سعيد محمد سعيد

يا جماعة… احذروا كاميرات «المرور»!

 

وكأنه التحذير الأكثر أهمية بالنسبة إلى المواطنين! ففي أكثر من منتدى إلكتروني ومواقع للدردشة المحلية، انبرى أحد الشباب الغيورين على مصلحة “الوطن والمواطن” ليحذر الناس من كاميرات ضبط السرعة بالرادار، ويحدد مواقعها بالضبط وربما كان مصيبا في أوقات تشغيلها، ليتجاوب معه آخرون بالتثنية على كلامه وتحذيره، وزيادة للبركة والخير، لابد من شتم الكاميرا وشتم رجال المرور، بل وشتم الحاضر والغائب، من علم بالتحذير، ولم يعمل به، وضبطه الرادار مسرعا فوقع في الفخ.

أما الفئة الثانية، فهي فئة المشاركين المعترضين على هذا التحذير، الذين صاغوا تحذيرا في قالب آخر مضمونه أن على المتهورين من السواق، وخصوصا الشباب، أن يحذروا من السرعة التي أفنت الكثير من الشباب في عمر الزهور، وأن يكون التحذير الحقيقي نابعا من حرص على سلامة السائق وسلامة مستخدمي الطريق، وليس التحذير من كاميرا ضبط السرعة وكأنها شر مستطير سيلحق الأذى بالسائق الملتزم والسائق المتهور على حد سواء.

في الأيام القليلة الماضية، فقدنا ثلاثة شبان، اثنان منهما بحرينيان في العشرين من العمر، أحدهما من قرية البلاد القديم والثاني من قرية عراد، والثالث خليجي توفي فجر يوم الجمعة قبل الماضي، وأصيب في الحادث الذي وقع على شارع جابر الأحمد الصباح في التقاطع المؤدي الى سترة أربعة أشخاص…

ذلك التحذير الأهوج الذي يدل على صغر عقل بعض الشباب المتهورين من يعرضون أنفسهم وغيرهم لخطر الموت، يكشف عن حقيقة مؤلمة، وهي أن الكثير من السواق، وخصوصا قليلو الخبرة منهم، لا يمكن أن يرتدعوا إلا بتوقيع العقوبات المشددة عليهم حال تكرار مخالفات السرعة، وأن المشكلة ليست في الرادار ولا كاميراته، بل في تلك العقليات التي لا ينفع معها حملات توعية ولا يحزنون، بل لا يردعهم سوى تطبيق القانون عليهم وعلى غيرهم من يغامرون بأرواحهم وأرواح الناس.

مع شديد الأسف، هناك من يجري مقارنات لا منطقية حينما يعبر عن امتعاضه الشديد لوجود الدوريات وكاميرات ضبط السرعة على الشوارع الرئيسية، ويعتبرها شكلا من أشكال المضايقة على المواطنين، وفي الوقت ذاته، يعود ليطالب بالدوريات في حال وقوع حادث قريب من منزله!

ولأولئك الذين وجدوا أن من الأمانة والمسئولية تحذير بعضهم بعضا من كاميرات السرعة، الذين نتمنى لهم وللجميع السلامة والأمان، نذكرهم بإحصاءات العام الماضي (2007) التي تشير الى أن معدلات الوفاة بين المواطنين نتيجة الحوادث المرورية، والسرعة على أعلى قائمتها، بلغت 87 حالة وفاة تركزت أعلى نسبة وفيات منها في أوساط الفئة العمرية من 20 إلى 29 عاما، وعدد المتوفين من هذه الفئة 20، وهناك 19 حالة وفاة سجلت بين الفئة العمرية من 10 إلى 19 سنة.

ترى، أيهما أهم: التحذير من كاميرات ضبط السرعة؟ أم التحذير والتذكير بالشباب والناشئة والأطفال في عمر الزهور ممن راحوا ضحية للسرعة القاتلة وتركوا في قلوبنا حسرة؟

محمد الوشيحي

«الدولة العشّة»

كان برتبة نقيب عندما توفيت أمه الثرية فورث منها نحو سبعة ملايين دينار بالتمام والرفاه والبنين، على ذمة الزملاء، بخلاف الشركة ومشاريعها القائمة. لكنه على المستوى الشخصي لا يطاق. قال عنه أحد الزملاء مرة: «كلما شاهدت هذا المخلوق تصيبني كحة بالبلغم، كيف تحتمله زوجته؟»، شخصية نتنة من فصيلة خنازير السيرك الروسي. لو خيروك بين معاشرته ومعاشرة الجوع والعطش لاحتضنت الجوع والعطش وقبلت رأسيهما. ضعيف نفس. بطل العالم في الأنانية. للدناءة في عروقه مجرى، وللجشع في قلبه مزارع وغيطان. يفقد الذاكرة لو سمع عن إشاعة زيادة الراتب. يعرف بالتفصيل الممل المعل كم فلسا نقص من راتبه وكم فلسا أضيف إليه. كثيرا ما يدخل مكاتبنا ويسأل بجشع فاقع: هل اكتشفتم مثلي اختفاء ثلاثة دنانير من رواتبكم؟ فنجيبه: «لا، كلنا رواتبنا صاغ سليم، باستثناء راتبك أنت. لا تسكت عن حقك»، فيبدأ مشوار البحث والتحري عن الدنانير الثلاثة. متابعة قراءة «الدولة العشّة»

سامي النصف

حكاية مطلق السور مع الحور

هل أصبحنا في الكويت كالقطة التي تأكل ابناءها حتى تصبح ذات يوم فلا تجد ما تأكله؟! 95% من مواردنا المالية تأتي عن طريق بيع النفط للخارج والعيش من تدفقاته النقدية، لذا كان مستغربا ان نمر مرور الكرام على تصريح وزير الطاقة بأن زيادة القدرة الكهربائية ستعني استهلاك 900 الف برميل نفط يوميا (50% من الانتاج) لتوليد طاقة كهربائية تكلف الوحدة منها 37 فلسا وتباع محليا بفلسين لمن يود ان يدفع حيث ان القضية اختيارية بالمطلق.

لقد جف حبر قلمنا ونحن نشير لحقيقة ان الترشيد لن يؤتي ثمره ما دام الانسان لا يدفع مقدار استهلاكه من الكهرباء والماء بسبب العدادات القديمة ومن ثم «تقدير» كم الاستهلاك، لقد اصبحنا بسبب التسيب الاكثر استهلاكا في العالم للماء والكهرباء رغم أننا لا نملك الانهار (عدا أنهار غسيل السيارات صباحا) ولا تتساقط علينا الامطار، كما ان كهرباءنا تنتج من شريان حياتنا الوحيد، ونعني النفط.

سعدنا بلقاء عضو المجلس البلدي م.هشام البغلي مع مسؤولي المرور لوضع حل لاختناقات الدائري الرابع، وسنكرر الحل الذي طرحناه في اكثر من مقال والذي سيقضي على 70% من تلك الاختناقات دون دفع فلس واحد، وهذه نقطة الضعف الوحيدة في المقترح، الحل يتلخص في اعادة الدائري الثالث لوضعه السابق عند بدء انشائه، أي ازالة الاشارات المرورية منه حتى يكون الطريق الموازي والبديل للدائري الرابع، فيتحمل 50% من الحركة المتجهة من الشويخ الصناعية وما خلفها لحولي والنقرة والشعب البحري والسالمية، ثم يجب زيادة السرعة على الطريقين الثالث والرابع الى 100كم/ساعة (80 كم فوق الجسور فقط) وهو أمر كفيل بتخفيف الزحام بمقدار 20% طبقا للعلاقة المعروفة بين السرعة والمسافة والزمن، فاذا ما جمعنا الاثنين وصلنا للرقم المذكور اول الفقرة ودون كلفة مالية.

تهديدات ايران بإغلاق مضيق هرمز تفيدها وتفيدنا كونها تتسبب برفع اسعار البترول المتنازلة هذه الايام، اما من الناحية الواقعية فلا يمكن لايران ان تغلق المضيق الا سويعات قليلة بالصواريخ او القوارب السريعة قبل ان يتم تدميرها، فاتساع المضيق الذي يقارب 50 كم يمنع اغلاقه عبر اغراق البواخر المحملة بالاسمنت فيه كما كان يحدث مع قناة السويس التي لا يزيد عرضها على 190 مترا.

جاء في مذكرات الكولونيل ديكسون التي تنشرها الزميلة «الشاهد» في عدد امس ان الشيخ مطلق السور كان الساعد الايمن للشيخ فيصل الدويش عام 1920 وكان الاكثر تعصبا في قومه، يقول ديكسون ان الشيخ مطلق السور اخبره انه ترك الاخوان ولجأ للعراق والكويت بعد ان لاحظ ان قائدهم ومفتيهم كانا يعدان الشباب المتحمس بحور العين ومساكن من فضة وذهب ثم يجلسان ابان المعارك في الخلف مع النساء بينما يتساقط الشباب المتحمس قتلى بالمئات.

يقول الشيخ مطلق انه سألهما لماذا لا يبديان حماسا للقاء حور العين اللاتي يكثران الحديث عنهن ومن ثم يتصدران المعارك؟! فغضبا عليه وحذراه من قطع رأسه ان عاد لتكرار مثل تلك السيرة، حقيقة لماذا لا يسأل الشباب المغرر بهم هذه الايام محرضيهم نفس سؤال الشيخ مطلق السور لمحرضيه قبل 90 عاما؟!

آخر محطة:
العزاء الحار لآل القناعات الكرام بفقيدهم المرحوم سامي البدر، للفقيد الرحمة والمغفرة، ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

سعيد محمد سعيد

أنقذونا من الغلاء!

 

لن يموت مواطن بحريني من الجوع، فالبلاد وقيادتها وأهلها بخير، لكن موجة الغلاء الطاحنة التي تسحقنا سحقا باعتبارنا مواطنين – ومقيمين أيضا – كل يوم، ستؤثر كثيرا على كيان الأسرة البحرينية المعيشي من عدة نواح… أهمها مستوى تعليم أبنائها وتنمية مصادر دخلها وزيادة قدرتها على العمل من أجل حياة أفضل… ليست مرفهة بمعنى الرفاهية المطلق، ولكن مستقرة وآمنة وكريمة تضمن لها الاستقرار.

ليس لدينا نحن المواطنين بعد الله سبحانه وتعالى، إلا جلالة الملك حفظه الله، لينقذنا مما نحن فيه من كمد بسبب قلة ذات اليد من جهة، واستمرار موجة الغلاء «محليا» من جهة أخرى، فالعاهل الذي نتشرف بأن يكون أبا للأسرة البحرينية، ما تأخر يوما عن إشاعة الطمأنينة والسرور في نفوس أسرته، كبيرها وصغيرها، ليعيش الجميع بكرامة…

مؤلمة للغاية كانت صورة الآلاف من المواطنين الذين تزاحموا ليقدموا التظلم من أجل نيل علاوة الغلاء، أما الصورة الأكثر إيلاما فهي تلك التي بقيت خبيئة بين الأضلاع وربما الدموع، بسبب ظروف الحياة المعيشية الصعبة والارتفاع المستمر لأسعار السلع، ولاشك في أن جلالة الملك القريب من شعبه يلمس هذه المعاناة، ولم يأل جهدا يوما في إزالة كل ما من شأنه التأثير على معيشة المواطن، لذلك تتعلق الآمال في يديه الكريمتين لأن يحظى المواطن بالمزيد من الفرح عبر تحسين الأجور في القطاعين العام والخاص، وصوغ برامج وطنية لتحسين المعيشة، ولا يمكننا أبدا إغفال الجهد الذي يبذله مجلس الوزراء برئاسة سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله، للبحث عن الوسائل التي تسهم في تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين، وننتظر تسريع خطوات برنامج الدعم الحكومي للسلع الرئيسة كاللحوم والدواجن والطحين لرفع الدعم الحالي من 17 مليون دينار إلى 30 مليونا، والعمل على تنفيذ خطط دعم وتحسين الإنتاج الزراعي والحيواني من خلال مشروعات التنمية الإنتاجية في هذين القطاعين المهمين لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي.

سيتعين علينا أن نشكر وزارة التجارة والصناعة على جهودها في إعداد التقارير والدراسات الدورية وعمليات المسح المستمرة للأسواق لاستقراء أوضاع السوق ومعرفة التغيرات الطارئة عليه، إضافة إلى جمع أسعار ما يزيد على 1500 سلعة بشكل شهري ليتم تحليلها وفق آلية علمية مدروسة، لكن نأمل في أن يكون صدر المسئولين في الوزارة واسعا حين نقول إننا ننتظر تغيرا ملموسا على أرض الواقع في السوق وقتما نشعر بأن هناك انخفاضا فعليا في الأسعار، وكذلك التأكيد على الجهود الرقابية التي تكفل حصول المواطنين على السلع وبأسعار مناسبة، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان الحفاظ على أسعارها المدعومة، وإنزال العقوبات على من يتلاعب بالأسعار من التجار والمستوردين، مع الاعتبار لما يحتاج إليه هذا القطاع من تسهيلات تقدمها الحكومة.

كلنا ثقة وإيمان بأن جلالة العاهل وحكومته الرشيدة، يريدان أن يشاهدا المواطن البحريني يعيش في راحة بال على لقمة عيشه وعيش عياله، ويسعد العاهل وحكومته أن يضع المواطن رأسه على مخدته لينام مطمئنا لا تتقاذفه الهموم والخوف والقلق.

قلنا مرارا وسنقول: «شكرا جلالة العاهل على كل ما تقدموه لأبناء شعبكم، وسنقولها مرارا… لن نتوقف عن رفع معاناتنا إلى جلالتكم لأنكم والد هذه الأسرة».

د. شفيق ناظم الغبرا

التجربة التركية ونجاح حزب العدالة

إن نجاح حزب «العدالة والتنمية» التركي في البقاء في مواقعه السياسية يمثل حدثاً على قدر كبير من الأهمية لمنطقة الشرق الأوسط. بل لو قامت المحكمة التركية بالتصويت ضد الحزب ووجوده في الحكومة ورئاسة الدولة لكانت تركيا قد دخلت في أزمة سياسية كبيرة. إن ما وقع من تهديد بحل حزب فاز في الانتخابات يؤكد أن تركيا بحاجة إلى مزيد من الإصلاح السياسي لكي لا يتكرر هذا الأمر، والذي في جوهره يعكس ضعفاً في الديموقراطية التركية التي صاغ دستورها نظام عسكري. لقد تفادت تركيا بالتصويت الأخير في المحكمة العليا، وبفارق صوت واحد، أزمة حقيقية كان بإمكانها لو وقعت أن ترسل رسالة سلبية للقوى الإسلامية كلها في العالم الإسلامي عن عدم شرعية الطريق الانتخابي في العمل السياسي، كما حصل في الجزائر في أوائل التسعينات. ما وقع في تركيا أكد أن الطريق الشرعي وصناديق الاقتراع هي الطريق لكل حزب إسلامي يسعى إلى لعب دور في قيادة بلاده بما فيها من تشكيل حكومة أو الوصول إلى البرلمان. متابعة قراءة التجربة التركية ونجاح حزب العدالة

سامي النصف

المقال في أزمة العمال البنغال

هل تريد أن تصبح من أصحاب الملايين في لحظة؟! الفرصة لم تفت والقضية أسهل مما تتصور، فما عليك الا ان تؤجر مكتبا 4X3 امتار وتستخرج رخصة جلب عمالة، ثم تتقدم بالعطاءات لجلب آلاف العمالة لسد حاجيات الوزارات والمؤسسات المختلفة براتب 5 دنانير للراس، وسترسو عليك المناقصات طبقا لقاعدة «أقل الأسعار» الشهيرة، ثم ما عليك بعد ذلك الا ان تتسلم من الجهة الحكومية رواتب العمال ثم لا تعطيهم شيئا وتتركهم يشحذون لقمة عيشهم.

ان احد أوجه معضلة العمالة هو عدم الالتزام بالحد الأدنى للأجور وعدم تعديلها تباعا لمواجهة الغلاء الفاحش في الكويت، كذلك فاحدى مصائب قضية العمالة هي الشركات «الطرثوثية» التي تنبت على الأرض دون ملاءة مالية والتي ما ان تحدث مشكلة لها مع الجهة الحكومية حتى تتوقف الشركة المعنية عن صرف رواتب العمال المستضعفين فيها، لقد خرجت كبرىات شركات العمالة المحترمة من السوق وحلت محلها شركات طارئة يقف خلفها بعض المسؤولين والنواب بقصد الاثراء السريع.

وأحد الأمور الخاطئة هو الاعتماد على العدد لا النوع في مناقصات التنظيف، فأغلب مناقصات تلك العمالة يمكن الاكتفاء بنصف او ربع عددها، فمن يزر مستشفيات ووزارات الدول المتقدمة يجدها في أحسن حال دون الحاجة لمئات الألوف من عمال السخرة الذين يملأون الطرقات والشوارع، ان عمالة نوعية أقل براتب أكبر، افضل من عدد كبير برواتب اقل يؤدون لنفس النتيجة.

ولاشك في أن هناك فساداً ينخر في بعض الجهات الحكومية المتعاملة مع قضايا الكفالة والعمالة التي اسماها البعض «النفط أو التثمين» الجديد، اي ان من تمكن منها وعرف خفاياها اصبح كمن اكتشف حقل نفط في داره، ان اصحاب الاسماء المتداولة في «تجارة البشر» المغموسة بالعرق والدم هم من تفترض مناصبهم بهم ان يكونوا اول المحاربين لتلك الجريمة الشنعاء غير المغتفرة.

يتبقى ان تلك الثغرات والمظالم قد اتاحت لبعض العاملين في السفارات التدخل السافر في شؤوننا الداخلية من تحريض على الاضراب والحرق والتظاهر، وهو امر خطير للغاية، حيث ان الكويت تضم رعايا 160 دولة، ومتى ما اعطي للسفارات حق التدخل في شؤوننا الداخلية فسنصبح «مطقاقة» للجميع وفرجة بين الأمم، وفي هذا السياق علينا الا نتدخل في شؤون الدول الاخرى عندما يتجاوز احد طلبتنا او مواطنينا على الآخرين في بلدانهم، وعامل الناس بما تحب ان يعاملوك به.

آخر محطة:
شاهدت لقاء ممتعا ضمن برنامج «نجوم على الأرض» مع الزميل فؤاد الهاشم وكان مما قاله بعد خبرة 30 عاما في مجال الاعلام ان الكتابة الساخرة هي موهبة وقدرة تولد مع الانسان وتصقل بالقراءة والاطلاع وليست قرارا يتخذه الفرد لنفسه، اوصلت ذات مرة مثل تلك النصيحة «بالسر» لأحد الكتاب ممن كانت تعجبنا مقالاتهم حتى لا يغير اسلوبه ويسيء لنفسه ولمن يحاول تقليد كتابته الساخرة فغضب وكتب ما كتب في الأمس القريب، قديما قيل: النصيحة بجمل، هذه الايام النصيحة المحبة تسبب الزعل ولا حول ولا قوة إلا بالله.

احمد الصراف

يوم فقدنا إنسانيتنا

أقدم ثلاثة لصوص على سرقة محل تجاري في منطقة منكوبة، تم ابلاغ الجهات الأمنية التي تحركت وداهمت اللصوص وقبضت على أحدهم وفر الآخران، قام ضابطان وعريف بملاحقة اللصين اللذين لجآ إلى شقة في عمارة سكنية، وعند محاولة القبض عليهما خرج آخرون من الشقة واعتدوا على الضابطين، ونجحوا في خطف العريف إلى داخلها، وهنا حاول ضابطا المباحث اقتحام الشقة، ولكنهما واجها مقاومة «شرسة»، فطلبا اسنادا فحضر، وتمكنوا بعد جهد من دخول الشقة وتحرير العريف الذي تبين انه أشبع ضربا وركلاً، وكان في حال يرثى لها، وقد رفضت الشرطة قبلها التفاوض مع الخاطفين واطلاق سراح زميلهم مقابل اطلاق سراح العريف، وانتهت «المعركة» بالقبض على 7 مجرمين ونجاح 20 في الفرار، وقيل ان جميعهم كانوا من «البدون»!!
كالعادة، أبدت القيادات الأمنية «انزعاجها» من الحادث، وعزت نجاح 20من المعتدين في الهروب إلى كثرة عدد المعتدين وقلة عدد أفراد الشرطة!!
هذه حادثة ليست غريبة، فقد وقع ما يشابهها الكثير، وسنسمع الاكثر في القريب من الأيام مع اشتداد معاناة «البدون» وذويهم، فسوء أوضاعهم المأساوية لا تختلف كثيرا عن سوء أوضاع العمالة البائسة في الشوارع والمستشفيات ومختلف الدوائر الحكومية، الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر، فدفعهم الضغط إلى الانفجار وفضح الوضع البائس الذي يعيشون فيه.
لقد حذرت أكثر من جهة لها تقديرها واحترامها من قنبلة «البدون» وانها على وشك الانفجار في وجه الجميع، وان تأخر انفجارها لبعض الوقت.
فالانفجارات والاحداث الصغيرة التي تقع بين فترة وأخرى ما هي إلا مقدمات وفتح شهية لأحداث أكبر وأخطر، ولكن لا أحد يود مناقشة الموضوع بجدية، نعود إلى قضية الاعتداء تلك، ونأسف لهذه السلبية في التعامل مع مثل هذه الأحداث، ومحاولة معالجة كل حالة على حدة.
ربما ليس مطلوبا من الجهات الأمنية القيام بأكثر مما تقوم به حالياً في سبيل حفظ الأمن، ولكن قضية هؤلاء أبعد بكثير من حدود مسؤولياتهم، وأعمق بكثير من قدراتهم!! فالقضية أخلاقية وسياسية واجتماعية، وبالتالي تتطلب قراراً على أعلى مستوى، فلا يجوز ابقاء الوضع على ما هو عليه، فقيام مجموعة من الشباب من غير محددي الهوية الذين لا سند لهم باقتحام مجمع تجاري وسرقته، ومن ثم التصدي لرجال الأمن ومقاومتهم واللجوء إلى شقة في عمارة والاعتداء على ضابطي مباحث وحجز عريف شرطة واشباعه ضربا وركلا ومن ثم التجرؤ وطلب التفاوض مع قوة الداخلية على اطلاق سراح زميلهم اللص المحتجز مقابل الافراج عن الرهينة العريف، والاستمرار في المقاومة والتصدي ونجاح عشرين منهم في الفرار من الحصار، كلها امور تدل على ان المسألة خطيرة وخطيرة جدا، وما قام به هؤلاء يدل على ان الكيل قد طفح بهم، واوصلهم إلى تلك الشراسة في المقاومة التي تعني بلوغ مرحلة اليأس، بعد ان صعب الحصول على لقمة العيش بالطرق المعتادة.
ومن المهم هنا الاشارة إلى الدور السلبي لجمعيات تجميع الاموال وتمويل الارهاب والصرف على توافه الامور خارج الكويت، في الوقت الذي توجد فيه بيننا عشرات الآلاف من الانفس البشرية المحرومة من الماء النظيف والطعام الكافي والطبابة والتعليم، وفوق كل هذا، لا تعرف شيئا عن مستقبلها وتفتك بها المخدرات وينهشها الاجرام وينتشر بينها خطف الصبية والفتيات، ونحن لا نفعل شيئا غير ابداء تكدرنا وانزعاجنا من وقوع هذه الحوادث.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

المهم الأخلاق

حكمة الله أن يكون شباب المغرب مثالا أعلى للقبح في حين أن شابات المغرب غاية في الجمال. وتشاهد الفتاة المغربية فتتمنى أن لم يخلق الله الأجفان كي لا تغمض عيونك عنها لحظة، وتشاهد شقيقها فتتأكد بأن أصل الإنسان فأر، وتقسم بالطلاق على ذلك… وفي الكويت العكس صحيح، فإذا ما استثنينا بعضهن، نجد أن الغالبية الساحقة الماحقة منهن «المهم الأخلاق»، بينما يحطم شباب الكويت نوافذ الأرقام القياسية في الوسامة. حكمة الله جاءت هكذا.
والجمال له علاقة بالنجاح العملي، وتأثيره أكبر مما يتوقع البعض، وأهميته تبرز أكثر في الإعلام، التلفزيون تحديدا. يقول خبراء الإعلام عن شروط الشكل الخارجي لقارئي النشرات الإخبارية والرياضية والاقتصادية: «قارئ النشرة المثالي هو من يقف في المنتصف بين الجمال والقبح، فلا هو بالجميل للغاية فيصرف الانتباه عن محتوى النشرة، ولا هو بالدميم الذي ينفّر المشاهد عن متابعة النشرة. ويجب أيضا ألا يكون قارئ النشرة ذا علامة مميزة في شكله الخارجي، كأن يكون أصلع مثلا، أو بأذن مقطوعة، أو ما شابه… قارئو وقارئات النشرات يشترط فيهم الشكل المقبول فقط، لا أكثر». متابعة قراءة المهم الأخلاق

سامي النصف

كتابات على جدار الاحتلال

كتبت إبان حرب الفاو بين العراق وإيران أطالب باستضافة قواعد عسكرية أميركية في بلدنا، كما هو الحال في بريطانيا وألمانيا وكوريا واليابان التي لا تشهد حروبا على حدودها، ولا يوجد خطر داهم يحيط بها، فأخبرني الصديق أحمد المفرح من وزارة الإعلام انه استمع لمن قام بتكفيري وطنيا آنذاك فمن يقبل إبان هوجة الشعارات بدعوة عاقلة لإنشاء قواعد تحمي بلدنا من الخطر المحيط بنا؟!

وفي عز المد العاطفي المؤيد والمناصر لصدام كتبت مقالا في منتصف الثمانينيات اسميته «نحن والأشقاء» قلت فيه ان الكويت تدفع الأثمان باهظة لنصرتها العراق من خطف طائرات وضرب ناقلات وتفجير مصاف، لذا فان على الشقيق العراقي ان يقوم بمبادرة موجبة نحونا عبر تخطيط الحدود بشكل نهائي بيننا وان من لا يقم بذلك الأمر وهو بحاجة لنا فلن يقوم به بعد انعدام تلك الحاجة، وضمن المقال طالبت دول الخليج بإرسال قواتها لحدودنا الشمالية كترجمة حقيقية لمقولة التضامن الخليجي، كنت جالسا مع الصديق الكابتن فهد الدغيشم عندما أتاني آنذاك اتصال من شخصية رفيعة في وزارة الإعلام تثني على الروح الوطنية التي تضمنها ذلك المقال، الا ان الظروف حسب قول المسؤول لا تسمح للكويت بطرح مثل تلك المطالب.

ويوم الأحد 29/7/90 كنت عائدا من لندن واطلعت على ما احتوته صحافة ذلك اليوم ولفت نظري تصدير الـ«صنداي تايمز» خبر التهديدات العراقية، وما خطه كبير مراسلي الـ«صنداي تلغراف» باتريك بيشوب من الكويت من ان العراق سيحتل الكويت ولن يعترض أحد في العالم على ذلك، واننا سنشهد بعد ذلك هجرة كويتية للسعودية، كتبت تبعا لما قرأت مقالا احذر فيه من ان القضية ليست احتلال شريط حدودي، كما نعتقد، بل ان علينا ان نضع في الأذهان والحسبان مخاطر الاحتلال الكامل، قدمت المقال لمدير التحرير آنذاك الأستاذ يحيى حمزة الذي أبلغني بأن الرقيب سيرفضه قطعا، حيث ان السياسة العامة خاصة بعد زيارة بعض المسؤولين العرب تقوم على التهدئة فكيف بمقال يتحدث عن احتلال صدامي كامل للكويت، وقال إن التهدئة وصلت إلى حد ان الرقابة في وزارة الإعلام منعت وسمحت 8 مرات بنشر تصريح وزير النفط حول حصص الإنتاج.

والحقيقة الجلية ان ذلك المقال التحليلي والتحذيري لو أباحه الرقيب ونشر فانه كحال ما سبقه لن يغير شيئا على الإطلاق فقد تعودنا على عدم الأخذ بجد ما ينشر في وسائط إعلامنا المحلية ومن ثم تتبعه والاستفادة منه، وقد يكون الاستثناء الوحيد هو التتبع الجاد للمقالات الفارغة التي تحتوي اما على الذم والشتم أو الثناء والنفاق.

وقبل مدة نشر قائد الفيلق الثاني في الحرس الجمهوري العراقي رعد الحمداني انه ابلغ في 15/7/1990 بقرار الاحتلال الكامل للكويت وهو ما يكذب كتاب «الجنرالات آخر من يعلم» للأستاذ سعد البزاز ومن ثم لم يكن مهما على الاطلاق ما سينتج عن لقاء صدام مع السفيرة الأميركية أو لقاء جدة فقرار الاحتلال كان منتهى منه، لو اننا استطعنا وعبر 8 سنوات من العلاقة الحميمة بالعراق تجنيد ضابط كبير أو أكثر في الحرس الجمهوري لمعرفة الوضع الحقيقي على جبهة القتال العراقية – الإيرانية لاستفدنا منه فيما بعد ولأخذنا حيطتنا، هل اتعظنا من ذلك الدرس وبدأنا نبث العيون والآذان لدى الجيران؟! لا اعتقد..!

آخر محطة:
الدافع الحقيقي للاحتلال هو الانهيار الاقتصادي التام في العراق وحاجة صدام لإشغال جيش المليون جندي ولو حمينا أنفسنا بالقواعد العسكرية لتوجه صدام بجيشه في ذلك الصيف على الأرجح لاحتلال الأردن بحجة اتفاق اتحاد عام 58 والحاجة لخط مواجهة مع إسرائيل ولخرج بعض الكويتيين والفلسطينيين في الكويت لنصرة ذلك العمل الوحدوي.
 
كما خرج بعض الأردنيين والفلسطينيين لنصرته في الأردن.

احمد الصراف

ريحونا وارتاحوا

في ظاهرة غريبة وغير مسبوقة فاجأ الفنان حسين الاحمد اهله واصدقاءه ومحبيه، قبل اربعة اشهر، بنبأ اعتزاله الغناء وهجره الفن وتكريس حياته للجهاد في سبيل الدعوة تحت راية تنظيم القاعدة!
استقبل الكثيرون الخبر بين مصدق ومكذب وكان السلف ومقاولو حدس من اكثر الناس ترحيبا بنبأ اعتزال ذلك المواطن، حيث سطروا المقالات في شهامة الرجل واستقامته وخروجه من الظلمات الى النور ومن التيه الى الصواب.
وانتشر الخبر بعدها ان الفنان المعتزل حسين الاحمد قد ربى لحية كثة ووضع على رأسه غترة حمراء، وغادر الكويت ليجاهد اما الى العراق او الى افغانستان!
وفجأة، وبعد اقل من اربعة اشهر عاد الاحمد من رحلة الجهاد والخير ليدلي بالتصريحات التالية للصحافة:
«ذهبت الى افغانستان لاعمال الخير فرأيتهم يعملون بالمخدرات فقررت العودة»، «الشبان الكويتيون ينخدعون بما يروج له التنظيم.. وعلى السلطات الكويتية توضيح هذا التضليل»، «هربت منهم بعدما استغربت فتاواهم».
وهنا نتمنى ألا تضيع تصريحات هذا الشاب سدى وتمر مرور الكرام، خصوصا على ضوء التصريح الخطير الذي ادلى به الجنرال الاميركي بترايوس، قائد المنطقة العسكرية الوسطى يوم 20ــ7 من ان القاعدة قامت بنقل جزء كبير من عملياتها العسكرية من العراق الى افغانستان!
وبالتالي تصبح مهمة كشف وتعرية ما يسمى بالقتال مع المجاهدين الافغان مهمة في وقف النزيف البشري بين صفوف ابنائنا.
المؤسف، بعد كل هذا، ان تأتي جمعية احياء التراث، والمتهمة من قبل الولايات المتحدة الاميركية بدعم الارهاب، وتصرح بأن المبعوث الاميركي الذي زار الكويت قبل فترة بخصوص الاتهام الموجه لها بتمويل الارهاب، قد حضر لتعميم الاتهامات وتوسيع فوضى القرارات.
والآن هل سيعتذر من اساء لنا من بني جلدتنا على ما ذكره وكتبه في حقنا في قضية المطرب المعتزل حسين الاحمد؟ لا نعتقد ذلك ولا نتوقعه!
ملاحظة: سؤال يطرح نفسه طرحا شديدا: اذا كان الجهاد في افغانستان بهذه المرتبة العالمية من الثواب والخير والاجر والبركة، فلم تخريب عقول ابناء خلق الله والتضحية بارواحهم، ولم لا يذهب قادة وقاعدة جمعياتنا الدينية السياسية للجهاد في افغانستان ضد قوى الشر والطغيان فنرتاح ويرتاحوا!

أحمد الصراف