حسن العيسى

ماذا بقي من ذلك الإرث التاريخي؟

إرث طبقة التجار التقليديين في الكويت هو إرث الدولة الكويتية، فهذه الطبقة سواء رفضناها اليوم أو قبلناها بالأمس مثلت بداية الدولة الكويتية، فمن الرسوم التي دفعها التجار للحكم بالعهد بين أسرة الصباح وبينهم كانت بداية الاقتصاد الكويتي في زمن ما قبل النفط، وهي طبقة التجار التي شرعت في الدولة إصلاحات الحداثة لخلق "دولة معاصرة"، ولو كانت تلك الدولة تحت نظام الحماية البريطانية، وطبقة التجار هي التي رفعت صوتها عالياً للحد من استئثار الحكم بالسلطة في سنتي المجلسين التشريعيين في عامي 38 و39 من القرن الماضي.

بعد اكتشاف وتصدير البترول، أضحت طبقة من التجار تابعة تماماً لسلطة الحكم في الدولة، وفقدت استقلالها الاقتصادي، ومع ذلك ظل "إرثها" التاريخي قوياً ممثلاً في رجال لهم قناعاتهم الراسخة في الإصلاح والمشاركة في الحكم، فعلى سبيل المثال لا الحصر نعرف موقف الراحل عبدالعزيز الصقر في المسألة الوطنية الرافض لأوامر الحل غير الدستوري لمجالس الأمة في العقود السابقة، وكذلك لعب ثقله الاجتماعي والسياسي وبمشاركة بقية القوى الوطنية دوراً واضحاً وراسخاً لعودة الحكم النيابي في مؤتمر جدة أيام الاحتلال العراقي.

الدولة اليوم لم تعد كما كانت، وهذه سنة التطور وقانون التغيير، فالتركيبة السكانية تبدلت، وبرزت قوى جديدة من أبناء القبائل وغيرهم، تريد مكانها في الثراء، أو على الأقل تنشد حقها بالفرصة بالمشاركة في الثروة الريعية للدولة، ويرى المطالبون بتعديل قانون الغرفة التجارية أن مطالبتهم ترتكز على مبدأ المساواة في الفرص، وعندها لا فرق بين الكبار التقليديين من التجار وأصحاب "الدكاكين والبقالات"، بتعبير الزميل عبداللطيف الدعيج، فهما (الكبار أصحاب الوكالات الضخمة والصغار أصحاب البقالات يمارسان العمل التجاري حسب القانون الذي لا يفرق في تعريف العمل التجاري) متساويان قانوناً، ويجب أن يتساويا في الفرص، وترى المجموعة الجديدة من التجار أن ممارسة الغرفة التجارية واحتكارها سواء كان ذلك الاحتكار حقيقياً أم لا، لابد أن ينتهي بحكم الأغلبية. وبحكم الأغلبية كان لابد من تقليص النفوذ السياسي لغرفة التجارة، وأياً كان الرأي في ذلك، وأياً كانت اتهامات "الانتقام" وصور الصراع الطبقي المشوه من غرفة التجارة ومن تمثله، واتهام أن من يقوده هم أفراد نافذون في سلطة الحكم، يبقى المؤكد أن السبيل إلى العدالة والإنصاف لا يكون بقبر "التراث" التاريخي لطبقة التجار التقليديين الذي تمثله الغرفة مهما اختلفنا معها، فالديمقراطية في أساسها قامت على سواعد البرجوازية الليبرالية الصاعدة في أوروبا (انظر كارل شميث وكتابه في النظرية الدستورية)، ولو كان القياس هنا مختلفاً بعض الشيء في مجتمع الدولة – القبيلة.

لابد في النهاية من أن تقر الأغلبية بحق الأقلية في وجودها، وليس بإصدار حكم إعدامها، ولا يعني هذا توفير امتيازات خاصة بها بقدر ما يعني ترك باب الحوار الديمقراطي مفتوحاً للتفاعل بين كل الأطراف، وبافتراض حسن النية عند الفريقين دون تهميش لطرف على آخر.

احمد الصراف

السرقة التي تأخرت عشر سنوات

دخلنا الفيللا التي كانت السكن الخاص للوزير والسيناتور محمد محمود خليل والتي تحولت بعد سنوات من وفاته لمتحف رائع، وهالنا وضعه المؤسف من تكدس المعروضات بشكل مثير للشفقة وشبه انعدام الحراسة فيه، وعندما دخلنا الغرفة التي كانت تعرض فيها لوحة «زهرة الخشخاش» لفان كوخ واقتربت منها كثيراً ونقرت عليها أصابعي بقوة، ولكن ردة فعل موظفة الأمن المحجبة التي كانت تجلس على كرسي خشبي بسيط في احدى زوايا الغرفة، كانت كما توقعت، حيث لم تحرك ساكناً من مكانها واكتفت بقول: «ممنوع اللمس يا بيه»! يومها استغربت ومن معي من اكتفاء سلطات الآثار المصرية بوجود موظفة لا يزيد راتبها الشهري ربما على 25 ديناراً (80 دولاراً) لحراسة لوحة يزيد سعرها على 50 مليون دولار والمحافظة عليها، بخلاف كم كبير من المقتنيات الثمينة الأخرى التي يزيد ثمنها على مئات ملايين الدولارات.
وفي الشهر الماضي تحقق ما توقعناه قبل 10 سنوات، عندما استغل لصوص، ربما غير محترفين، ضعف وسائل الرقابة والحراسة في المتحف وقاموا بخلع لوحة الفنان الهولندي فان كوخ من اطارها ولفها وأخذها معهم من دون أن يشعر احد باختفائها، كما يجب أن يكون عليه الحال في أي متحف يتمتع بأدنى درجات الأمان، علماً بأن تلك اللوحة هي الوحيدة من نوعها الموجودة بحوزة أي دولة عربية أو شرق أوسطية، ويبدو أنها اختفت للأبد!!
تقع فيللا السيناتور محمد محمود خليل في أجمل منطقة في القاهرة، على النيل مباشرة، وقد بنيت عام 1915 على طراز غربي فريد يتجلى في هيكل مدخلها المكون من الحديد والزجاج وفخامته التي لا تخطئها العين. وقد ظلت الفيللا سكناً لعائلته حتى 1960 ومقراً لمقتنياته الثمينة، ولكن في عام 1962، وبناء على رغبته وبدعم قوي ووصية من زوجته الثانية الفرنسية اميلين هكتورلوس تحولت الفيللا لمتحف يحمل اسمه واسم زوجته ويكون بإشراف وزارة الثقافة المصرية. ويقال ان الزوجة الفرنسية دخلت في صراع في المحاكم مع ابناء زوجها من زواجه الأول، الذين كانوا يرغبون في جعل الفيللا ومحتوياتها ضمن تركة والدهم، ومن ثم بيع كل شيء فيها وتقسيم العائد بينهم، ولكن الزوجة «الأجنبية»، ويا للعجب!! أصرت على موضوع التبرع وعدم البيع، وفي موقف نادر، وقفت الحكومة المصرية معها، انتصاراً لتضحيتها ولتاريخ زوجها وللفن والأهم من ذلك لتاريخ مصر.
كان محمد محمود خليل محباً للفن، وهو الذي أسس جمعية محبي الفنون الجميلة في عام 1924 وترأسها لفترة طويلة. كما عمل وزيراً للزراعة ورئيساً لمجلس الشيوخ، أيام عز مصر. كما منحته الحكومة الفرنسية أرفع الأوسمة والنياشين لدوره في أكثر من مجال، وكان يهوى اقتناء التحف والتماثيل والرسومات العالمية وبذل الكثير من المال والجهد ليجلبها لوطنه، وتوفي في باريس في عام 1953.
بالرغم من فضيحة السرقة التي تعرض لها المتحف اخيراً، فانه يستحق الزيارة بلا شك.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

الدويلة: احنا راضين وأنتم تأبَون

يطالب الوافد الجديد للزميلة «القبس»، الكاتب الحدسي المخضرم مبارك الدويلة يوم الأربعاء الماضي في مقاله، تعليقا على منع الكتب في معرض اللوازم المدرسية «المسمى مجازا بمعرض الكتاب «بأن المتطرفين من أصحاب الفكر الليبرالي يجب أن يسكتوا عن التعليق على منع الكتب، في حين أن العقلاء والمثقفين يجب أن يقفوا مع وزارة الإعلام ويقدموا لها الإجلال والاحترام». وبما أنني لست ليبراليا متطرفا فلن أسكت، كما أنني لن أقف إجلالا واحتراما لوزارة الإعلام، وهو ما يعني أنني سأكون مجنونا في نظر «بومعاذ» وما أحلى هذا النوع من الجنون. الأستاذ مبارك يقول وبالحرف الواحد ما يلي: «إن الكويت مهما قلتم عنها ومهما رأيتم منها تظل بلداً إسلامياً محافظاً بأغلبية أهله وساكنيه!! قد تشاهدون هنا وهناك بعض مظاهر التحلل من بعض السلوكيات لكنها تظل شاذة ونادرة، أما أغلبية سلوكيات أهلها فتنطلق من موروثهم الديني والاجتماعي». حينما يقرأ أي شخص هذه الأحرف الذهبية التي خطتها يد الدويلة لا بد له أن يتفكّر جيدا في مضمونها، ولمن فاته المضمون نكرره بصورة أكثر وضوحا، الدويلة يقول إن مظاهر التحلل (وأعتقد أنه يقصد فيها الانحلال الأخلاقي) شاذة ونادرة في الكويت. وهو ما يعني أنها ليست حالة عامة وليست ظاهرة وليست قضية رأي عام وليست سوساً ينخر كياننا، وليست خطراً يهدد ديننا، بل إنها حالات نادرة وشاذة وقليلة، وهو ليس أمرا مقتصرا على أبناء الكويت، بل على ساكنيها أيضا، أي أن المقيمين مشمولون أيضا برأي الدويلة. جميل يا «بومعاذ» جميل، ما تقول ورائع، بل إنه صلب حديثنا على مر السنين وصراعنا الدائم مع الأصوليين، فقد رددنا منذ الأزل بأن الانحلال نادر وشاذ والاستقامة الاجتماعية هي الحالة العامة بالكويت، وكان الأصوليون هم من يقول عكس ذلك، ولكنك تأتي اليوم لتبتعد عن تلك الأصولية وتردد ما نقول. لكن لحظة يا «بومعاذ» دعني أستوقفك قليلا، مادام التحلل الأخلاقي كما تسميه حالة شاذة ونادرة، لماذا إذن أيدتم وشاركتم، وأنا أتحدث عن تنظيمك تحديدا، وجود ما يسمى بلجنة للظواهر السلبية وقوامها خمسة أعضاء (منهم عضوان من حدس)؟ هل يعقل أن نأخذ جهد عُشر أعضاء المجلس لحالات نادرة وشاذة كما تفضلت؟ ولماذا شغلتم شباب الكويت لأكثر من 40 عاما لفصل التعليم، ومازلتم متذرعين بالحجة الأخلاقية أيضا؟ أوليست الأخلاق قويمة إلا ما ندر، أم أنكم عاقبتم الأغلبية لما ندر من سلوكيات؟ لماذا تمنعون الاحتفالات؟ ولماذا تقتلون الترفيه ما دام الانحلال نادرا يا «بومعاذ»؟ إن كلامك يؤكد لنا مدى سطحية تياراتكم التي تركت الشؤون العامة وانغمست فيما ندر وشذّ من الأمور، وهو سر تراجعنا وتخلفنا على مدار الثلاثين عاما الماضية لتحالف الحكومة مع عقلياتكم. آخر سؤال: مادامت أغلبية المجتمع متمسكة بموروثها الديني والاجتماعي فلماذا نخشى إذن من الكتب ونمنعها يا «بومعاذ»؟ خارج نطاق التغطية: لست مسؤولا عن «ماجلة» البيت بعد، ولكني قلبا وقالبا مع أي مقاطعة للجشع تتمثل في مقاطعة شراء الطماطم حاليا، واستفسار بسيط لـ»الرشيدة»: ما الشيء الذي تستطيعين التحكم به وأنت عاجزة عن التحكم بسعر الخضار؟

سامي النصف

التاريخ لم يبدأ غداً

الحدث في تاريخ الكويت هو الغزو الصدامي الغاشم الذي لا يمكن الحديث عنه دون الحديث عن مؤتمر جدة الذي سبقه في 31/7/1990 والذي ضم الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، والوفد المرافق له وعزة الدوري، لعنه الله، والوفد المرافق له.

وقد بدأت منذ وقت مبكر محاولة تزييف وتزوير ما حدث في ذلك الاجتماع العام، حيث ادعى المضللون والافاقون ان التشدد الكويتي هو الذي خلق الإشكال وسبب الغزو (انظر اكذوبة هيكل في كتابه حرب الخليج عن رسالة مزعومة من الشيخ جابر الى الشيخ سعد تطلب منه التشدد) وهو ادعاء كاذب قد يدعمه في الغد عدم توثيقنا بشكل علمي وعبر الشهود ما حدث تفصيلا في ذلك اللقاء ومقدار المرونة الكويتية والتشدد الصدامي الذي اعترف به صدام فيما بعد لمحاميه وقال انه طلب من أبي أحمد (عزة الدوري) التشدد.

وممن فاتتهم تفاصيل ما حدث د.أحمد الخطيب الذي نشر في مذكراته «لم يكن الشيخ سعد مدركا خطورة ما يحدث لذا قام بعد الاجتماع الساخن مع الوفد العراقي بترك الاجتماع وذهب لأداء مناسك العمرة ولولا ان الأمير استدعاه للعودة بسرعة لبقي هناك»، وقد نفى الوزير السابق سليمان ماجد الشاهين الذي كان حاضرا وشاهدا على اجتماع جدة، تلك الرواية التي كان لزاما على د.الخطيب التحقق منها قبل نشرها حتى لا تصبح حجة علينا حيث لم يتوجه الوفد الكويتي لأداء العمرة، بل من قام بذلك هو عزة الدوري ومن معه لا إيمانا واحتسابا وهم من انتوى الغدر والقتل في اليوم التالي، بل كوسيلة للتهرب من حجج ووثائق ومرونة الوفد الكويتي.

ويخبرني الأخ عبداللطيف الروضان بحقيقة ما جرى في ذلك الاجتماع الهام الذي تشكل الوفد الكويتي فيه من الشيخ سعد العبدالله والشيخ ناصر المحمد والوزير ضاري العثمان ووكيل وزارة الخارجية سليمان ماجد الشاهين ووكيل وزارة الداخلية اللواء يوسف بدر الخرافي ووكيل وزارة النفط سليمان نصف العماني والسفير بوزارة الخارجية خالد مغامس، حيث كان الوفد الكويتي مستعدا بالكامل للتباحث وللوصول الى حلول في وقت لم يحضر فيه الوفد الصدامي أي خبراء أو مختصين مما يعني ان النوايا كانت مبيتة لإفشال الاجتماع.

عقد اللقاء الاخير بين الشيخ سعد العبدالله والشيخ ناصر المحمد والوزير ضاري العثمان الذي كان متشائما مما يراه من الوفد الصدامي وتنبأ في حينها بالاجتياح والأخ عبداللطيف الروضان الذي كان يدون محضر الاجتماع ومن الجانب الصدامي حضر عزة الدوري وعلي حسن المجيد وسعدون حمادي، ويروي بوعبدالله الروضان ان الشيخ سعد كان في أفضل أحواله، حيث كان يحتفظ بذاكرة حديدية للقضايا الحدودية والنفطية العالقة بين البلدين حتى أحرج عزة الدوري فتعذر بحلول موعد الصلاة وخرج ولم يعد.

آخر محطة:

مازال أغلب شهود ذلك اللقاء المهم أحياء، لذا نرجو من د.عبدالله الغنيم مدير مركز الدراسات ان يوثق شهادات الشهود ويتم إصدارها في كتاب خدمة للحقيقة وللتاريخ.. الذي لم يبدأ غدا.

احمد الصراف

النفط وصندوق البندورا

يستخدم تعبير Pandora box عند التطرق لأي مسألة خلافية ومحل اعتراض، والتعبير مستقى من الأساطير اليونانية، ويشير إلى المرطبان الذي يهدى لـ«بندورا» الأغريقية التي ما إن تفتحه حتى تخرج لها كل الشرور، وهذا ما حدث لي عند الكتابة عن إنتاج النفط وتسويقه، فكأنني فتحت صندوق بندورا عندمت كتبت معلقا على مقال السيد كامل حرمي، بخصوص حقول الشمال، حيث شعرت بأنني ضغطت على دمامل قديمة وأن أكثر من جهة استاءت مما كتبت! كما تبين أن «قضية إدارة القطاع النفطي» يكتنفها الكثير من الغموض وتبدو الحلول أكبر من قدرة أي مسؤول، وخاصة في ظل حالة «السماري» التي تعيشها البلاد. نقول ذلك مع حفظ الاحترام لكل أولئك المخلصين والشرفاء الذين حاولوا ونجحوا، ولو جزئيا، في القيام بواجباتهم.
بعد نشر مقالي السابق، وبناء على ما ابديته من رغبة خاصة، قام الشيخ سعود الناصر، وزير النفط السابق، كأملنا به، بالاتصال، وشرح موقفه من قضية حقول الشمال، وكيف أنه أيد القرار في حينه بناء على طلب كتابي من شركة نفط الكويت، وكيف أن الأوضاع الامنية في العراق وعلاقته المتوترة معنا في تلك الأيام والتهديد المستمر لحدود الكويت وحقولها النفطية المتاخمة للحقول العراقية حتمت التفكير في الاستعانة بالشركات النفطية الغربية للقيام بعمليات الاستكشاف والإنتاج ولتقوم بصرف مليارات الدولارات في تطوير الحقول وزيادة قدراتها مقابل أجور محددة يتم دفعها لها بطرق محددة سلفا. واعتبر قرار الاستعانة في حينه سياسيا على المدى القصير ومجدياً مادياً على المدى الطويل، وكفيلاً بردع صدام عن القيام بحماقة أخرى.
وفي ظل غياب معلومات كافية لا يمكنني إلا موافقة الشيخ سعود على ما ذكر لانسجامه مع المنطق، خاصة أن الكثيرين جاروا هذا التبرير وقتها، وكنا أحدهم!
ولكن من المهم أن نبين أن شركة نفط الكويت كانت تأمل من وراء الاستعانة بالشركات النفطية الأجنبية، من واقع دراستها المؤرخة في مايو 1998، الوصول بإنتاج الكويت إلى 3 ملايين برميل يوميا بحلول 2005! وهذا ربما لم يكن قرارا صائبا في حينه، في ظل استمرار ارتفاع اسعار النفط ومحدودية «كوتا» أوبك والتي كانت، وربما لا تزال، بحدود مليوني برميل يوميا!
كما بينت الاتصالات أن ما سبق أن كتبه السيد حرمي ليس دقيقا بالمطلق، فزيادة انتاج حقول الشمال التي تحدث عنها بإطناب لم تكن أصلا محل شك، لأنها من نوع الإنتاج السهل الاستخراج، أما الصعب فلا يزال في المكامن الصعبة وليس بمقدور «نفط الكويت» الوصول إليه، وهو الذي لا يزال يتطلب التطوير من خلال الاستعانة بالشركات النفطية الكبرى. كما أن السيد حرمي بالغ في تحميل جهات عدة المسؤولية، ربما لأنه اعتمد في مقاله على مصدر غير محدد أو لأسباب شخصية!
وتبين كذلك أن السلطة أخطأت في تسييس عمليات استكشاف النفط وإنتاجه وتسويقه، وسمحت للمنتمين للتيارات الدينية بالذات بإزاحة جميع الخبرات النفطية من مواقع المسؤولية وتعيين «أقربائهم ومحازبيهم» في المناصب العليا، وهؤلاء لم يترددوا في تشجيع أصحاب الخبرات الطويلة على الاستقالة أو تجميدهم في وظائفهم! وحيث ان الصناعة النفطية، كأي صناعة كبيرة ومعقدة، تتطلب من شاغلي مناصبها العليا ضرورة تدرجهم وظيفيا، فإن انعدام خبرة «المديرين الجدد» المعينين لأسباب سياسية وقبلية كلف المال العام الكثير ولا يزال النزيف مستمرا.
وبسبب درجة التسييس البالغة الخطورة التي وصلت إليها أوضاع الشركات النفطية فإن من المهم التفكير في الاستعانة بمؤسسة استشارية أجنبية للقيام بدراسة الوضع بعيدا عن الطائفة والسلف والتلف أو الإخوان، ووضع الحلول الناجعة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن ترهلت جميع أنشطتها الإنتاجية والتسويقية والإشرافية.
والخلاصة، كما بينها الشيخ سعود الناصر بوضوح، هي أن التجارب أثبتت أن ليس من المجدي زيادة الإنتاج، وإننا كلما أطلنا في عمر مخزوننا النفطي كان ذلك أفضل للكويت وشعبها على المدى الطويل.

***
• دعوة: يقيم مركز الحوار للثقافة (تنوير) اجتماعا لجميع أعضائه وأصدقائه يوم غد (الثلاثاء) الساعة السابعة مساء في الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية في الخالدية، مقر صوت الكويت، وسأكون متواجدا وأتمنى من المحبين والأصدقاء الحضور لأهمية فكرة المركز في هذه الظروف.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

لا توقفوا الغناء

أكتب وأصفق إعجاباً… جميل جداً تفاعل الناس، وهائلة جداً جداً حماستهم وتأييدهم لحملة مقاطعة الخضراوات حتى "تبرك" الطماطم والكوسة والبامية وبقية الشلة على ركبها معتذرة، وتثوب إلى رشدها، بعد أن التبسَ عليها الأمر فظنت أن لا فرق بينها وبين الكافيار الروسي الفاخر… والأخبار التي وصلت إلينا تفيد بأن الأسعار تراجعت بنسبة 25 في المئة في بعض المناطق، وفي مناطق أخرى تراجعت بنسبة 40 في المئة، على ذمة بعض الصحف… حلو. لا يوقّف.

وكان بعض الكويتيين، في بداية الحملة، يضحك مستهزئاً فإذا به يُفاجأ بجدية الأمر وأهميته ومعناه. ويقول أحد القراء في رسالته التي سأعيد صياغتها لتسهل قراءتها: "فوجئت أثناء تسوقي وتنقلي بين صناديق "الخضرة"، في جمعيتنا التعاونية، بشابين كويتيين يرتديان القميص والبنطلون، في بداية العشرينيات من عمرهما، كما قدّرت، يتحدثان معي، بحماسة شديدة، عن ضرورة مقاطعة "الخضرة" كي يتوقف الاستغلال والجشع، وعن رمزية ذلك ودلالته"، ويضيف القارئ: "بيني وبينك، كادت تفلت مني ضحكة عالية مجلجلة على سخافة الموضوع"، ثم يستدرك: "لكنني شعرت بالخجل عندما ذكرا لي أن النساء تفاعلن معهما ومع الحملة، ولفتا انتباهي إلى قلة عدد المشترين في "قسم الخضرة" بعد أن تضامن الناس مع الحملة، فامتثلتُ لرغبتهما وامتنعتُ عن الشراء، وباشرتُ، كما وعدتهما، بإرسال رسائل هاتفية إلى الأهل والأقارب أدعوهم إلى الانضمام إلى الحملة".

اللافت في الموضوع، أن الشبّان القائمين على الحملة، لا يريدون الظهور أمام الناس، ولا إعلان أسمائهم، كما أبلغوني، فهم يرفضون المتاجرة بالأمر. وقد أبلغتهم باتصال ثلاث صحف وفضائيتين لإجراء أحاديث معهم، لكنهم رفضوا ذلك وامتنعوا عن الظهور، على اعتبار أن القضية ليست معقدة و"مو كيمياء" فتحتاج إلى شرح.

ولأنهم طلبة جامعيون، فقد "هندسوا" الأمور بهدوء، وبنظام "حبة حبة" أو كما قالوا "ستب باي ستب". وقد كشفوا لي عن خطتهم لتعديل بعض الأوضاع المائلة، وهي خطة جريئة مغلفة بالوعي والطموح. ولولا أنهم طلبوا مني عدم الكشف عن الخطة لشاركتموني التصفيق والذهول. وهذا هو إيميلهم لمن أراد الاستفسار عن أي جزئية: [email protected] وستجد تفاصيل الحملة في "منتدى الشبكة الوطنية الكويتية"، بالإضافة إلى أن لديهم حساباً على "فيس بوك"، لكن لجهلي لا أعرف كيف أنقل عنوان هذا الحساب.

والجميل أن الحملة بدأت تنتشر في مدونات ومنتديات إلكترونية خارج الكويت، وهناك من يطالب بتدشين مثلها في بلده. والعيون الآن تراقب الكويتيين وتنتظر نتيجة حملتهم، والصحف العربية اهتمت بالأمر، ويجري إعداد تقارير عن الحملة لعرضها في وسائل الإعلام المختلفة.

الله عليكم، الله الله عليكم. حلوين يا أولاد، على رأي المعلق اللذيذ خالد الحربان. فعلاً نحن في مسيس الحاجة إلى من وما يوحدنا، ولو كانت "طماطة" أو "طماطماية" كما ينطقها المصريون.

هذه هي الأغنية / الحملة بكلماتها وألحانها التي تستحق الغناء… فلا توقفوا الغناء.

سامي النصف

كويتي كاد يصبح ملكاً على مصر

يعتقد كثير من المصريين والعرب ان مصر تحولت للنظام الجمهوري في 23/7/1952، والحقيقة غير ذلك فقد تم إخراج الملك فاروق وبقي النظام الملكي قائما ممثلا بولي العهد الرضيع أحمد فؤاد ومعه مجلس وصاية ولم تسقط الملكية إلا في أواخر عام 1953، وما بين ليلة الثورة وذلك التاريخ البعيد جرت الأحداث المثيرة التالية.

لم يكن مجلس قيادة الثورة راضيا عن وجود الملك فاروق بالخارج خوفا من أن يتحول لاحقا لمطالب بالعرش كحال ملوك أوروبا ويبدأ في تدبير الانقلابات خاصة ان سنه لم تتجاوز 32 عاما، كما لم يكونوا سعداء بالانتظار في الوقت ذاته 18 عاما كاملة حتى يبلغ الأمير أحمد فؤاد سن الرشد ليتولى العرش وقد يعاقب من بقي منهم أو عائلاتهم على الانقلاب الذي قاموا به.

لذا خطر في بال القائمين على الثورة فكرة الحفاظ على الملكية مع استبدالها بأسرة مالكة عربية تؤسس لحكم عربي في مصر التي لم يتح لها مثل ذلك الحكم منذ قرون عدة كي يجمع الأضداد وينهي الخلاف ويتفق عليه الناس، وهو أمر مشابه لما حدث في سورية 1920 والعراق 1921 والأردن 1921 عندما قبلوا بحكم أمراء عرب قادمين من الجزيرة العربية يلبسون الدشداشة والبشت والغترة والعقال الزري المقصب وكان الملك عبدالعزيز وبعده الملك سعود يلبسان مثل ذلك اللباس العربي المميز والمهيب.

فاتح القائدان محمد نجيب وجمال عبدالناصر رجل الأعمال الكويتي عبدالعزيز المطوع وكيل «فولفو» في مصر والمقيم بالقاهرة، في فكرة استقدام أمير عربي من الكويت ضمن متطلبات ذكراها فسافر المرحوم المطوع للكويت وفاتح الشيخ عبدالله الجابر في الأمر لأسباب عدة منها صلته وزياراته واستثماراته العديدة في مصر وثقافته حيث كان يرأس مجلسي المعارف والمحاكم وما عرف عنه من رحابة صدر وطلة بهية ولباس مميز.

وحسب الرواية التي أوصلتها لنا مصادر موثوقة ضليعة في تاريخ الكويت والمنطقة، فقد فاتح الشيخ عبدالله الجابر الشيخ عبدالله السالم في الأمر فلم يمانع وان لفت نظره لحجم المسؤولية حيث كان ملك مصر يشمل بلدين هما مصر والسودان، وسافر الشيخ عبدالله الجابر إلى مصر، حسب المصدر، حيث أظهرت الصحف صور القائدين نجيب وعبدالناصر إبان استقباله ودارت بينهم محادثات الا ان المشروع لم يستكمل إما لرفض الشيخ عبدالله الجابر أو طبقا لمتغيرات ومستجدات حيث كانت مصر آنذاك حبلى بالأحداث ومحاطة بعدة إشكالات بالداخل والخارج، ففلسطين على الحدود والسودان مقبل على استفتاء والداخل في مرحلة مخاض بعد حل الأحزاب ومنع المظاهرات وتعدد هجمات الجيش البريطاني على مدن القناة.

آخر محطة:

(1) رجعت بعد كتابة المقال الى كتاب سيرة الشيخ عبدالله الجابر الذي كتبته وجمعت مادته حفيدته الشيخة منى وقد وجدت في صفحة 315 وما بعدها انه استقبل استقبالا فاق حدود البروتوكول حيث كان على رأس مستقبليه في المطار اللواء محمد نجيب والبكباشي جمال عبدالناصر ووزير الخارجية محمود فوزي وجمع غفير من كبار رجال الدولة وشيخ الأزهر وزعماء المغرب العربي الموجودون في القاهرة.. الخ.

(2) كانت الكويت آنذاك دولة صغيرة جدا وغير مستقلة والشيخ عبدالله الجابر، رحمه الله، لم يكن حاكما أو وليا للعهد، فلماذا ذلك الاستقبال الباهر وما تبعه من لقاءات عالية المستوى وزيارات لجميع قطاعات الدولة ومؤسساتها العسكرية واهدائه أكبر نيشان في مصر آنذاك والذي لا يهدى إلا لرؤساء الدول ثم إصرار القيادة المصرية على وضع غير مسبوق بروتوكوليا وهو أن يصاحب الشيخ عبدالله الجابر في طريق عودته للكويت بعثة شرف مصرية مرافقة رفيعة المستوى ممثلة بالبكباشي أركان حرب محمد كمال عبدالحميد وحسين يسري من كبار ديبلوماسيي وزارة الخارجية المصرية؟!

(3) لو تم ذلك المشروع لما دخلت مصر حربا قط ولكانت علاقاتها سمنا على عسل مع جميع دول العالم لما عرف عن الشيخ عبدالله الجابر من دماثة خلق ولما انفصل السودان آنذاك بل لتوحدت مع مصر كثير من الدول العربية الأخرى ولأصبحت جنة الله في أرضه بحق.

 

حسن العيسى

برافو للعفاسي

النخاسون في سوق العبيد الكويتي لا "يستحون ولا ينتخون"، وبرافو للشاطر وزير الشؤون العفاسي بعد أن وعد بنهاية نظام الكفيل للعمالة الأجنبية اعتباراً من فبراير المقبل، وعلى الوزير أن يضع الشمع في أذنيه بعد أن تعالت صرخات المعترضين ومن والاهم من أعضاء المجلس، وحسب تصريح الوزير لجريدة السياسة بأن أحد أصحاب الأعمال قال له إن إلغاء نظام الكفيل يعني هجرة العمالة الوافدة… ولا أعرف ماذا يقصد من كلمة "هجرة"، فهو يدري أنهم لن يهاجروا إلى ديارهم بلاد البؤس والفقر، وإنما سيتركون رب العمل متى ابتلع حقوقهم وأقفل عليهم في زنازين الكفالة، فالهجرة لن تعني غير كسر قيد العبودية الذي وضعه القانون عليهم، وطبعاً ملاك "الأقنان" وتجار الإقامات لا يريدون أن يتنازلوا عن ملكياتهم، وسيعلنون الحرب على الوزير، وما على الوزير غير أن "يطنشهم".

النائب وليد الطبطبائي رجل الدين والتقوى والأخلاق الحميدة قال الله يهديه إن الوزير واهم إذا كان يقصد إلغاء الكفيل "نهائياً إذ إن هذه الخطوة تترتب عليها سلبيات كثيرة"، ولا أدري بأي شرع يقرر النائب وليد ضرورة التروي في إلغاء نظام العبودية الكويتي، أليس من الدين أن تعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه! أم أن الدين عند "ربيعنا" هو المرأة والعورة والاختلاط والحجاب والنقاب وما يتصل بالجنس…؟

إلغاء نظام الكفيل، الذي هو سمة من أبشع سمات القباحة من إنتاج دول النفط الريعية، لن يكون كافياً طالما تم قصره، واستثني من أحكام قانون العمل "الخدم ومن في حكمهم" وهنا الطامة الكبرى، فالخدم هم الضحايا الحقيقيون لتجار الإقامات، وهم وهن من تم استثناؤهم من قوانين الظلم بحجة "خصوصية" العلاقة بين رب العمل والخادم، هذه الخصوصية لا تختلف في شذوذها عن "خصوصية" أوضاعنا كي تستثنى دولنا من أحكام الديمقراطية وحقوق الإنسان كما قررتها المواثيق والأعراف الدولية. وكم قرأنا عن القليل من مآسي خادمات المنازل، من اعتداءات جنسية من عيال المعزب، إلى ضربهن وحجزهن في الشقق حتى لا يهربن من جنة "المعازيب"، لم ننس مشاهد الخادمات وهن يلقين أنفسهن من الأدوار العليا بدون بارشوتات، بعد أن أغلق السجان عليهن باب الشقة، وعرفنا أخيراً عن الخادمة السيلانية التي دق مخدوموها في السعودية بجسدها أكثر من عشرين مسماراً! الظاهر يحسبونها لوح خشب قابلاً للتعديل.

احمد الصراف

أنا والتحالف الوطني

بدأت قصة تأسيس «التحالف الوطني الديموقراطي» قبل سنوات، عندما قام عدد من النشطاء السياسيين، وغالبيتهم من رجال الأعمال والأكاديميين، وكنت أحدهم، بمحاولة تأسيس حزب سياسي وطني تحت اسم «التجمع الوطني الديموقراطي»، وكان ذلك بعد التحرير بسنوات قليلة. وقد غلب الطابع الليبرالي، أو هكذا ظن البعض وقتها، على سمات مؤسسيه، وما حاولت مبادئه ونظام تأسيسه أن تؤكده. وبعد مرور فترة على مزاولته لأنشطته بطريقة غير قانونية، ولعدم موافقة أي جهة حكومية على الترخيص له كحزب أو حتى كجمعية نفع عام، ارتأى بعض مؤسسيه، وبغير استشارة القواعد أو الـ grassroots أو أي كان، عقد اجتماع مع «المنبر الديموقراطي» بغية التوصل لصيغة ينتج عنها توحيد أنشطة الطرفين وخلق تحالف سياسي جديد تحت مسمى «التحالف الوطني الديموقراطي». واعتبرت تلك الخطوة أولى خطوات الدمج الكامل. وبالرغم من الحماسة التي أبداها المشاركون، فإن السيد عبدالله النيباري، أمين عام المنبر، فضل وقتها احتفاظ منبره والتجمع بكيانيهما المستقلين إلى أن تتبين حقيقة النوايا، وأثبتت الأيام صواب رأيه وصحة شكوكه، فبعد عشر سنوات تقريبا ذاب كيان التجمع داخل التحالف الوطني، وبقي المنبر الديموقراطي محتفظا بهيئته من دون تغيير، بعد أن تبين اختلاف أساليب الطرفين وأهدافهما.
ومنذ اليوم الأول لتأسيس التجمع الوطني، وحتى لحظة اندماجه أو تغير مسماه إلى التحالف الوطني لم أسمع أو أُدعى للمشاركة في أي انتخابات صحيحة، أو غير ذلك لاختيار أمينه العام أو مكتبه التنفيذي، وكان التعيين عادة يتم ليلا، وأحيانا في رابعة النهار، وهو عرف لم يتخلَّ عنه التجمع، إلى أن تغير اسمه إلى التحالف في ذلك اللقاء الحاشد الذي جمع مؤيدي المنبر والتجمع في بيت أحد المواطنين في اليرموك، وكيف أصر غالبية الحضور وقتها، وهم من «نخبة ليبراليي المجتمع وديموقراطييه» على مخالفتي، والإصرار على انتخاب الزميل خالد هلال المطيري أمينا للتحالف بـ «التزكية»! وعدم السماح لي بالترشح ضده، بالرغم من أنني وعدت الجميع بأنه شكلي، وأنني سوف لن أصوت حتى لنفسي، وأن هذا ضروري لكي نبين للآخرين أن تنافسا ما قد جرى وفاز من فاز، في جو بعيد عن الفرض والدكتاتورية، ولكن يبدو أن هناك من كان يرى غير ذلك، حيث سقط اقتراحي بالتنافس على المنصب ضد السيد المطيري، واصروا على التزكية، ولا أدري من زُكي ومن لم…، ولكن هكذا سارت الأمور في تلك الليلة، وكانت آخرة عهدي بأي حركة سياسية، وخاصة من مدعي الليبرالية!
أقول كل ذلك بمناسبة تسلمي دعوة للمشاركة، أو الترشح، لمنصب أمين عام التحالف ومكتبه التنفيذي، يوم الاثنين القادم، بعد استقالة مكتب التحالف وأمينه، ربما نتيجة للملابسات التي صاحبت دعوة سمو رئيس الوزراء لمقرهم في رمضان، ويؤسفنا هنا أن نبدي اعتذارنا العلني عن المشاركة في الترشيح والانتخاب، فقد تأخرت الدعوة 15 عاما أو أكثر!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

حان وقت التغيير

كلما تشكلت حكومة وبدأت الالسن والاقلام تقيّمها سلبا او ايجابا.. كنا نقول اعطوها فرصة ثم قيّموها.. يحدونا بذلك شيء من التفاؤل!!
اليوم وبعد مرور اكثر من خمسة عشر شهراً على تشكيلها.. لم يعد للتفاؤل مكان.. بل اليقين وليس غيره بأن الحكومة «انتهت صلاحيتها» وحان وقت استبدالها، ولا اقول ذلك تجنّياً.. او تحاملاً.. بل على العكس من ذلك كنت من الكتّاب القليلين الذين امتدحوا بعض اجراءات الحكومة في الفترة الماضية.
اما اليوم فمن الواجب ان نظهر الوجه الاخر للحكومة حتى نؤكد على سلامة ما نقول.
وقبل ان اذكر بعض الامثلة اريد ان اؤكد ان انتقادنا لعمل وزارة ما لا يعني ان الوزير سيئ او انه حرامي حاشا لله.. بل يعني انه عجز عن اصلاح الخلل في وزارته.. وان نيته الطيبة وخلقه الرفيع لم يسعفاه في ادارته لوزارته واقرب مثال وزير الداخلية الذي أكاد اجزم بنظافة يده وبحسن مقصده، لكن ذلك كله لم يشفع له في هذا التراكم الرهيب من الاخفاقات المتتالية، وكنت اتمنى ان يتصرف بجرأة اكبر ويقيل من تسبب بهذه الاخفاقات، خصوصا ان من يعرف «ابو نواف» يدرك أن الشجاعة لا تنقصه، لكن دفاعه عن وزارته والمسؤولين فيها جعل اللوم كله يقع عليه.
< وزير التجارة يريد ان يدافع عن قضية حق (قانون غرفة التجارة) لكنه لم يحسن التعامل مع مجلس الامة، كما انه ترك ظهره مكشوفا دون غطاء.. فأصبح من عناصر التأزيم التي يجب علاجها مع انه بطبعه هادئ ونظيف اليد كما علمنا.
< وزيرة التربية.. دكتورة «مالية كرسيها» كما يقولون.. وادارتها حازمة.. لكن انتماءها الحزبي لم يرحمها، ويبدو ان هذا الانتماء سيطر على تفكيرها، وبالتالي على قراراتها!! لقد كانت صامدة طوال تلك السنين الماضية واثبتت انها تعمل بهدوء وبعيدا عن الحسابات السياسية، لكن هذا الصمود لم يدم طويلا.. وها هو ينهار عند اول اختبار حقيقي في وزارة التربية.
< وزير الشؤون.. من افضل الوزراء على الاطلاق.. طيب.. خلوق.. مستقيم.. فاهم.. واعٍ.. مخلص، بذل كل ما يمكن من اجل الوصول بالسفينة الى بر الامان.. لكن الرياح عاتية.. والالغام في وجه السفينة اكبر من حنكة القبطان وخبرة الربان.. واصبحت وزارته ملعبا لاصحاب المصالح المتناقضة والاهواء المتنافرة.. وطبعا لم يجد من يستند اليه ويدعمه في عملية الاصلاح التي بدأها فأصبح هدفاً لكل رامٍ!!
< هذه امثلة فقط.. والا فالقائمة عندي طويلة، لكن المقام لا يسمح بالاطالة.. المهم انه حان وقت التغيير!!
***
لفتة كريمة
< الزميل صلاح منتصر اكتشف اخيراً سراً خطراً!! فقد وقعت يداه على اعترافات المدعو محمود عبداللطيف المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر في حادثة المنشية الشهيرة في منتصف القرن الماضي!! والتي ع‍لى اثرها حل جماعة الاخوان المسلمين، وذكر الزميل ان الاعترافات بأن الحادث من تدبير الاخوان قرأها في مذكرات محمد حسنين هيكل الرجل الاول لعبد الناصر آنذاك.
فعلا اكتشاف خطر.. واعتراف اخطر!!

مبارك فهد الدويلة