احمد الصراف

الأسطول الحربي الكويتي

تتميز الكويت عالميا بمخرجات صناديقها الانتخابية، والتي أهدت الأمة الكويتية طوال نصف قرن، كوكبة من المميزين في العمل البرلماني التشريعي والرقابي.
***
انتخبت الأمة السيد ناصر الدويلة، مواليد 1956، نائبا في البرلمان. وسبق أن التحق السيد الدويلة بالحرس الوطني ليصيح ضابطا في 1980، وعاد بعدها للجامعة ليتخرّج في 1982 مجازا في الحقوق، ثم لينتقل للعمل في الجيش، لينتدب بعدها للقضاء العسكري، ثم مستشارا لوزير الدفاع آنذاك الشيخ سالم الصباح، وليتقاعد سنة 2001 ويتفرغ للسياسة.
بسبب تعدد خبراته ومواهبه وقدراته، ولكونه خبيرا استراتيجيا ورئيس المركز الاستراتيجي للدراسات والتخطيط(!) قام تلفزيون «الوطن» بإجراء مقابلة معه مساء 21 أكتوبر قال فيها: «احنا علاقتنا مع إيران على مر التاريخ ليست هادئة. ففي 1782 دمر الأسطول الكويتي(!) الأسطول الإيراني(!) في معركة الزبارة في قطر، وأسرنا قائدهم. وبعدها نزل الأسطول الكويتي في البحرين عندما كانت عبارة عن مستعمرة إيرانية(!) واحتلت القوات الكويتية البحرين بقيادة «جابر العيش»، وتم تسليم البحرين بعدها لآل الخليفة الذين كانوا وقتها يسكنون في قطر. والكويتيون نزلوا في بندر خميني، الآن اسمها بندر خميني(!)، وتوغلوا في الأراضي الإيرانية إلى أن وصلوا لجبال «جزات وراس» (أو شيء من هذا القبيل) وانسحبوا بعدها. والكويتيون احتلوا المحمرة، التي تسمى خرمشهر، سنة 1782! وهنا تدخل المضيف، خالد عبدالجليل ليتساءل: واحتلوها؟ فأكد السيد الدويلة ذلك بهز رأسه. واستطرد بأن الكويتيين احتلوا الفاو ثلاث مرات وأعادوا السيطرة على البصرة (وهذا يعني أنهم سبق أن سيطروا عليها) بعد أن دخلها الجيش الكويتي(!) واخلينا ككويتيين جزيرة أم الرصاص والبصرة والمحمرة وأم الخصاصيب وبندر خميني! وعاد السيد الدويلة، وبناء على طلب من المقدم، وأكد وقوع عمليات القتال والاحتلال المرة تلو الأخرى، وقال إن الجيش الكويتي طرد الجيش الإيراني من البحرين وحررها وانتصر عليهم 3 مرات ولم يترك فيها إيرانيا واحدا بعد طردهم وأسرهم منها. وأن الكويتيين رفعوا علم الكويت على كل تلك الأماكن التي قاموا باحتلالها، وقال إن ذلك حدث في عام 1782 أو 1783 عندما كان عدد سكان الكويت وقتها لا يتجاوز 30 ألف نسمة!
وعندما حاول مضيفه ثنيه عما قال والسماح له بالانسحاب، أصرّ السيد الدويلة، الذي كان مقدما ركنا في الجيش الكويتي، ونائبا وخبيرا استراتيجيا، على القول إن الكويت كانت موجودة قبل أميركا، ومنذ عام 1570! (وهذا لاشك خبر مفرح للشيخة ميمونة الصباح، الباحثة في تاريخ الكويت القديم)، خاصة أن السيد المقدم أكد في نهاية المقابلة أن الكويت، كدولة، سبقت الولايات المتحدة الأميركية.
نكتفي بهذا القدر من المقابلة، ونستغفره لنا ولكم. ولمن يريد المزيد من المتعة والغوص في التاريخ الاطلاع على الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=TD-vhHeNo3A&feature=player_embedded!#

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

يوميات مواطن مرهق: وفاقي!

 

أصر المواطن المرهق أمام حشد من الناس على موقفه المبدئي في أنه مؤيد للمشاركة في الحياة السياسية، وأنه لا يعادي الدولة ولا يعادي المعارضة ولا يعادي الموالاة ولا يعادي العوائل أو الأفراد… وأنه يرى أن المشروع الإصلاحي لجلالة العاهل هو المنطلق نحو أفق أوسع مستقبلاً بمشاركة صادقة في دفعه من قبل الدولة والموالاة والمعارضة ومن قبل الجميع.

لكنه… أصر أيضاً على أن هناك قائمة من المشاكل والملفات التي تؤرق المجتمع توجب وضع الحلول لها على طاولة التحاور، وفي الوقت الذي أصر فيه على رفض العنف والتخريب والتحريض، أصر أيضاً على أن للناس حقوقاً ومطالب مشروعة، ومن حقهم أن يوصلوا صوتهم بها إلى حكومتهم وعدم الاكتراث لاتهامات العمالة للخارج، وافتراءات المفترين الذين استساغوا نغمة التشكيك في الولاء، ومد مظلة الحملات الصحافية والإلكترونية والخطابية كل يوم… كل يوم… كل يوم على المنوال ذاته، المشكك في انتماء الناس ومواقفهم.

كان المواطن المرهق يشدد على أنه (بحريني) يحب وطنه وقيادته، ويعرف جيداً أن هناك قائمة من المشكلات الاجتماعية والسياسية والأمنية لن تجد لها طريق الحل الناجع إلا من خلال الحوار الهادئ واحترام دور كل الأطراف، بدءاً بالمسئولين في الدولة والعلماء، انتهاءً عند دور كل منظمات المجتمع المدني والناشطين والمهتمين، ويأمل في أن يكون للمجلس النيابي والمجالس البلدية في دورتها الجديدة المقبلة دوراً يتجاوز أي إخفاق أو أداء سلبي، وأن يكون التعاون بين السلطة التشريعية والتنفيذية قائماً على تقديم المصلحة العليا للوطن والمواطنين وليس على أي شيء آخر، مما خف وزنه وثقل ثمنه من مصالح فئوية وخاصة أرهقت الناس وجعلتهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة جراء استمرار ملفات المعاناة.

باغته أحدهم ليقول له: «تقول ذلك لأنك وفاقي… مشارك… أما المقاطعون فلهم رأي آخر!» فرد عليه القول: «نعم أنا وفاقي وأقولها علناً… احترم المشاركين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات… سواء قيل عنهم إنهم شاركوا بقرارهم الذاتي أو بالدفع الترهيبي أو بالتحشيد القسري أو ما شاكلها من أوصاف أصبحت تطلق بشكل يومي في قراطيس مختلفة… وكذلك أحترم رأي المقاطعين الذين لهم موقفهم ورأيهم ونظرتهم، ذلك أن المجتمع المتعدد يجب أن يستوعب كل الآراء».

وكان سعيداً جداً بقوله إن كونه وفاقياً أو مؤيداً للوفاق فإن ذلك (لا يعتبر تهمة تجلب العار كما يظن البعض ويعتقد)، بل ويشعر بالفخر لأن «الوفاق» أثبتت وطنيتها وحرصها على مصلحة الوطن وقيادته وشعبه بهذه المشاركة التي تقدم تأكيداً على أسلوب (المعارضة العاملة داخل النظام) بكل قوة وجدارة… واستطاعت أن تسقط آثار كل الحملات التي استهدفتها طيلة سنوات مضت للنيل من شعبيتها وللتشكيك في انتمائها ودورها الوطني الكبير، ولا تزال تستهدفها بعد فوزها ولكن بكلام جديد هذه المرة يناسب مرحلة ما بعد الفوز… ولم يغفل المواطن المرهق أن يوجه التهنئة للوفاقيين والمستقلين وللمنبريين وللأصالة ولمن فاز ولمن لم يفز… ولكل من شارك وقاطع الانتخابات، لأن الجميع أعطوا صورة حقيقية لحالة التعدد في مجتمع صغير ينتظر الكثير من العمل لرسم مستقبل البلد.