«إن التعصب الديني والقومي والوطني والعرقي الأيديولوجي كلها ظواهر ضد التقدم وضد الإنسانية»!! طارق حجي.
يقال إن لكل جواد كبوة، ولكن كبوة بعض الجياد تكون خطرة إلى درجة تتطلب اطلاق رصاصة الرحمة عليها، وطارق حجي، صديقنا حتى ما قبل أيام، سقط سقطة قاتلة من خلال ما صدر عنه من اهانات اقل ما توصف بأنها افتقدت الذوق والأدب، مع نرجسية وعنصرية مفرطة ومقرفة جدا وغير متوقعة ممن يدعي الاستاذية والفهم، في حق من يكبرونه سنا ودرجة علمية ومقاما وثقافة!
بدأت القصة في أغسطس الماضي عندما نشر حجي مقالا عن الإسلام والمسلمين في «الحوار المتمدن»، ولم يعجب موضوعه البعض، إضافة لما خلقه من صدمة لتعارضه مع سابق مواقف الرجل وآرائه، وقام هؤلاء بنقد المقال وموقف كاتبه المستجد، ومنهم السيدة وفاء سلطان. انتهت بعدها الزوبعة كما بدأت ونسيتها، إلى أن أرسلت في 10/5 رسالة الى حجي والى 370 صديقا آخر على قائمة بريدي الإلكتروني أعلمهم فيها بموعد بث برنامج وفاء سلطان الجديد. ولم أكن حقيقة أعلم أنني وضعت اصبعي على جرح غائر لم يلتئم بعد، فرد بما يعني أسفه لأن يرى «مثقفا كبيرا» (!!) مثلي يروج لبرنامج وفاء سلطان التي لا تستحق الاحترام، اضافة الى كلام قاس وغير لائق بأي مستوى. كما رفض وصفها بالمبدعة أو حتى كاتبة، وأنه يعجب من أن مثقفا كبيرا (أنا أيضا!!) يعجب بامرأة نصف متعلمة (علما بأن وفاء سلطان طبيبة ومتخصصة في علم النفس)، وأنها «تافهة» وأجيرة وسطحية وبلا أي عمق فكري أو معرفي! وقد ساءني كثيرا ما صدر عنه من ألفاظ تأباها اقل العقول احتراما لنفسها، بالرغم من كل ما أسبغه علي من ألقاب التعظيم والتفخيم، فرددت عليه بأربع كلمات هي: شكرا لتحيتك ورقي لغتك! فرد علي بغضب شديد وبلهجة أكثر من قاسية، وايضا تفتقد أدنى درجات الاحترام للأخوة والصداقة التي كانت تجمعنا، حتى قبل تلك الرسالة، ووصفني بالخليجي الذي لا ينتظر من هو في «استاذيته» شهادة منه.
وبعد هذه الإهانة الشخصية لي ولمجتمعي ووطني، قمت بتوزيع رسالته لقائمة بريدي نفسها لكي أبين للجميع المستوى الخلقي لهذا الشخص. رد الفعل كان غريبا فقد فوجئت أن هناك ستة أصدقاء على الأقل، بعضهم يفوقونه علما وأدبا ومكانة، سبق أن تعرضوا للبذاءة نفسها منه في مناسبات عدة. كما قرر البعض ممن «كانوا» يحترمون الرجل، من منطلق شكهم في فحوى رسائله، الكتابة للاستفسار منه. وهنا نالت حمم ألفاظه وشتائمه جميعهم، ومواطني الخليج بالذات، ولم يترك لأحد عرضا ولا شرفا إلا وداس عليه، ولم ينس في الوقت نفسه أن يرفع نفسه حسبا ونسبا وعلما وعملا، وأن الآخرين «الخليجيين» الجهلة والأعراب من بدو الصحراء لا يستحقون حتى شرف ارسال الرسائل له! وللعلم كان بين هؤلاء الاستاذ الجامعي الذي يزيده عمرا وعلما، وأكاديمية في جامعة الكويت، واستاذة كبيرة ومهندس معروف وطيار شهير ورئيس شركة كبرى وغيرهم من الشباب المثقف، ونصوص هذه الرسائل متوافرة لمن يود الاطلاع على لغة الشارع والبلطجة التي تضمنتها، والتي لا نود ايذاء مشاعر القراء بها!
والغريب انه بعد ارسال سيل رسائله القبيحة تلك في 7 أكتوبر، رفض بعدها الرد على أي مكالمة أو رسالة الكترونية، لم يتمكن اي من اصدقائه أو معارفه داخل الكويت وخارجها من الاتصال به، ولم يرد على ما أرسلته اليه على عنوان بريده القديم، الذي ادعى أحدهم أنه مخترق، أو حتى على عنوانيه الجديدين!
***
• ملاحظة: بينت اتصالاتنا ومراجعاتنا مع جامعة اكسفورد عدم وجود صلة لطارق حجي بها كطالب أو استاذ! كما لا يوجد في تلك الجامعة قسم للدكتوراه، كما ذكر! وإن أثبت العكس فنحن مدينون له باعتذار علني.
أحمد الصراف