سامي النصف

الفزعة القبلية والنخوة الحضرية

أفضل تصوير للفزعة القبلية ما قاله معاوية بن ابي سفيان لأخته عندما استغربت من تهديد الاحنف بن قيس له وسكوته عنه: هذا الذي ان غضب غضب لغضبه مائة ألف سيف لا يدرون فيما غضب! وهي نفسها التي جعلت عمرو بن كلثوم يفزع لأمه عندما صرخت «يالذل تغلب» فيقتل ملك العراق عمرو بن هند ويصدح بـ «ألا لايجهلن احد علينا.. فنجهل فوق جهل الجاهلينا».

فالفزعة القبلية حالها حال اي ممارسة اخرى لها جوانب موجبه وجوانب سالبة خاصة مع تفعيل مفهوم الدولة الحديثة التي تفرض تساوي الناس في الحقوق والواجبات دون النظر إلى روابط القرابة والدم وترفض مقولة «انصر اخاك ظالما او مظلوما» بمفهومها العامي ومن ذلك الاحراجات التي يتعرض لها المسؤول القبلي عندما يتم احراجه بطلبات تقفز فوق القوانين ومعها تهديد مبطن «اذا لم تقم بها فسنطعن بفزعتك لقبيلتك مما سيضر بسمعتك وعلاقاتك الاجتماعية».

النخوة الحضرية ـ او تحديدا عدمها ـ تحتاج كذلك الى وقفة معها، فقد تمادى بعض الحضر في تلبّس فهم خاطئ لدور الدولة الحديثة الراعية فأصبح يفتقر للنخوة الواجبة تجاه اهله واقاربه وجيرانه ومواطنيه، فليس من المرجلة بشيء رد الملهوف او عدم نصرة المظلوم او رفض مساعدة قريب او صديق بسبب الانانية او الخوف على الذات او البخل بالمال.

ان الدولة الحديثة قد لا تتقبل كامل الفزعة القبلية بمفهومها الماضوي وجعلها وسيلة للتجاوز على التشريعات وظلم الناس لارضاء عصبية الدم، الا ان الدولة نفسها ترفض كذلك تحجّر المشاعر وتخلي القريب عن القريب، والصديق عن الصديق، والجار عن الجار، وتجاهل حاجيات الناس ومظالمهم، لذا فقليل من الفزعة القبلية وقليل من النخوة الحضرية امران مطلوبان حتى يسعد الناس ويشعروا بان الدنيا مازالت بخير!

آخر محطة:

كم يزعجنا ويؤلمنا ما نقرأه في المنتديات والمدونات من كلمات جارحة غير مسؤولة تستهدف تقسيمنا وضرب وحدتنا الوطنية من مسميات مستعارة لا يعلم احد حقيقة من يقف خلفها.

احمد الصراف

في المخيف والمؤلم.. والمضحك!

أكرمني ثلاثة من أعضاء المجلس الأعلى للبترول باتصالهم، هاتفيا أو عن طريق الإنترنت، لبيان مواقفهم من مقال الأربعاء المتعلق بوجود تضارب مصالح وتنفع من عضوية البعض منهم من عقود مع المؤسسات البترولية التابعة للمجلس، وهي «الفضيحة» التي فجرتها إجابة وزير النفط عن سؤال النائب أحمد السعدون!
وتبين من اتصالات الإخوة، التي اتسمت بقدر كبير من الأدب، أن في الأمر، كما سبق أن ذكرنا باقتضاب، ما يثير الاستغراب! وأن سؤال النائب السعدون كان ملغما بقصد، وإجابة الوزير أكثر تلغيما بقصد آخر، كما أن تأخير الإجابة لسنة لم يكن عبثا، بل لغرض محدد، وان في الأمر صراعا على عمولات ضخمة وعقود بمليارات الدولارات، وربما تسوية حسابات داخل الأسرة، ورغبة هذا في الحفر لذلك وتوريطه، والعكس! وبالتالي دفع أعضاء المجلس الأعلى، أو بعضهم على الأقل، ثمن هذه الصراعات التي قد يكونون بعيدين عنها. وحيث إننا لسنا في حل من ذكر كل ما سمعناه، فان الوزير كان على علم، أو يجب أن يكون على علم، بأن قانون عضوية المجلس الأعلى للبترول لا يمنع أعضاءه ولا يسمح لأعضائه بأن تكون لهم تعاقدات مالية مع المؤسسات التابعة له. كما أن الوزير، الذي وصف في بعض المواقع بالشجاع لكشفه «الفضيحة»، كان على علم أيضا بحقيقة أن الأعضاء، المحيلان ومعرفي وبودي والهارون، سبق أن قدموا استقالاتهم المسببة من المجلس منذ فترة، وتوقفوا بالتالي عن حضور اجتماعاته! إضافة الى ذلك، فإن الوزير المعني كان في الأغلب على علم بأن إجابته تضمنت معلومات خاطئة عن بعض العقود الإدارية، لواحد من الأعضاء على الأقل، وأن هذا العقد أو العقود أبرمت قبل تاريخ العضوية في المجلس الأعلى!
وبالتالي، فإن التلاعب والتكتيك كانا السمة السائدة للسؤال والجواب، وربما تم اختيار أعضاء المجلس، أو غالبيتهم، ليكونوا ك.بش فداء في صراع الكبار. ومن هنا نرى أن الوزير الشيخ أحمد العبدالله، ربما اخطأ في تعمده عدم تحصين إجابته بما يكفي من معلومات عن النظام الأساسي لإنشاء المجلس الأعلى للبترول، وكونه جهة استشارية، وليست تنفيذية. كما تعمد عدم تضمين إجابته ما يفيد بأن بعض العقود موضوع السؤال والجواب تمت الموافقة عليها من المجلس الأعلى، الذي يرأسه رئيس مجلس الوزراء. كما تعمد عدم التطرق، وبعد وقت كاف، الى تفاصيل العقود، وان بعضها تمت ترسيتها قبل أن يصبح المستفيد منها عضوا في المجلس. وربما أيضا تعمد عدم توضيح أن بعض الأعضاء «المتهمين» بالتربح من عضويتهم قد استقالوا من المجلس منذ سنة، والبعض الآخر لأكثر من ذلك.
وعليه، نتمنى على مجلس الوزراء، إن كان جادا في محاربة الفساد، أن يقوم في أسرع وقت بتشكيل لجنة تحقيق في موضوع السؤال والجواب وعقود أعضاء المجلس مع الشركات التابعة له، ليضع حدا لكل هذا اللغط، وسوء الفهم والاتهامات وتشويه سمعة الآخرين، التي ساهمنا بنصيبنا فيها، وهذا يتطلب منا الاعتذار إن كنا أسأنا الى أحد، فالجميع أبرياء إلى أن تصدر لجنة التحقيق أو القضاء أو أي جهة محايدة أخرى حكمها.
وفي الختام، دعونا نفكر في الفقرة التالية التي كتبها السيد محمد حمود الهاجري، عضو المجلس الأعلى للبترول، في مقال له في القبس بتاريخ 2010/7/18: أن يكون السؤال النيابي ملغوما، فهذا امر طبيعي، لكن جواب الوزير العبدالله، توقيتا ومحتوى لم يدافع او ينف اي شكوك او تقصير بالجهة تحت المساءلة! بل سلم رقاب المقصودين بالسؤال وأقر علانية بتقصير اجهزته! فهل هناك تواطؤ ما لهدف ما..؟! إذا لم يكن كذلك، فاعتراف الوزير بهذا الخطأ الفادح يستوجب المساءلة، فهو قد يكون شريكا بسكوته وتسهيله لأعضاء المجلس الاعلى للبترول الاستفادة من مناقصات المؤسسة وشركاتها، مقابل اسكات الاعضاء وشراء ودهم!
وهذه الفقرة تتطلب ردا وتوضيحا من بقية أعضاء المجلس!

أحمد الصراف

سامي النصف

حتى لا نصطدم بجبل الجليد

لا يمكن تصور أن تصبح الكويت مستقرا لرجال الأعمال الأجانب والعرب إذا لم نقم بتغيير جذري منذ الآن لكثير من المفاهيم الخاطئة التي نتعامل بها ومنذ اللحظة الأولى مع ضيوف الكويت من وصولهم للمطار حتى خروجهم منه مرورا بكيفية التعامل معهم في الوزارات والإدارات والمؤسسات والشركات الحكومية التي يشتكي منها المواطن فكيف بالغريب.

نرجو ألا نعيد من خلال توقعاتنا العالية وتصرفاتنا الخاطئة القصة التراثية الشهيرة لمن أعلن زواج ابنه من بنت السلطان ودفع الأموال الهائلة لحفلة العرس المنتظر دون ان يعني نفسه سؤال العروس (ونعني المستثمرين والسائحين) فيما إذا كانت قابلة بذلك الاقتران في منطقة تغص بالمنافسين من العرسان الآخرين الراغبين في تلك الزيجة المباركة.

وفي وقت يقدم فيه العرسان من الجيران هداياهم ومغرياتهم للسائحين والمستثمرين عبر المعاملة الراقية والاحترام والقضاء على البيروقراطية الحكومية وضبط المرور وتوفير الطاقة والمياه وتحسين ظروف البيئة ورفع مستوى الخدمات التعليمية والصحية والتركيز على الاقتصاد بدلا من السياسة، نجد اننا لم نبدأ الخطوة الأولى في تذليل العقبات أمام الزائرين، كما ان حياتنا الاجتماعية تزداد انغلاقا مع كل يوم يمر بسبب بركات لجان الظواهر السالبة والممارسات القراقوشية لبعض رجال الأمن.

ومن استحقاقات المركز المالي فتح مجتمعاتنا وقلوبنا للزائرين وكسر الاحتكار الترفيهي للكويتيين حيث من الضرورة بمكان ان يستبدل نظام الشاليهات والمزارع والجواخير والاسطبلات الخاصة بمشاريع قرى سياحية تسخر من خلالها الشواطئ والأراضي العامة لخدمة المواطن والزائر والمقيم سواء بسواء فلن يأتي أحد إذا ما أبقيناه خارج أسوار وسائل الترفيه المحتكرة.. والحديث ذو شجون.

آخر محطة:

(1) هل يصدق أحد ان الفنادق الكويتية لا تكتفي برفض إسكان العازب، بل تفرض إحضار ورقة الزواج للمتزوج ومعها الزوجة بشحمها ولحمها كشرط لإشغال الغرف التي لا يزيد متوسط ملئها طوال العام في الكويت اللا سياحي على 10%، ماذا لو كانت الزوجة مسافرة أو هناك حالة زعل في العائلة فما العمل؟ قوانين بالية من «الداخلية» يجب إلغاؤها.

(2) ما سبق هو قمة عوائق جبل الجليد المختفي بأكمله تحت الماء والذي إذا لم نتعامل معه بطريقة ذكية وحكيمة فستصطدم به سفينتنا وستغرق بأسرع من غرق.. التايتنك.

حسن العيسى

صور فاشية كويتية


هناك أكثر من ألف صورة للفاشية، ولا يشترط أن تطل علينا بالملابس العسكرية عندما تروج لعقيدتها أو فكرها أو لأي شكل من أشكال عقدة التفوق بسبب العرق أو الدين أو الهوية، ومن ثم تفرض رأيها الأوحد وتدعي فيه الكمال وتنحر الرأي الآخر، وتتأله متعالية برؤيتها على غير المنتمين إلى حزبها ودولتها، فقد تتشكل بصور أخرى تظهر فيها وجه السماحة ومسايرتها لأحكام العادات الاجتماعية المزعومة والاحترام المفترض والحياء العام، و"يالله تزيد النعمة" على هذا الرياء الفاشي.


تلك فاشية حين تنتهج وزارة الداخلية عقوبة حلق رؤوس الشباب الذين يعاكسون الفتيات في الأماكن العامة، هنا لا يهم "الفاشية" ما إذا كانت مثل تلك العقوبة التي تمس الجسد الإنساني متفقة مع حكم القانون وشرعية حقوق الإنسان، كما هي في المواثيق الدولية أم لا! فالقانون هو رهن المزاج الفردي وإعماله في يد القضاة الضباط حين يكونون هم الخصم والحكم في آن واحد. وهي فاشية أيضاً عندما تتجاوب وزارات الدولة مع دعوة النائب وليد الطبطبائي إلى منع إنجاز معاملات المراجعين المرتدين "تي شرت والشورت"، حفاظاً على حياء الموظفات، كما جاء في تبرير الوزارات، كما نشرتها جريدة الوطن…! النائب وليد الطبطبائي يقترح فرض الزي الوطني على الموظفين، وهو يمهد لفرض النقاب والحجاب على الموظفات، والجلباب القصير واللحية الممتدة على الموظفين بداية، ثم كل يقطن في دولة اللا معنى الكويتية في النهاية، والسلطة الحاكمة ستساير رؤية هذا المنهج السلفي الخائب، فلن يضيرها بشيء، فالرافعة الدينية تؤسس وتستكمل شرعية الحكم حين تغيب شرعية الديمقراطية الصحيحة القائمة على الرضاء العام واستنارة الوعي العام بأنوار التقدمية الليبرالية وحقوق الإنسان.


وهي أيضاً فاشية عندما تمتنع وزارة العدل عن تصديق عقود زواج الكويتيين من غير الكويتيات، حتى تروج "غصب على خشومهم" فرض الزواج من الكويتيات، وهي فاشية حين ننسى خدم المنازل ونترك مصيرهم لمجهول الضمير الغائب لأرباب الأسر، وهي فاشية حين "تتحنبل" السلطة وتلاحق أصحاب الرأي في كل صغيرة وكبيرة بحجة هذا هو القانون وهذه "خلاجينه"! وهي فاشية هزيلة حين تدور معارك الرأي بالصحافة ليس على أساس الفكر والنهج وإنما بقذائف السب والقدح في صاحب الرأي الآخر، وتعييره بأصله وفصله… وكأن "المفكر" الكاتب من شعب الله المختار، ثم تأتي ردود قراء الجهل والفاشية النفطية منتشية ترقص فرحاً من عبارات الذم لجهابذة العقل الغائب… أليست تلك بعض صور الفاشية التي نحيا بها، ويتعيش بعضنا على رممها العفنة.


احمد الصراف

*تارتوف الخليجي!

شهدت الساحة «الدينية» اخيرا فضيحتين مدويتين، الأولى تعلقت بأحد وكلاء المراجع الدينية، الذي ظهر في أفلام انتشرت على الإنترنت وهو يمارس الجنس مع نساء متزوجات وغيرهن، وسبق أن تطرقنا الى قصته قبل أيام. أما الفضيحة الثانية فتتعلق برجل دين سلفي قبضت عليه شعبة السلطات في الرياض على ذمة مطالبات مالية كبيرة، فهذا النهابي، كان يعمل خطيبا، وكان صاحب لحية كثة، كما يظهر في صور عديدة له، ولكنه تحول فجأة الى شخص حليق ويعيش حياة عصرية بكل بذخها من ملابس ومركبات وعز وترف، وتبين لاحقا أنه نصب على الآلاف الذين وثقوا بوعوده، والذين تظاهروا مطالبين باستعادة حقوقهم منه!
نقول ذلك على ضوء رسالة انتشرت على الانترنت تضمنت مقالا لأحد أكبر «الدعاة» في السعودية يتكلم فيه عن المرأة بأحسن القول وأجمل الوصف. ولكن الحقيقة، وعلى الرغم من جمال ما كتب، تقول ان من الصعب احترام ما كتب هذا الداعية، لأنه لم يعرف عنه يوما احترامه للمرأة ولا لمكانتها ولا لدورها الإنساني. كما كشف برنامج «نقطة تحول»، الذي تقدمه «إم بي سي»، الذي سبق ان شاركنا فيه، من مقابلات مع بعض هؤلاء الدعاة، حقيقة الحياة التي يعيشها هؤلاء بأغلبيتهم، إن لم يكن جميعهم. فهؤلاء الدعاة ورجال الدين يعيشون في قصور باذخة ويقودون سيارات فارهة ويمتلكون بساتين واسعة غنّـاء. كما يمضي الاغلب منهم الصيف في البلاد الباردة. كما قال أحدهم، وأيضا من خلال ذلك البرنامج نفسه، انهم يؤمنون بالعلم ولهذا أرسلوا أبناءهم لتلقيه في أميركا! ولم يتردد الشيخ عايض القرني في القول في البرنامج الوثائقي نفسه، عن أنه يتلقى الهدايا والهبات، بكل أنواعها، والتي تقدم له بصفته شيخا وواعظا وعالما.
وهذا يقودنا للسؤال الأزلي، الذي سبق أن طرحه الأديب علاء الاسواني في مقال مميز، وهو: هل الأخلاق بلا تدين أفضل أم أن التدين بلا أخلاق أفضل؟ وهو سؤال تعتمد إجابته على مدى قدرة فكر المجيب عن التفريق بين ما هو في مصلحته، على المدى البعيد، ومصلحة مجتمعه ووطنه، وبين عكس ذلك تماما! فأخلاق بعض الدعاة، شديدي التدين، هي التي حرمت قبل سنوات امتلاك أطباق التقاط القنوات الفضائية، وهي الأخلاق نفسها التي دفعت الدعاة أنفسهم الى توقيع عقود بالملايين للظهور في تلك القنوات «المحرم» مشاهدتها!
والأخلاق نفسها هي التي دفعت الموظفة «س» الى ترك عملها لكي تؤدي صلاتها في الوزارة، وتعود الى مكتبها، ولكن تدينها لم يمنعها من عدم إنهاء معاملة المراجع، والطلب منه العودة في اليوم التالي، في كل هذا القيظ!
ويقول الأسواني في مقاله إن معهد «غالوب» للاستقصاءات توصل الى حقيقة أن المصريين -مثلا- هم أكثر الشعوب تدينا، والأكثر انحرافا في الوقت نفسه، ويقول إن هذا صحيح بشكل عام، لأن ضميرهم الديني لا يؤلمهم عند ارتكاب المخالفات، وان هناك انفصالا بين العقيدة والسلوك لديهم (!) وأجاب الأسواني عن السؤال الأزلي بالقول إن التدين الحقيقي يجب أن يتطابق مع الأخلاق، وإلا فإن الأخلاق بلا تدين أفضل.

* تارتوف: شخصية رجل دين فاسد ابتكرها الأديب الفرنسي موليير.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

نزولاً إلى الشباب… صعوداً إلى الحكومة (4)

 

اختتمت عمود يوم الأحد الماضي بنتائج دراسة حديثة حول أسباب غياب مشاركة منظمات المجتمع المدني في صياغة أمن المجتمع البحريني، وطرحت هذا التساؤل: «هل في مقدور الحكومة والمجتمع المدني إنشاء جسور حقيقية بينهما تسهم في حفظ أمن المجتمع وتستوعب الشباب وتلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم وتفتح المجال للحوار البناء في شأن كل الملفات المهمة؟».

ولعل أبسط إجابة يمكن سوقها هنا هي أن عدم إفساح المجال من جانب الدولة للمجتمع المدني للمشاركة الفاعلة في ترسيخ الأمن والسلم الاجتماعي سيؤدي إلى تفاقم المشاكل مستقبلاً، ويتطلب ذلك إنشاء جسور التعاون بين الطرفين للتعاطي مع الملفات الأمنية المهمة، ومعالجتها وفق ما تتطلبه المعالجة… أمنياً إذا ما كانت المشكلة أمنية، وسياسياً إذا ما كانت المشكلة سياسية، وقس على ذلك سائر الملفات والقضايا طبقاً لمسبباتها وآثارها.

إن عدم وجود دور مؤثر لمنظمات المجتمع المدني على الساحة الأمنية له عواقب في غاية الخطورة، ودعونا نلقي نظرة على نتائج الدراسة التي أشرت إليها أعلاه، ففي الجانب المتعلق بكيفية مشاركة منظمات المجتمع المدني في تعزيز الأمن أشارت نسبة 44.4 في المئة من المبحوثين إلى حرص المجتمع المدني على المشاركة الديمقراطية لإنجاح المشروع الإصلاحي وتنمية الوطن، وقالت نسبة 29.6 في المئة بالتعاون مع الدولة في دراسة الظواهر والقضايا الاجتماعية والأمنية، أما من اختار (الكيفية) بقيام تلك المؤسسات بالأنشطة والفعاليات والتوعية لتحقيق المزيد من المكتسبات للسلم الاجتماعي فبلغت نسبتهم 26.0 في المئة.

أما من الذين رأوا أن المجتمع المدني ليس له أي دور في تعزيز الأمن، أرجع 62.4 في المئة من المبحوثين السبب إلى عدم إتاحة الفرصة لتلك المؤسسات لشراكة مجتمعية حقيقية مع وزارة الداخلية، بينما الذين أرجعوا السبب إلى أنها هي ذاتها لا ترغب في أن يكون لها دور وتكتفي بالعمل السياسي فبلغت نسبتهم 25.8 في المئة.

وأرجعت نسبة 11.8 في المئة السبب لاستمرار وجود ممارسات يمكن إدراجها ضمن ما يسمى بعقلية الحرس القديم.

ولعل من أهم التوصيات التي خرجت بها الدراسة هي تأسيس هيئة وطنية مستقلة تضم في عضويتها ممثلين عن الحكومة من جهة، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني لتطبيق مفهوم «الشراكة المجتمعية»، على أن تتولى هذه الهيئة مسئولية معالجة الظواهر المضرة بالأمن الوطني بكل حرية وموضوعية وتجرد، وبدعم كامل من الحكومة من خلال تشخيص الوضع الأمني وفق أسلوب علمي مدروس، وتصنيف الظواهر والقضايا الأمنية كل واحدة على حدة، والعمل على دراستها والبحث في أسبابها واقتراح سبل معالجتها، كما أن من التوصيات المهمة هي أن تتصدى الدولة للخطاب الديني والإعلامي المثير للعداء والطائفية والاحتراب بين أبناء المجتمع، وتطبيق القوانين على المتورطين وعدم التهاون معهم، ويشمل ذلك التصدي لظاهرة إصدار الكتب والمطبوعات السرية والتقارير ذات الانعكاس المدمر للوحدة الوطنية.

ومن الضروري، حسب التوصيات، أن تبادر الدولة والمجتمع المدني إلى كشف ممارسات التمييز والتصنيف المذهبي، وتجريم التشكيك في ولاء وانتماء المواطنين البحرينيين لبلادهم وقيادتهم، وإتاحة الفرصة لمنظمات المجتمع المدني والوجهاء وعلماء الدين للتواصل المنجز المدعوم من الدولة لتلبية احتياجات المواطنين، وإنشاء قنوات فاعلة لإنهاء المشاكل الأمنية والاجتماعية، والتصدي لممارسات ذوي النفوذ المتجاوزة لقوانين وأنظمة البلد.

سامي النصف

الارتقاء بالثقافة جزء من مشروع التنمية

إذا كنا ننوي صرف مبالغ الخطة التنموية المقدرة بـ 130 مليار دولار (عائدها السنوي كأموال سائلة واستثمارات مالية يكفي لبقائنا دون نفط) دون ان نعمل بشكل جاد لاستقرار المستثمرين الأجانب وزيارة ملايين السائحين الآخرين كي يخلقوا لنا عوائد مالية لتعويض ذلك المبلغ وبديلا عن عوائد النفط، حينها يصبح من الأفضل بقاء تلك الأموال سائلة بدلا من وضعها في مشاريع عملاقة نخسر في إنشائها ونخسر مرة اخرى في الصرف على تشغيلها (موانئ، مطارات، مستشفيات).

أهم الأماكن التي يعشقها الأجانب اذا ما أردنا استقرارهم في بلدنا هي المتاحف والأماكن التراثية والفنية، وتلك الأماكن في أوضاع مزرية حاليا، فالمتحف الوطني يخجل أي احد من دعوة الناس لزيارته لبقائه دون ترميم منذ الغزو (قبل عشرين عاما) فنوافيره لا تعمل وأشجاره دون تهذيب ولا توجد مقاه أو أكشاك بيع تحف ضمن جدرانه.

المرسم الحر، وهو محل استقطاب آخر للأجانب، مغلقة أبوابه أمام الرسامين والمثالين، كما ان متحف بيت ديكسون لا تعرض فيه مقتنيات «أم سعود» حيث يخشى القائمون على المتحف من سرقتها (!) ويعرضونها فقط إذا ما علموا بشكل مسبق بأي زيارة مقررة لأحد الوفود، أما متحف البحار ومتحف الفنون المجاور فلا توجد لوحات على الشارع العام تشير إلى وجودهما، ناهيك عن غياب البروشورات التي توزع في المطار والفنادق للإعلام بذلك الوجود.

الدواوين الكويتية التراثية المقامة على شارع الخليج العربي هي آخر ما تبقى من الكويت القديمة، ونقترح ان توضع عليها لوحات كبيرة واضحة بالعربي والإنجليزي، تشتمل على اسم أهل الديوان وتاريخ إنشائه بالميلادي والهجري، والحال كذلك مع المساجد التاريخية الملاصقة لتلك الدواوين.

ويجب تخصيص أرض حكومية تضم في جانب منها متحفا للكويت القديمة بعد شراء مقتنيات بعض الكويتيين الذين حافظوا مشكورين على تراثنا القديم، مثل العم سيف الشملان ود.عادل عبدالمغني وغيرهما من اخوة أفاضل، على ان يشار إليهم بالاسم في زوايا ذلك المتحف، إلى القرب منه يجب ان تنشأ أسواق تحف وأنتيكات بدلا من الاكتفاء بسرداب إحدى العمارات المتهالكة بالسالمية كما هو الحال الآن، كما يجب انشاء مقاه ومطاعم على الطراز القديم كحال خان الخليلي في مصر وسوق الحميدية في سورية وساحة جامع الفناء في مراكش.

قصر الشيخ خزعل يحتاج كذلك الى أفكار خلاقة لاستغلاله بعد انتهاء العمل فيه، كأن يكون ضمنه عرض مبهر للصوت والضوء والليزر يتضمن قصة صاحب القصر وعلاقته بحكام الكويت والحروب والمعارك التي خاضتها الكويت إبان تلك الحقبة، اضافة الى المناورات الأوروبية آنذاك للاستحواذ على إمارات الخليج، كما يمكن ان تقام وسطه عروض حية للفنون الشعبية الكويتية المختلفة.

آخر محطة:

 (1) كلما مررت على شارع الخليج العربي شعرت بالغصة من توقيف مشروع «الشوبيز» الواعد الذي كان يفترض ان يرفه عن آلاف الكويتيين والزائرين.

(2) في مقالات لاحقة سنتطرق إلى الجانب السياحي والترفيهي والاجتماعي لخطة التنمية.

احمد الصراف

ماذا تريد النساء؟

يحكى أن الملك الإنكليزي آرثر وقع في فخ عدوه وكاد يفقد حياته، ولكن آسره عطف عليه لشبابه ومبادئه، وأطلق سراحه شريطة أن يعود بعد سنة بإجابة مقنعة للسؤال التالي: ماذا تريد المرأة؟
مثل هذا السؤال يمكن أن يحير أكبر العقول، وكان بالنسبة لآرثر الصغير والقليل الخبرة معضلة صعبة جدا، ولكنه قبل التحدي لعدم وجود خيار آخر لديه.
عاد آرثر إلى مملكته وبدأ بطرح السؤال على كل حكيم وأمير وخبير، ولكن لم يأته أحد بجواب مقنع، ولم يجد أمامه غير ساحرة المملكة، والتي عادة ما تطلب الكثير مقابل استشاراتها، ولكن مرور الوقت دفع آرثر للجوء إليها، فكان طلبها أن يتزوجها السير لانسلوت، أرفع نبلاء المائدة المستديرة وصديق الملك المقرب. فوجئ آرثر بالطلب، فالساحرة دميمة وحدباء وكبيرة في السن، وليس لها غير سن واحدة، وتصدر منها دائما رائحة نتنة، وتسمع منها أصوات مرعبة! التحدي كان كبيرا فلم يسبق له أن واجه امرأة بمثل هذا السوء، وبالتالي رفض إجبار صديقه على الاقتران بها، ولكن السير لانسلوت سمع بالأمر وقال لملكه إنه ليس هناك ما هو أغلى من حياته، وأنه على استعداد للتضحية من أجله، وهكذا تم تحديد موعد الزواج وهنا قالت الساحرة إن الإجابة على السؤال «ماذا تريد المرأة؟» هي أن تكون مسؤولة عن حياتها! وهنا هلل الجميع واتفقوا على أنها أتت بالجواب الصحيح والحقيقي، وأنه سينقذ آرثر من موت محتم، وهذا ما تم!
وفي ليلة زواج لانسلوت، وبعد انتهاء الاحتفالات دخل على «عروسه» بتردد كبير ففوجئ بامرأة كانت أجمل ما رأى في حياته، وعندما سألها عمن تكون قالت إنها الساحرة الدميمة نفسها وأنها اختارت أن تكون جميلة نصف اليوم ودميمة في النصف الآخر، وعليه أن يختار بين الجمال في الليل، وهي في مخدعه، أو الجمال أمام الناس! وهذا أوقع لانسلوت في حيرة شديدة، فمن جهة يرغب في أن تكون زوجته في غرفة نومه آية في الجمال، ولكنه من جانب آخر لا يرغب في أن يظهر أمام الناس مع تلك الدميمة والمرعبة مع كل ما يصدر عنها من أصوات وروائح! كما أن العكس لا يقل سوءا، فكيف يمكن أن يتحمل تلك الساحرة الدميمة ليلا!
والآن السؤال لك يا سيدتي القارئة وسيدي القارئ، ما الذي تقترحه على السير لانسلوت، لو كنت مكانه، أو تعتقدون أنه سيختاره؟
أما هو فقد قال لها إنه سيترك القرار لها لتختار متى تكون جميلة ومتى تكون دميمة، وما ان سمعت الساحرة ذلك حتى قررت أن تكون جميلة كل الوقت، لأنه جعلها مسؤولة عن قرارها!
نقول ذلك ونتساءل: كم من «رجالنا» يعتقدون بصحة ذلك، أو لديهم القدرة على منح المرأة، الأم، الأخت أو الابنة، الحق في أن تكون مسؤولة عن حياتها؟ ومغزى هذه القصة أن هناك ساحرة داخل كل امرأة، بصرف النظر عن جمالها، وأنك إن لم تجعلها مسؤولة عن قرارها فإن الأمور ستسوء بشكل أو بآخر، فيا بني جنسي، عليكم بالحذر، فقد اعذر من أنذر!

أحمد الصراف

حسن العيسى

عراق فوبيا

هدأت اليوم حرب التصريحات في الكويت، وهي الحرب التي أعلنت على تصريح مقابل من مندوب العراق في الجامعة العربية، الذي طالب فيه بتسوية مسألة الحدود بين البلدين، عبارة قالها ومضت؛ واستنكرت الحكومة الكويتية ونواب "الأمة" وأصحاب الرأي ما قاله المندوب العراقي، وسارعت الحكومة العراقية- ولا نعرف هويتها ولا مدى سلطتها على أرض العراق- إلى نفي واستنكار ما صرح به المندوب العراقي، فصرح بقوة وزير الخارجية العراقي هوشي زيباري، مستنكرا ما تفوه به مندوب العراق لدى الجامعة، وأقر أكثر من مسؤول عراقي كبير بتقسيم الحدود بين البلدين كمسألة منتهية، حسب قرارات الأمم المتحدة… إلا أن كل ذلك لم يطمئن لا الدولة الكويتية ولا الكثير ممن نطقوا بعنتريات الغطرسة في الإعلام الكويتي، وكالوا أسوأ عبارات التكبر والتعالي ليس على العراق كوطن وإنما على كل ما يرمز إلى العراق، ما هذا؟ وكيف نسمح لأنفسنا بالتفكير بلغة العاطفة القبلية المتشنجة وننسى العقل؟ بعد أيام تمر علينا الذكرى العشرون للغزو العراقي، ومازلنا نحيا حتى هذه اللحظة تحت هواجس الاحتلال وعقدته، بكلام آخر ما زالت تلك العقدة هي التي تحكم النفوس عند الكثيرين من أهل البلد، ويكفي قراءة سريعة لعدد من صحفنا اليومية وكتابات الكثيرين من الزملاء لندرك بعدها حجم وكم عقدنا النفسية من العراق وكل من يحكم العراق أو يحيا فيه. عن أي عراق نحمل هذا الهم الكبير بعد أن ملأنا النفس خوفاً وريبة منه، هل هو عراق حكومة المالكي أم عراق أياد علاوي ودولة القانون أم عراق مقتدى الصدر أم عراق القبائل والقوميات والطوائف المتناحرة؟! من نحاسب وأي مسؤول عراقي نلوم اليوم كي نظهر سخطنا على أي كلمة تصدر من مسؤول أو غير مسؤول أو من نائب عراقي أو كاتب صحافي في جريدة نكرة في العراق؟! الواجب يفرض علينا أن نتعقل بلغة الخطابين الرسمي والشعبي، ولا نمارس بأي صورة كانت تصريحات وكتابات التحريض والكراهية لشعب أو شعوب بأكملها، فنحن لا نملك بساط الريح كي يحمل الدولة بمن فيها ويضعها في مكان عال على جبال الألب، وإذا تركنا جانباً المسألة القومية وعلاقات القربى بين البلدين فعلينا الإقرار بأن لدينا مصلحة ثابتة في عراق قوي وموحد يقيم أسسه على ركائز ديمقراطية ليبرالية وعلمانية تتسامى فوق الهويات القبلية والطائفية، مهما بعد هذا الحلم عن العراق وعنا، فما يحدث في العراق ينعكس علينا حتماً، ولم تكن التجاذبات الكلامية الطائفية الأخيرة التي شهدناها في عدد من جلسات مجلس الأمة، وما رافقها من استعراضات بعض أئمة الفكر الديني إلا مرآة مصغرة لما يجري في العراق.

في العدد الأخير من شهرية لوموند دبلوماتيك كتب رستم محمود مقالاً مهماً اجتزأت منه تلك الفقرة "… هل تقرأ الكويت راهن العراق؟ على أنه الأخ الجريح الذي لا يشفى من لوثة غضبه وشراسته إلا بسنوات طويلة من تصالحه النفسي والمادي مع واقعه، أم أن الثأر من الأيام الماضيات، سيدفع الكويت إلى مزيد من نكء جروح جاره وإضعافه…" لنسأل أنفسنا إذا كنا قرأنا واقع العراق أم أننا لم نفعل ولم نقرأ قبل هذا واقعنا؟!!

احمد الصراف

مستشفى الإرسالية في جزيرة العرب

«الغنى لا يجلب المنفعة دائما، بل تصاحبه عادة البطر وقلة الأدب».
***
في نهاية القرن التاسع عشر أرسلت إحدى الكنائس الأميركية بعض الأطباء للبصرة لتقديم الخدمات الصحية لسكانها، الذين كانوا في غالبيتهم من المرضى والمعوزين. وبعد سنوات، ومع بداية القرن الماضي انطلق عدد من هؤلاء الأطباء وأسرهم للاستقرار في البحرين، وتبعهم بعد سنوات، ومن البصرة أيضا، عدد آخر للعمل في الكويت، وافتتحوا في المنطقتين مستشفيين لخدمة سكانهما.. مجانا! ولكن مع زيادة الثروة في الكويت الناتجة عن عائدات النفط، وافتتاح المزيد من المستشفيات الكبيرة والحديثة فيها -وإن من ناحية المباني غالبا- قررت السلطات الكويتية في ستينات القرن الماضي التضييق على إدارة الارسالية ودفعها لإقفال مستشفاها «التبشيري» ومغادرة الكويت للأبد، وهذا ما حصل.
واليوم، عندما ننظر إلى الخلف وإلى ما قدمه مستشفى الارسالية الأميركية في الكويت من خدمات لآلاف المواطنين والمقيمين على مدى نصف قرن، من دون منة أو حتى توفيق في إقناع حتى فرد واحد على اعتناق المسيحية، وهذا ما كان يتهمون به، نشعر بأسى عميق لجحودنا. فلولا ذلك الثراء الذي انهمر علينا من حيث ندري ولا ندري لكنا أكثر رقة ووفاء مع من خدمونا من دون مقابل عندما كنا في أمس الحاجة لمجرد وجودهم بيننا فما بالك عندما نعرف كم حياة أنقذوا وكم ابتسامة شكر رسموا وكم ألما أزالوا؟!
وما يجعلني أعتقد أن مستشفى الإرسالية في الكويت لم يغلق طوعا، كما أشيع في مناسبات عدة، وأن ضغوطا مباشرة وغير مباشرة دفعتهم لحزم أمتعتهم والرحيل، هو أن عديل مستشفى الارسالية في الكويت لا يزال يمارس عمله في البحرين، ويقدم الخدمات الطبية المميزة نفسها لأهاليها منذ 107 سنوات وباسمه القديم نفسه، ومن دون منة، وأيضا من دون نجاح في تحويل أحد عن دينه! ويعود سبب استمرار وجود المستشفى هناك هو أن البحرين لم ينلها ما نال الكويت من ثراء، وبالتالي سلمت من الكثير من الأمراض التي عادة ما تصاحب الغنى المادي المفاجئ. ومستشفى الارسالية في البحرين لا يتميز بكونه أول مستشفى في الخليج بل والأعلى تصنيفا، حيث حصل عام 2007 على اعتماد المجلس الطبي الاسترالي واعترافه بتميزه، ولو لم نكن بذلك الصلف لكان مستشفى الارسالية الأميركية لا يزال يمارس عمله في وطننا ويمثل تحديا للمستشفيات الخاصة والحكومية ولتأثرت الخدمة الصحية في الكويت -حتما- بشكل إيجابي من وجوده.

أحمد الصراف