محمد الوشيحي

لا توقفوا الغناء

أكتب وأصفق إعجاباً… جميل جداً تفاعل الناس، وهائلة جداً جداً حماستهم وتأييدهم لحملة مقاطعة الخضراوات حتى "تبرك" الطماطم والكوسة والبامية وبقية الشلة على ركبها معتذرة، وتثوب إلى رشدها، بعد أن التبسَ عليها الأمر فظنت أن لا فرق بينها وبين الكافيار الروسي الفاخر… والأخبار التي وصلت إلينا تفيد بأن الأسعار تراجعت بنسبة 25 في المئة في بعض المناطق، وفي مناطق أخرى تراجعت بنسبة 40 في المئة، على ذمة بعض الصحف… حلو. لا يوقّف.

وكان بعض الكويتيين، في بداية الحملة، يضحك مستهزئاً فإذا به يُفاجأ بجدية الأمر وأهميته ومعناه. ويقول أحد القراء في رسالته التي سأعيد صياغتها لتسهل قراءتها: "فوجئت أثناء تسوقي وتنقلي بين صناديق "الخضرة"، في جمعيتنا التعاونية، بشابين كويتيين يرتديان القميص والبنطلون، في بداية العشرينيات من عمرهما، كما قدّرت، يتحدثان معي، بحماسة شديدة، عن ضرورة مقاطعة "الخضرة" كي يتوقف الاستغلال والجشع، وعن رمزية ذلك ودلالته"، ويضيف القارئ: "بيني وبينك، كادت تفلت مني ضحكة عالية مجلجلة على سخافة الموضوع"، ثم يستدرك: "لكنني شعرت بالخجل عندما ذكرا لي أن النساء تفاعلن معهما ومع الحملة، ولفتا انتباهي إلى قلة عدد المشترين في "قسم الخضرة" بعد أن تضامن الناس مع الحملة، فامتثلتُ لرغبتهما وامتنعتُ عن الشراء، وباشرتُ، كما وعدتهما، بإرسال رسائل هاتفية إلى الأهل والأقارب أدعوهم إلى الانضمام إلى الحملة".

اللافت في الموضوع، أن الشبّان القائمين على الحملة، لا يريدون الظهور أمام الناس، ولا إعلان أسمائهم، كما أبلغوني، فهم يرفضون المتاجرة بالأمر. وقد أبلغتهم باتصال ثلاث صحف وفضائيتين لإجراء أحاديث معهم، لكنهم رفضوا ذلك وامتنعوا عن الظهور، على اعتبار أن القضية ليست معقدة و"مو كيمياء" فتحتاج إلى شرح.

ولأنهم طلبة جامعيون، فقد "هندسوا" الأمور بهدوء، وبنظام "حبة حبة" أو كما قالوا "ستب باي ستب". وقد كشفوا لي عن خطتهم لتعديل بعض الأوضاع المائلة، وهي خطة جريئة مغلفة بالوعي والطموح. ولولا أنهم طلبوا مني عدم الكشف عن الخطة لشاركتموني التصفيق والذهول. وهذا هو إيميلهم لمن أراد الاستفسار عن أي جزئية: [email protected] وستجد تفاصيل الحملة في "منتدى الشبكة الوطنية الكويتية"، بالإضافة إلى أن لديهم حساباً على "فيس بوك"، لكن لجهلي لا أعرف كيف أنقل عنوان هذا الحساب.

والجميل أن الحملة بدأت تنتشر في مدونات ومنتديات إلكترونية خارج الكويت، وهناك من يطالب بتدشين مثلها في بلده. والعيون الآن تراقب الكويتيين وتنتظر نتيجة حملتهم، والصحف العربية اهتمت بالأمر، ويجري إعداد تقارير عن الحملة لعرضها في وسائل الإعلام المختلفة.

الله عليكم، الله الله عليكم. حلوين يا أولاد، على رأي المعلق اللذيذ خالد الحربان. فعلاً نحن في مسيس الحاجة إلى من وما يوحدنا، ولو كانت "طماطة" أو "طماطماية" كما ينطقها المصريون.

هذه هي الأغنية / الحملة بكلماتها وألحانها التي تستحق الغناء… فلا توقفوا الغناء.

سامي النصف

كويتي كاد يصبح ملكاً على مصر

يعتقد كثير من المصريين والعرب ان مصر تحولت للنظام الجمهوري في 23/7/1952، والحقيقة غير ذلك فقد تم إخراج الملك فاروق وبقي النظام الملكي قائما ممثلا بولي العهد الرضيع أحمد فؤاد ومعه مجلس وصاية ولم تسقط الملكية إلا في أواخر عام 1953، وما بين ليلة الثورة وذلك التاريخ البعيد جرت الأحداث المثيرة التالية.

لم يكن مجلس قيادة الثورة راضيا عن وجود الملك فاروق بالخارج خوفا من أن يتحول لاحقا لمطالب بالعرش كحال ملوك أوروبا ويبدأ في تدبير الانقلابات خاصة ان سنه لم تتجاوز 32 عاما، كما لم يكونوا سعداء بالانتظار في الوقت ذاته 18 عاما كاملة حتى يبلغ الأمير أحمد فؤاد سن الرشد ليتولى العرش وقد يعاقب من بقي منهم أو عائلاتهم على الانقلاب الذي قاموا به.

لذا خطر في بال القائمين على الثورة فكرة الحفاظ على الملكية مع استبدالها بأسرة مالكة عربية تؤسس لحكم عربي في مصر التي لم يتح لها مثل ذلك الحكم منذ قرون عدة كي يجمع الأضداد وينهي الخلاف ويتفق عليه الناس، وهو أمر مشابه لما حدث في سورية 1920 والعراق 1921 والأردن 1921 عندما قبلوا بحكم أمراء عرب قادمين من الجزيرة العربية يلبسون الدشداشة والبشت والغترة والعقال الزري المقصب وكان الملك عبدالعزيز وبعده الملك سعود يلبسان مثل ذلك اللباس العربي المميز والمهيب.

فاتح القائدان محمد نجيب وجمال عبدالناصر رجل الأعمال الكويتي عبدالعزيز المطوع وكيل «فولفو» في مصر والمقيم بالقاهرة، في فكرة استقدام أمير عربي من الكويت ضمن متطلبات ذكراها فسافر المرحوم المطوع للكويت وفاتح الشيخ عبدالله الجابر في الأمر لأسباب عدة منها صلته وزياراته واستثماراته العديدة في مصر وثقافته حيث كان يرأس مجلسي المعارف والمحاكم وما عرف عنه من رحابة صدر وطلة بهية ولباس مميز.

وحسب الرواية التي أوصلتها لنا مصادر موثوقة ضليعة في تاريخ الكويت والمنطقة، فقد فاتح الشيخ عبدالله الجابر الشيخ عبدالله السالم في الأمر فلم يمانع وان لفت نظره لحجم المسؤولية حيث كان ملك مصر يشمل بلدين هما مصر والسودان، وسافر الشيخ عبدالله الجابر إلى مصر، حسب المصدر، حيث أظهرت الصحف صور القائدين نجيب وعبدالناصر إبان استقباله ودارت بينهم محادثات الا ان المشروع لم يستكمل إما لرفض الشيخ عبدالله الجابر أو طبقا لمتغيرات ومستجدات حيث كانت مصر آنذاك حبلى بالأحداث ومحاطة بعدة إشكالات بالداخل والخارج، ففلسطين على الحدود والسودان مقبل على استفتاء والداخل في مرحلة مخاض بعد حل الأحزاب ومنع المظاهرات وتعدد هجمات الجيش البريطاني على مدن القناة.

آخر محطة:

(1) رجعت بعد كتابة المقال الى كتاب سيرة الشيخ عبدالله الجابر الذي كتبته وجمعت مادته حفيدته الشيخة منى وقد وجدت في صفحة 315 وما بعدها انه استقبل استقبالا فاق حدود البروتوكول حيث كان على رأس مستقبليه في المطار اللواء محمد نجيب والبكباشي جمال عبدالناصر ووزير الخارجية محمود فوزي وجمع غفير من كبار رجال الدولة وشيخ الأزهر وزعماء المغرب العربي الموجودون في القاهرة.. الخ.

(2) كانت الكويت آنذاك دولة صغيرة جدا وغير مستقلة والشيخ عبدالله الجابر، رحمه الله، لم يكن حاكما أو وليا للعهد، فلماذا ذلك الاستقبال الباهر وما تبعه من لقاءات عالية المستوى وزيارات لجميع قطاعات الدولة ومؤسساتها العسكرية واهدائه أكبر نيشان في مصر آنذاك والذي لا يهدى إلا لرؤساء الدول ثم إصرار القيادة المصرية على وضع غير مسبوق بروتوكوليا وهو أن يصاحب الشيخ عبدالله الجابر في طريق عودته للكويت بعثة شرف مصرية مرافقة رفيعة المستوى ممثلة بالبكباشي أركان حرب محمد كمال عبدالحميد وحسين يسري من كبار ديبلوماسيي وزارة الخارجية المصرية؟!

(3) لو تم ذلك المشروع لما دخلت مصر حربا قط ولكانت علاقاتها سمنا على عسل مع جميع دول العالم لما عرف عن الشيخ عبدالله الجابر من دماثة خلق ولما انفصل السودان آنذاك بل لتوحدت مع مصر كثير من الدول العربية الأخرى ولأصبحت جنة الله في أرضه بحق.

 

حسن العيسى

برافو للعفاسي

النخاسون في سوق العبيد الكويتي لا "يستحون ولا ينتخون"، وبرافو للشاطر وزير الشؤون العفاسي بعد أن وعد بنهاية نظام الكفيل للعمالة الأجنبية اعتباراً من فبراير المقبل، وعلى الوزير أن يضع الشمع في أذنيه بعد أن تعالت صرخات المعترضين ومن والاهم من أعضاء المجلس، وحسب تصريح الوزير لجريدة السياسة بأن أحد أصحاب الأعمال قال له إن إلغاء نظام الكفيل يعني هجرة العمالة الوافدة… ولا أعرف ماذا يقصد من كلمة "هجرة"، فهو يدري أنهم لن يهاجروا إلى ديارهم بلاد البؤس والفقر، وإنما سيتركون رب العمل متى ابتلع حقوقهم وأقفل عليهم في زنازين الكفالة، فالهجرة لن تعني غير كسر قيد العبودية الذي وضعه القانون عليهم، وطبعاً ملاك "الأقنان" وتجار الإقامات لا يريدون أن يتنازلوا عن ملكياتهم، وسيعلنون الحرب على الوزير، وما على الوزير غير أن "يطنشهم".

النائب وليد الطبطبائي رجل الدين والتقوى والأخلاق الحميدة قال الله يهديه إن الوزير واهم إذا كان يقصد إلغاء الكفيل "نهائياً إذ إن هذه الخطوة تترتب عليها سلبيات كثيرة"، ولا أدري بأي شرع يقرر النائب وليد ضرورة التروي في إلغاء نظام العبودية الكويتي، أليس من الدين أن تعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه! أم أن الدين عند "ربيعنا" هو المرأة والعورة والاختلاط والحجاب والنقاب وما يتصل بالجنس…؟

إلغاء نظام الكفيل، الذي هو سمة من أبشع سمات القباحة من إنتاج دول النفط الريعية، لن يكون كافياً طالما تم قصره، واستثني من أحكام قانون العمل "الخدم ومن في حكمهم" وهنا الطامة الكبرى، فالخدم هم الضحايا الحقيقيون لتجار الإقامات، وهم وهن من تم استثناؤهم من قوانين الظلم بحجة "خصوصية" العلاقة بين رب العمل والخادم، هذه الخصوصية لا تختلف في شذوذها عن "خصوصية" أوضاعنا كي تستثنى دولنا من أحكام الديمقراطية وحقوق الإنسان كما قررتها المواثيق والأعراف الدولية. وكم قرأنا عن القليل من مآسي خادمات المنازل، من اعتداءات جنسية من عيال المعزب، إلى ضربهن وحجزهن في الشقق حتى لا يهربن من جنة "المعازيب"، لم ننس مشاهد الخادمات وهن يلقين أنفسهن من الأدوار العليا بدون بارشوتات، بعد أن أغلق السجان عليهن باب الشقة، وعرفنا أخيراً عن الخادمة السيلانية التي دق مخدوموها في السعودية بجسدها أكثر من عشرين مسماراً! الظاهر يحسبونها لوح خشب قابلاً للتعديل.

احمد الصراف

أنا والتحالف الوطني

بدأت قصة تأسيس «التحالف الوطني الديموقراطي» قبل سنوات، عندما قام عدد من النشطاء السياسيين، وغالبيتهم من رجال الأعمال والأكاديميين، وكنت أحدهم، بمحاولة تأسيس حزب سياسي وطني تحت اسم «التجمع الوطني الديموقراطي»، وكان ذلك بعد التحرير بسنوات قليلة. وقد غلب الطابع الليبرالي، أو هكذا ظن البعض وقتها، على سمات مؤسسيه، وما حاولت مبادئه ونظام تأسيسه أن تؤكده. وبعد مرور فترة على مزاولته لأنشطته بطريقة غير قانونية، ولعدم موافقة أي جهة حكومية على الترخيص له كحزب أو حتى كجمعية نفع عام، ارتأى بعض مؤسسيه، وبغير استشارة القواعد أو الـ grassroots أو أي كان، عقد اجتماع مع «المنبر الديموقراطي» بغية التوصل لصيغة ينتج عنها توحيد أنشطة الطرفين وخلق تحالف سياسي جديد تحت مسمى «التحالف الوطني الديموقراطي». واعتبرت تلك الخطوة أولى خطوات الدمج الكامل. وبالرغم من الحماسة التي أبداها المشاركون، فإن السيد عبدالله النيباري، أمين عام المنبر، فضل وقتها احتفاظ منبره والتجمع بكيانيهما المستقلين إلى أن تتبين حقيقة النوايا، وأثبتت الأيام صواب رأيه وصحة شكوكه، فبعد عشر سنوات تقريبا ذاب كيان التجمع داخل التحالف الوطني، وبقي المنبر الديموقراطي محتفظا بهيئته من دون تغيير، بعد أن تبين اختلاف أساليب الطرفين وأهدافهما.
ومنذ اليوم الأول لتأسيس التجمع الوطني، وحتى لحظة اندماجه أو تغير مسماه إلى التحالف الوطني لم أسمع أو أُدعى للمشاركة في أي انتخابات صحيحة، أو غير ذلك لاختيار أمينه العام أو مكتبه التنفيذي، وكان التعيين عادة يتم ليلا، وأحيانا في رابعة النهار، وهو عرف لم يتخلَّ عنه التجمع، إلى أن تغير اسمه إلى التحالف في ذلك اللقاء الحاشد الذي جمع مؤيدي المنبر والتجمع في بيت أحد المواطنين في اليرموك، وكيف أصر غالبية الحضور وقتها، وهم من «نخبة ليبراليي المجتمع وديموقراطييه» على مخالفتي، والإصرار على انتخاب الزميل خالد هلال المطيري أمينا للتحالف بـ «التزكية»! وعدم السماح لي بالترشح ضده، بالرغم من أنني وعدت الجميع بأنه شكلي، وأنني سوف لن أصوت حتى لنفسي، وأن هذا ضروري لكي نبين للآخرين أن تنافسا ما قد جرى وفاز من فاز، في جو بعيد عن الفرض والدكتاتورية، ولكن يبدو أن هناك من كان يرى غير ذلك، حيث سقط اقتراحي بالتنافس على المنصب ضد السيد المطيري، واصروا على التزكية، ولا أدري من زُكي ومن لم…، ولكن هكذا سارت الأمور في تلك الليلة، وكانت آخرة عهدي بأي حركة سياسية، وخاصة من مدعي الليبرالية!
أقول كل ذلك بمناسبة تسلمي دعوة للمشاركة، أو الترشح، لمنصب أمين عام التحالف ومكتبه التنفيذي، يوم الاثنين القادم، بعد استقالة مكتب التحالف وأمينه، ربما نتيجة للملابسات التي صاحبت دعوة سمو رئيس الوزراء لمقرهم في رمضان، ويؤسفنا هنا أن نبدي اعتذارنا العلني عن المشاركة في الترشيح والانتخاب، فقد تأخرت الدعوة 15 عاما أو أكثر!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

حان وقت التغيير

كلما تشكلت حكومة وبدأت الالسن والاقلام تقيّمها سلبا او ايجابا.. كنا نقول اعطوها فرصة ثم قيّموها.. يحدونا بذلك شيء من التفاؤل!!
اليوم وبعد مرور اكثر من خمسة عشر شهراً على تشكيلها.. لم يعد للتفاؤل مكان.. بل اليقين وليس غيره بأن الحكومة «انتهت صلاحيتها» وحان وقت استبدالها، ولا اقول ذلك تجنّياً.. او تحاملاً.. بل على العكس من ذلك كنت من الكتّاب القليلين الذين امتدحوا بعض اجراءات الحكومة في الفترة الماضية.
اما اليوم فمن الواجب ان نظهر الوجه الاخر للحكومة حتى نؤكد على سلامة ما نقول.
وقبل ان اذكر بعض الامثلة اريد ان اؤكد ان انتقادنا لعمل وزارة ما لا يعني ان الوزير سيئ او انه حرامي حاشا لله.. بل يعني انه عجز عن اصلاح الخلل في وزارته.. وان نيته الطيبة وخلقه الرفيع لم يسعفاه في ادارته لوزارته واقرب مثال وزير الداخلية الذي أكاد اجزم بنظافة يده وبحسن مقصده، لكن ذلك كله لم يشفع له في هذا التراكم الرهيب من الاخفاقات المتتالية، وكنت اتمنى ان يتصرف بجرأة اكبر ويقيل من تسبب بهذه الاخفاقات، خصوصا ان من يعرف «ابو نواف» يدرك أن الشجاعة لا تنقصه، لكن دفاعه عن وزارته والمسؤولين فيها جعل اللوم كله يقع عليه.
< وزير التجارة يريد ان يدافع عن قضية حق (قانون غرفة التجارة) لكنه لم يحسن التعامل مع مجلس الامة، كما انه ترك ظهره مكشوفا دون غطاء.. فأصبح من عناصر التأزيم التي يجب علاجها مع انه بطبعه هادئ ونظيف اليد كما علمنا.
< وزيرة التربية.. دكتورة «مالية كرسيها» كما يقولون.. وادارتها حازمة.. لكن انتماءها الحزبي لم يرحمها، ويبدو ان هذا الانتماء سيطر على تفكيرها، وبالتالي على قراراتها!! لقد كانت صامدة طوال تلك السنين الماضية واثبتت انها تعمل بهدوء وبعيدا عن الحسابات السياسية، لكن هذا الصمود لم يدم طويلا.. وها هو ينهار عند اول اختبار حقيقي في وزارة التربية.
< وزير الشؤون.. من افضل الوزراء على الاطلاق.. طيب.. خلوق.. مستقيم.. فاهم.. واعٍ.. مخلص، بذل كل ما يمكن من اجل الوصول بالسفينة الى بر الامان.. لكن الرياح عاتية.. والالغام في وجه السفينة اكبر من حنكة القبطان وخبرة الربان.. واصبحت وزارته ملعبا لاصحاب المصالح المتناقضة والاهواء المتنافرة.. وطبعا لم يجد من يستند اليه ويدعمه في عملية الاصلاح التي بدأها فأصبح هدفاً لكل رامٍ!!
< هذه امثلة فقط.. والا فالقائمة عندي طويلة، لكن المقام لا يسمح بالاطالة.. المهم انه حان وقت التغيير!!
***
لفتة كريمة
< الزميل صلاح منتصر اكتشف اخيراً سراً خطراً!! فقد وقعت يداه على اعترافات المدعو محمود عبداللطيف المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر في حادثة المنشية الشهيرة في منتصف القرن الماضي!! والتي ع‍لى اثرها حل جماعة الاخوان المسلمين، وذكر الزميل ان الاعترافات بأن الحادث من تدبير الاخوان قرأها في مذكرات محمد حسنين هيكل الرجل الاول لعبد الناصر آنذاك.
فعلا اكتشاف خطر.. واعتراف اخطر!!

مبارك فهد الدويلة

سعيد محمد سعيد

يوميات مواطن مرهق… مشكلتي!

 

قبل أن يخلد إلى النوم، قرر «مواطن مرهق» أن يتوكل على الله ويبكر في الذهاب إلى مكتب المسئول في الصباح الباكر ليعرض عليه مشكلته… علّه يجد حلاً حين بلغ الإرهاق والتعب والدوران في حلقات مفرغة منه مبلغاً كبيراً بلا فائدة… في الغد، ربما يفتح طريق الحل على يد المسئول الذي، أتمنى ألا يقصر معي، ويساعدني في حل مشكلتي.

كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحاً عندما وقف المواطن المرهق أمام موظفة الاستقبال سائلاً عن الطريق إلى مكتب المسئول، فسألته: «يبه عندك موعد؟»، طبعاً ليس لديه موعد مسبق، ولكنه يمر بمشكلة تتطلب توقيعاً من مسئول وهو لا يعرف عن ذلك المسئول إلا ما كان يكرره في الصحافة بأن قلبه مفتوح للجميع قبل بابه، لكن الموظفة عطفت عليه وأرادت مساعدته في الاتصال بمدير مكتب المسئول الذي يبدو أنه طلب منها أن (تصرفه)، لكنها تلطفت في الحديث راجيةً منه أن يستقبله في مكتبه ويستمع إليه، فوافق على مضض.

في مكتب المدير، وقف المواطن المرهق يشرح له مشكلته وأنه ربما يجد الحل لديهم، وعلى رغم أن ذلك المدير كان متعاوناً كثيراً مع الموظف لدرجة أنه كان يكرر عبارة: «تامر حجي… تامر» وهو يلعب بأصابعه على أحد مواقع الإنترنت التي تظهر جداول ونتائج المباريات، ولم ينظر إلى المواطن المرهق إلا من طرف عينه، لكنه أبلغه بأن يكتب رسالة ويتركها لأن المسئول لم يصل بعد، وربما وصل بعد الساعة التاسعة… وربما لن يحضر اليوم لارتباطه بمشاغل كثيرة خارج المكتب… وهو سيقوم بإيصالها له حال وصوله وسيتم الاتصال به.

فرح المواطن المرهق بما سمع، فهي خطوة جيدة بالنسبة له ملأى بالتفاؤل… الرسالة كانت جاهزة، وما كان يتوجب عليه إلا تسليمها للمدير وانتظار الفرج… مرت ثلاثة أيام… أسبوع… أسبوعان… لا حس ولا خبر…عاد الكرة مرة أخرى وتوجه إلى مكتب المدير… فطلب منه أن يراجع مكتب علان… ذهب إلى مكتب علان… طلب الأخير منه أن يراجع مكتب فلان… ذهب إلى مكتب فلان، وكان فلان أكثر تعاوناً لأنه طلب من المواطن المرهق أن يذهب إلى مكتب فلان، وإن لم يجده فليذهب إلى مكتب فلان الفلاني، وإذا لم يجده ليرجع مرة أخرى إلى مكتب علان.. وبين فلان وعلان، سيكون هناك بارقة أمل.

لا بأس، فالمواطن المرهق، لن يرهقه كثيراً أن يعود إلى علان ويراجع معه معاملته، فالكل متعاون، من علان إلى فلان الفلاني، وأبوابهم جميعهم مفتوحة، وهل هناك أغلى وأثمن من المواطن! على أية حال، عاد المواطن المرهق إلى مكتب علان وسأله عن معاملته فقال له: «أي معاملة يبه… ما هي مشكلتك… لم يصلنا شيء؟» …إذاً، يحتاج الأمر إلى واسطة كبيرة، أو شخص سليط اللسان، والمواطن المرهق لا يملك لساناً سليطاً ولا واسطة إلا الله سبحانه وتعالى وأنعم بها واسطة… لكن، لا بأس، غداً سيتجه إلى إحدى الصحف وسينشر مشكلته… ذهب إلى الأولى فرفضت نشر الموضوع، والثانية كذلك، والثالثة نشرته ليقرأ بعد كم يوم رداً على شكواه: «مشكلة المواطن مرهق حلت من زمان، ويتوجب على الصحافة أن تتحرى الدقة»