها بالجماهير الكبيرة التي بدأت تزحف منذ ساعات الفجر الاولى للتجمع في ساحة الارادة فيغيروا تصويتهم في اللحظة الاخيرة.
اذاً حكومتنا الرشيدة تتكتك بدافع الخوف من كل شيء!! فعلى ماذا يدل ذلك؟
يدل ع‍لى ان رأي الشارع غير رأي نواب الحكومة. ويدل على ان قناعات نواب الحكومة تختلف عن طلب الحكومة ورغبتها. ويدل على ان موقف نواب الحكومة ركيك وضعيف، وممكن في اي لحظة، وتحت اي ضغط، يتغير!!
الآن بعد انتهاء الجلسة السرية سيبدأ الشارع بالضغط مرة اخرى، وستبدأ الحكومة في اتخاذ اجراءات جديدة لتقليل التأثير على نوابها. ولمعرفتي بالعقلية التي تفكر عن الحكومة وتشير عليها بالرأي، فالحكومة قد تذهب الى ابعد مدى لتحقيق رغبتها، وازالة تخوفها، وان ادى الى كسر القوانين والدوس عليها.
الخلاصة.. إن هذا الخوف ادى الى هذه الاجراءات.. وان هذه الاجراءات ادت الى هذا الشحن وهذا التوتر وهذا التأزيم!! صحيح ان النواب ببعض الفاظهم يتحملون جزءا من ردة الفعل لكن لكل فعل ردة فعل تساويه في المقدار وتعاكسه في الاتجاه، بس اللي شفناه الحكومة دوبلتها عشر مرات.

***

لفتة كريمة
لو أن الحكومة تركت النواب يحضرون الجلسة ويصوتون معها لرفع الحصانة اهون الف مرة على النواب انفسهم من حالهم اليوم امام جماهيرهم.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *