سامي النصف

ديموقراطية الفوضى وكرة النار المنتظرة

قام النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ووزير الداخلية الشيخ جابر الخالد بأخذ الأمور بالحزم وأطفأوا لهيب فتنة كادت ان تشتعل وتخلف بعدها خرابا ودمارا، وبدلا من التقدير الواجب لما حدث رأينا اختلاق معركة حول مفردة «الرمز» التي شبع من انتقدوا الوزير الروضان من اطلاقها على الذي «يسوى واللي ما يسوى»!

بعد نصف قرن من الديموقراطية والحرية يفترض بممارستنا السياسية ان تصبح المنار والإشعاع الحضاري الذي تهتدي به الشعوب الأخرى، لكن واقعنا يثبت كل يوم اننا مازلنا أقرب لأطفال صغار غير مسؤولين في روضة التجربة الديموقراطية، وإلا فما هو تفسير عمليات الفوضى والعصيان والإضرابات المضحكة القائمة في ظل وجود مجلس الأمة والحريات الإعلامية الوافرة؟!

وشاهدت قبل أيام لقاء الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري مع مستشار مختص في قضايا التعليم ذكر خلاله ان ادارة أوباما تدرس اضافة ساعة يوميا للدوام المدرسي الذي يمتد هناك من التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء، تختص بتأهيل الطلبة الأميركان وفق حاجيات السوق حيث تخلق كل عام 3 ملايين فرصة عمل لا يستطيع ملايين الشباب الأميركيين العاطلين ملأها لعدم تأهلهم مما يضطر الولايات المتحدة لاستقبال ملايين المهاجرين كل عام للعمل في تلك الشواغر، فكرة يجب ان تطبق في الكويت رضي المضربون من المعلمين أو لم يرضوا، فمستقبل الكويت مرتبط بتأهيل شبابها، ومما قاله ذلك المستشار الأميركي انهم سيبدأون بالتخلص من المعلمين غير المؤهلين.

حضرت قبل أيام تكريم الأخت الفاضلة نجلاء النقي «للسفراء» عبدالعزيز البابطين، وقد تضمن الحفل السيرة العطرة لأبي سعود الذي بدلا من ان يقدّر البعض أعماله وصنائعه وآخرها مشروعه الضخم لتعريب جمهورية جزر القمر بدعم من أخيه الفاضل عبدالكريم البابطين، وجدنا هجوما غير مبرر ممن تنحصر أعمالهم في الإساءة لسمعة الكويت في كل المحافل وكأن ملخص أعمالهم هو العداء والبغضاء لكل من يرفع شأن الكويت والعرب والإسلام بين الأمم، فمن يقف حقا خلف هؤلاء؟!

هذا العام ولأعوام عديدة مقبلة سيحل علينا شهر رمضان المبارك في الصيف، وقد أصبح الملجأ الوحيد للتسوق والتريض هو الأسواق المغطاة التي أقيمت تحت مظلة قانون الـ «B.O.T» السابق الذي تم قتله ووأده، وبدلا من تقديم الشكر لمن استثمر أمواله في بلده وأقام لنا مثل تلك الأسواق الرائعة يتم الهجوم المتواصل عليهم والادعاء المضحك بأن في تحويلهم الأراضي الجرداء الى مشاريع مثمرة ـ يستفيد منها المواطن والمقيم والزائر والسائح ـ تجاوزا على المال العام! لا نعلم ان كان ما يحدث هو قمة في الغباء والغفلة أم مخطط مدروس لخلق فوضى سياسية ودمار اقتصادي كي لا تنهض الكويت قط!

آخر محطة

(1): كلمة للعصاة والمضربين والمغرر بهم، ان عدم تجاوب الشعب الكويتي مع دعواتكم للفوضى خير دليل على انكشاف المخططات وصدق الشاعر القائل: «..وإن الحرب أولها كلام فإن لم يطفئها عقلاء قوم تكن حربا مشمرة يشيب لها الغلام».

(2): كرة النار التي أحرقت لبنان ثم انتقلت الى غزة ثم اليمن وقبل ذلك الصومال وبعد ذلك السودان باتت تدق أبواب الكويت بعنف، فهل سنمنع دخولها بالحكمة والحزم والوحدة الوطنية أم سندعوها للدخول عبر طيشنا وغفلتنا وتخندقنا وتشرذمنا؟!

(3): نرجو خلق مستودعات عاقلة حكيمة وذكية تدعم القرار الحكومي وتضمن سلامته عند وقوع الأزمات (وما أكثرها) فخطأ واحد في التعامل، كحال وضع السيف موضع الندى أو وضع الندى موضع السيف، قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه.

مبارك الدويلة

لو كنت…

لو كنت وزيراً للداخلية لتركت القوى السياسية والنشطاء السياسيين ينظمون ندواتهم كما يشاؤون دون اعتراض، فالحكمة كانت تستلزم تركهم وشأنهم، ولو تم ذلك لما صار لهذه الندوات هذا الشأن ولما اصبح لمنظميها هذه الشعبية التي تصنعها الحكومة بيديها لخصومها!!
لو كنت مسؤولا عن حل «مشكلة البدون» لأصدرت البطاقة الخضراء للجميع كي يتمكنوا من قيادة السيارة وتعليم أبنائهم وعلاج ذويهم وتوظيفهم في القطاع الخاص الى ان تنتهي اللجان المختصة من وضع التصور النهائي لحل هذه المعضلة، وعندها اعطي من اعطي وأحرم من أحرم، لكن حرمان الجميع من كل الخدمات الضرورية طوال السنوات الماضية بانتظار تقرير اللجان المختصة!! أمر لا يمكن قبوله لا دينيا ولا دنيويا!!
لو كنت مسؤولا عن حل أزمة السكن لأصدرت أمرا فوريا بوقف كل التطوير والتوسيعات في مطار الكويت الدولي ونقلت المطار الى ما بعد الدائري السابع وحولت منطقة المطار الى خمس مناطق اسكانية تضم اكثر من نصف مليون نسمة، وكذلك اصدر نفس القرار لنقل السجن المركزي الى منطقة المطلاع أو جزيرة من الجزر وتحويل منطقته الى منطقة سكنية.
لو كنت مسؤولا عن الاستراتيجية الأمنية للكويت لحولت منطقة الشقايا الى مزارع لمن ليس لديهم مزارع وساهمت في توفير الأمن الغذائي للبلاد وحفظت الحدود بهذه المنشآت.
لو كنت وزيرا للشؤون والإسكان لأوجدت مجمعات اسكانية تضم كل واحدة عشر عمارات موزعة على كل المحافظات لاسكان بنات ونساء الكويت ممن لا يستحققن الرعاية السكنية وفقا لنظام الاسكان الحالي، بدلا من تركهن وعوائلهن يعانون الأمرّين، فلا الظروف مشت معاهم ولا الدولة رعتهم، كما هو الحال اليوم.
لو كنت وزيرا للاوقاف لاعدت للمسجد دوره الحقيقي كمصدر للدعوة والتوجيه والارشاد بدلا من كونه مكانا يجتمع فيه البعض قبل الاقامة بدقيقة وينفضّون بعد السلام بدقيقة!!
لو كنت رئيسا لجمعية المعلمين لأجّلت الدعوة للاضراب، فالنشاط المدرسي الذي مددوا الدوام من اجله فشل قبل ان يبدأ، والقضية لا تستحق ردة الفعل هذه!!
***

• لفتة كريمة
قال أحدهم بعد عودته للكتابة اخيراً «من ظواهر الكويت الفريدة ان شيوخ الكويت الذين عشنا بظلهم وتربينا تحت راية عزهم اصبحوا ملطشة لكل تافه حقير بدعوى حرية التعبير والديموقراطية!!!».
الغريب ان هذا الكاتب ظهر قبل شهرين في قناة سكوب وتناول ابن حاكم الكويت ووزير الديوان الاميري وجعله ملطشة ما بعدها ملطشة!!! وايضا بدعوى حرية التعبير.
الله يعين هالديرة وأهلها وحتى حكامها…

مبارك فهد الدويلة

محمد الوشيحي

الساخرون والمتمسخرون


أنا رجل لا يضحكه إلا الشديد القوي. أشاهد مسرحية كوميدية فيرمي البطل "افيه" أو نكتة يتضاحك لها الحضور، بينما أتلفت أنا في الوجوه مذهولاً. وأحضر فيلماً يعتبره الآخرون كوميدياً فأضحك مرة أو مرتين، وقد لا أضحك. وأقرأ لكاتب، يُصنف في خانة الساخرين، عشرات المقالات فلا أجد ما يفرّق بين شفتيّ المتلاصقتين إلا نفثة دخان سيجارتي أو نفخة تأفف. وقد تضحكني كلمة عابرة في فيلم فلا أتوقف عن الضحك حتى وأنا خارج قاعة السينما، وقد أتذكر مقالة للسعدني أو لجعفر عباس أو لمحمد مستجاب أو غيرهم، قرأتها منذ سنوات، فأضحك فتنهمر دموعي فتتشكل بحيرات تتمشى فيها البطة وفريخاتها، وتتمخطر فيها البجعة بغرور مستعرضة ألوانها البنفسجية.


على أن أجمل كاتب ساخر وبجدارة في هذا الوطن العربي المعطاء هو رئيس تحرير جريدة "أخبار اليوم المصرية" الزميل ممتاز القط. هذا الرجل ساخر تلقائي بلا تكلف (أتكلم بجدية لا تهكّم). هو ساخر "من المصنع" ومن حيث لا يعلم ولا يريد. إذا كتب تحليلاً سقطتُ على ظهري لشدة الضحك، وإذا امتدح مسؤولاً فقدت الوعي والوزن ونحلت عظامي، وإذا هاجم معارضي الحكومة المصرية أصابتني هستيريا القهقهة وداهمتني نوبة عطس. طريقته محببة إلى قلبي، وأزعم أنني أحد معجبيه. وكان قد كتب في مدح الرئيس المصري حسني مبارك مقالات نووية، قيل إن الرئيس وبّخه بسببها وحذّره من تكرار مثل هذه الكتابات التي تضر ولا تنفع. والرئيس مبارك، كما نعرف، ليس من عشاق تجميع المطبلين والمزمرين من خلفه، ولا هو من فصيلة النميري وصدام.


وما تزال مقالة الزميل ممتاز القط، التي احتلت الصفحة الأولى كاملة في جريدته، تحتل الصفحة الرئيسية في ذاكرتي، عنوانها "ليه بنحبك يا ريس" نشرها في الذكرى السنوية لرئاسة مبارك، وكنت أحتفظ بنسخٍ منها أعطيها لكل من أصابه أرق أو بلغه وفاة عزيز. ولو قرأها أهل غزة لخففت عنهم حرارة القصف والحصار.


من جملة ما قاله في افتتاحيته التي كتبها بالعامية على صدر صحيفة "أخبار اليوم" العريقة التي أسسها الخالدان علي ومصطفى أمين وأممتها الثورة: "احنا ادّلعنا في عهدك يا ريّس"! أي والله. هكذا "احنا ادلعنا". ثم يأسى على حال الرئيس المحروم من المتع والملذات فيقول: "الرئيس ربما يكون المصري الوحيد الذي لا يأكل محشي الكرنب والباذنجان والفلفل، ولا يشم طشة الملوخية أو البامية". صلوا على رسول الله. وكله كوم وحكايته عن كرتون البلح المُهدى إلى الرئيس كوم لا يعادله كوم، إذ منعت الجمارك إدخال الكرتون ما لم يسدد الرئيس الرسوم الجمركية المقررة فسددها الرئيس.


جميل جداً هذا القط الزميل، لكن المصريين، إعلاميين ومواطنين، سامحهم الله دفّعوه ثمن مقالاته تلك باهظاً، وجعلوه يتنقل من فضائية إلى فضائية "يرقّع" ما يمكن ترقيعه، وكتب عنه كتاب الصحف المستقلة، بل والحكومية، ما قد يدفعه إلى الهروب خارج مصر قبل توديع أطفاله.


ولأن القطط من أكثر الكائنات الحية توالداً فقد امتلأت صحافتنا بالقطط الممتازة، التي صمّت آذاننا بموائها وهي تتسلق الجدران… مياو.


علي محمود خاجه

جولة مع 10-10

10-10-10 تاريخ لا يتكرر في حياة الإنسان ومن رحم «التويتر» فكرت أن ألخص محطات من الخمسين سنة الماضية، ولا أقصد هنا أنها حدثت في هذا التاريخ، بل أعني ما كانت عليه الحال في تاريخ العاشر من أكتوبر في أغلب سنوات العقود الخمسة الأخيرة… 1960 الكويت بدأت عامها الأول كدولة مستقلة. 1962 أصبح لدينا مطار دولي وأول تلفزيون في منطقة الخليج. 1963 دستور دولة الكويت ومجلس الأمة وإلزامية التعليم. 1964 إنشاء ديوان المحاسبة بغية الحفاظ على الأموال العامة. 1965 أصبح لدينا بنك للتسليف والادخار وتم إلغاء الادخار لاحقاً. 1966 لم يعد «عبدالله السالم» يعيش بيننا وافتتحت جامعة الكويت. 1967 تزوير إرادة الأمة في انتخابات مجلس الأمة. 1968 إنشاء بنك الكويت المركزي وإصدار العملة الكويتية. 1969 أنشأنا محطة تلفزيون في دبي تحت اسم «تلفزيون الكويت من دبي». 1970 أسسنا وشاركنا في أول بطولة لكأس الخليج وحصلنا عليها. 1971 عودة الحياة النيابية من دون تزوير. 1972 أنتجت الكويت أول أفلامها السينمائية «بس يا بحر» وحصلنا على كأس الخليج للمرة الثانية على التوالي. 1973 استشهاد كويتيّين في أزمة الصامتة وتم استملاك الشركة الكويتية لتزويد الطائرات بالوقود «كافكو» لشركة البترول الوطنية. 1974 افتتح استاد نادي الكويت واستضفنا كأس الخليج الثالثة وحصلنا عليها، مع العلم أنه في 2004 أقيمت البطولة على نفس الملعب دون تغيير وحصلنا على المركز السادس. 1976 الحصول على كأس الخليج للمرة الرابعة على التوالي وتأسيس المشروعات السياحية والانقلاب على الدستور لأول مرة من خلال حل غير دستوري دام لخمس سنوات. وبدأ المشوار. 1977 أول بنك بالشريعة الإسلامية على حد تعبيرهم «بيت التمويل». 1979 انتقال إدارة كرة القدم للشهيد فهد الأحمد وفقدان كأس الخليج لأول مرة بتاريخه. 1980 الحصول على كأس آسيا. 1981 تخريب المجلس بعد عودته بـ»خمس وعشرين» دائرة فئوية. 1981 الوصول إلى كأس العالم وأزمة المناخ وخسارة 22 مليار دولار في يوم واحد. وكان يتولى وزارة المالية حينها الوزير السابق علي الخليفة العذبي الصباح. 1983 أصبح لدينا شركة الاتصالات المتنقلة كشركة رائدة في المنطقة. 1984 افتتاح المدينة الترفيهية ومستشفى الرازي. 1986 الانقلاب مجدداً على الدستور وحل مجلس الأمة بصفة غير قانونية. وبدأت سنوات الضياع. 1988 مسرحية «الكرة مدورة» وبداية الانحدار الفني. 1989 قرب انطلاق ثورة «دواوين الاثنين» المطالبة بالدستور. 1990 عايشنا أحداث المجلس المسخ الملقب بـ»الوطني» ووطأة احتلال العراق الغاشم للكويت. 1991 حرق الآبار والتحرير وتكوين ما يسمى بـ»حدس». 1992 عاد الدستور ليشرق مجددا بعد 7 سنوات مظلمة. 1993 إلى اليوم لم يعد للإنسان أي وجود وأصبح الدينار هو اللغة السائدة وبات القانون شيئاً من الماضي. تلك حكاية بلدي في خمسين عاماً، و لا أرى أي بصيص فيما هو قادم. خارج نطاق التغطية: الإعلامي العزيز باقر دشتي تمنى أن يتشرف شارع الصحافة باسم شيخ الصحافة المرحوم محمد مساعد الصالح، ولا أعتقد أن الشويخ بكاملها من صحافة أو «كراجات» أو بيوت أو مصانع ستحظى باسم أجمل وأرقى من اسم المرحوم «بوطلال» الذي أحبته الكويت كلها… فهل من مجيب؟

سامي النصف

مشاهد من «مشهد»

الديبلوماسية الشعبية هي احدى الوسائل الفاعلة للتقريب بين الشعوب والدول، وعليه غادر يوم الخميس الماضي وفد إعلامي شعبي كويتي كبير لزيارة مدينة مشهد الإيرانية، وقد ذكر محافظ ولاية خراسان د.محمود اصلاحي اثناء استقباله لنا انه أكبر وفد عربي يزور الولاية في تاريخها.

وصلنا الى مطار هاشمي نجاد الدولي في «مشهد» التي هي مسقط رأس المرشد خامنئي، وكان اول ما استقبلنا هو الهواء البارد العليل، ثم توجهنا للفندق عبر شوارع واسعة نظيفة تظللها الأشجار ويقع الفندق مقابل الحرم المطهر للإمام الرضا والممتدة مساحته لأكثر من 8 كم2، ويقوم بخدمة زائريه الذين يقاربون الـ 25 مليونا من 128 دولة، حوالي 30 ألف عامل.

والحرم الرضوي آية في الجمال وقمة في دقة أعمال الزخرفة الإسلامية ويضم مكتبة ضخمة وما يقارب عشرة متاحف تختص بمراحل تطور كتابة القرآن، والسجاد والهدايا ولايزال الحرم الرضوي يخضع للتطوير والتوسيع الذي يتم تحت إرشاد وإشراف مكتب سماحة آية الله الواعظ الطبسي ممثل ولي الفقيه وسادن العتبة الرضوية.

ورغم ان إيران تضم اكبر عدد من الشيعة الاثنى عشرية، إلا انها لا تضم الا مرقد الإمام الثامن علي بن موسى الرضا رضي الله عنه بينما يتوزع رفات الأئمة الآخرين على العراق والسعودية، لذا أتى الاهتمام الشديد من قبل الجمهورية الإسلامية بتطوير الحرم الرضوي وخلق عدة مؤسسات تابعة له للعناية بالشؤون الثقافية والاقتصادية والأوقاف الإسلامية، وضمن أعمال الأخيرة تم إنشاء المستشفى الرضوي الحديث كي تصبح الولاية محجا للسياحة الدينية والثقافية والعلاجية والترفيهية (هناك 340 حديقة ومنتزها في مشهد).

وتضم خراسان التاريخية قبر الخليفة العباسي هارون الرشيد وقبر الإمام محمد الغزالي ومتاحف وقبور الشاعرين المعروفين أبوالقاسم الفردوسي صاحب ملحمة الشاهنامة ذات الـ 60 ألف بيت، وعمر الخيام صاحب الرباعيات، إضافة الى مدن وأماكن تاريخية وجبال ومناظر طبيعية مثل طوس ونياشبور وشانديز ورخس وسبيزوار وكاشمر وغيرها حيث تمتد مساحة الولاية لأكثر من 120كم2 وتشغل طيران «الجزيرة» عدة رحلات مباشرة لها.

ولا تخلو زيارة من الطرائف واللطائف، ومن ذلك ان زميلة إعلامية ذهبت الى الحرم الرضوي العامر لصلاة الفجر ونظرا لعظم مساحة الحرم وجمال ما فيه نسيت طريق العودة فاضطر العاملون هناك لدعوة العميد محمد السنعوسي لتسلمها كولي أمرها، الألطف ان الزميلة دعت من قلبها لخفض أسعار الطماطم والخضار لتخفيف المعاناة وكي تتوافر السلطة على موائد أهل الكويت، وهو ما تم، وقد عاتبها بعض الزملاء وقالوا: ليتك طلبتِ أمورا أعظم، الزميل العزيز بوعزيز قال لنا ابان زيارتنا لمطبعة المصحف الشريف: لقد قبضوا علينا متلبسين بطباعة مصحف فاطمة فلا تخبروا أحدا، وكان بالطبع يمزح، فلا فارق بين المصاحف الفاخرة التي تطبع هنا وهناك، الزميل العزيز عصام الفليج وبشهادة د.بدر الرخيص أثبت كفاءة شديدة في عمليات «المكاسر» وضعفا شديدا في جغرافيا الطرق والأماكن وكاد يضيعنا لولا ان ستر الله.

وما كان للزيارة ان تتم لولا الدعم الكبير من القيادة السياسية ممثلة بوزارتي الخارجية والإعلام وسفير الكويت في طهران مجدي الظفيري الذي حرص على تذليل الصعاب والتواجد الدائم مع الوفد، ومدير مكتب «كونا» في طهران محمد السندي ومراسل تلفزيون الكويت في طهران محمد صادقيان، وعلى الجانب الإيراني الجهد الطيب للقائم بالأعمال في السفارة الإيرانية سيد محمد شهابي والمسؤول الإعلامي النشط في السفارة د.سمير ارشدي، وقبل ذلك كله جهد دينامو الفريق الزميل عدنان الراشد الذي لا توفيه الكلمات حقه لما قام به من أعمال واتصالات مضنية استغرقت أشهرا عدة كي يتحقق النجاح الذي تم، فالشكر المحلى بالزعفران والقند لهم جميعا ولزملاء الرحلة الرائعين من إعلاميين وغير إعلاميين.

آخر محطة: بودنا ان يبنى في مكة المكرمة أو ضمن ضواحيها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير المثقف والمفكر خالد الفيصل، عدة متاحف ومكتبات إسلامية تشغل أوقات الزائرين خارج مواعيد الصلاة للاطلاع على التاريخ الإسلامي ويمكن ان تخصص احداها لعرض الهدايا والتحف الرمزية التي يتلقاها خادم الحرمين الشريفين.

احمد الصراف

حلول الإخوان لمشاكل العصر

يقول ابراهيم الهضيبي، العضو السابق في حركة الاخوان المسلمين في مصر، وحفيد الهضيبي الكبير، احد مؤسسي الحركة، الذي خلف حسن البنا بعد مقتله، انه بالرغم من ايمانه بافكار الاخوان الاساسية فإنه تركهم بعد ان اصيب بخيبة امل من ضبابية اهدافهم. وفي مقابلة مع اذاعة الــBBC ضمن برنامج وثائقي بالانكليزية عن الاخوان، قال: ماذا يريد هؤلاء؟ هل يريدون ان يكونوا حزبا حاكما ام حركة اجتماعية قوية ام حركة سياسية سرية؟ يستحيل ان يكونوا كل هذه الاشياء مجتمعة، هذا ما لا يمكن القيام به في وقت واحد، ولهذا تركتهم!
ما واجه الهضيبي الصغير واجه آلاف المنتمين للحركة في ما يتعلق بعدم وضوح اهدافها، ورفضها الصريح للاعلان عن سياساتها وخططها التنموية، وما يتعلق بطرق مواجهتها وتعاملها مع مختلف الاحداث السياسية والاقتصادية، فليس هناك «مانيفست» او منشور واضح متفق عليه يعلن مواقفهم من الديموقراطية والمشاركة في الحكم ونظام الملكية والخلافة وتداول السلطة والانتخابات البرلمانية، وغير ذلك الكثير. كما غير معروف موقفهم من الحركات السياسية والدينية الاخرى ومن قضايا حيوية كالمرأة والرق والقصاص الديني، ومعاداة اميركا، والاصرار في الوقت نفسه على طلب المساعدة الغذائية والعسكرية والنقدية منها!
كما لا يوجد لدى الجماعة أي تصور واضح عن كيفية القضاء على الرشوة والفساد الاداري، في مصر على الاقل، وطرق توفير مئات آلاف الوحدات السكنية والوظائف لمئات آلاف الخريجين كل عام، في الوقت الذي تعيش نسب متزايدة تحت خط الفقر بكثير. وكل ما يعرف عن الحركة في مثل هذه المواقف هو صراحة قولهم: دعونا نحكم وسترون العجب!
وبمراجعة مواقعهم على الانترنت نجد مدى ضبابية اهداف الحركة، حيث ورد في احدها ان من اهدافهم السعي لاصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من منظور اسلامي شامل في مصر، وكذلك في الدول العربية التي يتواجد فيها الاخوان المسلمون مثل الاردن والكويت وفلسطين! ولكن لم يتبرع احد بشرح ما يعنيه ذلك، وهل سيكون المرشد العام هو الخليفة؟ وان وجد أي شرح فهل هناك اتفاق تام عليه؟
ومن أهداف الجماعة دعم «الحركات الجهادية ضد الاستعمار في غزة والعراق ودعم لبنان ضد «حركة الفجر»! كما يدعون للاصلاح من خلال تكوين الفرد والاسرة والمجتمع ثم الحكومة الاسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقا للاسس الحضارية للاسلام! ومن الطبيعي ان ليس هناك أسس معروفة ومتفق عليها لما يسمى بالحضارة الاسلامية!
وورد في كتاب «الاسلام» لـ«سعيد حوى»، أحد كبار قياديي الاخوان في سوريا، ومن الجيل الثالث بعد البنا، أن البشر قسمان: مسلمون وكافرون، وأن الذين يرون علينا كبيرا أن «نسترقّ» الكفار (أي نتخذ منهم عبيدا) واهمون، فالذي يرفض عبودية لله يستاهل أن يكون عبدا! كما أن لا حق لأهل الذمة في وظيفة من وظائف الدولة ولا حق لهم في الشورى أو السيادة.
ويقول في الجزء 2 ص 17 «… والآن وقد انتهى الرق فلا يستعبد حر في المجتمع الاسلامي، أما اذا دخلنا معارك مع الكفرة، أيا كانوا، وقتلنا رجالهم فماذا نفعل بنسائهم وأولادهم؟ والحل هو توزيع النساء والأطفال على المحاربين كعبيد، ويعاملوا بمقتضى أحكام معاملة العبيد، وطريق الحرية مفتوح أمامهم اذا سلكوه وتحل مشكلتهم ببساطة وهدوء..!».
وحسب معرفتي وعلمي المتواضعين لم يتصدَّ أحد حتى الآن لكلام «الحاج حوى» أو يعلن عن عدم الاتفاق معه علما بأن صفحات الكتاب الثمانمائة تحمل أهوالاً أكبر بكثير، وننصح بالاطلاع عليه، لمزيد من التشويش في معرفة فكرهم المشوش.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

مصروف إبل الحكومة

"مالك ومال البداوة يا حكومة"…

في لهجة القبائل يقال "فلان بدوي وأخوه حضري"، ويتحدث قبليٌّ عن ابنه: "ابني الدكتور أحمد تَبَدْوى"، أي أصبح بدوياً، ويتذمر قبَليّ آخر: "لولا الغلاء الفاحش لتبَدْوَيْت". والبداوة في لهجة القبائل ومفاهيمها تعني "امتلاك الإبل"، فقط، لا شيء آخر. لا علاقة للبداوة بالعِرق والنسب، ولا بامتلاك الأغنام، ولا بـ"القنص" ولا بالصقور، ولا ولا ولا. وقد تكون بدوياً وأنت سفيرٌ في واشنطن، أو في جنيف.

ومع دخول بعض أثرياء الخليج حياة البداوة، ارتفعت الأسعار، فتخلّى البسطاء عن البداوة، وباعوا إبلهم. بعضهم باعها بخسارة.

وما أجمل ذاك المواطن الخليجي الجميل الذي التقيته في "فيينا"، وحدثني عن أحد سكان منطقتهم، طيب الطوية بسيط الفهم محدود التفكير، عندما قرر أن يتوب إلى الله من الفساد، ومن "روسيّات" المراقص، فأعلن الاقتداء – حسب فهمه – برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، فأطال لحيته وقصّر ثوبه، واستغنى عن فرشاة الأسنان، واستبدلها بالمسواك، واستبدل "الكنبات" بالحصير، واستغنى عن "الموبايل" ووو… ثم "في فجأة" قرر اقتناء "ذلول"، اقتداء بالنبي المصطفى.

ويستكمل جليسي الخليجي القصة بأسى، وأنا أكاد أموت من الضحك الحزين: "لأنه وزوجته وأولاده يسكنون مع أبيه، فقد أخلى إحدى الغرف لتكون محل إقامة الناقة، فرفض أبوه بشدة، ونهره وزجره، وعبثاً حاول إفهامه أن الدين ليس بالمظاهر، لكن صاحبنا ركب رأسه، فاحتد بينهما النقاش، فطرده أبوه من البيت، فغادر صاحبنا وحيداً وراء ناقته، يطعمها ويسقيها، فهمس في أذنه هامس: (الرسول لم يكن يطعم ناقته علفاً، فمنع صاحبنا عنها العلف، وأخذها إلى الصحراء بحثاً عن المرعى، وهناك رأى ما لم يرَ المعارضون في سجون صدام، إذ شحّ المرعى، فلم تجد الناقة ما تأكله، وأتعبها التنقل الدائم، وأهلكها جهل راعيها في التعامل معها، فهزل جسمها واستوطنتها الأمراض، فجلب لها طبيباً بيطرياً، وتغيّب أياماً عن مقر عمله، وازدادت المشاكل مع مسؤوليه فأوقفوه عن العمل، فاستدان ليرعى ناقته، وكثرت الديون عليه، ووو…، ولا أدري ما الذي حصل له بعد ذلك".

عوداً على بدء، أو بلهجة الصعايدة "يرجع مرجوعنا" إلى حكومتنا التي "تبدوَت"، فاقتنت "رعية" من الإبل، أسمتها "رعية العقلاء". ولجهل حكومتنا بالبداوة، لم تحسب حساب المصاريف الشهرية الباهظة للإبل، ولم تكن تدرك أن العناء يبدأ بعد اقتناء الإبل لا قبله. لذلك فغرت الحكومة فاها دهشة، وارتسمت على جبهتها علامات تعجب لا حصر لها، بعد أن ازدادت مصاريف "رعية العقلاء"، وبعد أن تزاحمت الإبل على أحواض المياه، فهذا بعير "أوضح" يريد تعيين مدير جامعة من أنصاره، فتعارضه ناقة "مجهم" وتطلب تعيين أحد المحسوبين عليها، ويعارضهما بعير "أصفر"، وتتعارك الإبل على "حوض الجامعة"…

وتأتي من هناك ناقة "صفراء" لم تكتفِ بتعيين بعيرها وتطمع في "حوض الفتوى والتشريع"، فيزاحمها بعير "مجهم"، ويتعاركان على الحوض. ويَهدر بعير "أملح" يريد الاستحواذ على "حوض مشاريع بوبيان" وعلى "حوض هيئة سوق المال"، فيغضب البعير "الأشعل"، أكبر "البعارين"، الذي نفخه الغرور فنسيَ نفسه وظنّ أن "خفّه" أكبر من الأرض التي يمشي عليها… وارتفع الغبار…

ياااه… دوشة… ولو كنت مكان الحكومة لعرضت إبلي كلها في السوق منذ اللحظة، ولاقتنيت "كم حمامة". شفيه الحمام. حلو ومريح. رأس ماله "محكر" فوق السطح وحبوب من الجمعية، "ولا معابل هالبعارين والنياق التي استحوذت على مصروف العيال والبيت".


سامي النصف

فاروق الزنكي وشريان حياة الكويتيين

إن كانت مصر هبة النيل فالكويت قطعا هي هبة النفط، فقد شاءت الأقدار ونوايا أهل الكويت الخيرة أن يكتشف الذهب الأسود في باطن أرضنا مع انحسار الطلب على اللؤلؤ وتوقف تجارة السفن الخشبية البطيئة، لذا فلدى الشعب الكويتي رغبة حقيقية في أن يبعد شريان حياتهم عن قضايا التسييس والتناحر والصراعات التي لا تنتهي.

إحساسا بالمسؤولية قمت بسؤال كثير من المختصين عن القيادات النفطية ووجدت أنه لا خلاف على كفاءة وأهلية المهندس والجيولوجي فاروق الزنكي على قيادة القطاع النفطي الى مستقبل مشرق بعد أن مزقته الصراعات وأضاعت فرصته الذهبية التخندقات، لذا استبشر العاملون في ذلك القطاع بذلك القدوم خاصة انه لا ينتمي إلى توجه سياسي معين بل ينتمي إلى ما يسمى التكنوقراط شديدي الاحتراف.

فقد تولى الزنكي خلال سنوات خدمته الثلاثين منصب مساعد العضو المنتدب للاستكشاف والتطوير، ثم رئيسا وعضوا منتدبا لشركة نفط الكويت، وبعد ذلك أصبح رئيسا وعضوا منتدبا لشركة البترول الوطنية، وقد أظهر في جميع تلك المراكز كما علمت قدرات متميزة ساهمت في جانب منها في رفع إنتاجنا النفطي من حقول الشمال إلى أضعاف مضاعفة دون الحاجة إلى المشاركة الأجنبية ولم يشكك أحد قط في قدراته الفنية أو ذمته المالية طوال سنين عمله، فما حدا ما بدا هذه الأيام؟!

ومعروف ان اللجان التي تشكل في الدولة هي لجان «استشارية» وما تخرج به هو «توصيات» وليست أوامر واجبة التنفيذ حيث ان الوزير المعني ومجلس الوزراء هما الجهة المختصة بالتعيين في المراكز القيادية في الدولة وهما من سيحاسب – لا اللجان – على إنجاز أو إخفاق من سيتم تعيينه وتلك أمور بديهية ما كان لها أن تفوت من قبل الدخول في لجان التقييم وغيرها.

أما حكاية البيت المملوك لشركة النفط وليس لفاروق الزنكي والذي تم إصلاحه ورفع مستواه بمبلغ 200 ألف دينار كي يليق برئيس مجلس إدارة شركة نفط الكويت وزائريه، أياً كان الرئيس، والذي قامت الجهة المختصة بالشركة بعمله بعد موافقة الجهات المعنية فإن طرح موضوعه في هذا الوقت بالذات يعني أمرين محددين.. أولهما أنه لا مآخذ مالية حقيقية على ذلك القيادي الذي تقلد أعلى المناصب النفطية وكانت تحت يده قرارات صرف بمئات الملايين فلا يجد أحد عليه إلا عملية إصلاح بيت تملكه الشركة، الثاني ان هناك استقصاداً مسبقاً واستهدافاً للمهندس الزنكي قد يكون وراءهما مصالح شخصية وأضرعة يخشى بعض ماصيها عليها من الجفاف.

آخر محطة:

 (1) نرجو أن يسعد العاملون بالقطاع النفطي بخبر يحسم الخلاف والتردد ويثبت المهندس فاروق الزنكي في الموقع القيادي الذي يستحقه وأن يصطف بعد ذلك الجميع خلفه حفاظا على ثرواتنا النفطية ثم تأتي المحاسبة بعد العمل لا قبله، فالحكم الذي يصدر قبل المداولة ظالم ولا قيمة له.

(2) نرجو أن نتوقف عن إدخال لعبة إما العربي أو القادسية في قضايانا المصيرية والإدارة النفطية على رأسها، فتعيين الزنكي لا يعني إطلاقا الطعن أو التقليل من عمل سلفه الشويب الذي له الشكر على ما قدم وأنجز وحان الوقت لزميله لإكمال المسيرة.

احمد الصراف

أنقذ حياة من تحب

لقي كامل أفراد أسرة كويتية مصرعهم في حادث مرور مروع قبل فترة، وورد في التقارير أن السبب يعود لانفجار أحد إطارات السيارة، وهذا النوع من الحوادث يتكرر يومياً تقريباً على طرق دول خليجية، حيث يبدو ان قلة تهتم بمتطلبات السلامة، أو تتفهم أن جودة الإطارات وصيانتها مع نظام فرامل محكم، أهم بكثير من لون المركبة ونظافتها ومميزاتها الأخرى، فأفضل المركبات واغلاها، يمكن ان تتسبب في قتل صاحبها ان لم يهتم بصلاحية إطاراتها، وحيث ان الصيف مستمر طوال العام لدينا، والحرارة هي الخطر الأكبر على الإطارات، فعلينا الاهتمام بهذه المسألة! وان كنا حقا نحب زوجاتنا/أزواجنا، ابناءنا، ووالدينا فيجب ألا نكتفي باظهار تلك المحبة بزيارتهم وتقبيلهم، بل علينا مساعدتهم في التأكد من صلاحية إطارات سياراتهم، وسياراتنا، والمساهمة في انقاذ حياتهم، فهذا هو الحب الحقيقي!
اهتمامنا بما هو مدون في إطار أي سيارة لا يزيد عن اهتمامنا بما يدون عادة في كتيبات أي آلة نشتريها، ولكن عدم معرفة كيفية تشغيل جهاز فيديو أو هاتف نقال أو تلفزيون بطريقة فعالة لا يمكن ان يتسبب بمصرعنا، ولكن الجهل بمواصفات إطار السيارة المناسب قد ينتج عنه أوخم العواق‍ب!
أولاً: يوجد في كل إطار حرف من الحروف التالية: J.K.L.M.N.P.Q.R.S.T.H، والحرف الأول J يعني ان هذا الإطار غير صالح لسرعة تزيد عن 100 كيلو/ساعة، والحرف الثاني K لسرعة لا تزيد عن 110، وهكذا مع بقية الاحرف، وبالتالي علينا اختيار الإطار المناسب لسرعاتنا المعتادة، اما الحروف C.B.A فيعني الحرف A ان الإطار مصنوع للمناطق الحارة كالكويت، اما حرف B فهو للحرارة الأقل، وكل إطار يحمل حرف C يكون عادة الأرخص والأخطر للاستخدام في الكويت والدول الحارة!
وعلى الرغم من أننا جميعاً نحرص على ان تكون السيارة نظيفة كل يوم فإننا نادرا ما نفحص ضغط هواء إطاراتها، وهذا مطلوب القيام به مرتين شهرياً، وعادة ما تدون هذه التفاصيل في الجزء الداخلي من باب السائق، وألا ننسى فحص الإطار الاضافي، كما علينا فحص جودة الإطارات من الخارج واستبدالها بصفة دورية، حتى وان كانت تبدو لنا جيدة، وفي الجزء المخصص لنوعية الإطار نجد الحروف التالية P، وهذه مصنعة لسيارات الركاب، وL T للشاحنات.. وهكذا. ومن المهم عدم شراء الإطارات المستعملة، ولا المعاد تصنيعها، وتجنب دائما الرخيصة الثمن، والحرص في التعامل مع وكيل معتمد يقبل استبدال الإطار في حال ظهور خلل فيه.
أما أهم المواصفات التي علينا اعطاؤها الأهمية القصوى، فتتعلق بتاريخ الصنع، وينصح بعدم شراء إطارات تزيد أعمارها عن ثمانية أشهر أو حتى أقل، ويمكن قراءة تاريخ الانتاج على الإطار، ويدون عادة بأسبوع وسنة الانتاج، فاذا كان الرمز في الإطار 038 فهذا يعني انه صنع في الاسبوع الثالث من عام 2008.
واذا كان الرمز 3706، فانه يعني الأسبوع 37 من عام 2006، واذا كان الرمز 2510 فهذا يعني الاسبوع 25 من عام 2010، وهكذا، وبامكان اي بائع إطارات المساعدة في قراءة تاريخ الانتاج.
* * *
• رثاء أخ كبير: أكتب هذا الرثاء فيك يا كبيرنا وأنا خارج الكويت، وبعيد عن واجب تقديم العزاء فيك لأهلك وأحبتك، وما أكثرهم. لقد كنت مدرسة بذاتك، مهذبا بخلقك، متواضعا في تصرفاتك، لم أعهدك يوما، وطوال أكثر من أربعين عاما، ظالما لأحد أو مسيئا لأي كان في كتاباتك أو علاقاتك، فقد كنت دائما خصما شريفا وناقدا مهذبا، وسنفتقدك كثيرا يا أيها الراحل الكبير، يا ضمير الكويت الذي تركنا قبل الأوان.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

اتركوا السعوديين في حالهم

ساءني جدا ما كتبه البعض عن المجتمع السعودي في هذه الصفحة منذ يومين من تشويه متعمد لطبيعة هذا المجتمع وثوابته، واظهاره بالمجتمع المتخلف الذي يعيش في العصر الحجري، ولا أريد أن أناقش هذا التجني غير المبرر على الأشقاء في السعودية، فلديهم من المثقفين والكتاب والصحافيين ما يكفيهم للدفاع عن ثوابتهم وخصوصياتهم ولا يحتاجون الى مثلي للقيام بذلك، كما ان لديهم في الكويت سفيرا يدرك كل شاردة وواردة ويفهم أن ما كتب هو فزعة ليبرالية لتغيير نمط مجتمع محافظ – هذا اذا احسنا الظن – واذا أردنا ان نمارس مهنة النظرية التآمرية فان من كتب عن طبيعة المجتمع السعودي هم من تلك الفئة التي أزعجتها قوة التيار المناهض للفارسية وتمددها على حساب دول الخليج وأمنهم وثقافتهم، وهو تيار يسمونه بالوهابية تحجيما له. وكم كنت أتمنى أن يعالج هؤلاء مشاكل بلدهم بدلا من تسخير أقلامهم لمزيد من تصدع العلاقات مع دول الجوار، فنحن لم يعد باقيا لنا الا السعودية ودول الخليج، فلنحافظ على علاقتنا بها ان كنا نحرص على أمن الكويت ووجودها، ولنترك للأشقاء في المملكة ان يحددوا الطريقة التي يمارسون بها حياتهم، ولا نأتي لكل ناعق أو شاذ وننشر ما يقوله بدعوى انها صرخة من سعودي يعاني في مجتمعه.
* * *
ما كتبه أحدهم بالأمس في هذه الصفحة من علاقة الاخوان المسلمين بالحركة الدستورية وتشويه تاريخ أبناء الحركة وموقفهم من الغزو هو نتيجة الاخفاقات التي تعيشها جماعته هذه الأيام، وآخرها انتصارات التيار المحافظ في الجامعة وفي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، وقبلها ذلك الموقف المخزي لياسر الحبيب الذي فضح الكثير من المستور لولا فزعة عقلاء الطائفة ومعتدليهم لوحدة الصف الكويتي.
وأقول له ان موقف أبناء الحركة الإسلامية من غزو العراق للكويت لا يمكن ان تشوهه أنت وأمثالك، وأنصحك أن تتفرغ للكتابة المفيدة حتى نتفرغ معك ولا تشغلنا بقضايا ملّ الناس من تردادك وأمثالك لها، وكأن ما عندكم مأخذ علينا الا ربطنا قسرا تنظيميا بجماعة الاخوان المسلمين، تلك الجماعة التي تصبح عندها قزما اذا ما ذُكرت!!
* * *
لفتة كريمة
• محمد مساعد الصالح.. كتب عنه الكثيرون بما يستحق، وبما أنني عاصرته فترة من الزمن وسافرت معه لمدة شهر كامل فقد عرفته جيدا، وأريد أن أذكر ما شاهدت.. عرفته ملتزما بالصلاة في وقتها، عفيف اللسان، خفيف الدم صاحب نكتة لكنه غير بذيء، اذا عرف ان فكرته غير صحيحة لا يتردد في الرجوع الى الحق.. ليبرالي لكنه لا يتعمد تشويه خصومه ولا تحقيرهم، يا ليت جيراني بهالصفحة يتعلمون منه الكثير.. رحمه الله وغفر له وألهم أهله الصبر والسلوان.

مبارك فهد الدويلة