احمد الصراف

«قذارة الأوروبي ونجاسته وبخله»

لو قمنا بعقد مقارنة بسيطة وسريعة بين مجتمعات دول مجلس التعاون والمجتمعات الأوروبية لوجدنا فوارق هائلة لا تصدق بين المجتمعين، سواء في التعليم أو الزراعة أو الاقتصاد، دع عنك ارتياد الفضاء والتجارة والسياحة والآثار والمتاحف والفنادق والطرقات والخدمات الأساسية كالكهرباء والماء ومصادر الطاقة البديلة.
ولو نظرنا إلى معاهدهم العلمية وتقدمهم في الطب ومستوى مستشفياتهم لأصابنا الذهول، ليس فقط من درجة تقدمهم، بل من مدى تخلفنا وانعدام إنتاجنا، وبؤس مساهمتنا في النشاط الإنساني.
ولو قمنا بإلقاء نظرة سريعة على الفوارق الأخلاقية بين المجتمعين، لأصبنا بذهول يصعب علاجه بغير تدخل جراحي، ففي أوروبا للمواعيد قدسيتها وللعمل احترامه، كما أن الكذب غير شائع بينهم، وعكس ذلك تماماً في مجتمعاتنا.
ولو تطرقنا لدورهم الحضاري والانساني وفضلهم على البشر أجمع في جميع المجالات، في السنوات الثلاثمائة الماضية على الأقل، لوجدنا العجب العجاب، ليس فقط في قلة مساهماتنا بل في الكم الهائل من المصائب والأحزان التي تسبب بها السفهاء منا بحق البشرية، والغرب بشكل خاص. والمجال لا يسمح هنا بتعداد أسباب ذلك، لكن لا يوجد ما يصلح للرجوع إليه من مصادرنا للتدليل على عظمة ثقافة الغرب وقيمه وأخلاقيته، أفضل مما كتبه الداعية السعودي عايض القرني، الذي لم يمنعه انتماؤه لمذهب اسلامي متشدد، وبعد أول زيارة له إلى أوروبا في شهر مارس الماضي، من أن يكتب في صحيفة سعودية.. «أنا في باريس للعلاج، أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وانظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة وتهذيب الطباع ولطف المشاعر وحفاوة اللقاء وحسن التأدب، كما وجدت حياة منظمة والتزاما بالمواعيد وترتيباً في شؤون الحياة، أما نحن العرب، فقد سبقني ابن خلدون في وصفنا بالتوحش والغلظة.. وبعض مشايخنا، وأنا منهم، جفاة في الخلق وتصحر في النفس.. ونحن بحاجة لمعهد تدريب على حسن الخلق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع وبحاجة لتدريس اللياقة مع الناس»!
هذا كان رأي الداعية القرني السعودي في أهل أوروبا. أما الداعية الكويتي نبيل العوضي، الكاتب في «الوطن»، والمنتمي إلى تيار عايض القرني، فقد كان له رأي مختلف تماماً في الأوروبيين، فقد كتب قبل أيام يقول: «أما علاقة الأوروبيين بخالقهم فالبهائم أفضل منهم حالاً ومالاً، فهم لا يحللون حلالاً ولا يحرمون حراماً.. والحقيقة أن أهل الغرب لا يردعهم دين ولا قيم ولا أخلاق، بل يردعهم فقط الخوف من العقوبات والغرامات، بل حتى شرطتهم ستشارك في السرقات إن غابت الرقابة.. الأوروبي في الغالب كريه الرائحة، فهو لا يغتسل إلا للضرورة! ولا يستبرئ من بول ولا يتطهر من نجاسة، ولولا أن الله رزقهم جواً بارداً لرأيت رائحتهم تزكم الأنوف وتطرد الطيور وتهلك الزرع! ومن الصفات القبيحة التي يمتاز بها الأوروبي، ولا يكاد ينافسه فيها أحد من الشعوب، صفتا الجبن والبخل، وباقي صفاتهم السيئة لا يمكن حصرها!.
المقال طويل وتضمن الكثير من الذم والمسبة والتهجم، وقد أوردنا فقط مقاطع منه لنبين حقيقة مواقف البعض منا من الآخرين، خصوصاً من أكثر شعوب الأرض تقدماً وأدباً واحتراماً وفضلاً على الأمم الأخرى.
ملاحظة: لا أقرأ مقالات نبيل العوضي، ومن اطلع على هذا المقال أخبرني بأنه قام بترجمته وسيقوم بتوزيعه على سفارات الدول الأوروبية العاملة في الكويت ليطلعوا على طريقة تفكير «علمائنا»، وليواجهوه، إن سمحت لهم قوانينهم، بما كتب عنهم في حال تقدم هذا الداعية للحصول على فيزا للعلاج في واحدة من دولهم!
نص المقالين محفوظ لدينا لمن يود الاطلاع عليهما.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

ديوانية المحاسبة

هرمونات الأنوثة في ديوان المحاسبة أكثر من هرمونات الذكورة بكثير، ولهذا أعتقد بأنه يجب تغيير مسماه إلى «ديوانية المحاسبة» من دون المرور بفترة علاج نفسي. وتصريح وكيل الديوانية عبد العزيز الرومي عن أهمية المصفاة الرابعة وضرورة إنجازها لأهميتها الإستراتيجية والبيئية، يؤكد بأن الديوان تحول جنسيا وانتهى، لكنه يخفي شعره المسبسب تحت «كاب» خوفا من لجنة الظواهر. متابعة قراءة ديوانية المحاسبة

د. شفيق ناظم الغبرا

روسيا في الميزان

تسعى روسيا إلى تأكيد موقعها ودورها العالمي، ولكنها تفعل ذلك من دون أن تمتلك القدرة على قيادة عالمية في حرب باردة جديدة. فروسيا رأسمالية حتى النخاع، وغربية الهوى، وهي أيضاً لا تبشر بأيديولوجية مختلفة عن الأيديولوجية السائدة في العالم الرأسمالي. ولكن فوق كل شيء، تبشر روسيا بأن تكون روسية قبل أي شيء آخر، وأن تدافع عن مصالحها الذاتية والإقليمية، وأن تلعب دوراً يتجاوز حدودها المباشرة. هذا جزء من صورة العالم الأوسع الذي نجد أنفسنا فيه. إن اجتياح جورجيا كان أول تأكيد على الدور الروسي خارج الحدود الروسية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة، ولكنه كان رداً على تحديات فرضتها جورجيا ساهمت في إثارة الغضب الروسي. هكذا انتهت هذه الجولة بانتصار روسي ورسالة روسية لدول عدة عن استعدادها لاستخدام القوة للدفاع عما تواجه من تحديات لمصالحها الأمنية في دول الجوار. ولكن الاتفاق الأميركي مع بولندا على منظومة الصواريخ الدفاعية هو الآخر أثار روسيا، التي ستحاول مضايقة الولايات المتحدة في مسائل أخرى قد تكون في إيران. لهذا على روسيا أن تقرر: فهل تدعم إيران وتقوي دفاعاتها ما سيدفع الولايات المتحدة، وربما إسرائيل لتقوية أطراف مناوئة لروسيا؟ هذه تحديات تواجهها روسيا في المدى المنظور. وفي الوقت نفسه على الولايات المتحدة أن تقرر: هل تريد أن تنتشر على الحدود الروسية وتشعر روسيا بالتهديد أو أنها تريد التعاون الروسي معها في العراق وافغانستان وآسيا والاقتصاد العالمي؟ متابعة قراءة روسيا في الميزان

احمد الصراف

مصالح خالد السلطان ومبادئه

ما ان قام عبدالوهاب الكندري، رئيس نقابة العاملين في البترول الوطنية بانتقاد بعض مواقف النائب خالد السلطان من مشروع المصفاة الرابعة، حتى قامت صحيفة الرؤية بتخصيص الجزء الأبرز من صفحتها الأولى (21 ــ 8 ) وجزء من صفحاتها الداخلية، لنشر رد النائب السلطان على النقابي الكندري، ويا ليته لم يفعل!
رد النائب كان طريفاً بقدر ما كان مخيفاً أيضاً، فقد نفى فيه وجود مصالح شخصية له في مشروع المصفاة، وانه لو كانت له مصالح لما هاجم المشروع، حفاظاً على مصالحه فيها!، ولكنه لم ينف وجود مصالح لشركاته.
يتبين من رد النائب خالد السلطان، الواضح والصريح، أي الرد، ان مصالحه المالية، وليس واجبه كنائب مراقب وكمشرع وكمؤتمن على المال العام، هي التي تحدد مواقفه من أي قضية برلمانية أو مسألة محل خلاف!
وهذه سقطة كبيرة ما كان يجب ان تصدر عن نائب وممثل للشعب! فكيف يمكن ان نصدق مستقبلاً ان سكوته عن المشاركة في مناقشة، أو انتقاد مشروع أو قضية ما، لا يعني ان له مصلحة فيها ولا يريد لها أن تتأثر، ان شارك منتقدا؟ أين ذهبت مبادئ النائب السلفي، وأين اختفت مصلحة الدولة العليا، وكيف يمكن ان تمنع بضعة دنانير نائبا بحجم وقوة وسطوة ومعرفة وثراء السيد السلطان عن مناقشة أي قضية مالية ضخمة لمجرد ان له مصلحة فيها؟
اما سقطته الثانية فتكمن في التصريح نفسه، حيث يقول علناً انه يهاجم مشروع المصفاة، لان ليس لي حصة فيه، مما يعني انه لو اعطي شيئاً أو حصة منها، أو من أي مشروع مستقبلي آخر، فسكوته وقتها مضمون لكي لا تتأثر مصالحه!
نتمنى ان يقوم السيد السلطان، ولو لمرة واحدة، بالتراجع عن غريب تصريحه، ونحن إذ نطالبه بذلك نتمنى عليه عدم الرد علينا لكي تزول، لمرة وإلى الأبد، تلك الهالة التي يحاول البعض خلقها فوق رؤوس بعض النواب، وكأن الباطل لا يأتيهم من أمام أو من خلف.
للعلم، نشرت جريدة الدار الكويتية على صفحتها الأولى صورة مستند يبين ان السيد السلطان لا يزال يشغل منصب «نائب الرئيس» في شركة الدار للهندسة والانشاءات، وان الشركة لا تزال تعمل في المجال النفطي والغاز الطبيعي!
* * *
• لفتة: حيث إن المشروع ربما يكون في طريقه لديوان المحاسبة، وقد يعاد طرحه في مناقصة جديدة، فإننا نلفت نظر الحكومة إلى ضرورة ارضاء اولئك النواب الذي أعلنوا نيتهم بالامتناع عن مهاجمة المشروع ان كانت لهم مصلحة فيه.
* * *
• ملاحظة: أعلنت الهيئة العامة للشباب والرياضة عن مسابقتين لحفظ القرآن وتجويده، الأولى مخصصة للذكور حتى سن 16، والأخرى للاناث حتى 25 سنة! إلى هنا والأمر لا يخرج عن حركة الصحوة التي نعيشها، ولكن المؤسف ان حفظ القرآن أصبح يتطلب تخصيص جوائز نقدية «مجزية»، كما أعلنت الهيئة، لمن تبلغ أعمارهن 25 سنة (!!)، والإعلان نشر في الوقت الذي تحصد فيه هيئة الشباب والرياضة الهواء الحار في دورة الاولمبياد في الصين!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

السمك الإيراني… فتنة

للصيف نكهته وعشاقه وكتاباته، فلا سياسة في كتابات الصيف إلا عند الضرورة لا قدر الله، أو هكذا يجب. وقد يأتي الصيف ويرحل بلا ضرورة. لكن الكويتيين حفظهم الله يعشقون السياسة ويعيشون بها وعليها، فنجوم المجتمع هنا هم الساسة، وكتّابه ساسة، ورياضيوه ساسة، واقتصاديوه ساسة، وأطباؤه ساسة، ومهندسوه ساسة، وطباخوه ساسة، وفنانوه ساسة، وأمطاره ورياحه وشمسه وبره وبحره كلهم ساسة، وكل ما يتحرك على الأرض يدور في فلك السياسة.
وقد أحصيت عدد رسائل القراء الإليكترونية التي تطالبني بالكتابة في السياسة هذه الأيام فوجدتها أربعا وسبعين رسالة، جاءت كلها في يوم واحد بعدما كتبت مقالة ابتعدت فيها عن مرابع السياسة واتجهت إلى الحياة الأخرى. متابعة قراءة السمك الإيراني… فتنة

احمد الصراف

قراءة في ظاهرة الدعاة

قد تكون أمة دول مجلس التعاون اكثر امم الارض، بعد اميركا، ولعا بالدعاة الجدد الذين اصبح الكثير منهم رجال اعمال وشخصيات مرموقة وفي مصاف نجوم السينما والتلفزيون، وهذا لا ينطبق على الدعاة المخلصين الذين لا يسمع بأعمالهم احد، وهم الاكثر صدقا وتأثيرا، على الرغم من قلتهم!
ترتبط ظاهرة الدعاة الجدد بانتشار القنوات الفضائية الدينية وزيادة نسبة اموال البترودولار المخصصة لمثل هذه الانشطة، التي تبدو دينية في مظهرها، ولكن في جوهرها موغلة في السياسة.
لا نريد ان نبخس احدا حقه في نيل الاجر والثواب من وراء القيام بوظيفة داعية، ولكن لا يمكن في الوقت نفسه غض النظر عن رغبة الكثير من هؤلاء في الشهرة وتحقيق الثروة، خصوصا ان المسألة سهلة ولا تحتاج لأكثر من حفظ بضعة نصوص ونصائح وامتلاك قدر من الكاريزما والثقة بالنفس. وما يساعد عادة في تسهيل مهمة هؤلاء ما يمتاز به السواد الاعظم من شعوبنا من جهل واتكالية وعدم رغبة في «تدويش الدماغ»، وبالتالي ترك الامر للغير لينصح ويفتي ويبين ويوضح.
من حقنا التساؤل عن سبب عدم ظهور هؤلاء الدعاة، وبهذا الكم وهذه الاناقة المفرطة قبل عشرين عاما مثلا، ولماذا ظهروا الآن فقط، هل جد شيء لكي نصبح فجأة اكثر حاجة اليهم؟
لا شك ان لزيادة عدد السكان علاقة بالأمر، اضافة الى نفسيات نسبة كبيرة من شعوبنا الذين تزايدت لديهم وتيرة الحيرة والارتباك والتضارب بين ما هو حرام وما هو عكس ذلك في كل هذا الخضم الضخم من المستجدات التي تنهال على الجميع، والتي لا تعرف الغالبية كيفية التصرف معها، خصوصا ان موجة التدين في اللبس والتصرف والمظهر التي حدثت لدى الكثيرين في السنوات الاخيرة دون وعي او ترتيب ذهني مسبق احتاجت الى من يبررها في نظرهم. كما ان وجود اكثر من ٢٥ قناة فضائية دينية تبث على مدار الساعة زاد من الطلب على الدعاة النجوم، وقد اخبرني احدهم انه يعمل في رمضان في ثلاث قنوات مرة واحدة. وساعد استعانة هؤلاء الدعاة بطرق الدعوة الاميركية في زيادة التكالب عليهم ودورهم الايجابي في عملية جمع التبرعات، خاصة بعد ان حول البعض الدين الى سلعة تجارية، مطالبين الشباب باستبدال سيئاتهم بحسنات، وكأنهم يطلبون منهم استبدال سياراتهم القديمة بأخرى جديدة!
ولكن لم الدعوة؟ لا شك ان هناك نصوصا دينية تبرر القيام بها. وربما كان ذلك مهما ومصيريا في السنوات الاولى للدعوة المحمدية، ولكن بعد مرور ١٤ قرنا، وتجاوز عدد المسلمين المليار بكثير، فإن الحاجة اصبحت اقل الحاحا، خصوصا ان الغالبية العظمى، ان لم يكن جميع الذين يتم اقناعهم، بطريقة او بأخرى بالتحول الى الدين الاسلامي، هم من الطبقات الدنيا متواضعي التعليم والخبرة والثراء المعرفي والمادي، والذين لا يرجى منهم خير كبير، ومن الافضل بالتالي توجيه قوة الدعاة، هذا اذا كانت هناك قوة حقيقية منظمة، توجيها لرفع مستوى المسلم التعليمي والثقافي، بدلا من زيادة نسبة البسطاء وانصاف المتعلمين بينهم.
ولو ألقت دول الخليج النفطية، والممولة الرئيسية لمهمة الدعاة، نظرة سريعة على احوال مسلمي العالم، لوجدت ان الجهل والفقر والمرض تفتك بغالبيتهم، وانهم بحاجة الى أمثال رجل الاعمال البنغالي محمد يونس اكثر من حاجتهم لمحمد عوض او محمد هداية او عمرو خالد او محمد العوضي!

أحمد الصراف

 

احمد الصراف

العلمانية.. وطارق العيسى

يتولى السيد طارق سامي سلطان العيسى منصب رئيس جمعية إحياء التراث، وهي جمعية سلفية. ويزاحمه عمه خالد سلطان العيسى في كسب قلوب بقية أعضاء الجمعية ومناصريها.
أجرت «عالم اليوم» قبل شهر تقريباً لقاء مع السيد طارق، تضمن أموراً تحتاج للرد.
ذكر في البداية أن العلمانية تسعى إلى تحويل مسار الأمة الإسلامية، وأنها مذهب فكري يحارب الدين وأتباعه ويهدف إلى تنحية الشريعة، وتحكيم قوانين وضعية!
ولو سألناه عن الجهة التي يعتقد بأنها تدير «الحركة العلمانية» في العالم، لكي يسهل توجيه الاتهام لها، لما وجدنا لديه إجابة محددة! وبالتالي، كيف تأتي لحركة من دون قيادة واضحة ومعروفة، أو حتى سرية، أن تتمتع بكل هذا الزخم، بحيث يكون بإمكانها تغيير مسار مليار مسلم، حسب ادعائه؟ وما الوسائل التي يتبعها العلمانيون لتغيير مسار الأمة؟ وكيف استطاعت جرها إلى الماديات وتبعية الغرب؟
لعلم السيد طارق، فإن العلمانية، التي بها ندين، لا تحارب الدين ولا تطالب بإلغائه من حياة الناس، بل العكس هو الصحيح. فالدولة العلمانية، كالهند وأميركا مثلاً، تقدران العقيدة الدينية للجميع بالتساوي وتمنحان كل طرف حقوقاً قريبة جداً من المساواة، والمرشح باراك أوباما، وأكثر من رئيس جمهورية في الهند، أمثلة على ذلك فمن دون العلمانية لا يمكن ترسيخ حب الوطن في قلوب الجميع، وخصوصاً في اتباع الديانات الأخرى. إذا لم يعامل الجميع بطريقة متساوية وعادلة، فكيف يمكن مطالبة المسيحي الكويتي مثلاً بالدفاع عن وطنه وبذل الروح والمال في سبيله، وهو لا شك فاعل ذلك، إذا كنا نحرمه من أبسط حقوقه الدينية في بناء ما يشاء من دور عبادة، على سبيل المثال فقط؟ فالشريعة التي يتخوف السيد طارق عليها من العلمانية ليست بالضرورة، بنظر الجميع، الشريعة الصحيحة، بل هي الشريعة طبقاً لتفسيره الشخصي المتطرف الذي يعطيه وحزبه الحق في فرض أسلوب حياتهم على الآخرين المختلفين عنهم، ولو كانوا إخوة أشقاء له! فالعلمانية هي صمام الأمن في حفظ حقوق كل طرف وكل أقلية، وتمنع سيطرة اتباع مذهب أو دين محدد على اتباع المذاهب والديانات الأخرى، وهذا يعطي القانون الوضعي الكلمة الأخيرة، فليس هناك مجتمع على وجه الأرض يستطيع تدبير أموره بغير قوانين وضعية مناسبة لظروف وبيئة كل تجمع بشري، فالتغيرات الهائلة والمستجدات اليومية في مجالات الاستنساخ وزراعة الأعضاء وارتياد الفضاء والعبادة في مناطق انعدام الجاذبية ومواجهة الكوارث البشرية والمجاعات والانهيارات الاقتصادية وغيرها الكثير، تجعل من الصعب الاكتفاء بالاعتماد على نصوص دينية غير مدعومة بكم كبير من القوانين الوضعية التي تتماشى واحتياجات الإنسان المعاصر.

أحمد الصراف

احمد الصراف

العمل بالنصوص وليس بتعليقها

تتميز المجتمعات المتخلفة بكثرة الشعارات والرسومات على جدران ابنيتها وشوارعها، ويحاول البعض في المجتمعات الاكثر تخلفا زج الدين ونصوصه في كل مكان، دون اعتبار لأي امر او شأن او حتى لطبيعة المكان، وكمثال على ذلك تلك الصورة الكبيرة لزعيم ديني في لبنان، موضوعة وسط ساحة نائية تحولت مع الوقت إلى مكب قمامة. كما نجد في الكويت ان بعض الجماعات المجهولة الهوية تقوم، فور الانتهاء من بناء جسر او تشييد سور استنادي، بالهرولة حاملة سطلا وفُرشات دهان للمكان لتغطيه بنصوص واقوال وحكم لم يثبت مطلقا انها ساهمت او ساعدت في تجميل المدينة او في زيادة تدين الناس او احترامهم للطريق ولحقوق الغير او حتى في الحد من الجرائم. ولو كان في كتابة هذه النصوص والشعارات خير لامتلأت بها ساحات وطرقات دول العالم المتقدم، التي تحرم قوانينها مثل هذه التصرفات غير المسؤولة، باعتبارها نوعا من التشويه والاعتداء على المال العام. ولكن يبدو ان لا احد في البلدية او الاشغال معني بإزالة هذه الكتابات ومقاضاة الجهات التي تقف وراءها، ونتمنى ان يكون ضمن اعمال لجنة ازالة الاعتداءات على املاك الدولة فرع للتخلص من هذه الكتابات، والعمل على وضع قواعد تنظيمية صارمة لها.
والظاهرة الاخرى التي تتطلب الانتباه تتعلق بذلك الكم الكبير من اللافتات التي تصدم نظرك في مداخل واروقة الكثير من الجمعيات التعاونية، بحيث تخال نفسك في دار عبادة وليس في محل لبيع البصل والفجل والطماطم. فالستكرات والملصقات الدينية معلقة في كل مكان وبعضها يغطي اجهزة النقد والصرف والآلات الإلكترونية بصورة غير جميلة، خصوصا ان الكثير منها قد انتزعت اطرافه وتداخلت جمله واصبح مدعاة للحيرة بدلا من الخيرة. وبالتالي، لم استغرب كثيرا عندما نشرت بعض الصحف صورا للوحات تحمل نصوصا دينية قام مجهول احمق بالشطب عليها بعلامة X، الامر الذي تطلب استنفار دوريتي شرطة اثر الابلاغ عن الحادث، وتم نقل اللوحتين من منطقة الدعية الى الادارة العامة للأمن للنظر في طبيعة الجرم، ولم يحاول اي طرف تفسير تصرف ذلك المخرب الأخرق بأنه ربما يكون رد فعل زاد عن حده، خصوصا ان زيادة حجم وعدد تلك الملصقات واللوحات الدينية لم تجعل من تلك الاسواق المركزية اماكن تسوق افضل او انظف، او حتى اكثر رحمة وعدلا في التعامل مع المتسوقين. كما ان انتشارها وكبر حجمها لم ينتج عنهما رفع مستوى الخدمة في هذه الاسواق، فهي بالنهاية لوحات لا تسمن ولا تغني من سوء الخدمة او غلو السعر، وكان من الافضل على مجالس ادارات هذه الاسواق العمل بموجب مضامينها الخيرة وليس لصقها وتعليقها وزرعها في كل زواية ومن ثم نسيانها، او التصرف بعكسها!!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

ما تفرق

ولأننا في الكويت في منتصف هذه المعمعة والدوامة الخطيرة، فنجد صحفنا تزخر بالغث والسمين حول هذا الشأن، ولا ضير في أن أضيف رأيا في هذا الخصوص.

لنفرض، رغم استبعادي لذلك، ولكن لنفرض أن الحرب ستحدث فعلا، ولنفرض أن تهديد إيران بإغلاق «هرمز» حقيقي، لنستعرض فقط النتائج المترتبة على الكويت بفرضية وقوع الحرب.

سينخفض معدل تصدير النفط الكويتي نظرا الى إغلاق معبر مهم جدا لنفط الكويت، وهو مضيق هرمز، وهذا ما سيجعل إيرادات الدولة تنخفض، والسؤال كيف سيؤثر هذا على التنمية في الكويت؟

لن يتغير شيء على الإطلاق فالتنمية متوقفة منذ أمد بعيد في الكويت فلا سعر الـ15 دولارا قبل سنوات حرّك عجلة التنمية، ولا سعر الـ150 دولارا قدّم لنا شيئا. هل لمس أحدنا «باستثناء اللصوص طبعا» فوائد عوائد النفط في السنوات الأخيرة عدا الرواتب الحكومية التي كانت تُسدّد في أسوأ أسعار البترول وأعلاها.

إذن لن نتأثر بانخفاض الصادرات النفطية، ولكن ولأن المنطقة ستكون تحت وطأة المعركة فهذا ما يعني أن السلع الغذائية سترتفع أسعارها وتصل معدلات ارتفاعها إلى 100%، وهذا الأمر أيضا لا ضير فيه بحكم أننا اليوم نواجه المشكلة نفسها ومن دون حرب، فكل طمّاع جشع زاد أسعاره ولن يكون ذلك بالأمر الجديد.

يبقى هناك أمر مخيف واحد، وهو أن ينقسم الكويتيون إلى معسكرين رئيسيين، وهو معسكر شيعي وآخر سنّي، فالخوف من أن يميل بعض الشيعة إلى إيران من باب المذهب ولكونها أكبر دولة مسلمة شيعية، وأن يميل بعض السنة إلى أميركا خوفا من توسع الدولة الشيعية، وهو ما سيذكي نار الطائفية في البلد، وهذا أيضا أمر ليس بالجديد فالطائفية والعازفون على أوتارها موجودون سواء قامت الحرب أم لم تقم، والدليل نتائج الانتخابات الأخيرة، بل حتى نتائج انتخابات الجمعيات والجامعة تثبت أن نار الطائفية مشتعلة من غير حرب.

خلاصة الكلام… أنه لو قامت الحرب أم لم تقم فهي «مو فارقة» للأسباب السابق ذكرها فمّمَ الخوف؟

– خارج نطاق التغطية:

طلال الفهد يقول حان وقت حصاد النتائج بالأولمبياد، وهو الذي وعد جمهور الكويت منذ أربعة أعوام بنتائج جيدة في الأولمبياد المقبلة، وبوادر الحصاد ظهرت بوضوح منذ ان سافر وفد الكويت الأولمبي الى بكين، إذ كان عدد الإداريين 3 أضعاف عدد اللاعبين، فأي حصاد يتحدث عنه، وهو والأشقاء متربعون على ركام الرياضة منذ ربع قرن بلا إنجاز؟

احمد الصراف

الداعية أحمد الصراف

وردتني الرسالة التالية من وافد حريص، ربما اكثر حرصا من الكثيرين من مواطنينا من جماعة «عطونا فلوسنا». ملأى بأمور شتى ولكن افضل ما جاء فيها كان التالي، وبتصرف يقتضيه المقام:
«.. احرص دائما على حضور صلاة الجمعة، ولكني اعترف بأنني كثيرا ما اذهب الى المسجد مرغما، فلولا الواجب الديني الذي يدفعني دفعا لما ترددت في اداء الصلاة في البيت.
يقولون إننا امة نظيفة ومتواضعة وتحترم الغير، هذا على الاقل ما يحاول البعض اعلامنا به، ولكن الواقع الذي اعيشه كل جمعة غير ذلك تماما، واتمنى ان تلتفت وزارة الاوقاف لما تكتبه في عمودك وتفعل شيئا بخصوص الملاحظات التالية:
أولا: النظام الحالي المتبع عند اعتاب المساجد، او الفوضى السائدة، وكم الاحذية والنعال المكدسة فوق بعضها البعض بطريقة بائسة، امر يدعو للغثيان ويجب ان يوضع له حل سريع. ولا ادري لماذا لم يفكر احد في وزارة الاشغال بتعديل نظم بناء المساجد والجوامع، بحيث يخصص مكان لحفظ الاحذية و«الشباشب»، او لمن يقوم بتسلمها وتسليمها لاصحابها! ولا اود ان ابالغ بإخبارك عن عدد ازواج الاحذية التي فقدت لي على مر السنين، ولكن ليس بالقليل، ولا ادري ان كانت سرقات ام اخذت بطريق الخطأ؟!
ثانياً: مشكلة الخطباء مشكلة اخرى. فما يدفع اي مصل للذهاب الى مسجد محدد دون غيره هو الامام الخطيب. ولكن المشكلة تحدث عند الاضطرار للصلاة في مسجد قريب من البيت، او عند تغيب الخطيب الاصلي لسبب او لآخر. هنا تواجهنا مشكلة الفهم والمنطق والصوت العالي من غير سبب او داع! واعتقد، وربما كنت مخطئا، ان الوزارة تتعاقد مع الائمة من واقع سيرهم الذاتية وخبراتهم، ولكن ليس من واقع قوة حجتهم او صلاحية اصواتهم لالقاء الخطب، فأصوات البعض مؤذية حقا ولا تصلح للوعظ ولا للارشاد بل للنفور من الخطبة، وقد تأففت شخصيا كثيرا وسمعت تأفف غيري من اصوات البعض، ولا اعلم حقا لماذا يلجأ غالبية الخطباء للصراخ في الميكروفونات من دون سبب، علما بأن نسبة كبيرة من حضور خطب الجمعة لا تعرف اصلا ما يقوله الخطيب، وبالتالي فمن المهم قيام وزارة الاوقاف بإعطاء هذا الموضوع ما يستحقه من اهمية.
ثالثا: تشكو جميع الجوامع التي ارتادها، الا القلة منها، من قذارة السجاد، وهذا لفظ لا يليق لوصف فرش بيت الرحمن، ولكنه حقيقي. ولا ادري لماذا لا تصرف جمعياتنا الخيرية المباركة بعضا مما لديها من اموال على شراء سجاد جديد لهذه المساجد، او على الاقل تنظيف الموجود منها بطريقة جيدة.
رابعا: وضع دورات المياه: حدث ولا حرج، وانا شخصيا، وكثيرون غيري، نحرص على قضاء حاجاتنا والوضوء في البيت، فغالبية حمامات المساجد غير مصممة بطريقة سليمة وتحتاج عناية ونظافة اكثر، ونتمنى قيام جهة ما بوضع لافتات ولوحات تدعو المصلين للمحافظة على النظافة والترشيد في استخدام المياه.
خامسا: ان رمضان الكريم على الأبواب والولائم الخيرية قادمة معه، ولو حضر من تبرعوا بتلك الموائد العامرة، وشاهدوا من يتناولها وكيفة التصرف بفضلات الطعام وما يحدث بعدها في دورات المياه لقرر الكثير من المتبرعين اعادة النظر في الامر وتوجيه اموال تلك الولائم لانشطة اكثر بركة وخيرا في هذا الشهر الفضيل.
سادسا: اعتقد ان الحل يكمن في الخصخصة، فقد رأينا ان كل نشاط تم تخصيصه، او تحولت ملكيته وادارته للقطاع الخاص، قد نجح عما كان عليه وضعه تحت ادارة الحكومة، وبالتالي لماذا لا يفكر احد في خصخصة نشاط الجوامع وتسليمها لجهات كالجمعيات التعاونية او المبرات الخيرية لتشرف على ادارتها بالطريقة الصحيحة. نعم.. الحل في الخصخصة يا أستاذ احمد، ايها الداعية الكبير..».
هذا اهم ما تضمنته رسالة صاحبنا من افكار، ونتمنى قيام وزارة الاوقاف بعمل شيء ازاءها.

أحمد الصراف