عندما تحدثنا في مقال سابق عن أهمية وجود ميثاق شرف بين الصحافيين ورجال الاعلام، كنا ننشد النأي بالصحافة عن مواطن الفتن وسوء الاستغلال، والرقي بها الى مستوى يحق لنا عنده التشرف بوجود صحافة حرة!
لكن ادعياء الحرية واعداء النزاهة رفضوا ذلك بحجج كلنا نعرفها. ففاقد الشيء لا يعطيه! وأقرب مثال كان منع عدد قليل من الكتب من معرض الكتاب لأسباب اخلاقية وأمنية وعقائدية، ولكن لعدم احترام البعض لحرية الكلمة ولفقدان المصداقية في النقل تم عرض الموضوع وكأنه تكميم للأفواه وتقييد للحريات وتكبيل للكُتّاب! فمارسوا اسبوعين من الردح ينعون فيه حرية الكلمة ظلما وزوراً. مثال آخر، نتائج انتخابات البحرين البرلمانية، حيث أبرزوا خسارة «الاخوان» و«السلف» لكراسي في البرلمان وأظهروا للقارئ انحسار التيار الديني، وغضوا الطرف عن حقيقة أن التيار الليبرالي «لم ينجح منه أحد» وان جميع النساء المرشحات «لم تنجح منهن واحدة»، وهكذا عدم احترام حرية الكلمة ومستلزماتها ادى الى ممارسة البعض هذا التشويه في النقل! مثال قريب جدّا وهو رفض المجلس البلدي لانشاء كنيسة في منطقة المهبولة! عرضت القضية وكأن المتشددين في المجلس البلدي، (يوجد فقط اثنان ملتحيان غير منتميين) رفضوا انشاء كنيسة من حيث المبدأ. وخذ تعليقات من أقلام الردح العلماني، وكأن المجلس البلدي أصبح وكراً لــ«القاعدة» أو ملجأ للحوثيين! ولكن ما ضرهم لو نقلوا الحدث كما هو بكل شفافية من دون تشويه؟!
لقد اضطرت الامانة العامة للمجلس البلدي الى اصدار توضيح يبين مخالفة الطلب لشروط الموافقة، وهو وجود موافقة مسبقة من الجهة الرسمية وهي وزارة الأوقاف، كما أن هناك سببا موضوعيا غير السبب الاجرائي الذي ذكرناه، وهو ان الموقع المقترح للكنيسة في منطقة مأهولة بالسكان المسلمين ومزدحمة، لذلك جاء الرفض! وكنت أتمنى ان يصل العتب الى النواب المنسحبين الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء توضيح الأسباب القانونية والموضوعية لهذا الرفض. وبصراحة، انا شخصيا أعتب على ابو ابراهيم اكثر من غيره لمعرفتي الشخصية بمنطلقاته، التي لا تصب في خانة منطلقات الآخرين، مع احترامي للجميع!
مرة أخرى، وجود ميثاق شرف أصبح ضرورياً للحد من افتراءات بعض الأقلام على بعض الرموز الوطنية المخلصة، وللحد من تشويه المعلومات وعرضها بشكل خاطئ، مما يُوجد بلبلة في المجتمع وزعزعة وعدم استقرار، نتيجة أخبار غير صحيحة عرضت بشكل متعمد. «بس المشكلة اذا اوجدنا ميثاق الشرف هذا.. فالكثير من الكُتاب الليبراليين وين يروحون؟!».
* * *
لفتة كريمة
شكراً كبيرة للنائب السابق مبارك صنيدح على مقالته الجمعة الماضي في «الوطن»، وأتمنى ان اكون عند حسن ظنه، وشكراً كبيرة للنائب الحالي د. وليد الطبطبائي على اطرائه لي في مقابلته في قناة الوطن، وهذه الاسماء أعتز باطرائها لي، مثل اعتزازي بشتمي من بعض الأقلام، التي يعتبر انتقادها لي بهذا الاسلوب دليلا على انني أسير في الطريق الصحيح.
مبارك فهد الدويلة