يقول ابراهيم الهضيبي، العضو السابق في حركة الاخوان المسلمين في مصر، وحفيد الهضيبي الكبير، احد مؤسسي الحركة، الذي خلف حسن البنا بعد مقتله، انه بالرغم من ايمانه بافكار الاخوان الاساسية فإنه تركهم بعد ان اصيب بخيبة امل من ضبابية اهدافهم. وفي مقابلة مع اذاعة الــBBC ضمن برنامج وثائقي بالانكليزية عن الاخوان، قال: ماذا يريد هؤلاء؟ هل يريدون ان يكونوا حزبا حاكما ام حركة اجتماعية قوية ام حركة سياسية سرية؟ يستحيل ان يكونوا كل هذه الاشياء مجتمعة، هذا ما لا يمكن القيام به في وقت واحد، ولهذا تركتهم!
ما واجه الهضيبي الصغير واجه آلاف المنتمين للحركة في ما يتعلق بعدم وضوح اهدافها، ورفضها الصريح للاعلان عن سياساتها وخططها التنموية، وما يتعلق بطرق مواجهتها وتعاملها مع مختلف الاحداث السياسية والاقتصادية، فليس هناك «مانيفست» او منشور واضح متفق عليه يعلن مواقفهم من الديموقراطية والمشاركة في الحكم ونظام الملكية والخلافة وتداول السلطة والانتخابات البرلمانية، وغير ذلك الكثير. كما غير معروف موقفهم من الحركات السياسية والدينية الاخرى ومن قضايا حيوية كالمرأة والرق والقصاص الديني، ومعاداة اميركا، والاصرار في الوقت نفسه على طلب المساعدة الغذائية والعسكرية والنقدية منها!
كما لا يوجد لدى الجماعة أي تصور واضح عن كيفية القضاء على الرشوة والفساد الاداري، في مصر على الاقل، وطرق توفير مئات آلاف الوحدات السكنية والوظائف لمئات آلاف الخريجين كل عام، في الوقت الذي تعيش نسب متزايدة تحت خط الفقر بكثير. وكل ما يعرف عن الحركة في مثل هذه المواقف هو صراحة قولهم: دعونا نحكم وسترون العجب!
وبمراجعة مواقعهم على الانترنت نجد مدى ضبابية اهداف الحركة، حيث ورد في احدها ان من اهدافهم السعي لاصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من منظور اسلامي شامل في مصر، وكذلك في الدول العربية التي يتواجد فيها الاخوان المسلمون مثل الاردن والكويت وفلسطين! ولكن لم يتبرع احد بشرح ما يعنيه ذلك، وهل سيكون المرشد العام هو الخليفة؟ وان وجد أي شرح فهل هناك اتفاق تام عليه؟
ومن أهداف الجماعة دعم «الحركات الجهادية ضد الاستعمار في غزة والعراق ودعم لبنان ضد «حركة الفجر»! كما يدعون للاصلاح من خلال تكوين الفرد والاسرة والمجتمع ثم الحكومة الاسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقا للاسس الحضارية للاسلام! ومن الطبيعي ان ليس هناك أسس معروفة ومتفق عليها لما يسمى بالحضارة الاسلامية!
وورد في كتاب «الاسلام» لـ«سعيد حوى»، أحد كبار قياديي الاخوان في سوريا، ومن الجيل الثالث بعد البنا، أن البشر قسمان: مسلمون وكافرون، وأن الذين يرون علينا كبيرا أن «نسترقّ» الكفار (أي نتخذ منهم عبيدا) واهمون، فالذي يرفض عبودية لله يستاهل أن يكون عبدا! كما أن لا حق لأهل الذمة في وظيفة من وظائف الدولة ولا حق لهم في الشورى أو السيادة.
ويقول في الجزء 2 ص 17 «… والآن وقد انتهى الرق فلا يستعبد حر في المجتمع الاسلامي، أما اذا دخلنا معارك مع الكفرة، أيا كانوا، وقتلنا رجالهم فماذا نفعل بنسائهم وأولادهم؟ والحل هو توزيع النساء والأطفال على المحاربين كعبيد، ويعاملوا بمقتضى أحكام معاملة العبيد، وطريق الحرية مفتوح أمامهم اذا سلكوه وتحل مشكلتهم ببساطة وهدوء..!».
وحسب معرفتي وعلمي المتواضعين لم يتصدَّ أحد حتى الآن لكلام «الحاج حوى» أو يعلن عن عدم الاتفاق معه علما بأن صفحات الكتاب الثمانمائة تحمل أهوالاً أكبر بكثير، وننصح بالاطلاع عليه، لمزيد من التشويش في معرفة فكرهم المشوش.
أحمد الصراف