قلنا إن الاخوة اللبنانيين هم الافضل عندما يمارسون الاقتصاد، والأسوأ عندما يلعبون سياسة، بدلالة أوضاع لبنان المتأزمة دائما، هذا الأمر ينطبق كذلك على «بعض» رجال الأعمال الكويتيين، الذين رغم حذاقتهم المالية، إلا أن مواقفهم السياسية لا تدل على حنكة شديدة، بل تسببت مرارا وتكرارا في الإضرار بهم قبل غيرهم.
فلا يفهم المراقب مواقف البعض التاريخية المطالبة بالديموقراطية، ووقوفهم في الوقت ذاته مع أنظمة عسكرية عربية شديدة القمعية كنظامي ناصر وصدام، مع حقيقة أنهم كاقتصاديين أقلية عددية في الداخل، والديموقراطية هي في النهاية حكم اغلبية، كما لا يفهم المراقب وقوفهم ـ وهم من يمثل توجها «رأسماليا» ـ مع أنظمة عربية وأجنبية اشتراكية أممت الممتلكات والشركات وضربت ضرب غرائب الابل، رجال الاقتصاد الحر في بلدانها، وكان واقعهم الاقتصادي وموقفهم السياسي يفرض الوقوف مع النظام السياسي لبلدهم وليبراليته الاقتصادية لا الاصطفاف مع القوى اليسارية والثورية في الداخل والخارج.
وقد أثبتت الايام الخطأ التاريخي لتلك المواقف، خاصة مع غزو صدام أو وحدته مع الكويت والتي لم تكن ستختلف على الاطلاق عن وحدة ناصر أو حتى حكام العراق الاخوين عارف والتي كانت ستنقل أدواتهم القمعية وعمليات التأميم لبلدنا، كما حدث لسورية ابان الوحدة مع مصر، فلا يمكن أن يحكم بلد واحد بنظامين سياسيين واقتصاديين مختلفين.
ومن مواقف البعض الخاطئة، تبني موقف التغيير للدوائر الخمس في وقت أغلق نظام الـ 25 دائرة كثيرا من الدوائر حصريا عليهم، وكان الموقف السياسي السليم يفرض ان يكونوا أول المدافعين عنه حالهم حال زملائهم في مصر والاردن ولبنان.. إلخ، ان فخر البعض بإسقاط نظام الـ 25 دائرة هو شبيه بفخر آخر امراء الاندلس عبدالله بن الاحمر بانتصاره على عمه أمير ملقا ليكتشف لاحقا انه أول المتضررين من ذلك الانتصار الوهم.
والغريب ان البعض لم يتعلم الدرس ومازال يطالب بالتغيير لنظام الدائرة الواحدة، تابعين في ذلك أحد الساسة الذي ينوي قيادتهم لحتفهم وخراب عشهم، والأغرب أننا لم نسمع قط من يعتذر عن تلك المواقف الخاطئة وتبنيهم المتكرر لعداء من يفترض ان يكونوا أول حلفائهم، او حتى الإقرار بصحة منطق من نصحهم بمنعرج اللوى فلم يستبينوا نصحه الا ضحى الغد.. ويا له من غد!
آخر محطة:
(1) من أعطى الارهابي اسامة بن لادن حق الكلام باسم الاسلام وتهديد الشعب الفرنسي بالذبح والقتل ومن ثم تعريض ملايين المسلمين العاملين في الغرب للاضطهاد والبطالة؟!
(2) أسوأ ما يفعله تنظيم القاعدة الاجرامي هو استهداف الاماكن العامة في الغرب كمحطات القطار التي يستخدمها كل يوم مئات الملايين، مما يثير الحنق الشديد علينا، فهل قام تنظيم القاعدة لنصرة الاسلام أم لتدمير الاسلام باسم الاسلام؟!