منذ ان تم تعيين الاخ الكبير صالح الفضالة رئيسا لجهاز «البدون» ورسائل التعزية لم تتوقف بين البدون، وبعد ان اشيع تعيين الفاضلين محمد السبيعي وفيصل السنين مساعدين له تحولت التعزية الى لطم وشق جيب!! وذلك لما يدركونه من خلفية تعامل هؤلاء مع ملف «البدون».
أريد اليوم ان ادلي بدلوي في اسداء النصيحة الى استاذنا «ابو يوسف» صالح الفضالة في تعامله مع هذا الملف الحساس، وانا ادرك جيدا انه يعرف ابعاد المشكلة اكثر من غيره، لكن النصيحة تؤخذ ولو من أفواه المجانين.
كلنا يدرك ان معظم اهل الكويت لم يتواجدوا على هذه الارض الطيبة قبل ثلاثمائة سنة وانهم بدأوا يتوافدون عليها من ثلاث جهات: الجزيرة العربية والخليج وايران – والعراق.
و«البدون» اليوم في غالبهم من اصول عراقية وقليل منهم من اصول فارسية او سعودية، اي من اصول مؤسسي الكوت الصغير نفسها!! اما اعتبار الغزو العراقي وما صاحبه من احداث مرجعا لتأكيد الولاء فلنا عليه ملحوظتان: الأولى ان الاوضاع الأمنية والنفسية التي صاحبت الغزو وصعوبة الحياة المعيشية في تلك الايام جعلت البعض يبحث عن لقمة تسد رمقه وتستر عورة بيته، فاستلم راتب شهر او شهرين، خصوصا ان الاموال التي كانت توزع على الكويتيين لم تكن تصل اليهم في غالب الاحيان. لذلك فإن اعتبار استلام رواتب الاحتلال شكلا من اشكال التعاون معه امر فيه نظر!!
الثانية ان العراقيين اجبروا معظم البدون اثناء الاحتلال على تسجيل اسمائهم في كشوف الجيش الشعبي، بل ان الكثير منهم سُجلت أسماؤهم ولم يسجلوها بأنفسهم!! لذلك اعتبار كشوف الجيش الشعبي فاضحة لمنتسبي الاحتلال امر فيه نظر كذلك.
بقيت ملاحظة مهمة نود التذكير بها وهي ان الجهات الرسمية اعلنت بعد التحرير ان من يريد من البدون العودة الى عمله والحصول على البطاقة الأمنية التي من خلالها يحصل على الحقوق المدنية فعليه استخراج جواز سفر لاي دولة!! فكان الاسهل لهم استخراج جوازات سفر مزورة من دول غير مستقرة في ذلك الوقت مثل العراق والصومال او دول فقيرة مثل الدومينيكان واريتريا!!
لذلك فإن اعتبار من لديه جواز سفر عراقي يرجع لأصله امر غير مقبول خصوصا اذا كان تواجد هذا البدون في الكويت لأكثر من خمسين سنة وأولاده كانوا عسكريين ومازالوا على رأس عملهم!!
ان وجود الاخوين الكريمين محمد السبيعي وفيصل السنين – مع كامل التقدير لشخصيهما – ليكونا قريبين من رئيس اللجنة يعطي انطباعا بان مشكلة البدون التي لم تحل منذ عشرات السنين ستظل تراوح مكانها لما لهذين الرجلين من نظرة خاصة في معالجة القضية اثبتت الأيام عدم جدواها بل اثبتت انها نظرة تزيد من المعاناة وتعقد من المشكلة!!
لفتة كريمة
ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء.
مبارك فهد الدويلة