المنحة السخية من سمو الأمير المفدى لأبنائه اللاعبين، والتبرعات التي تنهال من رجال الأعمال الأفاضل والشركات التجارية لفريقنا الفائز بدورة الخليج، والاستقبال الشعبي الرائع لا يقصد منها فقط المكافأة على تلك البطولة بل أن تصبح دافعا قويا للفوز بالبطولات القارية والدولية القادمة.
وإن كان من نصيحة أخوية نقدمها للاتحاد الكويتي لكرة القدم فهي استغلال المناسبة السعيدة للبدء في القيام بمبادرات ودية تجاه مخالفيهم في الرأي، فالمرحلة القادمة تحتاج إلى تضافر الجهود لا تشتتها والتركيز على الخارج لرفع الحظر وحصد البطولات لا الانشغال بالداخل في صراع لا ينتهي مع الأشقاء، فالفوز لنا جميعا والخسارة علينا جميعا، لا فرق بين هذا الطرف أو ذاك.
وبودنا من لاعبينا أن يحافظوا على لياقة بدنية عالية وروح قتالية متحفزة طوال المباراة كحال اللاعبين المحترفين في الدول المتقدمة الذين تشعر مع نهاية الـ 90 أو الـ 120 دقيقة وكأنهم يسخنون للبدء في المباراة لا في نهايتها، فلا تخاذل ولا تكاسل ولا تساقط على أرض المباراة أمام الجمهور ما يدل على ضعف اللياقة.
ومع تقديرنا الكبير لما عمله المدرب الصربي الشاب للفريق، بودنا أن يستعين الاتحاد بمدرب أوروبي عالمي يعمل معه مدربنا ويتعلم منه، حيث سنلاقي في المرحلة القادمة فرقا آسيوية ودولية تمتلك أفضل المدربين العالميين، والمباريات في نهاية الأمر ليست لاعبين فقط بل يضاف إليهم خطط وتكتيكات وعمليات تغيير ماهرة ومدروسة تؤدي إلى الفوز.
وبودنا كذلك أن يتعلم فريقنا الوطني لكرة القدم أن يستمتع كحال الفرق المحترفة باللعب، وأن يمتع الجماهير الحاضرة وأن يتوقف عن النهج الكويتي المعتاد الذي خسرنا بسببه عشرات البطولات ومئات المباريات، ونعني بذلك التحول بعد الدقيقة الأولى لإحراز الهدف الى التساقط الكاذب وإضاعة الوقت وتشتيت الكرة مما يؤدي إلى إفساد المباراة والانتهاء عادة بالهزيمة التي تسعد الجمهور المحبط الحاضر.
وبودنا من إدارة الاتحاد – أي إدارة.. حالية أو مستقبلية – أن تبتعد كليا عن التدخل في الأمور الفنية للفريق، فالمدربون العالميون المحترفون لا يقبلون بمثل هذا التدخل ولن نحصل على أحد منهم إذا ما استمر ذلك الحال، كما بودنا أن نقلل أو نوقف التصرفات الإعلامية التي تسبق البطولات وأن نحصرها «فيما بعدها» وخاصة بعد الفوز بها، فالتصريحات السابقة للبطولات قد تستفز الفرق الأخرى فيما لو زكينا فريقنا، وقد تحبط الروح المعنوية لفريقنا فيما لو زكينا أحد الفرق الأخرى، وما أجمل التصريحات التي تبدأ بعد حصد البطولات ومثلها الصمت قبلها.
آخر محطة:
أمران سيوفران الكثير من الجهد والمال على الشقيقة قطر إبان إقامتها مونديال 2022، وهما:
(1) الإصرار على مبدأ إقامة البطولات في أشهر الطقس الملائمة للدول المستضيفة، فكثير من دول العالم إما حارة أو ممطرة أو شديدة البرودة صيفا (جنوب الكرة الأرضية) ولا إشكال هذه الأيام في قلة الحضور كحال بدايات المونديال في الثلاثينيات بل بكثرتهم والنقل الفضائي يتكفل بالباقي.
(2) إقامة الفنادق والشقق الفندقية لاستضافة الملايين من المشاهدين تعني بقاءها خالية بعد انتهاء البطولة، وقد يكون مناسبا إشراك دولة الإمارات ونعني دبي بالتحديد وأبوظبي في استضافة جزء من تصفيات البطولة لوفرة الفنادق والشقق الفندقية بها والحياة الاجتماعية المفتوحة، وهو أحد مطالب الفيفا، ولقدرة شركات طيران الإماراتية والاتحاد والعربية على المساهمة في نقل الملايين، إضافة إلى سهولة التنقل من الإمارات إلى قطر بالجو والبر والبحر والسكك الحديدية المنتظرة.