مبارك الدويلة

نجاح متكرر.. وفشل متواصل

ابتداء نهنئ القائمة الائتلافية والاتحاد الإسلامي والمستقبل الطلابي بالفوز الكاسح في انتخابات اتحاد طلبة الجامعة واتحاد طلبة التطبيقي. وهاردلك ــ كالعادة ــ للمستقلة وبقية القوائم.
وبهذه المناسبة أريد أن أسطر بعض الفوائد التي نستخلصها من تكرار هذا الاكتساح للائتلافية والاتحاد ومن تكرار هذا السقوط للمستقلة!!
أقول لأبنائي منظمي حملة القائمة المستقلة ان سبب فشلكم يعود إلى تكراركم الدائم لإثارة تبعية القائمة الائتلافية للاخوان المسلمين، وكأن ليس لديكم ما تأخذونه على منافسيكم إلا هذه الشبهة التي أصبحت «بايتة» ومكشوفا القصد منها، فكانت نتيجتها عكسية عليكم، حيث تبين لجموع الطلبة انكم خالو الوفاض وليس لديكم حجة على منافسيكم، فالجميع يعلم ان القائمة الائتلافية ليس لها أي انتماء حزبي بالاخوان المسلمين، وأن الخلط المتعمد بين الاتجاه الفكري والانتماء الحزبي واضح عند الجميع. فقد أتبنى فكرا اسلاميا ومنهجا قرآنيا في حياتي ومسيرتي، وقد يتبنى هذا الفكر وهذا المنهج آلاف بل ملايين من البشر غيري، لكن هذا لا يعني أننا نتبع لبعض تنظيميا، أو اننا تحت مظلة حزبية واحدة، وإلا فكيف تفسر اتفاق الاتحاد الاسلامي والائتلافية في قائمة واحدة؟! لديهم خط واحد ومنهج واحد ونظرة للحياة واحدة، لكن لا ينتمون تنظيميا إلى بعض، وهذا معروف عند الجميع. ذكرنا هذا مرارا وتكرارا، لكن عدم وجود ما تثيرونه على الائتلافية جعلكم تتشبثون بهذه الشبهة الواهية.
مما نستفيد كذلك من هذه النتائج ان الاتفاق والتنسيق بين التيارات ذات الاتجاه الواحد يؤديان إلى نتائج ايجابية لها، وهذا يجب أن يدفع بالاسلاميين خارج اسوار الجامعة الى التفكير الجدي في التنسيق في القضايا المصيرية للمجتمع ان كانوا يريدون تحقيق أهدافهم.
تيار الوسط الديموقراطي.. بصراحة كبر في عيني مع خلافي 180 درجة معه، فهو أثبت أن المحافظة على مبادئه وبقاءها في الساحة أفضل من المكاسب الانتخابية المؤقتة، فمع علمه بأن أرقامه تتضاءل فان تجربة اندماجه مع التحالف الوطني الديموقراطي خارج الجامعة ما زالت أمام عينيه، حيث فشل اتفاق المنبر مع التحالف وكاد المنبر أن يضيع.
أخيرا نقول لمن يريد أن يقرأ نتائج الانتخابات بشكل جيد ان أهم هذه القراءات أن المجتمع الكويتي كان وما زال وسيبقى مجتمعا محافظا متدينا، رغم كل مظاهر الانفتاح والمدنية، ولا شك أن هذه تحتاج إلى «زلم» ليفهموها.

* * *
لفتة كريمة
ما أكتبه في هذه الزاوية هو رأيي الشخصي ولا يمثل رأي الآخرين سواء الحركة الدستورية الإسلامية أو رابطة عبس العالمية. قد أتفق مع الحركة في آرائها %99.99 لكن ما يكتب هنا هو رأي مبارك الدويلة شخصيا.. ومنا إلى الأخوة في جريدة الآن الإلكترونية.

مبارك فهد الدويلة

احمد الصراف

7 كيلو البرقع

كلما نظرت إلى امرأة أفغانية وهي تتدثر بذلك الكيس الثقيل المائل للزرقة المسمى بالبرقع، والذي يغطيها تماما دون ابراز أي سنتيمتر منها، تاركا لها ما يشبه الشباك الكثيف عند وجهها، اشعر بانقباض شديد وبالرغبة في أن امد يدي وانتزع ذلك الرداء لأجعلها تنطلق ضاحكة مسرورة حرة مثل بقية البشر، ولكني أتردد خوفا مما سيحدث لها او ردة فعلها، هل ستفرح ام ستبكي صارخة مطالبة بردائها الذي لم تعرف بيتا غيره، ام انها ستتكور على نفسها منتحبة تلوم حظها السيئ الذي خلقها امرأة في عالم مليء بالظلم والكآبة، ام يا ترى ستسقط على وجهها عند أول خطوة لانها لم تعتد السير في الطرقات وهي في غير ذلك السجن الازرق الذي يلفها والذي بغيره لا تعرف السير بين الرجال!
يقول احد المصادر ان النقاب الحالي عرفته افغانستان في عهد الشاه حبيب الله (1910-1901)، الذي فرضه على «حريمه» المائتين، لكي يبعد عنهن نظرات الرجال. ويعتبر البرقع تاريخيا لباس نساء قبائل الباشتون الشديدة المراس والتخلف، التي تنتشر في باكستان وافغانستان. وعندما خلف الملك أمان الله سلفه في الحكم حاول القضاء على البرقع وتحديث افغانستان، ولكن القبائل عارضت اصلاحاته واجبرته في 1929 على التنازل عن العرش واللجوء للهند، ولكنه ترك وراءه، وبالذات في العاصمة والمدن الرئيسية، اصلاحات وتغييرات واضحة، واصبح مألوفا رؤية النساء من غير برقع، وخاصة في المدن الرئيسية في عهد ظافر شاه، آخر ملوك افغانستان، وايضا خلال فترة حكم السوفيت. ولكن ما ان سيطرت حركة طالبان على الاوضاع، بعد انسحاب السوفيت، حتى قامت بفرض لبس البرقع على جميع النساء والفتيات، وقد وضعت شروطه بحيث يكون مصنوعا من اقمشة بالغة السماكة، حيث يزن البرقع في المتوسط سبعة كيلوغرامات، كما ان طوله الاضافي صمم بحيث يمنع مرتدياته من الجري، وبذلك تكون قدراتهن اضعف بكثير. وتصف منظمة «روا»، وهي اختصار للجمعية الثورية لنساء افغانستان، البرقع بانه ليس لباسا او حجابا بل هو سجن يجعل مرتديته تشعر بالحرارة الدائمة والانعزال التام عن العالم المحيط بها، مما يجعل من الصعب عليها تمييز من يكونون حولها، وخاصة من النساء. كما صممت شبكته التي تغطي الوجه من خيوط بالغة السمك تجعل من الصعب على المرأة توسيع فتحاتها، إن رغبت في ذلك، وبالتالي تصبح الرؤية من خلالها مجهدة للعين وتأثيرها على المدى الطويل سلبي جدا على قوة النظر.
وتفرض حركة طالبان، التي لها الكثير من المؤيدين بيننا، على النساء والفتيات، صغيرات أو بالغات، الامتناع عن أداء الكثير من الأنشطة والحرمان من العمل والحق في التعلم او التواجد في الطريق لأي سبب من غير «ذكر محرم». كما لا يحق لها تلقي العلاج إلا في مستشفيات محددة بعيدة عادة وتفتقد الماء والكهرباء وحتى غرف عمليات نصف مجهزة! وعادة لا يقوم غير الرجال بممارسة الطب في أفغانستان، ومناطق طالبان بالذات، ولا يسمح لهؤلاء بالطبع بالكشف على النساء او تقديم العلاج لهن بأي حال من الأحوال.
ومن المناظر المألوفة جدا رؤية النساء جالسات في صندوق الأمتعة الخلفي لسيارات الأجرة، حتى في كابول العاصمة، فهن لا يغامرن، أو لا يسمح لهن بالركوب في المقاعد الأمامية والخلفية مع الرجال.
موضوع معاناة المرأة في أفغانستان طويل ومؤلم ونتمنى ممن عينوا أنفسهم سفراء للحركة في الكويت دحض هذه الحقائق وتكذيب ما ورد في هذا المقال!

أحمد الصراف