حسن العيسى

لدعاة الوحدة الوطنية


فككت وزارة الداخلية خيمة في الجهراء لأحد الناشطين في ملهاة "توسنامي" ياسر حبيب، فهرول نائب "الثوابت" إلى مسجد قريب كي يقول ما لم يتمكن من قوله في الخيمة المفككة، وكتبت صحيفة بالخط العريض معلقة على الخبر "القانون يكشر عن أنيابه"… وهكذا تسير الأمور بحفظ الله ورعايته بدولتنا الفتية المتسامحة! خيم مفككة وقوانين لها "أنياب" كالأسود تقطع اللحم وتكسر عظام الطائفية… الحمد لله "غدا الشر" وانتهينا من زلزال ياسر وموعظته الكبيرة التي لم يكن أحد يدري عنها ولا عنه لولا بركة دعوات أصحاب الخيام وندوات الثأر وأنياب القانون، ولم يتبق لنا من القضية سوى "إزالة آثار العدوان" بسحب الجنسية من ياسر ليس بحكم القانون والمحاكم بل بحكم طلاب الحق ودعاة "الوحدة الوطنية"… ولم لا تسحب الجنسية من ياسر من غير حكم القانون… فقد سحبت من سليمان بوغيث في السابق من غير حكم القانون وإنما بحكم "الأنياب" القاطعة… وكانت سابقة في بلد لا يعرف نظامه القانوني مبدأ السوابق القضائية، لكنه يعلم ويعمل السوابق السياسية.


هل انتهينا اليوم بتفكيك الخيام وبتكشير أنياب القانون… أم ماذا؟ الطائفية والقبلية ليستا نتاج اللحظة، وإنما هما وليدتا ممارسة ممتدة في تاريخ هذه الدولة وبقية دول القبليات والهويات الدينية التي تحرص دساتيرها على تأكيد مثل هذه الهوية للدولة في مقدمة كل دستور منها، مع أن الدول لا دين لها، فالدولة بتعبير السيد "إياد جمال الدين" على ما أذكر لا تصلي ولا تصوم… وإنما البشر هم الذين يؤمنون ويصلون ويصومون… وكل حسب دينه أو معتقده الشخصي.


قضية ياسر لن تنتهي بالتفكيك ولا بالأنياب، فهي قضية ثقافة مجتمع تم تكريسها عبر عقود ممتدة من الزمن، وتأصلت في وجدان الناس بعد أن أفل نجم القومية العربية في هزيمة 67، وسقطت وتفككت الدولة السوفياتية معلنة نهاية الحلم الاشتراكي، وهلت بركات "نهاية التاريخ" عند فوكوياما لينهض مع هذه النهاية صراع الحضارات عند صموئيل هنتغتون، وليس في هذا "صراع الحضارات" كما يتشبث به يمينيو الغرب وتتعذر فيه الأصوليات الإسلامية لإعلان الحرب على دول الكفار، وإنما هو صراع القبليات والطوائف… قضيتنا يفترض أن تمضي في محاربة الفكر الديني، كما يجتره شيوخ فتاوى التحريم ورضاعة الكبير وحل الدماء… ولن يكون هناك سلام ولن يكون هناك تقدم ولا حداثة بغير قيام دول علمانية ديمقراطية تنهض على وعي إنساني وتؤمن بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية من غير أن تفرض جماعة معينة فكرها وعقيدتها على الآخرين، ولو كان "الآخرون" أقليات والأولون هم الأكثرية.


لا تبحثوا عن الأنياب المكشرة لفك القانون المرتخي ولا عن بقايا الخيام المفككة، ابحثوا عن الثقافة الإنسانية الغائبة، ابحثوا في معارض الكتاب التي تقيمها الدولة، وشاهدوا نوعية الكتب التي يروج لها والكتب الممنوعة والمحرمة في دولة الرقباء والأوصياء، فتشوا عن الرياء الديني في خطابات الرسميين واستغلالهم للفكر الديني بكل مناسبة وطنية، فالدين هو الرافعة للنظام حين تغيب الشرعية الديمقراطية الصحيحة… ابحثوا في مناهج التعليم وماذا يتعلم الأطفال في المدارس… وماذا يتلقنون في المنازل ودور العبادة… تأملوا السباق الحثيث على أولوية "الشرعية" الدينية بين الخطاب الحاكم والخطاب الشعبي الراسخ في التخلف… ابحثوا في أضابير الفساد السياسي والإداري ومواقف القوى التي تزعم تقدميتها في تلك القضايا… وبعدها يمكنكم الحديث عن الوحدة الوطنية.


احمد الصراف

عندما سقطت الخيمة (1/4)

لجأ صاحبنا في أوائل الخمسينات إلى الكويت هاربا من حكم بالسجن نتيجة موقفه من النظام كأحد شبيبة «الإخوان المسلمين». بعد أيام من وصوله طلب منه شريكه الكويتي مقابلة مسؤول حكومي ليساعده في الحصول على عقد بناء، ولما ذهب لمقابلته طلب منه أن يعود اليه في اليوم التالي ومعه حقيبة يد محددة يشتريها من «مكتبة الرويح» ويضع بداخلها 5000 روبية نقدا من فئة محددة. وعندما زاره في اليوم التالي أخذ المسؤول الحقيبة وسلمه أخرى مماثلة وطلب منه «التوكل على الله»! يقول صاحبنا انه وجد بداخلها رزمة من ورق الجرائد مقصوصة بحجم وسماكة المبلغ نفسه الذي سلمه للمسؤول، كما وجد أمر بناء سور لمقبرة كبيرة بسعر مريح جدا! توالت السنون وأصبح ذلك المسؤول يشغل أكبر المناصب التشريعية وأصبح صاحبنا المصري من كبار رجال الأعمال، وهو الذي روى لي هذه القصة. وخلال عملي مديرا لإدارة الاعتمادات في بنك الخليج، كان احد كبار عملائي مسؤولا كبيرا في الحكومة، وكان يحضر بنفسه لفتح اعتمادات مستندية بمبالغ كبيرة، وعلمت تاليا أنه يقوم باستيرادها لبيعها للجهة التي كان يعمل بها! وهذا الرجل انتهى الأمر به ليصبح مليارديرا، وليتبوأ أعلى المناصب السياسية والتشريعية والتجارية.
ويعرف الكثيرون بالطبع قصصا مماثلة يعج بها تاريخ الكويت، خاصة في نصف القرن الأخير، ولولا ما اشتهرت به القيادة السياسية العليا من زهد لكانت الأوضاع أكثر سوءا.
وفي الشهرين الماضيين -فقط- طالعتنا الصحف بكم رهيب من الفوضى الإدارية التي إن دلت على شيء فعلى قلة اهتمامنا بقضايا التخطيط والمتابعة والمحاسبة.
فلم يكن غريبا ما رأيناه من عدم اكتراث أحد في الحكومة بعدم وجود جوازات سفر جديدة لدى الإدارة المعنية! وكيف أن على المرضى والمرتبطين بمواعيد خارج البلاد وأصحاب التذاكر غير القابلة للتعديل ورجال الأعمال انتظار الفرج.. حتى إشعار آخر!
وخلال فترة قصيرة ترتكب شركة «متواضعة الإمكانات» جريمة بيع مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك البشري، وبكميات خرافية، لثلاث مرات على الأقل، من دون موافقة الجهات المعنية، ومن دون خوف من عقاب حتى الآن. ولو أضفنا الى ذلك «كارثة مشرف» التي ضاعت وماعت المسؤولية فيها -كالعادة- ومشكلة الكهرباء التي قاسى الجميع منها، ولا يزالون، والتي تسببت في ضياع مئات ملايين الدنانير من المال العام في شراء محولات منتهية الصلاحية، وأيضا من دون أن يطول العقاب حتى فراش كبار موظفي الوزارة أو الشركات المنفذة، ولو تمدد تساؤلنا ليصل لفضيحة مشروع مستشفى جابر لعلمنا بحجم التسيب الذي نعيشه جميعا! ثم تصل «التراجيديا» الى قمتها بسقوط الهيكل الحديدي للخيمة التي أقامتها «جمعية المهندسين» لحفلتها الرمضانية، بسبب «سوء التصميم والإشراف»، وليكتشف الجميع حقيقة الوضع الذي نحن فيه.
هذه مجرد مقدمة لمقال الغد، وما سيتبعه.. فهذه هي الكويت، صلوا على النبي!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

هل ننجح في تعزيز «الحماية الاجتماعية»؟

 

من بين الأهداف الثمانية الإنمائية للألفية، تنضوي أهداف: القضاء على الفقر المدقع والجوع والبطالة، وتحقيق تعميم التعليم وتعزيز المساواة بين الجنسين وتخفيض معدل وفيات الطفل وتحسين الصحة النفاسية… تنضوي تحت عنوان: «الحماية الاجتماعية» كما تصفها مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ورئيسة الوزراء السابقة لنيوزيلندا هيلين كلارك.

إن الأهداف الثمانية تشمل: القضاء على الفقر المدقع والجوع، تحقيق تعميم التعليم الابتدائي، تعزيز المساواة بين الجنسين، تخفيض معدل وفيات الطفل، تحسين الصحة النفاسية، مكافحة فيروس المناعة البشرية، كفالة الاستدامة البيئية وإقامة شراكة عالمية، لذلك، فإن التحدي الأكبر الذي يتوجب على الدولة مواجهته باقتدار في اتجاه إحراز تقدم على مستوى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة بحلول العام 2015، هو تعزيز «الحماية الاجتماعية» لكافة فئات المجتمع البحريني، وإذا كان أمام 189 دولة خيار تسريع وتيرة العمل خلال السنوات الخمس المقبلة، فإن قمة نيويورك التي ستعقد على مدى يومي 20 و22 من الشهر الجاري، ستكون منطلقاً مهماً لإنجاز جوانب كثيرة قابلة للتحقيق في بلادنا، لكنها في حاجة إلى برنامج عمل طموح ينطلق من تلبية احتياجات الأسرة البحرينية في الأساس.

ليس من الإنصاف أن ننكر جهود الدولة في مجال مكافحة الفقر والعوز، ومواجهة المشكلة الإسكانية المتزايدة، والقضاء على البطالة وتعزيز الخدمات التعليمية والاجتماعية والحضرية، لكن من اللازم أن نخضع كل ما تقدم إلى تقييم دقيق وصريح لتحديد جوانب التقصير وتلافيها، وتشخيص مواقع النجاح ومضاعفتها، وخصوصاً أن البحرين ستستضيف أعمال المنتدى الحضري العالمي السادس في العام 2012 وهو يعكس حرص البحرين على دعم الجهود الدولية الرامية إلى حشد العمل الجماعي المنظم لتحقيق أهداف الألفية الإنمائية، والإيمان بضرورة تنفيذ الالتزامات الدولية في مجال التنمية المستدامة.

محور توفير «الحماية الاجتماعية» لجميع المواطنين… بل وللمقيمين أيضاً من وجهة نظري، يتطلب إعادة نظر، وهذا لا يعني أن الخطوات التي أنجزت في مسار إعادة الحياة الديمقراطية وتمكين المرأة سياسياً، والمحافظة على البيئة والحد من الكوارث وتغير المناخ وتبوء مكانة متقدمة على صعيد التنمية البشرية وحقوق الإنسان هي خطوات هامشية أبداً، لكن لابد من تخصيص موازنات أكبر لخدمات الحماية الاجتماعية بما تشمله من حق السكن والعمل والأمن والتعليم والصحة، ذلك لأن الزيادة السكانية الملحوظة وارتفاع الطلب على الخدمات على اختلافها، يمثل تحدياً كبيراً للدولة يتوجب أن تواجهه بجدارة وخصوصاً أن الصرف على الحماية الاجتماعية كما يقول الخبراء، لا يمثل استنزافاً لموازنة الدول، بل يعد استثماراً مهماً في بناء ما يسمى (القوة المرنة اللازمة للتعامل مع الصدمات الحاضرة والمستقبلية).

بلادنا تتمتع ولله الحمد بعقول بحرينية خلاقة قادرة على وضع التصورات والخطط الإستراتيجية، وهذه العقول هي التي يجب الاعتماد عليها، وحتى ننجح في تعزيز الحماية الاجتماعية، يلزمنا مراجعة صريحة وحقيقية لما تم إنجازه ولما أخفقنا في إنجازه لأن هذا المستوى من المكاشفة يجعلنا نحدد بالضبط أين نقف، ومن ثم نواصل بثقة طريق تحقيق أهداف الألفية

سامي النصف

تناقضات ياسر الحبيب

خصنا ياسر الحبيب برد على مقالنا في «الأنباء» استغرق نصف الجزء الثامن من حلقات ردوده الموجودة على اليوتيوب (الحلقة تستغرق ساعة كاملة) ثم الحلقتين التاسعة والعاشرة بأكملهما لذا اقتضى التعقيب مع ملاحظة فارق المساحة المتاحة للجانبين حيث انني مقيد بمقال محدود الكلمات للرد على ما جاء في حلقات فاق مجموعها 14 ساعة من الكلام المرسل.. والباقي في الطريق!

أنهى ياسر رده علينا بالتطرق لطلبنا منه ان يتوقف بالقول «آسف جدا الطلب قد رفض» وكنت بالفعل أود غير ذلك الرفض فسعادتي شخصيا لا تكمن في عقوبته او شتمه بل ان يوقف المسار المدمر للإسلام الذي يقوم به خاصة أن إحدى دوله الكبرى، ونعني إيران وهي للعلم دولة يختصمها ياسر، مقبلة على أحداث جسام تحتاج من المسلمين جميعا حكومات وشعوب التوحد للوقوف معها وهو أمر ينقضه تماما ما يروج له القابع في لندن وقد أتى في الآية الكريمة (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) ولا أعلم كيف سيفسرها ياسر بعد تفسيراته العجيبة الغريبة للآيات الأخرى؟!

وكما يقول الشيخ حسين المعتوق أمين التحالف الإسلامي الوطني في لقائه على قناة الكوت التي يملكها السيدان عدنان عبدالصمد وأحمد لاري وضمن برنامج «360 درجة» الذي يقدمه الإعلامي الناجح مبارك النجادة، ان من يريد فرقة المسلمين واضعافهم وخلق فتنة بينهم ما عليه الا العودة إلى كتب التاريخ واختيار ما يشاء لتقسيم الأمة الى ألف فريق وفريق يضرب بعضهم رقاب بعض، لقد قال الإمام علي رضي الله عنه للخوارج ان القرآن حمال أوجه فكيف يا ياسر بآلاف الروايات السنية والشيعية التي وضعت في زمن الفتن والخلاف والشقاق؟! فمن يريد توحيد المسلمين سيجد في الأثر ما يؤيده ومن يزمع تفريقهم سيجد كذلك ما يؤيده فنحن وضمن عصر الاتصالات والفضائيات والانترنت نختلف حول تفاصيل الأحداث التي تقع فكيف بذلك العصر الغابر؟!

ولا أعلم شخصيا بالنوايا الحقيقية لياسر وما تخفي الصدور الا انني على يقين بأن من يريد هدم الإسلام واضعافه وتفريق ابنائه لن يجد وسيلة أفضل مما يقوم به ياسر من البحث في الكتب القديمة ـ ان صدقت بالطبع رواياته ـ لهزّ عقائد أهل السنة والشيعة معا وضرب ثوابتهم وتحريف الكلم عن مواضعه وتقديم تفاسير مختلفة جديدة للآيات البينات وتسفيه وتكذيب المراجع والمشايخ والسادة (راجع الهجوم على الشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر والسيدين محمد حسين فضل الله ومحمد مهدي شمس الدين وغيرهم).

وقد كان ياسر انتقائيا فيما عقب عليه من ردودنا ومع ذلك فقد ذكر ان سيدنا علي رضي الله عنه لم يقم الحد على السيدة عائشة رضي الله عنها بدعوى قتلها للرسول صلى الله عليه وسلم كما يذكر ياسر حاله حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع عبدالله بن أبي بن سلول وذلك حرصا على سمعة الإسلام ووحدة الأمة، ونقول وهل يعيبك ان تقتدي بهدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والإمام علي رضي الله عنه فتحرص على سمعة الإسلام ووحدة الأمة لا العمل على ما يفرقها! ثم لو اننا أخذنا بمنطقك ودعواك فواضح ان الإمام علي قد عفا عن السيدة عائشة رضي الله عنها فمن انت حتى تزايد عليه في حكمه؟! ومن تناقضاتك الفادحة انك اتهمت السيدة عائشة رضي الله عنها بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم ثم عدت واتهمت نصاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم! فهل تصح تلك التناقضات الفاضحة حول أمر جلل يختص برسول الأمة صلى الله عليه وسلم أو زوجه كحال انكارك الزنا عن السيدة عائشة رضي الله عنها في حلقة ثم اتهامها به والعياذ بالله في الحلقة التالية؟! وهل أصبحت الحقيقة التاريخية لا أهمية لها في مشروع التحريض والتأجيج القائم؟!

ومن تناقضاتك وما أكثرها أنك تعيب على من أسميتهم «معممي العالم الثالث من الشيعة» وقد أسميت البعض منهم بأنهم يستخدمون «التقية» مع أهل السنة بقولهم انهم مسلمون في الدنيا كفار بالآخرة إلا انك ضمن اجابتك على مقالي تقول تماما بمثل ذلك القول الذي عبته على الآخرين فنحن مسلمون في الدنيا إلا اننا كفار في الآخرة وقد جمعت ما يكفي من متناقضات قولك وأحكامك حتى ضمن الحلقة الواحدة ما يكفي لملء كتاب كبير لا مقال صغير.

وقد وصلت الى بيت القصيد عندما تحدثت عن مصائرنا في الآخرة في معرض ردك علينا وعن الفرقة الناجية وان النقيضين لن يجتمعا في الجنة أو النار، وردنا عليك أنه لو صدق ما تدعو له فإننا وما نمثله من كل السنة والشيعة ـ عداك ـ لن يحاسبنا الله رب العالمين لأننا لم نقل ما قلته من شتم لأمهات المؤمنين ولكن ماذا لو كنا نحن من سنة وشيعة على حق فمن سيشفع لك في الآخرة عند رب منتقم جبار ورسول اتهمته في عرضه وشتمت نساءه وأتباعه بعد أن عممت الشتم والطعن وقلت ان المسلمين نكحوا زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله بعد موته والآية الكريمة تذكر (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما) وقد أتى ضمن تعميمك ان هناك من زنى من زوجات الأنبياء والأئمة كما اتهمت زوجة سيدنا نوح عليه السلام بأنها ولدت سفاحا ومن ثم أصبح كل البشر مشكوكا في أبوتهم!

آخر محطة:

 (1) من تناقضات ياسر قوله انه خص ردوده على من لم يشتمه وهذا اقرار بان الشتم من العادات السيئة لذا نقول ان كان الشتم ليس نهجا سويا ترفضه بحق رجل حي غير منتسب ولا متصل بالرسول صلى الله عليه وسلم فكيف تقبله بحق سيدة متوفاة من 1400 عام هي زوج الرسول وأم المؤمنين رضي الله عنها وهل تستطيع او يُقبل منك ان تدخل لديوان مليء بالناس فتثني على صاحبه ثم تشتم زوجته وتتهمها بالزنى والنجاسة والقذارة؟! وإذا كنت لا تستطيع هذا الأمر مع انسان عادي فكيف تقبله لرسول الأمة صلى الله عليه وسلم؟!

(2) ومن تناقضاته قوله انه طلق السياسة بالثلاثة ثم حديثه بعد دقائق قليلة من ذلك القول عن مشروع سياسي يتبناه حسب قوله يدعو لخلق دولة في غرب الخليج وتدويل الحجاز!

(3) ومن تناقضاته قوله في معرض رده على انه يدعو للوحدة الاسلامية الا انه وبعد دقائق قليلة من الحديث يقول بأن ما يدعو اليه يشق الأمة ويقسمها الى معه وضده كون ذلك الأمر طبيعيا مع كل دعوة مماثلة!

(4) ومن التناقضات مدح الشعب الكويتي ورقيه في الحوار ثم القول ان الكويتيين انحدروا لمستويات لم تشهد من قبل!

(5) ومن التناقضات الدعوة إلى السماح بمناقشة كل ما يقال حالنا كحال الغرب الذي يشتم فيه السيد المسيح عليه السلام حسب قوله ثم طلبه المحاسبة الشديدة لمن دعا للفرح في يوم عاشوراء بحجة انها قيلت في منطقة شيعية يعني ان تلك المقولة التي رفضها أهل الكويت جميعا مقبولة لو قيلت عبر الشارع من المنطقة التي قيلت به؟!

(6) من التناقضات دعوى ان السيدة عائشة رضي الله عنها قامت بدس السم للرسول صلى الله عليه وسلم ثم انكار انه مات في بيتها وبين نحرها وسحرها!

(7) ومن التناقضات الصارخة رفضك للدعاوى التي اقيمت عليك في الكويت بحجة ان شتائمك المثيرة قلتها في ديوان أو مكان خاص، في وقت تردد فيه نفس الكلمات المفرقة التي ادعيت انك قلتها في السر ومن ثم لا تستحق المحاسبة عليها على الفضائيات والانترنت واليوتيوب هذه الأيام.

ياسر مرة اخرى أدعو لك بالهداية والتوقف عما انت في سبيله فليس مهما ان يدخل احد التاريخ بل يجب ان يتأكد من دخوله له من بوابة الخير فيه لا بوابة الشر.. والى مقالة الغد وهل ياسر عدو للنواصب أم منهم؟!

احمد الصراف

مقال في الحب وعن الحب

كنت أشعر بانزعاج لا أعرف سببه في صباح ذلك اليوم البارد، وكان المستوصف يعج بالمراجعين المرضى، بعد موجة البرد المباغتة التي فاجأت الجميع. وفجأة دخل رجل في الثمانينات من عمره، طالبا باستعجال غريب إزالة القطب من جرح كان بيده، وكان يبدو مرتبكا وكثير النظر لساعة يده وكأنه سيتأخر عن موعد مهم في ذلك اليوم، وقال إنه ليس لديه أكثر من نصف ساعة قبل حلول موعده التالي!
نظرت اليه وإلى عدد المراجعين في الصالة ووجدت أن دوره لن يأتي قبل ساعة ونصف الساعة على أقل تقدير، وحيث انني لم أكن مشغولة بأي أمر آخر، فقد طلبت منه أن يتبعني لإحدى غرف الفحص، حيث تبين لي أن جرحه قد التأم تماما ويمكن إزالة القطب منه، وهنا قمت بالاتصال بأحد المتخصصين للقيام بالمطلوب، وعندما كنا بالانتظار سألته عن سبب استعجاله وعما إذا كان لديه موعد مع طبيب آخر، وكان سؤالا عاديا ومتوقعا لمن في مثل عمره، ولكنه نظر الي بما يشبه اللوم وقال: لا، ولكنه على عجلة من أمره لأن عليه الذهاب لإحدى دور العناية بالمسنين لتناول الفطور مع زوجته في صباح ذلك اليوم، وانه سيتأخر عليها، وعندما سألته عن حالتها قال انها هناك منذ فترة طويلة، وانها وقعت ضحية مرض الألزهايمر!
وأثناء تبادلنا للحديث خلال إزالة القطب سألته إن كانت زوجته ستنزعج إن تأخر عليها، فقال انها توقفت منذ خمس سنوات عن التعرف عليه! وهنا فاجأتني إجابته، وسألته إن كان لا يزال يذهب اليها كل صباح لتناول الفطور معها على الرغم من أنها لا تستطيع التعرف عليه، فهز رأسه بالموافقة، فقلت له: ان هذا تصرف غريب ولا داعي له ما دامت لا تعرف من هو. وهنا انفرجت أساريره عن ابتسامة آسرة وقال وهو يربت على يدي: هذا صحيح، فهي توقفت منذ فترة عن التعرف عليّ ولكن ألا تلاحظين أنني لا أزال أعرفها وأعرف من هي بالنسبة الي؟!
وهنا ملأت الدموع مقلتي وانتابتني رعشة، وقلت لنفسي: هذا هو نوع الحب الذي أريده في حياتي، الحب الحقيقي، وليس الجسدي أو العاطفي، وهو الحب الذي يقبل كل ما هناك، وكل ما كان وما سيكون، وحتى ما قد لا يكون! فالحياة ليست في الاستمتاع بالامتلاك بل بالعطاء المستمر وغير المحدود.
(ترجمة من الإنترنت بتصرف بسيط)

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

شوية نفاق 
بالفستق واللوز

الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد النشط محمد الصبر صرّح أن عدد المسافرين عبر منافذ الحدود البرية، خلال عطلة العيد، بلغ نحو مئة ألف مسافر. لكنه كعادة الناطقين الرسميين في الكويت، بل كعادة كبار مسؤولينا الذين يجيدون استخدام زيت الزيتون الأصلي لدهن الرؤوس، أضاف حفظه الله: «معالي وزير الداخلية وسعادة وكيل الوزارة تابعا كافة الإجراءات الأمنية، وأصدرا أوامرهما بالتعامل الحضاري مع المسافرين»! والحمد لله أن صاحبنا العميد اكتفى بذلك ولم يضف «بعد سهر وسهاد، رأى معالي الوزير بنظرته الأبوية الحانية، وإحساسه المرهف بالمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه…».

«أشطفت وانا أبو الأسلم»، فقد كان الموظفون في الحدود على وشك خلع أحزمة بنطلوناتهم وأحذيتهم، وهات يا «تمحّط وتلشّط» وضرب ظهور المسافرين وجنوبهم، قبل أن يدخلوهم في أفران كأفران هتلر، لولا أن رحمة ربك تداركتهم بتوجيهات الوزير والوكيل. يا ما انت كريم يا رب… المسألة كانت مسألة ثوان معدودة، إذ ما إن رفع موظفو الداخلية أيديهم بأحزمتهم إلى الأعلى كي يهووا بها على المسافرين المجرمين حتى صدرت التوجيهات فتجمّدت أيديهم، إلى لحظة كتابة هذه السطور.

ونفسي ومنى عيني أن أقرأ في صحف النرويج أو السويد أو فنلندا أو هولندا أو أي دولة محترمة تصريحاً للناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية يتحدث عن توجيهات وزيره، كما يفعل الناطق باسم وزارة الداخلية عندنا، الذي صوّر الوزير وكأنه ملك الحيرة «النعمان بن المنذر بن ماء السماء» ونحن رعاياه. يجلس هو على العرش، ويقف خلفه عبدان حبشيان برمحيهما، وعلى يمينه ويساره تقف جاريتان تهفهفان عليه بريش النعام، ونحن الشعب راكعون على ركبنا، فإن غضب جلالته علينا أمر بحزّ رؤوسنا، يا ويله من الله، وإن فرح خلع علينا العطايا والجواري وصُرر الذهب وحادا بادا.

الرائع في هذه المسرحية، أن من يقرأ تصريح الأخ العميد النشط (هو فعلاً نشط) يتخيل أن منافذنا البرية تتدفق بانسيابية نهر الأمازون وسلاسته، في حين أنها صورة مصغرة ليوم الحشر العظيم… شيوخ ونساء طاعنون في السن وبكاء أطفال وتكدّس نساء بالساعات تحت «لواهيب» شمسنا الحارقة الحانقة. ولا أدري لمَ لا تضاعف وزارة الداخلية عدد موظفيها وعدد كبائنها لتقضي على مشكلة الزحمة. والظن أنها إن فعلت ذلك فلن تكون هناك حاجة إلى الواسطة التي يحرص عليها وزراؤنا، والأهم لن تكون هناك حاجة إلى «توجيهات معالي الوزير وجسّاس وسالم الزير».

ولولا تصريح الأخ الناطق الذي بيّن لنا أن الوزير والوكيل هما من تابع الإجراءات الأمنية، لما عرفت المسؤول الذي عليه متابعة الإجراءات تلك، ودقي يا مزيكا.

سحابة نفاق تمطر فوقنا بغزارة، تزاحمها سحابة فشل، وسحابة كذب، وطق يا مطر طق، بيتنا جديد ومرزامنا حديد… وكم سعر الزيت اليوم أيها الأخ العميد؟

حسن العيسى

دروب الثوابت لتورا بورا

كارثة الدولة اليوم ليست في ياسر حبيب وما كتبه في موقعه الإلكتروني، فبالأمس كان ياسر، وغداً سيخرج علينا ألف واحد من شاكلة ياسر مفصل على مقاس التطرف الجعفري، وسيقابله أكثر من ألفين من جماعات التطرف السني، وعندنا "خير وايد" من الطرفين، كارثتنا الآن في ردود الفعل على ياسر من "الأغلبية" الأصولية المهيمنة على ثقافة المجتمع.صور نشرتها جريدة الوطن بالأمس عن "التجمع الحاشد" (بتعبير الوطن) لندوة "ثوابت الأمة" لا تختلف في رمزيتها عن حشود مماثلة جرت في باكستان وأفغانستان وعدد من الدول الإسلامية. هناك في تلك الدول، التي تقبع في الدرك الأسفل من التخلف الثقافي والاجتماعي، سرعان مما تتطور الأمور فيها إلى عمليات حرق دور عبادة وعمليات تفجير انتحارية وقتل جماعي لقبائل "التوتسي" الجعفرية (رواندا وزائير في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي)، أقصد وأعي تماماً أن قبائل "الهوتو والتوتسي" في زائير (الكونغو سابقاً) لا علاقة لها بالإسلام ولا بطوائفه الدينية، لكنها تتحد وتتماثل في العقلية القبلية العنصرية سواء أفصحت عن نفسها بالنعرة القبلية أو تسترت بالرداء الديني أو الطائفي، فالجوهر واحد اسمه "أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب…" و"أنا" وحدي صاحب الدين الحقيقي، وأنا وحدي ذو المذهب الأصيل، وأنا وحدي مالك الحقيقة الكاملة، وتاريخي وتاريخ علمائي (فقهائي) هو التاريخ الصحيح… فنعلن الحرب على "الآخر" الخارج عن الملة… الخارج عن الدين… الخارج عن القبيلة… الخارج عنا وعن الجماعة ونحن الجماعة لا غيرنا…!

ماذا بعد… وماذا ننتظر من "ثوابت الأمة"، والثوابت لا تعني غير أن الزمن لا يتقدم ولا يمضي، والتاريخ تم تحنيطه منذ أكثر من ألف وأربعمئة سنة… لنقف ونسأل السادة النواب الذين تجمعوا في ندوة "الثوابت" الحاشدة ماذا يريدون؟ وماذا تركتم للعقل ولحكم القانون بعد أن زايدتم وأججتم العواطف المذهبية والدينية…؟ نسألكم ما إذا كنتم مجرد انعكاس وصور باهتة تتماهى مع مشاعر الناخبين وعواطفهم أم أنكم قادة عقل وحكمة رأي ترفعون مشاعل التنوير والوحدة الوطنية وقبلها "الوحدة الإنسانية" للأمة…؟ أعتقد أنكم تعرفون الإجابة… فقد أشعلتم النار في حطب التخلف بالدولة… فليزد لهيبها لتنير لكم الطريق لكهوف تورا بورا.

احمد الصراف

أيها الغافلون فوق التراب 2/2

تعتبر إيران من الدول النادرة جدا بمناخها وثرواتها المعدنية والطبيعية والزراعية وحتى الصناعية، اضافة لغناها بالثروة المادية والغذائية، كما أن تعداد شعبها كبير نسبيا. وقد أعطت، طوال تاريخها، البشرية والإسلام بالذات، الشيء الكثير، كما يصعب حصر الشخصيات الفارسية البارزة في كل مجال وميدان من علماء وفنانين وفلاسفة وأطباء وفلكيين ومؤرخين وروائيين وشعراء من أمثال سعدي ومهيار الديلمي وغيرهما الكثير. ولو وضعنا هذه الدولة المميزة بتاريخها الإمبراطوري العريق وأنغام سنتورها التي شنفت كل أذن و«جلو كبابها» الذي أسال ريق كل متذوق، وملاحمها التاريخية التي أبهرت الأجيال وقصائد نوابغ شعرائها التي أعجبت الكل، ومنجزات علمائها التي أشاد بها البعيد قبل القريب، وما حققته من إنجازات رياضية في كل ميدان وطبيعتها الساحرة الغناء، ووضعنا كل ذلك في كفة، وفي الكفة الثانية وضعنا وطنا لا يعود تاريخه لأكثر من 300 عام وبأرض لا تجاوز مساحتها 18 الف كلم ومناخ تختلط عواصفه الرملية برطوبته القاتلة في عقاد ابدي طوال اشهر عدة من كل عام، وحرارة طقسه الأشد في العالم وموقعه الشديد الحساسية وضعفه العسكري وبساطة عيشه، وبكل منغصاته النيابية ولجانه المتخصصة بمراقبة سلوكياتنا،، وبكل ما يتسبب به محمد هايف ووليد الطبطبائي ومحمد المهري من منغصات يومية لا تنتهي، لما اخترت، شخصيا، ولا اعتقد ان الآخرين الذين في مثل وضعي سيختلف اختيارهم عني، ومن دون أي تردد الكفة الثانية، الأكثر تواضعا، بالرغم من كل ما تعنيه إيران لي. فالكويت وطني والعربية لغتي وثقافتي، وهنا بيئتي ومنها استمد محبتي وألفتي، وهنا الأرض التي عمد الدم الغالي علاقتنا بها للأبد، هنا وطن الجميع شاء من شاء وأبى من أبى، من متكبر وغافل، وبالتالي فليصمت الواهمون مدعو العروبة مشتتو الشمل، فقد كنا هنا قبلهم هم بالذات، وبالرغم من ان هذا لا يعني الكثير، ولكن يبدو ان هذا الذي يحرق قلوبهم، وبالتالي فلا فضل لفريق على آخر، ومهما حاول الآخرون استفزازنا فلن ينالوا مرادهم، وسيظل ولاؤنا لهذا الوطن الأم التي رعتنا جميعا، ومن ينكر علينا وطنيتنا واخلاصنا لا يعرف حتما من هي امه، وسنبقى هنا ما بقيت هذه الأرض الطيبة، بترابها وغبارها!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

«تحريض» المنتديات الطائفية… هوس البطولات الوهمية

 

سنحت لي الفرصة لأن أزور مجلس وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة يوم عيد الفطر السعيد، وكما هو المعتاد، فإنك في هذا المجلس الكريم، يطيب لك أن تلتقي بالكثير من المواطنين من مختلف مناطق وقرى البحرين، بل والأهم من ذلك كله، أن الناس اعتادوا أن يطرحوا على الوزير الكثير من الملاحظات ووجهات النظر المرتبطة بقضايا الوطن دون حواجز أو موانع حتى في مجالس التهنئة، بل قد تجد مواطناً أخذ من وقت الوزير مدة وهو يطرح ما لديه من رأي بكل حرية.

هذا ما نحتاجه من كبار المسئولين اليوم، وهو أن تكون قلوبهم قبل مكاتبهم مفتوحة للناس أياً كان مستواهم، وسواء كان ذلك الإنسان مواطناً عادياً أم عالم دين أم ناشطاً أم حقوقياً فمن بين هؤلاء الكثير من المخلصين الذين لا يريدون سوى مصلحة الوطن ولا يبحثون عن مصالح شخصية أو فئوية، ولهذا تحدثت مع أحد كبار المسئولين الأمنيين في شأن الاتهامات التي يطلقها البعض على أهالي القرى وخصوصاً فيما يتعلق بالتشكيك في إخلاصهم لوطنهم، وطرحت عليه نماذج من الأنشطة التي يقوم بها الشباب والقائمون على اللجان والمآتم وكذلك المجالس الأهلية من عمل يركز على توجيه الشباب الى المشاركة في الحياة العامة بما يتوافق مع ما كفله الدستور من حقوق وواجبات، بعيداً عن أعمال العنف والتخريب والحرق والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، والتحذير من خطابات التحريض والفتنة والدمار أياً كان مصدرها، وبالصيغة التي تتيح طرح المطالب والاحتياجات وإيصالها إلى المسئولين.

الحديث انتقل إلى كم هائل من أساليب التحريض التي تعج بها بعض المنتديات الإلكترونية البحرينية المرخصة البعيدة عن الحجب، فبعض تلك المنتديات تتبنى منهجاً تحريضياً مدمراً أيضاً ولابد من إيقافها سواء كان القائمون عليها منتمون إلى هذه الطائفة أو تلك، ومع أن تلك المنتديات لا تمثل في حقيقتها صورة المجتمع البحريني، إلا أنها على أي حال، جزء من المجتمع ويشارك فيها آلاف الناس وتطرح فيها الكثير من المواضيع وتنشر فيها معلومات وبيانات ومشاركات تهدف إلى إشعال الفتنة والتصادم وتأجيج أبناء المجتمع.

قبل أيام، راسلت إدارتي اثنين من المنتديات التي نشطت في الآونة الأخيرة على تأجيج الصراع الطائفي حول موقف الإدارة من الموضوعات الخطيرة والمدمرة التي يطرحها جيش هائل من الأسماء المستعارة، وحتى هذه اللحظة لم أتسلم أية إجابة! وقبل ذلك، تحدثت مع أحد المسئولين بوزارة الثقافة والإعلام آنذاك عن خطورة ما يطرح في تلك المنتديات، ومع تأكيده أن هناك مراقبة لما يطرح من مواضيع طائفية خطيرة، لكن لم يتخذ في شأنها أي إجراء.

على أي حال، لا يمكن اعتبار أسلوب التحريض والشتم والحملات الطائفية البغيضة في تلك المنتديات على أنها صورة من صور التعبير عن الرأي، فما هي إلا حالة من حالات هوس البطولات الوهمية الخطيرة التي تسهم في تأجيج الأوضاع في البلد، وإذا كان كبار المسئولين يفتحون المجال للناس لأن يطرحوا وجهات نظرهم وآرائهم بكل حرية، فإن تلك المستنقعات الإلكترونية القذرة، تفعل فعلاً مشيناً، وحسناً فعلت هيئة شئون الإعلام حين أغلقت كلاً من موقع «ملتقى مملكة البحرين» وموقع «مملكة البحرين العربية» وذلك لما يتضمنه هذان الموقعان من مواضيع تمس الوحدة الوطنية وتعمل على التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، كما يتضمن كل من الموقعين الإلكترونيين مواضيع ومقالات تثير الفتنة والانشقاق في المجتمع، ولكن، هل سيأتي الدور على منتديات أخرى لاتزال تصب الزيت على النار؟

سامي النصف

غش تجاري

يقال انك لو رميت عملة معدنية في الهواء في تجمع للبشر في كوريا لسقطت على الارجح على رأس واحد يدعى «لي»، ولو رميتها في الصين لوقعت على «وانغ»، وفي الهند على «راج»، وفي أميركا على «جون» وبريطانيا «جاك» وروسيا «ايفان» واوكرانيــــا «نزار» وجورجيا «مريم» وآيسلندا «سارة» وتونــــس «مهدي» والمغرب «فاطمة» وايران ومصر «محمــــد» والخليج «عبدالله» وايرلندا «صوفيا» والبوسنة «امينة».

في الكويت لو رميت مائة فلس في الهواء في تجمع لرجال كويتيين لسقطت على الارجح على حامل شهادة ماجستير او دكتوراه مشتراة بالمال ويتسبب ذلك الغش التجاري في الضرر واهدار الموارد بأكثر من اي عملية غش تجاري اخرى كونه ينخر في اساس العنصر البشري الذي تقوم على قدراته وكفاءته الحضارات وعمليات التنمية في البلدان، فيتم نتيجة لذلك الغش عزل وابعاد الكفاءات الكويتية الحقيقية وتقديم اصحاب الشهادات المضروبة.

والحل في الكويت وغيرها من دول مجلس التعاون التي صدرنا المرض المدمر اليها هو بإنشاء هيئة خليجية اكاديمية مختصة تقوم بتقييم الشهادات والجامعات ولا تقبل اي شهادة في الخليج دون تصديق تلك الهيئة عليها، حيث من الاستحالة بمكان انشاء هيئة كويتية مختصة لخضوعها في النهاية لعمليات الترضيات والطبخات التي اصبحت تتدخل في كل شيء.

ويخبرني الصديق العزيز سيد انور الرفاعي ان الغش التجاري وصل الى الانساب، فهناك شهادات عليها دمغات يوضع عليها اسم من يريد مقابل مبلغ من المال، فيصبح منتسبا للاشراف والسادة متصلا بنسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو للمعلومة اختراع صدامي بامتياز بعد ان اوصل صدام نسبه للدوحة النبوية الشريفة بشهادات مماثلة.

في الصين وكنتيجة للتحقيق في حادث سقوط طائرة شركة «هانون» شمال الصين، اكتشف مؤخرا وجود 200 طيار صيني في تلك الشركة قاموا بتزوير شهادات طيرانهم، وهناك امر مشابه حدث قبل سنوات في «الكويتية» عندما تم توظيف طيار اميركي على انه كابتن بينما كان في حقيقة الامر مساعد طيار ولم يكتشف الامر الا كنتيجة لوشاية زميل له، وقد تم انهاء عقده وتسفيره في ليل اظلم حفاظا على التقاليد الكويتية.. المعتادة!

احد القائمين على مؤسسة استثمارية تساهم بها الدولة استطاع بعمليات (…) بارعة ان يخلق لذاته منصبين يتسلم عليهما راتبين شهريين يفوقان في مجموعهما رواتب مجلس الوزراء بأكمله، ذلك الراتب المزدوج يتسلمه كجائزة له على تسببه في خسارة للمنشأة التي يديرها بأكثر من مليار دينار وتطفيشه للكفاءات الكويتية، ولنا.. عودة!

آخر محطة:

آخر ابتكارات الغش التجاري في الكويت قيام بعض المكاتب بالتلاعب في عدادات السيارات الرقمية وارجاعها من مئات الآلاف الى آلاف قليلة ثم بيعها بأضعاف سعرها المفترض بعد عمليات التجميل والترقيع المعتادة لها ليبتلش بها المشترون من المواطنين والمقيمين.. وعلى عينك يا تاجر!