سامي النصف

نطق واجب التنفيذ والتطبيق

من قوانين الطبيعة المعروفة ان من يقف على رأس قمة جبل يرى أكثر مما يراه من هو جالس على سفحه، ولا شك أن القيادة السياسية ممثلة في صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ترى ضمن موقعها بالمسؤولية ما قد لا يراه الآخرون، لذا يجب اعتبار ما أتى في النطق السامي لسموه وخطابي سعادة رئيس مجلس الأمة وسمو رئيس مجلس الوزراء على أنها خطابات واجبة التنفيذ لا كلمات بروتوكولية ينتهي أثرها بانتهاء افتتاح دور انعقاد مجلس الأمة.

فما أتى في النطق السامي «ان مصلحة الكويت هي ملتقى أهدافنا وحمايتها منتهى غايتنا وآية حبها ان نصون وحدتها ونحافظ على مكتسباتها» و«تظل مصلحة الوطن دائما في المقام الأول وقدرنا ان نحرص على نظامنا الديموقراطي حتى لا يتحول إلى أداة هدر لمقومات هذا البلد ومقدراته وقد جاء الدستور حاضنا لهذه الديموقراطية مبينا بأحكامه اختصاص كل سلطة وحدودها، وكل تجاوز على هذه الأحكام هو تجاوز على الدستور نفسه وتعد لا يخدم المصلحة العامة»، نعم ان الحفاظ على الوطن من الفتن هو الأصل في كل تحرك كما ان الحفاظ على الديموقراطية يعني التمسك بمبدأ فصل السلطات وعدم تعدي إحداها على الأخرى.

وسلط النطق السامي الضوء على «ان ما يحوط المشهد السياسي العام من تجاوزات هو موضع استنكار ورفض الجميع ولا يمكن لأي عاقل استبعادها أو تحييدها عن مخططات خبيثة تستهدف الأسس الراسخة لأمننا واستقرارنا»، واضح أننا ضمن منطقة تفتقر للاستقرار الأمني والسياسي وهناك جهات عدة تود ان نتحول إلى ساحات حروب وكالة كما يحدث في العديد من دول المنطقة، والتحصن من ذلك المصير لا يمر بالنوايا الحسنة بل بالاستماع لكلمات الحكمة التي أتت في النطق السامي والالتفاف حولها.

وتوجه الخطاب السامي لمستقبل البلاد عبر الخطط التنموية التي اقرها مجلس الأمة وضرورة التعاون والرقابة «الايجابية» نحوها، كما بين ان الهدف من التنمية يتمثل في إعداد الشباب الكويتي القادر على تحمل المسؤوليات، فهم الثروة الحقيقية، كما حذر الخطاب من خطورة الإعلام غير المسؤول وقضية اللجوء إلى الشارع الذي يعتبر خروجا عن أصول اللعبة الديموقراطية التي يجب ان تمارس تحت قبة البرلمان لا خارجه فمن يحرك الشارع لن يستطيع التحكم في مساره بعد ذلك لينتهي الأمر في العادة بالفوضى والانقسام والدمار الذي يسمح للآخرين بالتدخل في شؤوننا.

وقد أتى خطاب سعادة رئيس مجلس الأمة والخطاب الأميري لحكومة سمو رئيس مجلس الوزراء متناغمين مع النطق السامي، محذرين مما يجري في البلد من ضرب للوحدة الوطنية وداعيين لتعزيزها كي تسير قاطرة الكويت سريعا إلى الأمام.

آخر محطة:

الشكر للدكتور الخلوق يعقوب الرفاعي على ما قدمه من جهد في إدارة المعهد التطبيقي والتهنئة للدكتور الكفء عبدالرزاق النفيسي على تحمله المسؤولية في الفترة القادمة حيث انه خير خلف لخير سلف.

 

احمد الصراف

الصبي المالاوي وغوانتانامو

ضرب الجفاف ملاوي قبل سنوات وتسبب في موت الآلاف، وعاش «كامكوامبا» وعائلته لسنوات على وجبة واحدة، بعد أن فقد والده عمله الزراعي، لكن وسط كل هذا القحط والجفاف كان هناك أمل، فبعد أن طرد الفقر «كامكوامبا»، من مدرسته، لعجزه عن دفع الرسوم السنوية التي لم تتجاوز 80 دولاراً فكر في عمل شيء يغير به وضعه، وطالما أن هناك من أنتج الكهرباء بقوة الرياح، فسوف يحاول القيام بالشيء نفسه، فليس هناك أكثر من الرياح في منطقته! ولعدم وجود شيء آخر يقوم به فقد أصبح يقضي وقتاً أطول في مكتبة القرية، حيث جذبت صور الطواحين التي تنتج الكهرباء انتباهه، فقام، متسلحاً بالصور وبما يعرفه صبي في الرابعة عشرة من العمر، بالبحث في مزابل القرية وساحات قطع الغيار المستعملة عما يمكن أن يفيد في صنع طاحونة تشبه ما شاهده في الكتب من صور، وهناك عثر على قطع دراجة هوائية وخراطيم بلاستيك ومروحة تراكتور وبطارية سيارة وبعض الأسلاك الكهربائية. ومن خشب شجرة صمغ صنع برجاً عالياً لحمل أول طاحونة هواء، مستعيناً بآلات ومعدات بدائية في تركيب الشفرات والتوصيلات الكهربائية. ويقول إنه تعرض لسخرية شديدة من الجميع تقريباً، وظن البعض أنه مجنون أو أن الجن قد تلبسه، ولم تتوقف الانتقادات حتى أخبرهم أنه يجمع القطع للتسلية وليس لتوليد الكهرباء!
كان ذلك في عام 2002 والآن يمتلك «كامكوامبا» خمس طواحين هواء، يزيد ارتفاع إحداها على 12 متراً، ويقوم بتوليد الطاقة الكهربائية لبيته ومدرسته القديمة وجهات أخرى، كما أصبح في إمكانه ضخ المياه لمدينته، وأصبح البعض يزور بيته لشحن بطاريات هواتفهم النقالة لعدم وجود مصدر طاقة آخر، ويتوقف آخرون للاستماع إلى موسيقى الريكي الصادرة عن سماعات مذياعه الذي يعمل بالكهرباء.
يبلغ «كامكوامبا» الآن الثانية والعشرين من العمر، ويتلقى التعليم المجاني في جنوب أفريقيا في «الأكاديمية الأفريقية للقيادة»، التي تشتهر بتميزها. كما أصبح شخصية دولية في مجال البيئة، وقام نائب الرئيس الأميركي السابق، (آل غور)، المعني بصورة كبيرة بقضايا البيئة، بتوجيه الشكر العميق له، كما دعي «كامكوامبا» إلى العديد من المؤتمرات لشرح تجربته لرجال الأعمال. وفي زيارة له لمدينة «بالمزسبرنج» بكاليفورنيا، شاهد للمرة الأولى طاحونة هواء حقيقية، بكل ضخامتها وعلوها، والتي جعلت من الطاحونة الموجودة في فناء منزله الخلفي بهيكلها الخشبي الفقير واهتزازها الدائم كاللعبة المشوهة!
كما قام «بالي ميللر» أحد مراسلي «الأسوشيتد برس» بوضع كتاب عن «كامكوامبا»، بعنوان «الصبي الذي سخر الرياح»، بعد سماع قصته. وقال إنه عاش في قرية الصبي لأشهر عدة، وان الموضوع كان تغيراً منعشاً، مقارنة بأخبار الحرب في أفريقيا التي دأب على تغطيتها. وقال إن هذا الصبي هو جزء من جيل أفريقي لا يود الركون والانتظار لما ستقوم به حكوماتهم، أو ما ستقدمه لهم منظمات الإغاثة والعون، حيث أصبحوا ينتهزون الفرص ويستغلون التكنولوجيا لحل المشكلات التي تواجههم، وأن أكاليل الغار التي حصل عليها لم تثنه عن الاستمرار في البحث.
ولو قارنا قصة هذا الصبي المعدم، الذي لم يمتلك قط مالاً ولا علماً، وسلاحه الوحيد بعض الصور من مكتبة القرية، واستطاع بالرغم من ذلك أن يكون شخصية عالمية من خلال معجزة توفير كهرباء وماء مجاني لأهالي منطقته من لا شيء، بما قام به شبابنا المتخم بـ «العلم» والثروات من تخريب وتدمير للعقول والممتلكات والأرواح، وليتحول بعضهم لشخصيات عالمية من خلال معتقل غوانتانامو!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

نصائح في بداية دور الانعقاد

ابتداء نرحب بالتئام شمل السلطتين مرة أخرى في بداية دور انعقاد جديد. وبهذه المناسبة لا أجد أفضل من اسداء النصح لهاتين السلطتين انطلاقاً من قول الرسول، صلى الله عليه وسلم، الدين النصيحة!
وأبدأ برئيس الحكومة.. فأقول، وبالله التوفيق، انه قد حان الوقت لتغيير أسلوبك في إدارة العمل الحكومي.. فواضح مما سبق من أيام ان الشخصانية لديك حاضرة في كثير من قراراتك، بينما من هو في موقعك يجب عليه أن يتعامل بموضوعية وأبوبة ولا يدع مجالاً للعلاقات الشخصية، قربت أم بعدت، ان تؤثر في قراراته.
ثانياً، اترك الوزير يتحمل قراراته التي يتخذها بقناعاته، ولا تتدخل في الأمور الخاصة بعمل الوزير، فهذا التدخل يحميه ويلقي عليك المسؤولية، ولعل طيبتك وفتح بابك للجميع يجعلانك تسلك هذا المسلك إرضاء للخواطر.
ثالثة هذه النصائح انه قد حان إجراء بعض التغييرات في حكومتك، وقد كتبت مقالاً مفصلاً في هذا الموضوع أتمنى ان تكون أحطت به علماً.
وأثني على أعضاء مجلس الأمة الذين ــ في ظني ــ يدركون واقع الناس ومدى رضاهم عن أدائهم، ويعلمون جيداً ان الإحباط من الإنجازات وصل مداه في النفوس، لذلك أقترح عليهم ان يجلسوا بعضهم مع بعض، وأتمنى أن يتخذوا القرارات التالية:
– تأجيل الاستجوابات إلى ما بعد عطلة الربيع، وهذا سيفوت الفرصة على المساومات في المواقف.
– تحديد عشر أولويات متفق عليها من الأغلبية والبدء بإنجازها.
– الاتفاق على ان يكتفى بعشرة متحدثين في كل موضوع، ولا داعي لأن يتحدث الجميع في كل المواضيع، وهذا يقلل من إهدار الوقت ويزيد من الإنتاجية.
– احترام نتيجة التصويت وعدم تخوين الآخر ما دمنا قبلنا بالممارسة الديموقراطية.
– التقليل من التصريحات في كل شيء، خاصة من محرري SMS.
طبعاً البعض قد يعتبر هذا حلماً لن يتحقق، لكن إذا شعر النواب بحالة الاستياء العام لدى الناس فقد يفكرون جدياً بذلك.
انني أعتقد انه ما دامت الحكومة تصنف نواب المعارضة بأنهم ضدها ولا بد من تحجيمهم والتضييق عليهم بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، فهذا معوق لأي تقدم في تطوير العلاقة بين السلطتين، وتدمير متعمد للممارسة الديموقراطية، وسعي واضح لتكفير الناس بها!!
* * *
لفتة كريمة
د. سعود فرهود، مدير منطقة الفروانية الصحية، يستحق منا ــ سكان المحافظة ــ الإشادة لمسعاه في تطوير خدمات المحافظة الصحية، ومواظبته على متابعة الإنشاءات في هذه المرافق. ومطلوب من المواطنين المزيد من الصبر على هذه الأعمال الإنشائية. وسنرى قريباً بإذن الله خدمات راقية ننافس فيها الموجود عند الآخرين.

مبارك فهد الدويلة