مبارك الدويلة

نصائح في بداية دور الانعقاد

ابتداء نرحب بالتئام شمل السلطتين مرة أخرى في بداية دور انعقاد جديد. وبهذه المناسبة لا أجد أفضل من اسداء النصح لهاتين السلطتين انطلاقاً من قول الرسول، صلى الله عليه وسلم، الدين النصيحة!
وأبدأ برئيس الحكومة.. فأقول، وبالله التوفيق، انه قد حان الوقت لتغيير أسلوبك في إدارة العمل الحكومي.. فواضح مما سبق من أيام ان الشخصانية لديك حاضرة في كثير من قراراتك، بينما من هو في موقعك يجب عليه أن يتعامل بموضوعية وأبوبة ولا يدع مجالاً للعلاقات الشخصية، قربت أم بعدت، ان تؤثر في قراراته.
ثانياً، اترك الوزير يتحمل قراراته التي يتخذها بقناعاته، ولا تتدخل في الأمور الخاصة بعمل الوزير، فهذا التدخل يحميه ويلقي عليك المسؤولية، ولعل طيبتك وفتح بابك للجميع يجعلانك تسلك هذا المسلك إرضاء للخواطر.
ثالثة هذه النصائح انه قد حان إجراء بعض التغييرات في حكومتك، وقد كتبت مقالاً مفصلاً في هذا الموضوع أتمنى ان تكون أحطت به علماً.
وأثني على أعضاء مجلس الأمة الذين ــ في ظني ــ يدركون واقع الناس ومدى رضاهم عن أدائهم، ويعلمون جيداً ان الإحباط من الإنجازات وصل مداه في النفوس، لذلك أقترح عليهم ان يجلسوا بعضهم مع بعض، وأتمنى أن يتخذوا القرارات التالية:
– تأجيل الاستجوابات إلى ما بعد عطلة الربيع، وهذا سيفوت الفرصة على المساومات في المواقف.
– تحديد عشر أولويات متفق عليها من الأغلبية والبدء بإنجازها.
– الاتفاق على ان يكتفى بعشرة متحدثين في كل موضوع، ولا داعي لأن يتحدث الجميع في كل المواضيع، وهذا يقلل من إهدار الوقت ويزيد من الإنتاجية.
– احترام نتيجة التصويت وعدم تخوين الآخر ما دمنا قبلنا بالممارسة الديموقراطية.
– التقليل من التصريحات في كل شيء، خاصة من محرري SMS.
طبعاً البعض قد يعتبر هذا حلماً لن يتحقق، لكن إذا شعر النواب بحالة الاستياء العام لدى الناس فقد يفكرون جدياً بذلك.
انني أعتقد انه ما دامت الحكومة تصنف نواب المعارضة بأنهم ضدها ولا بد من تحجيمهم والتضييق عليهم بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، فهذا معوق لأي تقدم في تطوير العلاقة بين السلطتين، وتدمير متعمد للممارسة الديموقراطية، وسعي واضح لتكفير الناس بها!!
* * *
لفتة كريمة
د. سعود فرهود، مدير منطقة الفروانية الصحية، يستحق منا ــ سكان المحافظة ــ الإشادة لمسعاه في تطوير خدمات المحافظة الصحية، ومواظبته على متابعة الإنشاءات في هذه المرافق. ومطلوب من المواطنين المزيد من الصبر على هذه الأعمال الإنشائية. وسنرى قريباً بإذن الله خدمات راقية ننافس فيها الموجود عند الآخرين.

مبارك فهد الدويلة

محمد الوشيحي

الأم أبقى من الجنين

اليوم افتتاح دور انعقاد البرلمان. اليوم تتصارع الحكومة مع "المؤزمين" على تشكيل اللجان، ويتصارع أنصار الحكومة بعضهم مع بعض. وكان الله في عون الحكومة، هل تضحّي بالجنين أم بأمه؟ هل تضحّي بالنائب دليهي الهاجري وتعطي أصواتها للنائب علي الراشد في أمانة السر، أم العكس؟ عن نفسي، أرى أن الجنين "بداله" جنين، أما الأم فيصعب تعويضها، خصوصاً إذا كانت "لهلوبة" و"هابّة ريح".
دليهي الهاجري ليس إلا "يداً مرفوعة"، أي أن الحكومة لا تستفيد إلا من عضو واحد في جسمه، يده، فقط، أما علي الراشد فهو "يد مرفوعة، وصرخة مسموعة، وحجة غير مشروعة، وأشياء أخرى ممنوعة وغير ممنوعة"، أي أن الحكومة تستفيد من يده ولسانه وعقله. إذاً الكفة تميل بقوة لصالح الراشد. معلش يا دليهي، الناس مقامات. ولو أن منافسك هو محمد الحويلة أو سعد خنفور أو سعد زنيفر أو غيرهم من فئة "اليد المرفوعة" لكان الاختيار صعباً، وقد يتطلب إجراء قرعة، أما المنافسة مع علي الراشد قائد الجيوش الحكومية فهي منافسة محسومة. نرجو المعذرة.
والبرلمان أصبح خرخاشة في يد نواب الحكومة، يهزّونه لها كي تنام على "خرخشته". وكل المناصب البرلمانية للحكوميين، وكل رؤساء اللجان حكوميون. وإذا اتهمنا الحكومة بأنها تفرّغ البرلمان من دوره، وأنها تقلبه على بطنه وتضرب قاعته لتتأكد من خلوّه، وأنها تتسلل ليلاً لتسرق إرادة الشعب، قالت بعد أن تضع يديها على خاصرتها وتطرقع علكتها وتلاعب حاجبيها: "يا سلام. أعطوني الدليل"، ويبدو أن الحكومة تريدنا أن نبحث في قاعة عبد الله السالم عن فردة حذاء وقعت منها في مسرح الجريمة، أو أن تكشفها كاميرات البرلمان وتلتقط لها صورة ستة في أربعة، أو نعرض بصمات أصابعها، كيف ذلك والحكومة محترفة؛ ترتدي القفازات، وتتلثم عن الكاميرات، وتتسلق المواسير، وتتفقد حذاءيها قبل مغادرة المكان.
والمتشائمون يقولون: "الكويت تخلفت عن القطار"، وأنا أقول: "لا، الكويت حضرت في الموعد، وركبت القطار، لكن أحدهم دفعها وأوقعها على القضبان الحديدية، فتناثرت أشلاؤها، لكن قلبها ما يزال ينبض، وعينيها ترمشان".
لا تبحثوا عمن دفعها وأوقعها، فليس هذا وقته، دعوا هذا لشرطة التاريخ، وابحثوا الآن عمن يتمشى بين قضبان سكة الحديد كي يسرق "الأعضاء" المتناثرة، أو المتناثرين.

احمد الصراف

تسامح البراك

«.. إن التمسك بالمعاصرة على مستوى الحياة المادية، والإصرار في الوقت نفسه على التفكير كما يفكر السلف، يمثلان حالة من الانفصام المرضي..»
(نصر أبوزيد)

***
لا توجد حتى في أفضل قواميس العربية الإنكليزية ترجمة دقيقة لكلمة Tolerance غير «تحمل أو تسامح»، وهي ترجمة ناقصة، وربما تسبب غيابها من مفرداتنا في غيابها من حياتنا، فنحن، ولأسباب عدة، لا نمارس التسامح مع «الآخر» حتى القريب منا، وعلى غير استعداد لتحمل أخطائه أو اعتداءاته علينا من دون أن نبدي ردود فعل متسرعة وقاسية أحيانا. وتحمل أخطاء الآخر أو السكوت عنها لا يعني الاستسلام وقبول الاعتداء بقدر ما يعني التروي في ردة الفعل وإمعان التفكير وعدم الانجرار لمعركة قد تتسبب في إيذائنا. كما أن ممارسة التحمل، وهي من أصعب الفضائل اكتسابا وأندرها ممارسة، تجعلنا نتفهم نقاط ضعف الآخر ونقلل من السخرية من اصحاب العاهات، ونتعلم قبول الآخرين على علاتهم لعجزنا عن تغييرهم كما نشتهي ونريد، فإن علينا القبول بهم كما هم إن أردنا أن نتعايش معهم بسلام.
وفي فتوى جديدة صدرت عن عبدالرحمن البراك، وهو رجل دين سعودي يحظى باحترام كبير، وكان يعمل، قبل تقاعده، أستاذا جامعيا، ذكر على موقعه http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=38610&catid=&Itemid=35
أن الإسلام ليس دين مساواة، وهو ادعاء باطل وقول منكر، وأن حسني النية يعتقدون أنهم يمدحون الإسلام ويعظمونه وهم لا يدركون ما وراءها، وهي كلمة محدثة من بعض أهل الأهواء في هذا العصر، ليتوصلوا بها إلى أغراضهم المناقضة لشريعة الإسلام، كالمساواة في الحقوق بين المسلم والكافر، والرجل والمرأة، تقليدا للكفار وجرياً وراء دعواتهم. فالنص الديني واضح في قوله وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات والنور، ولا المؤمن بالفاسق، ومن انفق قبل الفتح ومن أنفق من بعد، وليس الذكر كالأنثى، وغير ذلك. وأكد البراك أيضا أن المقولة لا أصل لها في كتاب ولا سنة ولا تفسير ولا شروح، ولا في كلام أحد من أهل العلم، وإنما وجدت لدى بعض المعاصرين، وشاعت على ألسن آخرين تأثرا بما يردده صنائع الغرب من المنافقين أو المخدوعين! وقال: ها هنا قضيتان تُعنى بهما هيئة الأمم، وتدعو إليهما، وتطالب كل دولة عضو بتطبيقهما والمستهدف فيهما هم المسلمون: وهي المساواة بين المسلم والكافر في الحقوق والمعاملة، كما في القصاص والميراث والنكاح والأخوة والموالاة، ومن فروع ذلك حق المسلم على المسلم، كابتداء السلام وتشييع الجنازة وتشميت العاطس وعيادة المريض. وقد أقيمت لدعوة المساواة بين المسلم والكافر مؤتمرات وندوات تحت شعار الإنسانية وما أشبهها. ومن فروع ذلك الدعوة إلى التعايش وحوار الأديان والسلام العالمي، مما يخدعون به المسلمين للتنازل عن شريعة الجهاد في سبيل الله، وعمَّا فرض الله من البراء من الكافرين. والقضية الثانية: الدعوة إلى المساواة بين الرجل والمرأة في كل الشؤون والمجالات، ومن آثار ذلك الاختلاط بين الرجال والنساء الأجانب.
والحقيقة أن الرجل منسجم تماما مع نفسه ومعتقده فيما يقول، ولكن واقع الحال يقول غير ذلك تماما، فنحن لسنا في ذيل شعوب الأرض ابداعا وخلقا وانتاجا، فقط، بل إننا مستهلكون لكل ما ينتجه «الكافر» ونحن بحاجة إليه في كل أمر، أيضا. فكيف يمكن أن نعتمد عليه بكل هذه الكلية ونرفض حتى مبدأ السلام عليه بما يستحقه من احترام؟
إن هذه المعضلة، بالرغم من أهميتها، لم يحاول أي من «المحدثين» من أمثال محمد شحرور وأحمد منصور وجمال البنا التصدي لها في أي من كتبهم ودراساتهم، وتبقى مسألة جدلية مثيرة للحيرة والارتباك للكثيرين.

أحمد الصراف

سامي النصف

لجنة حكماء ولجنة تاريخ ولجان مؤقتة

لو حسب كم الخلاف لدى الكويتيين كنسبة لعدد السكان لحزنا، ولا فخر، المركز الأول بين الأمم وبفارق كبير عمن سيحتل المركز الثاني فلا تجد عائلة كويتية كبرت أو صغرت أو مقر عمل كبر أو صغر إلا والخلاف على أشده بين مكوناته وأفراده، والغريب أن جميع تلك الخلافات تقوم على (لا شيء) بل في كثير من الأحيان يتوارثها المتقدمون دون أن يعرفوا على أي شيء اختلف الأولون!

الخلاف الذي قام بين أسرتين كريمتين هما المالك والسعيد كان يفترض أن يحتويه حكماء وعقلاء الديرة عبر لجان إصلاح ذات البين كما كنا قد اقترحنا سابقا، ولاشك أن الكويت مليئة برجال الحكمة من مختلف المشارب وألوان الطيف الاجتماعي ممن يستطيعون أن يفرغوا ألغام الخلافات السياسية والاجتماعية الكويتية من موادها المتفجرة وأن يرجعوا الأمور لطبيعتها لذا نرجو أن نسمع في القريب العاجل عن تشكيل مثل تلك اللجنة أو اللجان التي لا غنى لشعبنا عنها كي لا ندخل التاريخ على أننا «بيزنطة» أخرى يملأها الخلاف والشقاق، والأخطار الماحقة تحيط بها.

الكويت بلد لم يعرف عنه في تاريخه الطويل إلا عمل الخير تجاه شعبه في الداخل وجيرانه القريبين والبعيدين في الخارج لذا لا يوجد في تاريخنا أي أمر مشين يجعلنا نرتجف خوفا من تدوينه وتسجيله فعندما طالب بنا قاسم وبعده صدام لم يفدنا آنذاك إلا الوثائق والحقائق المدونة والمكتوبة للرد عليهما فما هو مكتوب يحسب لنا وما لم ندونه يحسب علينا.

وقد طالبنا ومازلنا بلجان تدون تاريخنا الناصع ومن ضمنه مؤتمر جدة قبل الغزو وقد أخبرني السيد بدر الرفاعي في سفرتنا الأخيرة أن الشيخ سعد العبدالله اجتمع بالكويتيين في لندن وشرح لهم تفاصيل مؤتمر جدة الذي يوضح بشكل لا لبس فيه أن الكويت هي من حاولت حل الاشكال وأن الجانب الصدامي هو من حضر اللقاء وهو يعتزم تخريبه، فما الذي نخشاه من تدوين تلك الشهادات التي سينتهي أجل أصحابها طال الزمن أو قصر في كتاب يحفظ حقنا عبر الأزمان كي لا يفتح الباب لاحقا للكذب والبهتان والعدوان من جديد؟!

وقد وصلتني الرسالة التالية من الشيخ المصري الفاضل محمد شمس الدين عبدالحافظ مدير المعهد الديني بالكويت سابقا، ومن ضمنها «كنت مديرا للمعهد الديني وقد رغب الشيخ عبدالله الجابر في دعوة أساتذة المعهد وخريجيه الكويتيين إلى طعام غداء بقصره العامر في بنيد القار وكان بين الحضور د.يعقوب الغنيم والأستاذ عبدالله المفرج والأستاذ أحمد الجاسر (جميعهم وزراء سابقون) والأستاذ عبدالرحمن الخضري وكيل وزارة التربية الأسبق وجمع يزيد على 50 شخصا ومما ذكره الشيخ عبدالله الجابر في ذلك اللقاء أن خلافا كان قائما بين فريقين من أعضاء قيادة الثورة المصرية جعلهم يعرضون عليه أن يصبح ملكا على مصر والسودان، لذا فما ذكرته في مقالك صحيح مائة في المائة أما حقيقة النوايا عند رجال الثورة فعلمها عند الله» انتهى الخطاب. لقد ثبتنا تلك الحقيقة التاريخية «المفخرة» والمنسية بالشهود والوثائق والصور وانتهى دورنا ليبدأ دور لجنة تاريخ الكويت فيما لو تم تأسيسها.

آخر محطة:

من غرائب لعبتنا الديموقراطية أن اللجان المؤقتة أضحت أكثر ديمومة من اللجان الدائمة (!) كما أصبح وجودها يتسبب في عدم اكتمال نصاب اللجان الدائمة مما يجعل من تواجد النواب والمسؤولين فيها مستحيلا لكثرتها وهو ما يؤثر سلبا على العمل في اللجان الدائمة التي تعتبر مطابخ المجلس التي تدرس وتعد بها التشريعات المختلفة، الحل هو في إلغاء تلك اللجان المؤقتة وتقليص عددها لأقصى حد.

احمد الصراف

أسباب النجاح المتواصل والفشل المتكرر

قام الزميل مبارك الدويلة، أحد قياديي جمعية الإصلاح، فرع حزب الاخوان المحلي، التابع للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين، بتهنئة القائمة الائتلافية والاتحاد الإسلامي الطلابي على نجاحهم في انتخابات اتحاد طلبة الجامعة والتطبيقي! وبرر فشل منافسيهم بافتقارهم إلى الأهداف، وأن لا شيء لديهم غير اتهام الائتلافية بتبعيتها لحزب الاخوان! وحيث إن في الأمر مغالطة واضحة، فإننا سنبين هنا سبب استمرار نجاح القوائم التابعة للأحزاب المتأسلمة وتكرار فشل غيرها. فقبل شهر من إجراء الانتخابات الأخيرة زارني طالبان جامعيان من نشطاء «الوسط الديموقراطي»، طالبين دعماً لتغطية مصاريف مطبوعات حملة القائمة الانتخابية. تبرعت لهما بمبلغ صغير نسبياً، وكنت أعتقد أنهما سيطلبان المزيد، وكنت على استعداد لذلك، لكنهما شكراني، وكأنهما لم يتوقعا كل ذلك مني، وقالا بأنني قد «فكيت» كربة القائمة، لأن عليهم ديوناً مستحقة للمطبعة! وحسب علمي فلا جهة منظمة أو تمتلك المال الكافي تقف وراء الروابط الطلابية غير المتأسلمة، في الوقت الذي يوجد فيه أكثر من 150 مبرة وجمعية ولجنة خيرة متخمة بأموال طائلة تقف وراء التنظيمات الطلابية المتأسلمة داعمة خططها وأفكارها السياسية الدينية.
وقد ورد في القبس (2010/9/26) خبر تكرر ما يماثله عشرات المرات في السنوات العشر أو العشرين الأخيرة، عن مدى ما وصلت إليه الأمور من تسيب في الجمعيات والمبرات الخيرية، مما دفع وزارة الشؤون إلى التحرك بخجل لوقفها عند حدها، أو شيء من هذا القبيل، فبعد وقوع آلاف المخالفات في هذه الجمعيات، قامت الوزارة بإغلاق ملف مبرة واحدة وسحب ترخيصها، ولا أعتقد أن الوزارة قامت بذلك إلا بعد أن تراكم الشفط منها لجيب من كان يديرها. كما ورد في صحيفة «الجريدة» قبل يومين أن وزارة الشؤون نزعت العباءة الدينية عن الجمعيات الخيرية بعد اكتشافها عمليات تلاعب واضح في سجلات جمعيتي الإصلاح والتراث على مدى سبع سنوات! وبيّن التقرير النهائي الصادر عن فرق التفتيش التابعة للجنة المتابعة الميدانية لأنشطة العمل «الخيري» خلال شهر رمضان الفائت (فقط) ثبوت مخالفة جميع الجمعيات الخيرية الدينية للقوانين المتفق عليها، فضلاً عن ارتكابها جرائم خطيرة في آليات جمع التبرعات. وبين تقرير «الجريدة»، الذي انتهى إلى توصية صارمة من وزارة الشؤون بإحالة الجمعيات المخالفة إلى النيابة، أن الأمر يتطلب تحرّكاً من وزير الشؤون لتفعيل القانون وتنفيذ ما ورد في التقرير من توصيات للحفاظ على وجه العمل الخيري في الكويت. وذكر التقرير أن فريق العمل حرر مخالفات جسيمة اقترفتها جمعيات إحياء التراث الإسلامي والإصلاح الاجتماعي وعبدالله النوري والثقلين والعون المباشر والنجاة الخيرية (يعني جميع جمعيات الكويت الكبيرة تقريباً)، موضحاً أن هذه المخالفات تمثّلت في قيام هذه الجمعيات باستخدام سندات قبض غير مرخصة تمت طباعتها باسم الجمعيات، بهدف جمع التبرعات النقدية خلال شهر رمضان من دون الحصول على موافقة وزارة الشؤون، لاسيما إعادة جمع التبرعات النقدية عبر حاضنات الأموال والحصّالات، مما يشكل عودة إلى المخالفات التي أزالتها الوزارة قبل 8 سنوات. وأوضح التقرير أن جمعيات إحياء التراث الإسلامي والإصلاح الاجتماعي والثقلين هي من الجمعيات التي اعتادت ارتكاب المخالفات على مدى السنوات السبع الماضية، رغم محاولات الوزارة منعها من ارتكاب المخالفات أو تكرارها، لكن من دون جدوى. ونبّه التقرير إلى أن ثمة انخفاضاً للمخالفات من حيث الكم، وزيادة من حيث النوع، وهذا يعني مخالفات أقل ومبالغ أكبر بكثير! إضافة إلى اكتشاف مخالفات جديدة لم تعهدها الوزارة من قبل الجمعيات الرئيسية واللجان التابعة لها، وكذلك المبرات الخيرية. وأفاد التقرير بأنه بناء على كل هذه المخالفات اقترحت إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات إحالة المخالفة الجسيمة للجهات القضائية، وتوجيه كتاب رسمي إلى الجهات المخالفة لإفادتها بقيمة الأموال المحصلة عن طريق الإيصالات النقدية، التي جمعت باستخدام الوسائل الممنوعة، من خلال كشف تفصيلي يتضمن أعداد وأرقام سندات القبض المستخدمة، مع ذكر اسم المطبعة التجارية التي تمت بواسطتها طباعة هذه السندات محلياً أو خارجياً.
والآن، هل عرف الزميل الدويلة، العضو القيادي في واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية المدانة من قبل أجهزة حكومية محايدة بتهمة التلاعب بالسجلات والايصالات والتلاعب بالحسابات، لماذا تنجح القوائم الطلابية التابعة لحزبه سنة بعد أخرى وتفشل غيرها؟ وهل يتبرع وهو القيادي في حزب الاخوان بإفادتنا عن سبب استمرار «المخالفات وكسر القوانين» في جمعية إسلامية كبيرة بحجم الإصلاح الاجتماعي؟ وهل يعرف لماذا بح صوتي على مدى 15 عاماً، وأنا أطالب كل منبر وزاوية وكلمة بضرورة وضع حسابات الجمعيات الخيرية تحت المراقبة؟ أكتب ذلك وأنا على ثقة في أن آلاف الدنانير تتسرب يومياً لتمويل الكثير من العمليات الخطيرة، والتي لا يعرف أحد كيف ومن أين تحصل على أموالها، ولا أعتقد أن ما سرق من أموال سيتم استرداده، ولن يحاسب أحد، وستتم «التغطية» على الموضوع، كالعادة، وسنسمع بعد سنوات قلائل أن أحد الذين وردت أسماؤهم في كشوف الاتهام قد أصبح نائباً في البرلمان يتخصص في الدفاع عن الأخلاق، وأن آخر أصبح رجل أعمال كبيراً، وثالثاً أصبح مقاولاً يعمل 200 مهندس في مواقعه المختلفة!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

ابناء المطوطح … العاشقون بصمت


تحذير: المقالة طويلة، وهي عن أحد أشجع من وطئت أقدامهم هذه الأرض، عن رجلٍ سيرته برائحة الهيل والزعفران، عن رجلٍ تتمايل لذكره رؤوس الرجال إعجاباً، ويضع كل منصف منهم يده على رأسه كلما مرّ «طاريه»، عن رجل اسمه «سعد بن ماضي بن حشر العجيل المطوطح الدهمشي العنزي»، الذي استشهد في معركة الجهراء سنة 1920 على باب القصر الأحمر، رحمه الله.

وكان كبار السن إلى وقت قريب، وأظنهم ما يزالون، يعلّقون على من يمتدح أحداً ليس بكفؤ: «لا تكثّرون الهرج، (النِّعِم) يستاهلها سعد المطوطح»، وتسأل كبار السن عنه فيجيبونك: «روى لنا آباؤنا عن بطولاته ما يهز القلب، وعن دفاعه عن الكويت ما يوقف شعر الذراع». إذاً فلِمَ لمْ نقرأ اسمه في مادة التاريخ في المدارس؟ ولِمَ لمْ تحدثنا وسائل الإعلام عنه؟ نسأل أحد كبار السن، فيجيب وهو يتبسم سخريةً ويشوّح بيده استهزاءً: «ما درى سعد عنكم وعن مدارسكم ووسائل إعلامكم، كتبتم عنه أم لم تكتبوا، تحدثتم أم لم تتحدثوا. وإن كنتم تجهلونه، فنحن وآباؤنا الذين عاصروه نعرفه، ونعرف كمية الدم التي نثرها هو وربعه الطواطحة على تراب هذه الأرض».

قيل لي إنه فارس الكويت الأبرز في معاركها كلها، وإنه يشحّ بكلامه عندما يصمّ الثرثار آذان الجلوس في المجالس، فإذا ارتفع دخان الحرب، وارتفعت معه «حواجب» الرجال غضباً وتحفزاً، وتهيئوا للصدام والالتحام، وصمت الثرثار واختبأ خلف حليلته، تقدّم سعد المطوطح الصفوف.

سعد وربعه الطواطحة، يبدو أن لديهم سوء فهم شديداً، إذ يعتقدون أن بقاء الدم في العروق والشرايين مدة طويلة يُفسده، ويظنون أن الأرض لا ترتوي من المطر بل من دماء أبنائها، لذلك نثروا دماءهم بسخاء على أرض الكويت، حتى قيل إنهم «العائلة الأكثر استشهاداً».

واليوم، تبحث عن الطواطحة في المناصب الكبرى فلا تجد، اللهم إلا سفيراً واحداً، فلا وزير منهم ولا وكيل وزارة ولا وكيل مساعد. وترفع بصرك تفتش عن «مطوطح» واحد حصل على عقد أو مشروع، فينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير. ولن تسمع من أحدهم كلمة واحدة تفرّق بين أهل البلد. حاشاهم. وستفنى الأرض ومن عليها قبل أن يفكر أحدهم في شراء «فاكس» يبث من خلاله سمومه إلى الصحف. ولن يخرج أحدهم في برنامج تلفزيوني ليفتري على الآخرين فيفتح شدقيه زوراً وبهتاناً «أجدادي فعلوا بأجدادك كذا وكذا»… لن تجد ولن ترى ولن تسمع مثل هذا عند الطواطحة، فهُم «العاشقون بصمت». ولو كان «سعد» بيننا الآن لتلثّم قرفاً من منظر الفتنة التي شققت جلودنا، ولركب فرسه و»لَكَزها» مبتعداً وهو يضرب كفاً بكف ويتمتم: «يا حيف يا ديرتي».

هم هكذا خُلِقوا، وهذه هي طباعهم التي ورثوها كابراً عن كابر. وكنت قد سمعت قبل أيام عمن أعلنوا تسييرَ مسيرة على الخيل، من قصر «دسمان» الشامخ إلى «القصر الحمر» في الجهراء، فسألتُ: «هل بينهم أحد من الطواطحة؟»، فجاء الجواب بالنفي القاطع، فغمغمتُ متنهداً: «أعرف، ولكن ليطمئن قلبي». الطواطحة يسقون الأرض بدمائهم، وغيرهم يركب الخيل في وقت «البراد» وأمام الكاميرات. وعليّ اليمين العمياني لو أن هؤلاء المترفين سمعوا نداء الحرب ليلتذاك لنقضَ كلّ منهم وضوءه، ولارتفع صوت ولولته على أصوات النساء.

وآخ ومليون آخ على خبر نشرَته إحدى صحفنا قبل أشهر عن اقتراح يطلب فيه أحدهم تسمية شارع أو مدرسة باسم «سعد المطوطح»، ولا أظن أن طلبه أجيب. عادي. عادي جداً. ماذا قدم سعد وعائلته كي يستحق ويستحقوا تكريماً كهذا؟ مجرد دمائهم وأرواحهم؟ وشنو يعني؟ ووالله لو كنا شعباً وفيّاً لأسمينا مدينة سكنية بمدارسها وشوارعها باسمه، ولا يكفي.

الأقزام قزّموا سيرته، وحصروها في معركة الجهراء، في حين أنه كان المؤتمن على أسلحة جيش الكويت وذخائره، وهو الذي شارك في كل معارك الكويت التي عاصرها، هو وربعه وآخرون من قبائل وعوائل لا تتسع المقالات لحصرهم. على أنني لا أملك، ككويتي، ما أرد به ولو جزءاً يسيراً من دَيْن هذا الأسد عليّ، إلا أن أكتب عنه وعن سيرته المزعفرة، فالحديث عنه وعنها صدقة جارية، تكسر بؤس هذا الوطن… أنعم به وبسيرته، وأنعم بحمولته الأقربين.

سامي النصف

البوسنة جسر فوق ماء

البوسنة هي ببساطة جمال أخاذ باهر وماض دموي جائر، فلا تستطيع الكلمات إعطاءها حقها من الجمال حتى انها حصدت كثيرا من الجوائز الدولية كأجمل بلدان العالم قاطبة، وأذكر ان مرافقنا البوسني إبان زيارتنا لمناطقهم الجبلية التي تشتهر برياضة التزلج على الجليد، اشتكى مر الشكوى من انهم اعتبروا هذا العام ثالث أجمل بلد في العالم وليس الأول كالعادة، ولم يعرف ان حتى تلك المرتبة «المتأخرة» يفترض ان تجعلهم من أكثر دول العالم استقطابا للسائحين والمستثمرين.

وقد اجتمع الأخ عبدالعزيز البابطين لثلاث ساعات مع رئيس جمهورية البوسنة لحثه على ان تبذل حكومته مزيدا من الجهد لتسويق بلده الجميل واستقطاب السائحين والمستثمرين العرب والخليجيين حيث مازالت الأرض بكرا وبعيدة كل البعد عن الصورة النمطية الراسخة في الأذهان عن سراييفو والبوسنة والتي تصورهما على انهما مدينتان مدمرتان وارض محروقة.

فما رأيناه إبان تجوالنا هناك هو مدن حديثة راقية شبيهة بالمدن الأوروبية الأخرى، ما يفرقها عنها انها مليئة بالمساجد التاريخية والحديثة التي يرفع فيها الأذان مما يجعلها مناسبة جدا لقضاء شهر رمضان بها، وقد ذكر رجل الأعمال جواد بوخمسين انه سيقترح على شركة طيران «الوطنية» ان تتوقف في طريقها لـ«فيينا» بـ «سراييفو» وهو ما سيجعل ذلك الخط الأكثر نجاحا واستخداما من قبل السائحين والمستثمرين الكويتيين والخليجيين كونه يربط بين أول وثالث أكثر الدول جمالا في العالم.

ولا يمكن الحديث عن البوسنة دون الحديث عن تاريخها الدموي المؤسف الذي جعلها دائما ضحية لمعارك جيرانها الصرب والكروات ومحاولاتهم الدائمة لإزاحة شعب البوشناق عن اراضيه، ففي بداية القرن الماضي تم تهجير ما يقارب 4 ملايين بوسني لتركيا حتى كادت تخلى أرض البوسنة من المسلمين، وخلال حرب 9(2)95 كان 90% من قتلى (200 الف قتيل بوسني) ومهجري (2.2 مليون مهجر بوسني) تلك الحرب من البوشناق ولولا تدخل قوات الناتو بقيادة الولايات المتحدة بعد مذبحة «سربرنيتشا» الشهيرة لما بقي احد منهم خاصة بعد اتفاقية «كارادورديفو» بين الرئيس الكرواتي كودجمان والصربي ميلوسيفتش» لاقتسام أرض البوسنة وكأنها أرض دون سكان.

وقد شهدت تلك الحرب الأهلية فظائع عدة بحق البشرية والتراث الإنساني، فقد قام الصرب في 17/5/1992 بقصف معهد الاستشراق في قلب سراييفو مما تسبب في حرق وتدمير 5263 وثيقة تاريخية يعود البعض منها لأكثر من ألف عام، كما قام الكروات في 8/11/1993 بتدمير جسر مدينة «موستار» التاريخي فسقط في النهر أمام كاميرات المراسلين العالميين فأصبح رمزا لفظاعة تلك الحرب وقد زرته مع الزميلين صلاح الهاشم وصالح الغنام بعد ترميمه وقد بهرنا بجمال مدينة «موستار» التي تبعد ساعتين بالسيارة جنوب سراييفو، لقد أصبحت البوسنة هذه الأيام بسبب تسامح وطيبة أهلها جسرا فاعلا يربط بين الثقافات والديانات المختلفة وهي تستعد لدخول الاتحاد الأوروبي والوقت مناسب جدا للسياحة والاستثمار فيها قبل ان ترتفع الأسعار كنتيجة طبيعية لذلك الدخول.

آخر محطة:

 (1) عدد سكان البوسنة 4.5 ملايين منهم 55% من المسلمين و30% من الكروات و15% من الصرب وتبلغ مساحتها 51 ألف كم2.

(2) أصدر في عام 1463 محمد الفاتح وهو في طريقه الى فتح فيينا وثيقة لرجال الدين في البوسنة من مسيحيين ويهود يقال انها أول مخطوط متقدم في حقوق الإنسان وقد أبدى الرئيس أوباما إعجابه الشديد بذلك المخطوط وتساءل لماذا لا يعلن عنه بشكل واسع؟

(3) زرنا في سراييفو الجسر الذي قتل فوقه الصربي المتطرف جافريلو برنسب عضو عصابة الكف الأسود المتشددة وولي عهد النمسا الأرشيدوق فرازفرديناد وزوجته صوفي مما تسبب في نشوب الحرب العالمية الأولى وياله من جسر ويالها من مدينة جميلة!

مبارك الدويلة

من الذي اختطف التربية؟

مشكلة بعض الليبراليين في الكويت انهم ينطبق عليهم القول «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس»! ولذلك تجد في خطابهم تكرار بعض الاكاذيب المكشوفة من دون شعور بالحرج من انها كذبة واضحة لا يمكن ان تنطلي على الناس.
من هذه الاكاذيب التي يكررونها قولهم ان وزارة التربية مختطفة من التيار الاسلامي في الكويت!! وهم يعلمون جيدا – كما الناس يعلمون – ان التيار الليبرالي كان ولا يزال مسيطرا على وزارة التربية مذ كانت دائرة للمعارف الى يومنا هذا!! ولعل اكبر دليل بما لا يدع مجالا للشك على ما نقول هي هذه القائمة من الوزراء الذين تعاقبوا على تسلم هذه الوزارة ونذكر منهم – ويعذرنا القارئ ان سقط اسم سهوا – وهم كل من: الشيخ عبدالله الجابر- خالد المسعود الفهيد – صالح عبدالملك – جاسم المرزوق- حسن الابراهيم – انور النوري – سليمان البدر- أحمد الربعي – عبدالله الغنيم – عبدالعزيز الغانم – مساعد الهارون – سعد الهاشل – رشيد الحمد – يوسف الابراهيم – نورية الصبيح – وأخيرا مساعد الأمين العام للتحالف الوطني الديموقراطي د. موضي الحمود!!
ومع تقديرنا لأشخاصهم فإن قراءة سريعة «لهذه الاسماء» تجد ان معظمهم يتبنى الفكر الليبرالي، كما انه لا يوجد بينهم ولا اسم واحد له علاقة بالتيارات الاسلامية او محسوب عليها. اذاً ممن كانت الوزارة مختطفة؟! قد يقول قائل ان المقصود وكلاء الوزارة وليس الوزير، ومع هذا لدينا الشجاعة لطرح هذا التحدي:‍ أعطونا وكيل وزارة واحدا مر على التربية ينتمي لأي تيار اسلامي؟ طبعا سيقولون الرجل الفاضل عبدالرحمن الخضري، وهم يعرفون جيدا انه لا يمت بأي صلة الى أي جماعة اسلامية.
اذاً لماذا كانوا يريدون ان يلصقوا التيار الاسلامي بهذه الوزارة؟ السبب انهم ارادوا ان يلقوا بتبعات فشلهم واخفاقهم في ادارة الوزارة على الاسلاميين، لان المجتمع الكويتي مجتمع محافظ ويرفض أي تغريب في المناهج او التوجهات التربوية، لذلك اصطدمت قراراتهم بواقع المجتمع وثوابته فكانت النتيجة فشلا ذريعا في العملية التربوية والتعليمية، وتخلفت الوزارة في معظم مراحلها عن تحقيق اهدافها. ولولا انتباه نواب الأمة المحافظين الى خطورة الفكر الذي كان ولا يزال يسيطر على وزارة التربية وعرقلة الكثير من الافكار والمخططات التغريبية لشاهدنا اليوم كوارث تربوية واخلاقية في العملية التربوية، ولشاهدنا الاختلاط في المراحل التعليمية بكل درجاتها، ولشاهدنا تغييرا في مناهج التاريخ لإعطاء صورة حسنة عن اليهود وتاريخهم، وكذلك لتغيرت مناهج التربية الاسلامية لتبيح كل ما هو محرم وتميع مفهوم الدين وتشوه رموزه. اليوم الدكتورة الفاضلة موضي الحمود تدير الوزارة بكل مرافقها، لكن المحرك الرئيسي للدكتورة موضي هو مستشار في قصر السيف والذي منع اصدار قرار تعيين نواب للمدير العام للتعليم التطبيقي، مع ان اللجان المختصة اختارت هذه الاسماء وفقا للاجراءات المتبعة منذ اكثر من سنة، ولم يتبق الا اصدار القرار الوزاري بتعيينهم والذي وعدت به الوزيرة مرارا وتكرارا، لكن المستشار في قصر السيف رفض ذلك لانه لا احد فيهم من التحالف!
***
(لفتة كريمة)
عندما شاهدت برنامج خالد العبدالجليل في قناة «الوطن» واستمعت الى حديث الاخ ناصر الدويلة قلت ان المقدم خالد ورط الاخ ناصر، لكن «ابو علي» رد علي: انتظر الحلقة القادمة سأذكر كل المراجع والدلائل التي تؤكد كلامي.. فإلى الخميس القادم.

مبارك فهد الدويلة

سعيد محمد سعيد

يوميات مواطن مرهق: معكم يا علماء

 

بينما كان المواطن المرهق جالساً مع مجموعة من أصدقائه في مجلسهم المعتاد الذي يتبادلون فيه الهموم، استشاط أحدهم ليهاجمه بالقول: «قرأت ما كتبته يوم الخميس الماضي في يومياتك عن ضرورة احترام دور العلماء الأفاضل والتواصل معهم من قبل المسئولين في الدولة، وأن هذا الدور لا يجب أن يبقى مهمشاً… وقلت أيضاً أن المخلصين من أبناء البلد وعلى رأسهم العلماء من الطائفتين الكريمتين، لديهم كامل الاستعداد للتحاور مع المسئولين ووضع النقاط على الحروف والعمل المشترك لما فيه المصلحة العليا للوطن وللمواطنين… أليس كذلك؟».

«بلى كذلك»… أجاب المواطن المرهق ليفاجئه صاحبه بالقول: «ولماذا لم تتطرق إلى العلاقة بين العلماء أنفسهم؟ لماذا لم تكن صريحاً لتقول إن هناك من يريد توسيع الهوة والخلاف بين العلماء أنفسهم؟ وهل يعجبك الشعار الذي يرفعه البعض وهو (معكم معكم يا علماء)، وهناك الكثير منهم من يخالف هذا الشعار؟».

هدِّئ من روعك يا أخي… هكذا أجاب المواطن المرهق صاحبه ليؤكد مجدداً على أن علماء البلد المخلصين يحملون مسئوليتهم تجاه وطنهم وتجاه الناس، أما من يرفع شعاراً ويفعل خلافه فهذه مشكلته، وكذلك بالنسبة لمن ينشط في تسقيط العلماء الأفاضل ولمزهم والإساءة إليهم… إنما هم مجموعة من الناس الذين يفتقدون للوازع الديني والأخلاقي – وإن فعلوا ذلك من باب التعبير عن الرأي ونفي (التقديس) حسب زعمهم – لكنني أجدك متفقاً معي في أن حالة التوتر التي تمر بها البلاد لا يجب أن تستمر، وتتفق معي أيضاً في أن العلماء الأفاضل لم يتأخروا في تقديم المبادرات التي تسهم في الخروج من الاحتقان والحفاظ على أمن الوطن واستقراره ونسيجه الوطني، بل وحثوا الناس على المشاركة في الانتخابات من باب المسئولية الشرعية والوطنية رغم المنغصات… فهذه كلها وغيرها كثير من المواقف التي تؤكد على أن البحرين التي عرفت على مر العصور بالتسامح والمحبة، تحتضن علماء يقومون بمسئوليتهم الكاملة الشرعية والوطنية لخدمة بلادهم، حتى وإن أوصدت الأبواب أمامهم، فلابد من حمل هذه الأمانة.

وبينما كان الصحب يتابعون ما يدور بين المواطن المرهق وصاحبه من حوار، بادر أحدهم بالقول: «لا توجد مشكلة تعاني منها البلد غير قابلة للحل… من قبل الدولة أولاً ومن ثم بالاستعانة بدور العلماء الأفاضل وقادة الرأي والناشطين في مختلف المجالات، وتصبح الأمور في غاية التعقيد والتشعب، حينما ينبري أكثر من طرف ليعمل على تسقيط العلماء والتشكيك في مواقفهم وضرب مبادراتهم ورؤاهم عرض الحائط… كلنا نحب البلد، ونلتفّ حول قيادتها الشرعية، ونقدر دول العلماء الأفاضل الذين حينما يقولون قولاً، إنما هم يشخّصون الواقع ويبحثون عن المصلحة العليا، ويقدمون استعدادهم للعمل مع المسئولين لوضع حلول لكل الملفات المثيرة للتوتر».

هاهي البلد تستعد لمرحلة جديدة بعد أن شارك من شارك في الانتخابات، وقاطع من قاطع، فلكل طرف حرية اختياره وقراره، لكن ستبقى الكثير من الهواجس قائمة، وستبقى الآمال معلقة على جهود جميع المخلصين للخروج من عنق الزجاجة، وفتح صفحة جديدة تنهي الكثير من المعاناة والألم والقلق والتوتر… لكن يتوجب على الجميع أن يحترم العلماء الأفاضل لأنهم صادقون في مساعيهم لخدمة الوطن

سامي النصف

ما تفرقه السياسة يجمعه عبدالعزيز

استضافت عاصمة الجمال والنضال سراييفو في الفترة ما بين 19 و21 الجاري الدورة الثانية عشرة لمؤسسة عبدالعزيز البابطين للابداع الشعري، والتي اطلق عليها مسمى «دورة خليل مطران والبوسني محمد علي دزدار»، وحضر الحفل ما يقارب 500 ضيف من مختلف انحاء العالم يمثلون تنوعا رائعا للاديان والاعراق والمذاهب والتوجهات السياسية مما اعطى دلالة اكيدة على ان ما تفرقه السياسة يجمعه الاخ عبدالعزيز البابطين في جهد مميز لا تقدر عليه عادة الا الدول.

وقد افتتح رئيس مجلس الامناء عبدالعزيز البابطين الحفل الحاشد الذي حضره رؤساء ووزراء ونواب وسفراء ومستشارون وزعامات دينية وقيادات سياسية ومفكرون وادباء وشعراء واعلاميون، مبشرا بان المؤسسة ستبدأ من هذا العام في عقد دورات سنوية بدلا من كل عامين، كما كان يحدث في الماضي، على ان تكون احداها في الوطن العربي والاخرى خارجه (سبق ان عقدت دورات مماثلة في الكويت وباريس وقرطبة والقاهرة وفاس وبيروت والمنامة وابوظبي والجزائر).

وقد القى راعي الحفل رئيس البوسنة وصديق الكويت د.حارث سيلاجيتش كلمة بالبوسنية والعربية اكد فيها اهمية مثل هذه اللقاءات التي تعزز الروابط بين الشعوب وتمنع الحروب، وقد تلاها خطاب لسمو الشيخ ناصر المحمد القاه نيابة عنه المستشار راشد الحماد، ثم كلمة لامين عام الجامعة العربية السيد عمرو موسى تلتها كلمة السيد عمار الحكيم وكلمة ممثل قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، ثم ممثل شيخ الجامع الازهر، وختم حفل الافتتاح بتكريم شخصية الدورة الحالية صاحب السمو الملكي الامير تشالز ولي عهد المملكة المتحدة.

وقد فازت الشاعرة العراقية لميعة عباس بجائزة الابداع الشعري وقدرها 50 الف دولار والدكتور المصري صلاح رزق بجائزة الابداع في نقد الشعر والشاعر المصري احمد حسن بجائزة افضل ديوان والشاعر العراقي فارس حرّام بأفضل قصيدة، وقد سبق للشعراء محمد الفايز وسعاد الصباح وابراهيم العريضي ونازك الملائكة وسميح القاسم وهارون هاشم رشيد وسليمان العيسى وفدوى طوقان، الفوز بالجوائز التكريمية للابداع الشعري.

وقد شهدت ايام الدورة محاضرات ولقاءات حول حوار الحضارات شارك فيها العديد من المفكرين العرب والاجانب، تلاها عدة جلسات للمكونات الثقافية للشاعر البوسني محمد علي دزدار، كما اعلن عن صدور ديوان شاعر القطرين خليل مطران في 5 اجزاء و2700 صفحة للمرة الاولى في تاريخ الادب العربي، وازدانت ليالي المهرجان بالطرب الاصيل للفنانة اللبنانية غادة شبير التي غنت قصائد للشاعر عبدالعزيز البابطين ولأم كلثوم ولفيروز، وختم المهرجان بحفل للفلكلور الشعبي البوسني سحر الحضور.. في الغد حديث عن احد اجمل أصقاع الدنيا ونعني البوسنة ومدنها التاريخية وطبيعتها الساحرة.

آخر محطة:

الشكر الجزيل للقائمين والمنظمين للتجمع العالمي الذي تم في سراييفو وللجنود المجهولين وعلى رأسهم الصديق العزيز عبدالكريم البابطين والاخ عبدالعزيز السريع، فلم يكن الامر سهلا على الاطلاق في ظل وجود ما يقارب 200 شخصية رفيعة المستوى وقضايا الامن والبروتوكول المرتبطة بهم، اضافة الى تلبية طلبات المئات الآخرين من مفكرين واعلاميين وادباء وشعراء، والشكر موصول كذلك للاخ عبدالرحمن خالد البابطين والفريق الرائع الذي معه ممن جعلوا اقامة الوفود مريحة الى اقصى حد وخالية من المشاكل والمنغصات.