سامي النصف

ديموقراطية الفوضى وكرة النار المنتظرة

قام النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ووزير الداخلية الشيخ جابر الخالد بأخذ الأمور بالحزم وأطفأوا لهيب فتنة كادت ان تشتعل وتخلف بعدها خرابا ودمارا، وبدلا من التقدير الواجب لما حدث رأينا اختلاق معركة حول مفردة «الرمز» التي شبع من انتقدوا الوزير الروضان من اطلاقها على الذي «يسوى واللي ما يسوى»!

بعد نصف قرن من الديموقراطية والحرية يفترض بممارستنا السياسية ان تصبح المنار والإشعاع الحضاري الذي تهتدي به الشعوب الأخرى، لكن واقعنا يثبت كل يوم اننا مازلنا أقرب لأطفال صغار غير مسؤولين في روضة التجربة الديموقراطية، وإلا فما هو تفسير عمليات الفوضى والعصيان والإضرابات المضحكة القائمة في ظل وجود مجلس الأمة والحريات الإعلامية الوافرة؟!

وشاهدت قبل أيام لقاء الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري مع مستشار مختص في قضايا التعليم ذكر خلاله ان ادارة أوباما تدرس اضافة ساعة يوميا للدوام المدرسي الذي يمتد هناك من التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء، تختص بتأهيل الطلبة الأميركان وفق حاجيات السوق حيث تخلق كل عام 3 ملايين فرصة عمل لا يستطيع ملايين الشباب الأميركيين العاطلين ملأها لعدم تأهلهم مما يضطر الولايات المتحدة لاستقبال ملايين المهاجرين كل عام للعمل في تلك الشواغر، فكرة يجب ان تطبق في الكويت رضي المضربون من المعلمين أو لم يرضوا، فمستقبل الكويت مرتبط بتأهيل شبابها، ومما قاله ذلك المستشار الأميركي انهم سيبدأون بالتخلص من المعلمين غير المؤهلين.

حضرت قبل أيام تكريم الأخت الفاضلة نجلاء النقي «للسفراء» عبدالعزيز البابطين، وقد تضمن الحفل السيرة العطرة لأبي سعود الذي بدلا من ان يقدّر البعض أعماله وصنائعه وآخرها مشروعه الضخم لتعريب جمهورية جزر القمر بدعم من أخيه الفاضل عبدالكريم البابطين، وجدنا هجوما غير مبرر ممن تنحصر أعمالهم في الإساءة لسمعة الكويت في كل المحافل وكأن ملخص أعمالهم هو العداء والبغضاء لكل من يرفع شأن الكويت والعرب والإسلام بين الأمم، فمن يقف حقا خلف هؤلاء؟!

هذا العام ولأعوام عديدة مقبلة سيحل علينا شهر رمضان المبارك في الصيف، وقد أصبح الملجأ الوحيد للتسوق والتريض هو الأسواق المغطاة التي أقيمت تحت مظلة قانون الـ «B.O.T» السابق الذي تم قتله ووأده، وبدلا من تقديم الشكر لمن استثمر أمواله في بلده وأقام لنا مثل تلك الأسواق الرائعة يتم الهجوم المتواصل عليهم والادعاء المضحك بأن في تحويلهم الأراضي الجرداء الى مشاريع مثمرة ـ يستفيد منها المواطن والمقيم والزائر والسائح ـ تجاوزا على المال العام! لا نعلم ان كان ما يحدث هو قمة في الغباء والغفلة أم مخطط مدروس لخلق فوضى سياسية ودمار اقتصادي كي لا تنهض الكويت قط!

آخر محطة

(1): كلمة للعصاة والمضربين والمغرر بهم، ان عدم تجاوب الشعب الكويتي مع دعواتكم للفوضى خير دليل على انكشاف المخططات وصدق الشاعر القائل: «..وإن الحرب أولها كلام فإن لم يطفئها عقلاء قوم تكن حربا مشمرة يشيب لها الغلام».

(2): كرة النار التي أحرقت لبنان ثم انتقلت الى غزة ثم اليمن وقبل ذلك الصومال وبعد ذلك السودان باتت تدق أبواب الكويت بعنف، فهل سنمنع دخولها بالحكمة والحزم والوحدة الوطنية أم سندعوها للدخول عبر طيشنا وغفلتنا وتخندقنا وتشرذمنا؟!

(3): نرجو خلق مستودعات عاقلة حكيمة وذكية تدعم القرار الحكومي وتضمن سلامته عند وقوع الأزمات (وما أكثرها) فخطأ واحد في التعامل، كحال وضع السيف موضع الندى أو وضع الندى موضع السيف، قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه.

مبارك الدويلة

لو كنت…

لو كنت وزيراً للداخلية لتركت القوى السياسية والنشطاء السياسيين ينظمون ندواتهم كما يشاؤون دون اعتراض، فالحكمة كانت تستلزم تركهم وشأنهم، ولو تم ذلك لما صار لهذه الندوات هذا الشأن ولما اصبح لمنظميها هذه الشعبية التي تصنعها الحكومة بيديها لخصومها!!
لو كنت مسؤولا عن حل «مشكلة البدون» لأصدرت البطاقة الخضراء للجميع كي يتمكنوا من قيادة السيارة وتعليم أبنائهم وعلاج ذويهم وتوظيفهم في القطاع الخاص الى ان تنتهي اللجان المختصة من وضع التصور النهائي لحل هذه المعضلة، وعندها اعطي من اعطي وأحرم من أحرم، لكن حرمان الجميع من كل الخدمات الضرورية طوال السنوات الماضية بانتظار تقرير اللجان المختصة!! أمر لا يمكن قبوله لا دينيا ولا دنيويا!!
لو كنت مسؤولا عن حل أزمة السكن لأصدرت أمرا فوريا بوقف كل التطوير والتوسيعات في مطار الكويت الدولي ونقلت المطار الى ما بعد الدائري السابع وحولت منطقة المطار الى خمس مناطق اسكانية تضم اكثر من نصف مليون نسمة، وكذلك اصدر نفس القرار لنقل السجن المركزي الى منطقة المطلاع أو جزيرة من الجزر وتحويل منطقته الى منطقة سكنية.
لو كنت مسؤولا عن الاستراتيجية الأمنية للكويت لحولت منطقة الشقايا الى مزارع لمن ليس لديهم مزارع وساهمت في توفير الأمن الغذائي للبلاد وحفظت الحدود بهذه المنشآت.
لو كنت وزيرا للشؤون والإسكان لأوجدت مجمعات اسكانية تضم كل واحدة عشر عمارات موزعة على كل المحافظات لاسكان بنات ونساء الكويت ممن لا يستحققن الرعاية السكنية وفقا لنظام الاسكان الحالي، بدلا من تركهن وعوائلهن يعانون الأمرّين، فلا الظروف مشت معاهم ولا الدولة رعتهم، كما هو الحال اليوم.
لو كنت وزيرا للاوقاف لاعدت للمسجد دوره الحقيقي كمصدر للدعوة والتوجيه والارشاد بدلا من كونه مكانا يجتمع فيه البعض قبل الاقامة بدقيقة وينفضّون بعد السلام بدقيقة!!
لو كنت رئيسا لجمعية المعلمين لأجّلت الدعوة للاضراب، فالنشاط المدرسي الذي مددوا الدوام من اجله فشل قبل ان يبدأ، والقضية لا تستحق ردة الفعل هذه!!
***

• لفتة كريمة
قال أحدهم بعد عودته للكتابة اخيراً «من ظواهر الكويت الفريدة ان شيوخ الكويت الذين عشنا بظلهم وتربينا تحت راية عزهم اصبحوا ملطشة لكل تافه حقير بدعوى حرية التعبير والديموقراطية!!!».
الغريب ان هذا الكاتب ظهر قبل شهرين في قناة سكوب وتناول ابن حاكم الكويت ووزير الديوان الاميري وجعله ملطشة ما بعدها ملطشة!!! وايضا بدعوى حرية التعبير.
الله يعين هالديرة وأهلها وحتى حكامها…

مبارك فهد الدويلة